لا تواجه السياسين بالحقيقة لئلا تقتل ! بقلم د.يوسف نبيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 10:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2019, 11:26 PM

د.يوسف نبيل
<aد.يوسف نبيل
تاريخ التسجيل: 07-25-2019
مجموع المشاركات: 73

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا تواجه السياسين بالحقيقة لئلا تقتل ! بقلم د.يوسف نبيل

    11:26 PM August, 09 2019

    سودانيز اون لاين
    د.يوسف نبيل-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تحدث المؤرخون قديما عن جدلية سقوط ديكتاتورية تمهد الطريق بكل سلاسة لقيام امبراطورية تمارس نفس العادات في التملك والاستحواذ على كل مؤسسات الدولة وظهور شمولية تتخذ أشكالا أخرى ، فإن كانت الإمبراطورية الاولى قامت على العقيدة الدينية ، ستجعل فرضا بأن تقوم الثانية مرغمة على أيديولوجية علمانية ! إنها عجلة التاريخ ، التي أدت بتسلسل منهجي معروف سلفا بأن صناعة اليمين في حكم الدولة ستجعل كل المعارضة مرغمة على تبني فكرة اليسار او أقل حدة منه كمنهجية للحراك المتواصل لإسقاط الاولى وقيام الثانية ، لكن بنفس المذهب الشمولي لكن بمنطق علماني هذه المرة ، لكن الشمولية السياسية للعلمانية لا تكبت المواطن ، بل تُتيح للفرد كل شي الا التدخل في العمل السياسي، لكي لا يخطئ القارئ في تفسير معنى الشموليتان.
    ان ما كان يحدث في المشهد السياسي السوداني طيلة ثلاثون عاما مضت هو اختزال كل سلطات الدولة ومواردها وقيام مؤسساتها في ما يُظن بأنه الحرص على تنمية وتحسين الفضائل الدينية ، لكن آلت الدولة إلى فساد لا نظير له وكان كل من يُشكك في نزاهة القائمين على أعمال الدولة يكون من المحرضين على تقويض نظام الحكم وتهديد أمنها القومي وتعريض استقلالها ووحدتها الى للخطر ! كانت زريعة تُتخذ من جانب سلطات الحكم الشمولي لتُسكت أفواه المنتقدين وردع البقية من المفكرين كي لا يجدوا حيزا لأفكارهم وإن اتيحت لهم الفرصة فعليهم بتعلم فن اللامبالاة والصمت والتغاضي، لقد كانوا يختلقون تهما كي يبغضوا المفكرين والمطالبين بالإصلاح ، ويجعلوهم من الصاغرين ونصيبك ذلا وهوانا لكن بهتان وإفك وبأن يصغر شأنك ما حييت. فقد كان يُظن بأن حكومتنا الثيوقراطية قوامين بالقسط لكننا لم نجد عدلا ولا حتى ايفاءا بأي من الوعود ، ولا يوجد شي قد تحقق طيلة ثلاثون عاما بل سعوا في إفساد المجتمع ، إنه السياسى لايتغير مهما تلونت المذاهب يظل يظهر عكس ما يبطن دائما وأبدا ، يمينيا وسطيا يساريا كلهم ساسة بلا وعود تحقق بل يظهرون عكس ما يبطنون.
    وهل مانراه الآن في المشهد السياسي حقيقة ام خُيّل لنا من فرط تعبنا وخزلاننا المتكرر ؟ بأن يغدو سودانا جديدا ! ام انها سلطة تسلم رايتها الى سلطة أخرى ؟ بينما الشعب قابع في نفس ضيقاته وأزماته وضغوطاته ؟
    وهل ما اتفق عليه ما بين قوى التغيير والعسكر سيأتي بثماره على الشعب ؟وهل ما اتفق عليه بين العسكر وقوى الحرية حقيقة؟ ام انها تمثيلة أخرى في تقاسم غنائم السلطة فيما بينهم ؟
    والي الان ماذا افادتنا الأحزاب ؟ بل نرى أشياء يعجز الخيال على تصديقها ! ما هذا الكم الهائل من الأحزاب ؟ وما هذه الفرحة الهستيرية التي تنتابهم كما تنتاب الأطفال حين يرون ملابس العيد الجديدة !! وما هذا التملق الجماهيري الذي يدار على أوسع نطاق! هُدِمت منصّة لتقوم أخرى ، هُدمت منصات التدين لتقوم منصات خمائل الحريات ، مرحب مرحب بدعاة الموضوعية ! إن المذهب السياسى الحنيف-مكر الساسة- يدين بشيء واحد: ان كل من يصل الي ما يريد -السلطة- فإذا به ينسى كل من سانده ووقف معه ويتنكر ويكون أسوأ مِن سابقيه ، إنها سنّة تاريخية لا جدال فيها..
    كم قضت الشعوب اعواما تظن بأن الاشياء المرابطة في عقولهم هي الحقيقة لكن تبين لهم في آخر الأمر أن الحكومات كانت تلهو بهم.
    فبعد أكثر من عشرين عاما من الهتاف وراء حكومة الانقاذ تبين لدى العامة بأن انقاذهم كان يلهو بهم. فإن كل ما في الأمر كان تجسيد لدور بطولة من صناعة العسكر و إخراج الإسلاميين.
    كل ماكان يحدث تمثّل في حالات استنفار جماهيري وتعبئة الروح الدينية والصياح في الساحات وتبين في اخر الامر ان الحكومة لم تكن في خدمة الشعب ولم تساهم في ازدياد الفضائل بل في وأدها ، بل وازدادت الرذائل ، ولم تكن في خدمة الدولة بل في سلبها وانهاكها ولم تكن أي شي سوى وعاء أُفرِغ من محتواه ليمتليء بالظلم والفساد ليعبر عن أبشع صور الاستغلال والانتهازية والتسلط والكبت. ان صناعة رمز ليس بالأمر الهين ، فقد اختلقوا رمزا وظلوا يهتفون أمامه ووراءه واختلقوا انشودة وكانت هذه الأنشودة غاية في البساطة (لا لدنيا قد عملنا) يقصدون بالدنيا السلطة لكن تهذيبا منهم ..
    أما الآن فما هي الحقيقة التي تترائى للجميع ولا يفطن لها أحد ؟
    لقد خلقت قوى التغيير بديل سياسي بكامل عتاده في حال سقوط وفشل الحكومة الانتقالية التي ستشكل قريبا ينتصب البديل السياسي كمخلص كالأفلام تماما ، والسؤال :لماذا خططت قوى التغيير لهذه السيناريو المعد سلفا ؟ لان من المتوقع إفشال الحكومة المدنية عن طريق العسكر. إنها لعبت كراسي متفق عليها فيما قوى التغيير.. لكن هل لها الحق في ذلك ؟ خططت بدهاء بأنه حين يُفشل العسكر قوى التغيير سيظهر مخلص اخر أبى أن يشارك في الحكومة الحالية بذريعة من ذرائع مكر افكارهم التي لا تنتهي ولا تنضب ابدا ، فان أقصى اليسار وأقصى اليمين وجهان لعملة واحدة سلطة مُحكمة ، شمولية أبدية ، قبضة حديدية لاترحم.
    لذلك اجادت قوى التغيير في خلق البديل السياسي او الخطة (ب).
    إذ أنه من المتوقع أن يتآمر العسكر في تفشيل الحكومة المدنية الاولى حينها يقوم البديل السياسي بتسلم مقاليد الحكم.
    لقد انكشفت الحقيقة الأولى لدى العامة بعد مرور عشرون عاما في ان نظام الانقاذ كان يلهو بهم ويستخدم التدين كأداة ووسيلة للوصول إلى الحكم والسيطرة على الشعب. والآن هل ما نراه الان حقيقي؟ بأن مدنية التغيير أتت لتخدم الشعب ام لتخدع الشعب مجددا ؟ وهل ستُكشف لنا حقيقة قوى التغيير الان ام بعد فوات الأوان ؟ ام ان وجههم الحالي حقيقى ؟ ام انها محاولة تملق سياسي آخر متى ما نجحت في إرساء قواعدها متى ما ضاعت كل أغاني وأناشيد الثورة وطموحات الشباب سدى ؟
    وكثيرا ما سئلت: لماذا لا تعمل في حزب سياسي؟ فكنت اضحك ولا أجب بشيء لكني الان اقول ان آفاق المفكرين تحدها التوجهات الأيديولوجية الحزبية المتناحرة فيما بينها لأنهم يتمسكون بأقوالهم وأفعالهم حتى وإن أثبت التاريخ خطأ نظرياتهم ، فهم لا يتنازلون من عليائهم بل يرغمون الشعب على ممارسة نفس اخطائهم ليكونوا مشاركين معهم في الجرم والمصير وخيبة الآمال وكما يدّعي المثل الشعبي بأن موت الجماعة عرس .. وهو لاعرس ولا يحزنون هو بلية سياسية اخرى.
    #ملكية
    د.يوسف نبيل
    9 أغسطس 2019























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de