|
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال (Re: عبدالله الشقليني)
|
كتب الأستاذ / شكري عبد القيوم:
الموقف الشيوعي; وتُفَرِّقُنا المعصية
هذه الورقة تَوَد لو أنَّ ثقاباً يشتعل،فإذا الطريق لها مُضَاء لفهم الموقف الشيوعي من الوثيقة الدستورية ،فتزداد بذلك استنارة ،ويزيد رصيدُها من الإنسانية . إنَّ الزمان قد استدارَ كهيئته في يوم 12فبراير 1953م حينَ وَقَّع اللواء محمد نجيب عن الحكومة المصرية ،ورالف اسكراين سينفسون عن حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا وشمال ايرلندا على إتفاقية الحكم الذاتي للسودان.كانَ ذلك في القاهرة .لقد حُظِيَت الإتفاقية باهتمام بالغ من الشعب ،ومن كافة المهتمين بقضايا التحرر .وعمَّت الاحتفالات أرجاء الوطن ابتهاجاً بتوقيع تلك الاتفاقية كفاتحة لعهد جديد، ونُحِرت الذبائح في الميادين ،وقدمت المطاعم وجبة العشاء مجاناً عشية 11 فبراير 1953م.رفض الحزب الشيوعي هذه الإتفاقية ،ووَثَّق رفْضَه تاريخياً عندما أصدر قاسم أمين كتابه الموسوم ,( الاتفاقية في الميزان ). خرج فيه بحكم عام عليها خلاصته أنَّ الشيوعيين يقفون ضد هذه الاتفاقية ; ( ولو جاءَت مُبرَّأة من كُلِّ عيب .). كانَ مِنْ رأْيِ الرفاق أنَّ الاتفاقية أبْطَأ ايقاعاً من حركة الجماهير ، وأنَّها أجَّلت مطالب الشعب لثلاث سنوات.وأنَّ الأحزاب الأخرى اتخذت موقف التبعية فقبلت الاتفاقية دون تعديل أو نقد، ومن وراء ظهر الجبهة المتحدة لتحرير السودان الذي كانوا يشتركون فيها .وكانَ الحزب رافضاً للوحدة مع مصر، ورافضاً من جهة المبدأ لانقلاب محمد نجيب 23 يوليو الحاكم في مصر ،والمحسوب على الأمريكان .تأسيساً على ذلك أعلن الحزب الشيوعي التصعيد ،وصرَّح الرفيق حمزة الجاك رئيس إتحاد العمال بعدم الاعتراف بالاتفاقية، وناشد الأحزاب بالرجوع لميثاق الجبهة المتحدة ،ومقاطعة أسلوب المفاوضات ،ونبذ المشاريع الدستورية الاستعمارية ،وأنَّ الطريق إلى الاستقلال هو حركة الجماهير الثورية والعناصر ذات الضمير الوطني في نضالها اليومي المستمر والنَشِط. لاحقاً ,وتحديداً في العام 1960م , كتب الرفيق عبد الخالق محجوب قال ; { ولكن الحزب الشيوعي في تقديره للاتفاقية أخطأ في ذلك الوقت ،لأنَّهُ نظر إليها من زاوية واحدة - نظرَ إلى مزالقِها التي يستغلُّها المستعمرون، وإلى كونها مناورة للمستعمرين ليخلقوا وضعاً - شرعياً- في البلاد لاستمرار نفوذهم - ولم ينظر إليها باعتبارها نتاجاً من نتاج الكفاح الشعبي .}. لقد استدارَ الزمانُ كما قدَّمنا ،وانطبق الحافر على الحافر، واختار الحزب الشيوعي جانبَه من التاريخ رافضاً إتفاق قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري.عندما يسلك المريد الجديد في الطريقة الصوفية يبايع شيخ الطريقة بعبارات يختمها بقوله ; ( تَجْمَعُنا الطاعة ،وتُفَرِّقُنا المعصية .).إنَّ الحرية والتغيير ميثاق قبل أن يكون تحالفاً ،والتحالف هو إنَّما على الميثاق .,فعلى أيَّة بَيِّنة يُلامُ من إذا مالَ الناسُ عن الميثاق مَالَ عنهم .؟!. مكابِرٌ من يُنْكِر أنَّ مواقف وتكتيكات الحزب الشيوعي في القبول والرفض قد أسهمت في احراز مكاسب تفاوضية حاسمة لقوى الحرية والتغيير.وتبقى العلاقة الايجابية مطلوبة من الرفاق بمؤسسات الفترة الانتقالية لأغراض حراسة الثورة من تربص فلول الثورة المضادة وأطماع العسكر والمحاور الداعمة لها.إنَّ من حق الحزب الشيوعي المناورة والتحسس للتعرُّف على مواطن وسقف الحركة الجماهيرية ،كذلك - بالمقابل - من حق الجماهير على حزبها أنْ يتقرَّر أنَّ هذه الاتفاقات رغم قصورها تمثِّل خطوة أولى نحو تفكيك دولة الرأسمالِية الطُفيلية ،وإنجاز بعض أُسُس التحول الديمقراطي باستكمال النواقص بالدراسة والتحليل ،وتجديد الخلايا والأنسجة ،والبناء على المُنْجَز الثوري خلال هذه المرحلة وفقاً لتوازن القُوَى . إنَّ الشيوعية هي الالتزام بالشعب .وهِيَ أنبل قضية إنسانية .حقيقة بسيطة في معناها ،مُرَوِّعة للخيال والعاطفة، لا تَحِدُّها حدود ولا تَقِفُ دونها سدود ،ولكن هذا الالتزام يتطلَّب الكثير من التكتيكات الوقتية والتي قد تتقاطع مع المبدأ بسبب ضعف الأساس الاجتماعي الذي نستند إليه في السودان حيث الوزن الكبير للقطاع التقليدي في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ،ومِنْ ثَمَّ وجود قوى اجتماعية داخل كتلة التغيير ذات مصلحة مضادة لتوسيع قاعدة الديمقراطية وتجديد الحياة في القطاع التقليدي .وبالنتيجة , فإنَّ هذه الثورة الحالية ليست هي الجذرية التي نعني .فكما ترى فالبلاد لا تزال في مرحلة دون الصناعي ،والصناعة والرأسمالية لم تزدهر بالقدر الكافي ،وقوانين تجميع رأس المال لم تتحقَّق ،كذا قانون تركيز رأس المال ، ولا قانون زيادة البُؤس .صحيح ,, أنَّ الثورة الروسية قامت بواسطة الثوريين المثقفين وعمال الحضر ، وفي الصين بواسطة الثوريين المحترفين وبمساندة فلاحي الريف ولكنَّها اعتمدت على العامل الآيدلوجي أكثر مما اعتمدت على العامل الطبقي ... ولذلك اُعْتُبِر ماوتسي تونغ خارجاً على الماركسية لأنّه عَدَّل بعْضاً من أصولها النظرية.وسخر من الكادر الشيوعي الصيني واصفاً إيَّاهم بأنَّهم كمن يشتري حِذاءً ضيقاً فيَبْرِي قدميه لتُساوِيا حجم الحذاء.
"شُكْرِي" [email protected] *
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق الشيخ أحد ممثلي الحزب الشيوعي في تنسيقية الحرية والتغيير .. | نضال عبدالوهاب | 08-03-19, 11:36 AM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-04-19, 04:30 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-04-19, 05:06 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-04-19, 05:09 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-04-19, 05:25 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-05-19, 12:00 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-05-19, 12:19 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-05-19, 12:28 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-06-19, 09:05 AM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-06-19, 09:08 AM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-06-19, 07:25 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-06-19, 07:28 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-08-19, 11:23 AM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-09-19, 05:38 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-09-19, 05:45 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-09-19, 05:48 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-11-19, 03:23 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-11-19, 09:02 PM |
Re: رد نضال عبدالوهاب ع الأستاذ صديق فاروق ال | عبدالله الشقليني | 08-13-19, 11:16 AM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|