لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات الأستاذ محمود لا تتخلف (٢)!! بقلم د. مصطفى الجيلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 10:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2019, 03:44 AM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: AMNA MUKHTAR)

    THE GAURDIAN
    Sudan's military leaders accused of ordering massacre

    BBC investigation includes testimony from soldiers who attacked peaceful protesters

    Ruth Maclean West Africa correspondent

    Fri 12 Jul 2019 13.56 BST
    Last modified on Fri 12 Jul 2019 18.00 BST

    Sudanese people demonstrate in Khartoum to commemorate those who were killed.
    Photograph: David Degner/The Guardian

    The massacre of peaceful protesters in Sudan last month was ordered by the country’s top military rulers, according to an investigation by BBC Africa Eye.

    The documentary Sudan’s Livestream Massacre, which analysed more than 300 videos shot on protesters’ mobiles on the morning of the attack, also included testimony from soldiers who admitted taking part in the break-up of the historic sit-in by thousands of Sudanese civilians.

    Protests against the rule of Omar al-Bashir, the long-time president wanted by the international criminal court, started in December. The sit-in in the Sudanese capital, Khartoum, had been going on since April, before it was violently dispersed.

    Having prompted the downfall and arrest of al-Bashir, the demonstrators have continued. They demanded a civilian government, the removal of violent militia from cities, aid for those attacked in raids and the release of political prisoners.

    Abdel Fattah al-Burhan is officially the head of the transitional military council (TMC), which has agreed a three-year power-sharing deal with the opposition. Most agree, however, that it is his deputy, Mohamed Hamdan Dagalo, who previously ran the notorious government-backed Janjaweed militias, who is in charge.

    One of the military officers interviewed by the BBC said Dagalo, who is commonly known as Hemeti, was the person who ordered it.

    “The instructions were issued by the commander, Gen Hemeti. We received these instructions on the 20 May,” the BBC reported the captain as saying. “After that, Abdul Rahim Dagalo [another commander] came to see us and he told us to clear the sit-in site, because these people have to be made to flee. For this country to move forward, and for peace to become a reality, we have to deal decisively with all manifestations of chaos.”

    Hemeti initially refused to answer questions from the New York Times about the massacre, saying he was waiting for the results of an investigation. In the same interview, however, he said protesters had carried out “unspeakable provocations”, including one who waved his genitals at Sudanese soldiers, and others who allegedly tore apart a military vehicle while filming it. He later said any RSF militiamen found to be involved in abuses would be held accountable.

    For more than a month, very little footage from the massacre emerged. As has been the case with many governments in Africa and beyond in the past few years, the TMC ordered an internet shutdown. Only when this was lifted on Wednesday were protesters who filmed the attack able to share their videos.

    How investigators will respond to this evidence, whether they will find the TMC responsible and what that means for the power-sharing deal remains to be seen. The signing of the transition deal has been delayed but according to the African Union diplomat Mohammed el-Hassan Labat will take place on Saturday.

    In the meantime, a top general announced on Thursday night that a coup attempt by military officers had been foiled and 16 people arrested.

    Fri 12 Jul 2019 13.56 BST
    Last modified on Fri 12 Jul 2019 18.00 BST
    Shares 2042

    ______________________________________________
    صحيفة القارديان

    قادة الجيش السوداني متهمون بإصدار أوامر المذبحة

    يتضمن تحقيق هيئة الإذاعة البريطانية شهادة من الجنود الذين هاجموا المتظاهرين المسالمين

    روث ماكلين مراسلة غرب إفريقيا

    الجمعة 12 يوليو 2019 13.56 بتوقيت جرينتش
    آخر تعديل يوم الجمعة 12 يوليو 2019 18.00 بتوقيت جرينتش

    صورة: ديفيد ديقنر، صحيفة القارديان
    الشعب السوداني يتظاهر في الخرطوم لإحياء ذكرى الشهداء.

    أفاد تحقيق أجرته "بي بي سي أفريكا آي" بأن مذبحة المحتجين المسالمين في السودان الشهر الماضي قد صدر أوامرها كبار القادة العسكريين في البلاد.

    تضمن الفيلم الوثائقي "مذبحة لايف ستريم" السودانية ، والذي قام بتحليل أكثر من 300 مقطع فيديو تم تصويرها على هواتف المتظاهرين في صباح يوم الهجوم، بالإضافة إل شهادات من جنود اعترفوا بالمشاركة في فض الاعتصام التاريخي الذي قام به آلاف المدنيين السودانيين.

    بدأت الاحتجاجات ضد حكم عمر البشير، الرئيس الذي طالبت به المحكمة الجنائية الدولية ، في ديسمبر ، وظل الاعتصام في العاصمة السودانية ، الخرطوم ، مستمراً منذ أبريل ٢٠١٩، قبل تفريقه بالعنف في ٣ يونيو ٢٠١٩.

    بعد أن تسبب ذلك في سقوط البشير واعتقاله، استمر المتظاهرون مطالبين بحكومة مدنية، وإزالة الميليشيات العنيفة من المدن، وتقديم المساعدة لهؤلاء الذين هوجموا في الغارات وفي فك الاعتصام، والإفراج عن السجناء السياسيين.

    برئاسة عبد الفتاح البرهان، وافق المجلس العسكري الانتقالي TMCعلى اتفاق لتقاسم السلطة لمدة ثلاث سنوات مع المعارضة. إلا أن معظمهم يتفقون على أن نائبه ، محمد حمدان داقلو ، هو الذي كان يدير في السابق ميليشيات الجنجويد المدعومة من الحكومة ، والتي تتولى المسؤولية.

    وقال أحد الضباط العسكريين الذين قابلتهم هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن داقالو ، المعروف باسم حيميتي ، هو الشخص الذي أصدر أوامر الهجوم.

    "صدرت التعليمات من القائد الفريق حيميتي، وقد تلقينا هذه التعليمات في 20 مايو".. وأوردت البي بي سي قول الضابط "بعد ذلك ، جاء عبد الرحيم داقلو [قائد آخر] أتي إلينا وقال لنا أن نفض من موقع الاعتصام ، لأنه يجب إجبار هؤلاء الأشخاص على التفرق. حتى يتقدم هذا البلد ، ولكي يصبح السلام حقيقة ، يجب أن نتعامل بحزم شديد مع كل مظاهر الفوضى ".

    في البداية، رفض حيميتي الإجابة على أسئلة من صحيفة نيويورك تايمز حول المجزرة ، قائلاً إنه ينتظر نتائج التحقيق. ومع ذلك ، قال في نفس المقابلة إن المتظاهرين قاموا "باستفزازات لا توصف" ، بما في ذلك الشخص الذي لوح بأعضائه التناسلية على الجنود السودانيين، وغيرهم ممن زعم أنهم قاموا بالهجوم على سيارة عسكرية أثناء تصويرها. وقال في وقت لاحق إن أي من أفراد ميليشيا قوات الدعم السريع الذين يتبين تورطهم في الانتهاكات سيحاسب على أي عمل قاموا به.

    بعد الهجوم ولأكثر من شهر، لم تظهر سوى لقطات قليلة للغاية عن المذبحة، كما هو الحال مع العديد من الحكومات في أفريقيا وخارجها في السنوات القليلة الماضية ، حيث أمر المجلس العسكري TMC بحظر الإنترنت. وفقط عندما تم رفع هذا الحظر يوم الأربعاء ، تمكن المحتجون الذين صوروا الهجوم من بث مقاطع الفيديو الخاصة التي صوروها.

    كيف سيستجيب المحققون لهذه الأدلة ، وما إذا كانوا سيجدون المجلس العسكريTMC مسؤولاً وماذا يعني ذلك بالنسبة لاتفاق تقاسم السلطة ، فلا يزال رهينا بسير الأحداث. وقد تم تأجيل توقيع الاتفاق، ولكن حسب تصريح دبلوماسي الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لابات فسيتم التوقيع يوم السبت.

    في غضون ذلك ، أعلن أحد كبار الضباط ليلة الخميس أن محاولة انقلاب قام بها ضباط الجيش قد أُحبطت وتم اعتقال 16 شخصًا.


    الجمعة 12 يوليو 2019 13.56 بتوقيت جرينتش
    آخر تعديل يوم الجمعة 12 يوليو 2019 18.00 بتوقيت جرينتش

                  

07-23-2019, 06:45 AM

غثيان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: AMNA MUKHTAR)

    محظوطة يا امنة بت مختار
    اهو ياسر الشريف طلع قريبك من اهل امك في الغرب يعني هامش بحسب وصفك
    وكمان مصطفى الجيلي ظاتو كمان هامش من اهل ابوك بحسب وصفك لسكان الشرق المهمشين
    وعلى ذكر الشرق والغرب زمااااااان بدري شديد صاحبتك تراجى كانت
    اول زول سرب حكاية انو جنجويد حميدتي من نواحي تشاد
    عندها فيديو في يوتيوب ليهو ضل لكين مشكلتي ما بعرف انزل الفيديوهات
    كان في زول بعرف خليهو يفتشو يجيبو عشان نشوف امنه حا تقول عن تراجي شنو..

    بعدين

    ما في زول من السودانيين في الشمال و للا في الجنوب و للا الشرق و للا الغرب و لللا الوسط قال الكيزان ابرياء
    و الناس كلها في المعارضة (شيوعيين و جمهوريين و بعثيين و حزب امة وناصريين واتحاديين) بلا استثناء ليهم 50 سنه قاعدين يتكلمو عن جرايم الكيزان (نقطة على السطر)
    الغريبه صاحبتك تراجى شتمت عمر البشير والكيزان وبعدين جات
    ورقصت معاهم بالسيف واكلت من موايدهم واتصورت مبسوطه
    و اتفوقت على كل الحكامات فى التغزل بالترابي و توزيع صكوك البراءه لى البشير
    لكن مشكلتك انتى بالذات انك بتوزعى في صكوك براءة حميدتي و جنجويده من منطلق قبلى بس وتتهمى غيرك بى العنصريه
    الجنجويد انتى اعترفتي بي نفسك انهم كتلو اهل امك في مستريحه
    و حميدتى زاتو صاحب نبرة الصوت البريئه الحنينه السكره التى تذكرك بصوت حبوبتك زهره
    قال بى نفس نبرة صوتو الحنينه دي انو رسل 30 الف مرتزق فى مهمة قتل للنساء والاطفال والابرياء فى اليمن
    اها يا بت الناس شنو البمنع الزول الكتل اهل امك وحبوبتك والبكتل فى اهل اليمن بدون غبينه
    انو يكتل زميلات اسراء و الاولاد والبنات النايمين فى مييدان القياده
    يعني خلاس بعد ارتكب لجنجويد جريمة كتل اهلك فى مستريحه و بعد ماقبضو من الكيزان
    ثمن جريمتهم دخلو اغتسلو و نضفوا ايدينهم من دماء اهلك في الغرب و اتحولو فجاة من وحوش منفلته
    تعتاش على لحوم البشر الى كائنات نباتيه مسالمه تعاف اللحوم البشريه الحمراء و تتغذى فقط على الجرجير و الجزر مثل الارانب.
    يا اخوانا الجنجويد ابرياء ارانب بس و العايز يصدق يصدق و الما عاوز يمشى يسال البت اسراء عن ارنبية الجنجويد
    او يمشى يخبط راسو فى حيطان القياده العامه حتى لا يصيبها الغثيان.

    غثيان لا يداويه سوى الصوت المنعش لحمدان دقلو بتهوفن
                  

07-23-2019, 07:24 AM

بريمة البقاري


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: غثيان)

    ول أبا كبر،
    سلامات
    Quote: يا أستاذ كبر، الكلمة "استقصائي"


    ترجمتها في الغرب: Investigative Journalist

    بريمة
                  

07-23-2019, 07:32 AM

بريمة البقاري


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: بريمة البقاري)


    Quote:

    Investigative journalism is a form of journalism in which reporters deeply investigate a single topic of interest, such as serious crimes, political corruption, or corporate wrongdoing. An investigative journalist may spend months or years researching and preparing a report. Practitioners sometimes use the terms "watchdog reporting" or "accountability reporting".
    Most investigative journalism has traditionally been conducted by newspapers, wire services, and freelance journalists. With the decline in income through advertising, many traditional news services have struggled to fund investigative journalism, which is time-consuming and therefore expensive. Journalistic investigations are increasingly carried out by news organisations working together, even internationally (as in the case of the Panama Papers and Paradise Papers), or by organisations such as ProPublica, which have not operated previously as news publishers and which rely on the support of the public and benefactors to fund their work.
    The growth of media conglomerates in the U.S. since the 1980s has been accompanied by massive cuts in the budgets for investigative journalism. A 2002 study concluded "that investigative journalism has all but disappeared from the nation's commercial airwaves".[1] The empirical evidence for this is consistent with the conflicts of interest between the revenue sources for the media conglomerates and the mythology of an unbiased, dispassionate media: advertisers have reduced their spending with media that reported too many unfavorable details. The major media conglomerates have found ways to retain their audience without the risks of offending advertisers


    المصدر Wikipedia

    بريمة
                  

07-24-2019, 07:43 AM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: بريمة البقاري)

    حميدتي: قصة راعي إبل تحول إلى مجرم حرب فحاكم فعلي للسودان
    تاريخ النشر: 18/05/2019 - 00:39

    صحيفة "عرب ٤٨ " الإلكترونية..

    عند الاجتماع بالعسكريين الذين أطاحوا بالرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، في الحادي عشر من نيسان/ أبريل الماضي، سارع سفراء الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا إلى الاتصال لا برئيس المجلس الانتقالي حينها، عبد الفتّاح البرهان، إنما بنائبه الأصغر، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، عن قصد، وكأنهم يعرفون طموح هذا الجنرال الذي بدأ حياته راعيًا للإبل.
    وأصبحت قصّة هذا الجنرال غير المتعلّم والبالغ من العمر 44 عامًا، الذي قاد ميليشيا الجنجويد التي جلبت الموت والدمار إلى دارفور قبل 16 عامًا، لغزًا كبيرًا، يحلو لكثيرين تفسير ملابساته.
    وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأميركيّ، فإن حميدتي هو أبرز ما تركته 3 عقود من حكم البشير، الذي قام على التزاوج بين الجيش والإخوان المسلمين، وهو تزاوج هجين لم يشهد له مثيل في أيٍ من دول العالم العربي، لكن الجيش السوداني سئم، حينها، من الحروب التي خاضها جنوبي البلاد وسئم، كذلك، من الانقسامات التي دبّت في صفوف الإسلاميين.

    وعندما نشبت حرب جديدة في دارفور عام 2003، كان البشير مقتنعًا أن السبيل الوحيد للفوز هو دفع المتشددين في دارفور إلى تجنيد أبنائهم في ميليشيا مسلّحة، وهو ما حدث بالفعل، إذ خلق البشير الجنجويد وإطلق أيديهم، دون حسيب أو رقيب، تحت إشراف الجنرال حميدتي، وهي ميليشيا غدت، بمرور الأيام، وحشًا لا يستطيع أحد السيطرة عليه ويثير قلقًا يتجاوز السودان إلى دول الجوار، بحسب الـ"فورين بوليسي".

    وخلال الأيام الأولى من خلع البشير، كانت المعارضة السودانيّة مقتنعة من إمكانياتها على التفاوض مع العسكر، وتحديدًا مع حميدتي، على انتقال مدني سلس، غير أن أهالي دارفور كانوا أكثر تشددًا، بالنظر إلى درايتهم بالرجل ورفاقه في السلاح.

    فبينما كان البرهان عقيدًا في المخابرات العسكريّة، وظيفته تنسيق هجمات الجيش والميليشيات ضد المدنيين في ولاية دارفور بين عامي 2003 و2005، كان حميدتي، بالفعل، واحدًا من أمراء الحرب المعروفين هناك، وأصبح، شيئًا فشيئًا، وبالتدريج، زعيمًا رئيسيًا لميليشيا الجنجويد.

    وأدّت الحرب في دارفور، في سنيّها الأولى، إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين غير العرب وإلى تشريد حوالي مليونيّ شخص.

    و قال مراسل "فورين بوليسي" في السودان، الذي التقى حميدتي عدّة مرّات في العام 2009، في متجر لبيع الأثاث ملكه في نيالا، عاصمة جنوب دارفور، إن حميدتي "طويل القامة، الذي يملك ابتسامةً ساخرةً لطفل مشاغب"، حصل على منصبه الأوّل، مستشارًا عسكريًا لحاكم جنوب دارفور بالابتزاز والتهديدات بقيادة تمرّد عسكري.
    ولأن الحديث في السودان يحيل، دومًا، إلى القبائل والأعراق، فإن لا يمكن تجاهل أن حميدتي ينحدر من عشرية عربيّة صغيرة هربت من جفاف تشاد وحروبها إلى السودان في ثمانينيات القرن الماضي، لكنهم حرموا، عند وصولهم، من مكانتهم القبلية التي تمتّعوا بها هناك، ورغم ذلك، منحتهم السلطات السودانيّة أراضي واسعة ليقيموا عليها تتبع قبيلة الفور، وهي أكبر مجموعة أصلية غير عربية في المنطقة، ليغيّروا اسم المنطقة إلى "أم القرى" بدلا من اسمه الأصليّ، "دوجي"، ولاحقًا قامت السلطات بتسليح الوافدين الجدد، الذي بدأوا، في تسعينيات القرن الماضي، الهجوم على جيرانهم من السكان الأصليين.
    كان حميدتي حينها مراهقًا، بحسب ما أخبر الـ"فورين بوليسي"، وترك مدرسته الابتدائيّة في الصف الثالث لرعاية الإبل في المثلث الحدودي المصري – السوداني – الليبي، لكنه سرعان ما ترك رعاية الإبل في العام 2003، عندما نشب تمرّد دارفور، ليتولّى حينها قيادة هجوم الجنجويد على قرى الفور المجاورة.
    ولتبرير الانضمام إلى ميليشيات الجنجويد التي تدعمها الحكومة، قال حميدتي إن المتمردين هاجموا قافلة من أصدقائه تجار الجمال كانوا في طريقهم من السودان إلى ليبيا، وأدّى ذلك إلى أن تقتل ميليشيا حميدتي 75 رجلًا ونهب 3000 من الإبل. وهذا، بحسب المجلّة، "أقلّ ما في سجلّ حميدتي الوحشي زعيمًا للميليشيا".
    وفي عام 2006، حصل حميدتي على معدّات عسكريّة جديدة قاد بها مئات الرجال في غارة عبر المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في شماليّ دارفور؛ دهس الجنجويد السكانَ غير العرب بشاحناتهم الصغيرة واغتصبوا نساءهم باسم السبيّ الديني، وفقًا لما نقلت "فورين بوليسي" عن شهود عيان.

    وأدّت أساليب حميدتي هذه إلى خلق توتّرات مع ضبط الجيش السوداني المرافقين له.
    لكن الحكاية لم تنته عند هذا الحدّ. ففي الوقت نفسه، بدأت السودان وتشاد حربًا بالوكالة عبر دعم المتمرّدين في البلدين، إلا أن تشاد سعت إلى استقطاب حميدتي، عبر ابن عمّه، الذي اختير وزيرًا للدفاع في تشاد، وفي العام 2006، زار حميدتي تشاد ووقّع اتفاقيّة سريّة مع حركة "العدل والمساواة" في دارفور، دون علم حكومة البشير في الخرطوم.
    بعد ذلك بفترة وجيزة، أعلن حميدتي تمرّده على نظام البشير، وبدأت حكومة السودان في مفاوضته على السعر الذي سيضمن عودته إلى "حظيرة النظام"، بتعبير الـ"فورين بوليسي"، وهو ما حدث، بالفعل، بعد 6 أشهر عندما أنهى تمرّده وأعلن وقوفه إلى جانب النظام السوداني، مرّة أخرى.
    وقال حميدتي، في العام 2009، "لم نصبح متمردين حقًا... لقد أردنا فقط جذب انتباه الحكومة، أخبرناهم أننا هنا، من أجل الحصول على حقوقنا: الرتب العسكرية، والمناصب السياسية، والتنمية في منطقتنا".
    لاحقًا، بدأت الانشقاقات تضرب الجنجويد، ولم يبق منهم أي موالٍ للحكومة إلا حميدتي، فكان من الطبيعي أن يختاره نظام البشير لقيادة قوّات التدخّل السريع، وهي قوة شبه عسكرية معزّزة كان هدفها القضاء على الجنجويد، غير أنها لم تنجح في ذلك، قبل أن تتحوّل إلى ميليشيا غير خاضعة للمراقبة وتشارك في عمليات النهب والقتل والاغتصاب في دارفور وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
    شيئًا فشيئًا، بدأ نظام البشير في شرعنة أعمال قوات التدخّل السريع، فقمعت مظاهرات أيلول/ سبتمبر 2013 بوحشيّة أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 200 متظاهر، فأخضعت أولا لإشراف المخابرات السودانيّة، قبل أن تنقل لإشراف البشير مباشرةً.
    بمعنى آخر، أصبحت قوات التدخل السريع الحامي الرئيس للبشير من وجه الانقلاب العسكريّ، أو أصبح حميدتي، الذي أعطي رتبة عسكريّة رسميّة، هو حامي البشير من وجه الجيش.
    بالإضافة إلى ذلك، أعطي حميدتي صلاحيّات واسعة في منع الهجرة من القرن الأفريقي إلى أوروبا مرورًا بالسودان، إذ أوكل الملفّ كله إليه، وقامت قوات حميدتي بعرض صور المهاجرين المعتقلين على التلفاز، للإثبات للأوروبيين أنه يمكن الاعتماد عليه.
    غير أن هذا كان في شاشة التلفزيون فقط، إذ إن قوّات حميدتي، بحسب الـ"فورين بوليسي"، قامت ببيع المهاجرين الذين ألقي القبض عليهم إلى المهرّبين السودانيين بعد تصويرهم.
    ليس هذا كلّ شيء، ما زال في جعبة حميدتي الكثير.
    فمع انضمام القوات السودانية إلى التحالف السعودي الإماراتي في حرب اليمن، في محاولة لإنقاذه من الخسائر الفادحة، لعبت قوات حميدتي دورًا بارزًا إلى جانب فرقة يقودها البرهان.
    تقول الـ"فورين بوليسي" إن التحضير لمرحلة ما بعد البشير بدأ مع التدخّل في اليمن، إذ دأب البرهان وحميدتي على الالتقاء بمسؤولين إماراتيين وسعوديين بشكل دائم، قالوا لهم إنهم هم ما يبحثون عنه: عسكريون عرب ليسوا إسلاميين، علاقتهم سيئّة مع قطر وإيران والإخوان المسلمين.
    وتقدّر الـ"فورين بوليسي" أن ما حصلت عليه قوات حميدتي من الإمارات والسعودية من الأموال هو أكثر من مئات ملايين الدولارات، أقرّ هو بـ350 مليون دولار منها، قال إنه خصّصها لإنقاذ الأوضاع الماليّة للسودان. ولا يقتصر خطر حميدتي، المتعطّش للسلطة والمال والدماء على فضّ تظاهرات السودان، ورغم أنّ ابن عمه لا زال يحظى بقّوة في تشاد، إلا أن حميدتي يؤمن بتفوّق "العرق العربي" على التشادي، وتراوده أحلام أن يسيطر العرب على العاصمة التشاديّة.
                  

07-24-2019, 09:40 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: د. مصطفى الجيلي)

    نهاية جيل اكتوبر في السياسة السودانية

    خالد موسي دفع الله

    لا أبتغي ملاحاة أكاديمية مع الدكتور نبيل عبدالفتاح في مركز دراسات الأهرام بالقاهرة بشأن توصيف ما جري في السودان هل هو ثورة ام انتفاضة كبري؟
    إذ يري الدكتور نبيل عبد الفتاح أن ما حدث في السودان هو انتفاضة كبري و ليست ثورة. و ان الخطأ في توصيف ما جري سيقود إلي نتائج خاطئة في التحليل ، إذ نجح الحراك الشعبي في إسقاط نظام البشير و ما يزال الطريق طويلا لتاسيس نظام ديمقراطي بديل وفقا لشعارات ومباديء الحراك حتي تكتمل اركان الثورة. اذ ان أي تغيير لا يؤسس لنظام جديد علي انقاض القديم وفق مباديء إنسانية وديمقراطية وبناء مؤسسات علي قواعد الشفافية والعدالة لا يعتبر ثورة بل هي انتفاضة كبري. لهذا كتب محمد حسنين هيكل مقاله الشهير بعد اكتوبر ١٩٦٤ ( ثم ماذا بعد في السودان؟) وبسبب هذا المقال قامت القطيعة التاريخية بين هيكل ومعظم النخب السودانية التي عدت مقال هيكل استتفاه لمنجزات الشعب السوداني. وهذه القطيعة ليست غريبة علي النخبة السودانية التي تصدت لكتاب د هيكل الكبير في كتابه ( عشرة أيام في السودان) وهي زيارته التي وثق فيها لافتتاح خزان سنار عام ١٩١٠.

    ومع الاختلاف في هذا التوصيف مع الدكتور نبيل الا ان اهم حقيقة متصلة بهذه الثورة هي أنها رسمت خط النهاية لجيل اكتوبر في السياسة السودانية، وهو إنجاز حقيقي يستوجب الاحتفاء. لأنها فترة ارتبطت بالفشل أو تنكب الطريق في عبارة اخري تركت جراحاتها الغائرة في جسد تاريخنا السياسي الحديث.
    مع سقوط نظام الانقاذ تم تشييع جيل اكتوبر إلي مثواه السياسي الأخير . اذ انها اخر ما صنعت يداه، إذ ولدت من عقيدة الصراع الايدلوجي بين اليسار و اليمين . وهو جيل لا يتحمل ما وقع من كوارث سياسية لمدي نصف قرن من الزمان فحسب، بل ولغ في احتكار الثقافة والشعارات والخيال السياسي. واصبحت ثورة اكتوبر هي المثال الاعلي لما يقع من انتفاضات وهبات، أي مقياس ريختر للثورات السودانية. فجيل أكتوبر خرج من مشكاة عقدة الصراع بين النخب، وجعلها عقيدة سياسية راسخة، كما ارتفع فيها صوت الأيديولوجيا علي نحو غير مسبوق فكثرت الانقلابات ، واتسعت الحرب الاهلية و اختل التوازن التنموي بين اقاليم السودان وتلطخت الايدي بالدماء في اقسي ظواهر العنف والعنف المضاد.
    لقد ظل جيل اكتوبر يحتكر الممارسة السياسية لمدي نصف قرن من الزمان، فهو الجيل الاكثر مكوثا في قيادة الاحزاب السياسية. فهو وان تسنم سدة العمل السياسي تحت شعارات التغيير و الديمقراطية الا انه سرعان ما رمي السلم بعد أن صعد به إلي أعلي سقف السلطة.كما أنه جيل براغماتي ظلت المصالح مقدمة عنده علي المبادىء. وقد وصف المرحوم البروف محمد عمر بشير المثقف السوداني بأنه رومانسي ويحب السفسطة والجدل وهي ابرز ما اتصف به جيل اكتوبر.
    يصدق علي جيل اكتوبر الوصف الذي أطلقه عزمي بشارة علي الأديب اللبناني سعيد عقل اي أنه عقل صغير أنتج أدبا كبيرا. فهو جيل رومانسي حمل عقلا كبيرا لكنه أنتج أدبا صغيرا وتجارب سياسية فاشلة. فقد عبر عن التطلعات و الأحلام كما يجب أن تكون الشعارات والقوافي لكنه فشل في التجربة السياسية، و معالجة إشكالات دولة ما بعد الاستقلال خاصة فيما يتعلق بالوحدة الوطنية. جيل طغي فيه تبجيل الأفراد ، وتمجيد الزعامات والخطب الرنانة علي البرامج العملية و الأفكار الخلاقة وخطط التنمية والنهوض الاقتصادي. أو كما قال منصور خالد في كتابه عن حوار مع الصفوة أن ميزانية استيراد السجائر والخمور والعطور كانت أكبر من ميزانية استيراد المدخلات الزراعية وهي عصب الاقتصاد السوداني.
    اكبر معاني الثورة الان هي أنها أعلنت النهاية لجيل اكتوبر في السياسة السودانية. لان كل الأنظمة التي جاءت بعد اكتوبر من حكومات ديمقراطية عاجزة وانقلابات عسكرية دكتاتورية ، وحرب أهلية واختلالات في موازين التنمية هي من صنع جيل اكتوبر الذي بلغ نهايته مع انتفاضة ديسمبر ٢٠١٨. كانت اكتوبر أكثر صفوية إذ تصدرها أساتذة الجامعات والطلاب والقضاة والمثقفين وكان ابرز شعرائها محمد المكي ابراهيم وابرز من صاغ الحانها محمد وردي ومحمد الأمين. اما انتفاضة ديسمبر ٢٠١٨ فقد كانت اكثر شعبية اذ قادها المهنيون و ناشطو الطبقة الوسطي والشباب وغمار الناس لذا كان شاعرها و مغنيها دسيس مان نسج قوافيه من اغراءات دردمة السفه وتحنيك الكنداكات مقابل المفردة الجذلي عند محمد المكي وهو ينسج جدلة العرس التي تدلت في الأيادي اذ كان اكتوبر في امتنا منذ الأزل..
    و يطل السؤال ماذا ستكسب السياسة السودانية بنهاية جيل اكتوبر؟
    لا شك عندي أن نظام الانقاذ السابق كان آخر تمظهرات المشروع السياسي لجيل اكتوبر لأنه ولد من رحم عقيدة الصراع التي غرستها اكتوبر في عصب السياسة السودانية، بل هي جزء من ثقافة الاستقطاب و الاستقطاب المضاد التي انتجت انقلاب مايو ٩٦ و انقلاب هاشم العطا ١٩٧١، و كذلك انقلاب الاسلاميين في ١٩٨٩.
    سألت المرحوم احمد سليمان المحامي عن غرامه الطويل مع الانقلابات منذ انقلاب علي حامد عام ١٩٥٧ حتي انقلاب الاسلاميين في ١٩٨٩، فقال أنه صراع نخب من أجل السلطة ليس إلا، وحتي يعلم خصومي ( انني زول شر)، وقال ساندت انقلاب الانقاذ حتي تشرب الاحزاب من نفس الكأس الذي آذاقتنا منه من قبل.

    في هذه الشهادة التاريخية لا تجد خطة للتنمية أو النهوض الاقتصادي، بل اغراق في عقيدة الصراع و الاستقطاب والاستقطاب المضاد وهو ابرز ثقافة جيل اكتوبر.
    لقد حمل الإمام الصادق المهدي الأستاذ أحمد سليمان في شهادته التي قدمها مؤخرا وزر التحريض علي الانقلاب. لكن شهادته للتاريخ التي اخذتها منه كفاحا أنه بالفعل حضر إلي رئيس الوزراء حينها السيد الصادق المهدي في معية الدكتور حسن الترابي وقال له دعنا نتفق ونحن نملك الأغلبية البرلمانية علي تعديل الدستور من داخل البرلمان لإقامة نظام رئاسي تتولي فيه رئاسة الجمهورية ونتولي فيها رئاسة الوزراء. بالفعل لم يكن أحدهما يستطلف الآخر ربما بفعل القطيعة التاريخية بين المحجوب والصادق المهدي إذ ظل أحمد سليمان وفيا ومدافعا عن المحجوب في حياته ومماته.
    جيل اكتوبر مثل جيل الاستقلال يمثل ابرز تمظهرات سيطرة النخبة النيلية علي مقاليد السياسة السودانية، و مركزية الثقافة العربية مع ضعف في مفهوم التنوع الثقافي و اللغوي والاثني ، مما اضعف من روابط الوحدة الوطنية إلا في فترات استثنائية قليلة. هذا رغم ان اكتوبر جمعت افضل عقول الثقافة السودانية وولدت حوار المائدة المستديرة وغيرها من المبادرات الوطنية الا ان هذه العقول فشلت في الاتفاق علي مشروع وطني جامع.
    وصف منصور خالد في كتابه الشذرات عن سيرته الذاتية بعض رموز جيل الاستقلال الذين حملوا تلك الجينات لجيل اكتوبر بأنهم أدمنوا البهلوانية في السياسة فمثلا يحي الفضلي الذي قاد مظاهرات لا قداسة مع السياسة عاد وقدم نذر الخضوع و الطاعة امام مولانا علي الميرغني قائلا ( كنا نرميك بالحجارة وكنت تساقط علينا ثمرا طيبا)، كما انتاش أيضا الإمام الصادق المهدي في موقفه من قضية الرق في السودان وغيرها. كما انتقد أيضا محمد أحمد المحجوب في كتابه ( الديمقراطية في الميزان)، مؤكدا أن المحجوب تحدث عن فشل تجارب الديمقراطية في العالم الثالث دون أن يقدم كشف حسابه عن أسباب سقوط الديمقراطية في السودان. يكشف المحجوب في كتابه المذكور ان الصراع السياسي كان يخلو من المحتوي الفكري بل هو أقرب للنزاعات الشخصانية، خاصة بين الزعماء. ٠ ربما هذا ما دفع الترابي ليقول :" غفر الله لنا في اكتوبر".
    لكن يخرج علينا مثقف آخر من جيل اكتوبر وهو ينتقد منصور خالد ، إذ يقول حيدر ابراهيم ان منصور رجل ازمولوجي، يصدر فكره من دائرة الأزمة. مما يجعله جيل لا يعترف فيه احد بفضيلة الآخر.
    يعود السؤال مجددا، ماذا ستكسب السياسة السودانية بترجل جيل اكتوبر من الفضاء السياسي العام؟.
    اولي كسوب السياسة السودانية من خروج جيل اكتوبر من الملعب السياسي، من ناحية تاريخية هو انه قد اكتملت بفعله دورة الانقلابات العسكرية التي اصطنعتها القوي السياسية ، فقد شارك في الانقلابات السابقة اليمين واليسار والوسط وخرج الجميع بقناعات راسخة من الخسران المبين وهو ان الجيش ينقلب علي من دفعه للانقلاب وتدفع القوي المدنية الثمن السياسي الباهظ. ازعم ان ترجل جيل اكتوبر من الحلبة السياسية يعني نهاية الانقلابات في السودان، وهذا يعضد زعمي السابق انه جيل انقلابي بإمتياز إذ تشربوا ثقافة دفع الجيوش للإستيلاء علي السلطة. من ناحية اخري ربما يصدق الوصف أنه بمغادرة هذا الجيل يعني نهاية صراع الايدلوجيا بوجهها القبيح السابق، إذ بلغ الصراع بين اليسار و اليمين قمته الحتمية بتسنم هذا الجيل مقاليد السلطة وسالت بذلك دماء كثيرة بفعل الاستئصال والاستئصال المضاد ولنا في مايو والإنقاذ عبرة وعظة لمن القي السمع وهو شهيد.
    جيل اكتوبر أنتج عقولا كبيرة علي سبيل الكسوب الذاتية لكنه انتج فشلا ذريعا علي مستوي العمل الجماعي اذ عجز عن صياغة مشروع وطني جامع ، و انشغل بالصراعات عن البناء القومي وشهد المشروع الديمقراطي في عهده انتكاسات مزلزلة.
    أن فشل جيل اكتوبر لا يمنح صك البراءة لجيل ثورة ديسمبر الراهنة التي قوامها الشباب، لكن من الواضح انه وان بدأ اقل ثقافة ومعرفة من نخبة اكتوبر الا انه أكثر إدراكا لمشكلات واقعه، و شرائحه الشعبية أكثر تمثيلا للسودان من ثورة اكتوبر التي طغي فيها صوت المدينة والأفندية علي قوي الريف و النجوع.
    الفارق النوعي بين جيل اكتوبر وهذا الجيل أن الجيل الراهن أكثر إدراكا لقضايا الهامش والظلامات التاريخية التي وقعت عليه. جيل اكتوبر كان أكثر انكارا لذلك الواقع الذي كان يتشكل في ظهر الغيب. ومع هذا لا ننكر أن القيادات التي أفرزتها اكتوبر أكثر كارزمية، و ثقافة، لكن مؤشرات الحراك الراهن توضح أن نمط القيادة الجماعية الأفقية هو تجربة ربما ترسخ انه الخيار الأفضل من الاعتماد علي قدرات الزعامات التاريخية وتجليات الفذ الملهم. يقول توم فليتشر في كتابه ( الدبلوماسية العارية) ان الجيل الجديد هو اكثر الاجيال قوة في التاريخ لأنه يمتلك التقنية المعلوماتية، ناعيا جيله بأنه كان يقدس ثقافة التراتبية الهرمية اما هذا الجيل فيؤمن بالتشبيك networking و بناء التحالفات.
    لا أريد أن اجرد جيل اكتوبر من الفضائل ، لكنني معني في هذا المقال ان اجري عليه ميسم النقد وقسطاسه المستقيم.
    ثورة اكتوبر صنعتها مضاغطات السلطة، أما ثورة ديسمبر فقد صنعتها الطبقة الوسطي التي نفضت يدها عن العقد الإجتماعي مع السلطة المركزية وهي التنازل عن حقوقها السياسية مقابل التمتع بامتيازاتها الطبقية، وهي ثورة صنعتها الازمات الاقتصادية و التطلع نحو الحرية.
    ترتب علي فشل جيل اكتوبر نتائج وخيمة في السياسة والاقتصاد وبناء الدولة لكن فشل تجربة التحول الديمقراطي الراهنة ستترتب عليها نتائج أكثر قتامة يكون فيها وجود السودان المادي والمعنوي علي المحك.
    ربما اكون اكثر الناس احتفاء بترجل جيل اكتوبر عن مسرح السياسة السودانية إذ يتحمل لوحده فشل المشروع الوطني. لكن الاكثر خطورة ان يترسم الجيل الناهض الان خطي ثقافته وارثه السياسي في الفشل التاريخي وتنكب الطريق في الممارسة السياسية.
                  

07-24-2019, 12:55 PM

جمال المرضي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: AMNA MUKHTAR)

    انتي ما عارفه انو خالد موسى دفع الله دا كوز !!! لا لا استغفر الله موش كوز ده شوية كويز صغير
    وياريت لو كان من كيزان أهلك ناس الغرب زي الرزيقي وعبدالمنان
    لالا دا من كيزان الوسط يعني احط درجه واقل قيمه واكثر حقاره من الرزيقى ومن مرتزقة الشرق والغرب

    بعدين نجي للسفسطة الطويله الفارغه الكاتبها الكويز ده والتي انتهى فيها ساكت كده خبط لزق إلى خلاصة انو ثورة ديسمبر الحاليه رسمت خط النهايه لحكم جيل اكتوبر .. وتعالى نمسك استنتاجاتو المهببة دى فقره فقره
    أها الفقره الأولى فيها شنو غير الحشو وحشر أسماء نبيل عبد الفتاح وحسنين هيكل وكلام خارم بارم لا يودي لا يجيب.
    وانزلى كمان لى بقية الفقرات الخمستاشر ولا سطاشر ما بعرف فيها شي غير تلصيق أسماء سودانيه مع أسماء عربيه واجنبيه بمناسبه وبدون مناسبه ابتداء من احمد سليمان لى سعيد عقل ومن الصادق المهدى لى عزمى بشاره ومن محمد الأمين ومحمد ورده لى دسيس مان ومن محمد احمد محججوب ومنصور خالد وحيدر إبراهيم لي الدكتور هيكل ومن حسن الترابي لي المكى إبراهيم لى توم فليتشر يعني خلاس الواد مثقف ومقددا

    المسكين دا ما عارف انو جيل أكتوبر لم يحكم ولا يوم واحد
    يعنى جعفر النميرى كان جيل أكتوبر
    ولا هاشم العطا كان جيل أكتوبر
    ولا سوار الدهب كان جيل اكتوبر
    ولا عمر البشير كان جيل أكتوبر
    البلد محكومة بتحالف العساكر مع البيوتات الطائفيه مع اهلك ناس الزعامات القبلية من قيادات الكبابيش والرزيقات والبجه وزعامات الإداره الاهليه في الوسط والشمال والشرق والغرب تحالف منذ أيام الاستعمار

    لا جيل أكتوبر حكم ولا جيل ديسمبر حايحكم طالما صاحبك الحرامى حميدتي و صاحبو الحرامى البرهان وباقى عصابة مجلس العسكر لسه قاعدين في الكراسى ويكوركو يا نكون فيها يا نعفنها ونظرط ونفسي فيها.

    جيل أكتوبر ما ياهو جيل ناس ياسر الشريف ومصطفى الجيلى القدامك ديل
    اها حسب السفسطه المهببه من الكويز المطرطش بتاعك ده يعنى ناس مصطفى وياسر الشريف هم الكانوا حاكمين البلد

                  

07-24-2019, 06:11 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: جمال المرضي)

    و قال مراسل "فورين بوليسي" في السودان، الذي التقى حميدتي عدّة مرّات في العام 2009، في متجر لبيع الأثاث ملكه في نيالا، عاصمة جنوب دارفور، إن حميدتي "طويل القامة، الذي يملك ابتسامةً ساخرةً لطفل مشاغب"، حصل على منصبه الأوّل، مستشارًا عسكريًا لحاكم جنوب دارفور بالابتزاز والتهديدات بقيادة تمرّد عسكري.
    ولأن الحديث في السودان يحيل، دومًا، إلى القبائل والأعراق، فإن لا يمكن تجاهل أن حميدتي ينحدر من عشرية عربيّة صغيرة هربت من جفاف تشاد وحروبها إلى السودان في ثمانينيات القرن الماضي، لكنهم حرموا، عند وصولهم، من مكانتهم القبلية التي تمتّعوا بها هناك، ورغم ذلك، منحتهم السلطات السودانيّة أراضي واسعة ليقيموا عليها تتبع قبيلة الفور، وهي أكبر مجموعة أصلية غير عربية في المنطقة، ليغيّروا اسم المنطقة إلى "أم القرى" بدلا من اسمه الأصليّ، "دوجي"، ولاحقًا قامت السلطات بتسليح الوافدين الجدد، الذي بدأوا، في تسعينيات القرن الماضي، الهجوم على جيرانهم من السكان الأصليين.
    كان حميدتي حينها مراهقًا، بحسب ما أخبر الـ"فورين بوليسي"، وترك مدرسته الابتدائيّة في الصف الثالث لرعاية الإبل في المثلث الحدودي المصري – السوداني – الليبي، لكنه سرعان ما ترك رعاية الإبل في العام 2003، عندما نشب تمرّد دارفور، ليتولّى حينها قيادة هجوم الجنجويد على قرى الفور المجاورة.
    ولتبرير الانضمام إلى ميليشيات الجنجويد التي تدعمها الحكومة، قال حميدتي إن المتمردين هاجموا قافلة من أصدقائه تجار الجمال كانوا في طريقهم من السودان إلى ليبيا، وأدّى ذلك إلى أن تقتل ميليشيا حميدتي 75 رجلًا ونهب 3000 من الإبل. وهذا، بحسب المجلّة، "أقلّ ما في سجلّ حميدتي الوحشي زعيمًا للميليشيا".
    وفي عام 2006، حصل حميدتي على معدّات عسكريّة جديدة قاد بها مئات الرجال في غارة عبر المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في شماليّ دارفور؛ دهس الجنجويد السكانَ غير العرب بشاحناتهم الصغيرة واغتصبوا نساءهم باسم السبيّ الديني، وفقًا لما نقلت "فورين بوليسي" عن شهود عيان.

                  

07-27-2019, 06:17 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: مصطفى الجيلي)

    الجنجويد والأرض.. عصابات حميدتي والارتزاق بالجملة

    17 يوليو 2019

    فقلم: التراصوت - فريق التحرير

    ...

    الجنجويد والأرض

    ثمة عبارة مشهور للروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن ابتدر بها إحدى أهم مخطوطاته الأدبية، تقول العبارة" أهون لجمل أن يلج من ثقب إبرة ما من أن يدخل جنجويدي ملكوت الله"، في إشارة لما صورته المخيلة الشعبية من أهوال الحرب في دارفور، ودور قوات الدعم السريع في تكوينها الأول حينما كانت تعرف بالجنجويد، أي الجن القاتل الذي يعتلي الجياد. ووفقاً لإحصاءات غير رسمية فإن قوات الدعم السريع يبلغ تعدادها نحو 50 ألفًا، ينتشرون في الحدود، ومناطق دارفور، واليمن ضمن القوات التي تفاتل هنالك تحت راية التحالف السعودي. لكن المثير في الأمر صدور قرار نهار الثلاثاء بدمج "هيئة العمليات" بجهاز الأمن والمخابرات السوداني في قوات "الدعم السريع" ويبلغ تعداد أفراد هيئة العمليات 12 ألف مقاتل .
    ونقلت صحيفة (باج نيوز) إن قرارًا سيصدر خلال أيام بنقل تبعية هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات السوداني إلى قوات الدعم السريع، حيث تتكون هيئة العمليات من 12 ألف مقاتل، وتنتشر في مواقع مختلفة في الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى، وشاركت هذه القوات من قبل في عمليات ومعارك لمحاربة التمرد في ولايات السودان الحدودية، إلا أن بعضها مارس قتلاً وعنفاً خلال الاحتجاجات الأخيرة على المتظاهرين، مما أجج الشارع على جهاز الأمن وزادت المطالبات بحله بسببها، لكن دمجها في قوات الدعم السريع، سوف يضاعف القوة الضاربة لجيش حميدتي، وربما يجعله قائداً لقوة عسكرية متعددة المهام .

    حميدتي والبرهان

    ربطت حركات مسلحة سودانية قوات الدعم السريع يكتمل تعريفها بالتابعة للجيش السوداني بانها امتداد لعصابات (الجنجويد) وهو اتهام ترفضه قياداتها، وترفضه أيضًا قيادة المجلس العسكري الانتقالي، حيث وصفها الفريق عبد الفتاح البرهان في خطابه التلفزيوني قبل الأخير بأنها "ولدت من رحم القوات المسلحة" فيما يقول التسلسل التاريخي لتكوينها أنها كانت جزءاً من مكونات جهاز الأمن والمخابرات. وقال البرهان في حوار تلفزيوني أن الصداقة العميقة تجمع بينه وحميدتي قبل أن يصبح رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، ولهذه الصداقة صلة باختياره إلى جنبه، ليشد من عضده كما يبدو .

    شهادة المهدي

    كان البرلمان السوداني أجاز في كانون الثاني/يناير 2017 قانوناً جعل قوات الدعم السريع تابعة للجيش السوداني، وفي العام 2014 تم اقتياد الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وآخر رئيس وزراء سوداني منتخب، إلى السجن، وذلك بسبب انتقاده لقوات حميدتي واتهامها بارتكاب جرائم حرب بإقليم دارفور، قبل أن يعود المهدي نفسه مؤخراً ليصف ما قام به حميدتي وقواته في مشهد خذلان البشير بأنه موقف تاريخي، ومضى المهدي أكثر من ذلك بالدعوة لتجنب الاحتكاك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، داعيًا حميدتي، إلى دمج قوات الدعم السريع التي يقودها في الجيش لتعزيز الوحدة في صفوف القوات المسلحة، وأضاف المهدي: "إذا كان حميدتي يتطلع لدور قيادي فسيكون مقبولاً إذا أصبح مواطنا مدنيًا، وإذا اتجه حينذاك إما لتشكيل حزب خاص به أو الانضمام لأي حزب يعتقد أنه أقرب إلى أفكاره" لكن قائد الدعم السريع رفض الكشف عن نيته الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، إلا أن حضوره السياسي وتغلغله في الأوساط الشعبية من خلال تدفق الدعم المالي من قبله، بات لافتاً في الأشهر الأخيرة، وربما يحظى في حال قرر خوض سباق الرئاسة السودانية، بدعم حليفته، المملكة العربية السعودية.

    طموحات حميدتي

    هنا أيضًا لا يبدو السؤال عن ما مضى بقدر ما يمضي نحو التساؤل حول مستقبل السودان نفسه عقب الثورة! والكيفية التي يمكن من خلالها تجاوز معضلة الدعم السريع؟ المعضلة التي يربطها مراقبون بأنها تتجاوز القوات لتضع استفهاماتها حول قائدها الفريق حميدتي نفسه. فالرجل الذي ينحدر من المكونات العربية في إقليم دارفور وجد حظوظه السياسية تتفاقم بصورة مذهلة، حتى أنه اعتلى موقع الرجل الثاني في البلاد على نحوٍ مفاجئ، مما يمهد الطريق ربما للقفز على منصب الرجل الأول في حكومة ما بعد الثورة المنتخبة، مستفيداً مما يسميه البعض حالة السيولة العامة وعدم الاستقرار الذي يجعل من القوة العسكرية، في بلد غير مستقر مثل السودان العامل الأكثر ترجيحًا في لعبة الصعود إلى سُدة القيادة، سيما وأن حميدتي يمتلك جيشًا وموارد مالية "مستقلة"، حيث يستأثر بذهب جبل عامر، إلى جانب دعم الاتحاد الأوروبي لقواته، مقابل قيامها بمهمة مكافحة الاتجار بالبشر في الحدود السودانية، عطفًا على مشاركة تلك القوات بأعداد كبيرة في حرب اليمن، تقدر بحوالي ثلاثين ألف مقاتل، وفقاُ لقائدها حميدتي، الذي قال في خطاب جماهيري الشهر الماضي "نقاتل مع الإمارات والسعودية، وقواتنا من أكبر القوات المشاركة في التحالف، حيث يبلغ قوامها ثلاثين ألف جندي" وهى المرة الأولى التي يفصح فيها الرجل عن حجم قواته في اليمن، والتي أصبح له دور متعاظم على الأرض، تلاحقها أيضًا اتهامات بالانتهاكات، وتجنيد الأطفال.

    أدوار متعددة

    حسماً في الصعود الى أعلى طموحات زاد منها حالة الإستقلال المالي الذي ينعم به جيش حميدتي من خلال سيطرته على مناجم الذهب في دارفور، وعلى العائد المادي من مشاركة جنوده في حرب اليمن مدفوعة الثمن. وبالطبع فإنه لا يمكن تجاوز الدعم السياسي الذي يجده من حلفاء الحرب في اليمن "الإمارات والسعودية" باعتبار أن أي تحولات في المشهد السياسي في السودان من شأنها التأثير على مجريات الصراع هناك، خصوصاً بعد خطوة الإمارات سحب قواتها من حرب اليمن، إذ أن تعويض النقص غالباً سوف يكون من قوات الدعم السريع، المتأهبة لأي دور يوكل لها داخل وخارج السودان، بشكل منفرد، أو ضمن منظومة القوات السودانية .

    شرعية حشد الجماهير

    في الشارع السوداني يتمدد رفض الثوار لقوات الدعم السريع ولقائدها حميدتي وهي صورة تبدو مخالفة لما كان في بداية إنطلاق الاعتصام حيث ظهرت جلياً بوادر النهاية لشهر العسل بين الطرفين. فموقف الرجل الرافض لمواجهة الجماهير الثائرة عندما طلب منه البشير ذلك، جعلت البعض يعتبره أحد داعمي الثورة قبل أن تتخذ الأوضاع صورة مغايرة، تراكم فوقها صدى السخط الشعبي، إلى درجة أن قواته باتت هي المهدد الرئيس لتطلعات الشعب في تحقيق مطالب (الحرية والسلام والعدالة) كما يردد البعض، وعزز من هذا الأمر حراكه الخارجي من أجل الحصول على الدعم الإقليمي، ومن أجل شرعية ظن أن تحصيلها يتم من خلال حشد الجماهير بواسطة قيادات النظام المخلوع.

    يقدم حميدتي خدمات الارتزاق عبر عصاباته بالجملة، مرة للاتحاد الأوروبي ضد الهجرة غير النظامية ومرات للتحالف السعودي الإماراتي وجرائم حربه

    يقول طارق عثمان الصحفي السوداني أن عملية تحصيل الاستقرار والسلام في السودان والتحول المدني "لا يمكن الوصول إليها، في ظل وجود ميليشيات تملك السيطرة على زمام الأمور وأنه لا خيار غير إيجاد صيغة للتخلص من هذه القوات وتقليل تاثيراتها السلبية" وحول ادعاء نائب رئيس المجلس العسكري حميدتي بأن قواته مخترقة من قبل مندسين وأجهزة مخابرات ومزروعين يعملون على تشويه صورتها، كتب طارق تدوينة على صفحته بالفيسبوك، متسائلاً : كيف لقائد فشل في تأمين قواته من الإختراق ولم يستطع السيطرة على تلك القوات بحيث يحرك أولئك المندسون آلاف الجنود وبآلاياتهم ودون علم قيادتهم للدخول في معركة داخل العاصمة لساعات؟ وأن تعيث تلك القوات فسادا لثلاثة أيام دون تعليمات من قيادتها بل هي لا تعلم من أصدر التعليمات؟ مبدياً استغرابه، حول "قدرة قائد بتلك الصفات المتواضعة أن يحفظ أمن بلد حدادي مدادي وسط شد داخلي وتجاذبات خارجية" على حد وصف طارق.

    جاذبية الالتحاق بالدعم

    لا يمكن لمن امتهن سلوك انتهاك القانون أن يعيش تحت سلطاته، هكذا يرد البعض علي التصريحات المتتالية لنائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان حميدتي حول ضرورة سيادة حكم القانون، الجملة التي ظل يكررها في غالب خطاباته وتصريحاته الأخيرة، ويؤكدون على عدم موافقته على خيار حل هذه القوات تحت أي ظرف، مثلها، والموقف العام للمجلس العسكري فيما يتعلق بالاستمرار في التحالف السعودي الذي يقاتل في اليمن. لكن الناطق الرسمي باسم الدعم السريع العميد جمال جمعة حاول منح الالتحاق بقواته جاذبية وإغراء، مشيراً إلى أن أحد الدوافع التي تجعل الكثيرين يتقدمون للالتحاق بهذه القوات هو تحسين أوضاعهم المادية، نافياً تجنيدهم أطفالاً للقتال باليمن والسعودية، وقال جمعة في حوار صحفي إن الدعم السريع تعرض للطعن من الخلف في حادثة الاعتداء على ميدان الاعتصام .

    تمظهرات التهميش

    لكن الأمر يختلف لدى الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية مبارك أردول الذي ينظر لقوات الدعم السريع بأنها إحدى تمظهرات التهميش في السودان، وقال أردول لـ(ألترا صوت) أن المطالبات بإبعادها من الخرطوم بالحلول القاصرة والتي تعبر عن تفكير نخبوي شعبوي لن تؤدي لنتيجة، معتبراً أن التعامل مع الدعم السريع يجب أن تكون أحد مؤشرات التعامل مع قضايا التغيير، وأضاف أردول بأن "سياسات النظام وتصرفات بعض الحركات المسلحة هي التي أدت لظهورها في المشهد، وأن الطريق الوحيد لمعالجتها هو أن يتم ذلك من خلال الترتيبات الأمنية: ليشمل أيضًا إعادة هيكلة القطاع الأمني بمافيه قوات حركات الكفاح المسلح والجيش لصناعة جيش وطني جديد .

    انسحاب تدريجي

    إلا أن الإنتهاكات المتكررة لتلك القوة ودورها في عملية فض الإعتصام جعلت الجميع يطالب بابعادها من العاصمة الخرطوم، وهو ما افترض سؤالا استنكارياً : هل سنبعد موتهم إلى مناطق أخرى؟ لأن القوات نفسها تورطت في مشاكل منتصف هذا الأسبوع بعيدًا عن العاصمة، تحديدًا في منطقة السوكي بولاية النيل الازرق، انتهت بسحبهم من قبل الجيش، إلى خارج المدينة، والمشهد نفسه تكرر بالتزامن في مدينة (الضعين) غرب السودان، مما جعل الناطق الرسمي العميد جمال جمعة آدم، يقول في تصريح لسونا إن قوات الدعم السريع سيتم سحبها تدريجيًا من الخرطوم وفقًا للحالة الأمنية، وشدد جمعة على أن وجود القوات بالخرطوم أملته الظروف الأمنية، وإذا استقرت الأوضاع فلا داعي لانتشارها.

    هل ستفلح الاتفاقية بين قوى الحرية والتغيير في إنجاز التحول المدني، أم أن الرغبة الشعبية في السودان ستصطدم بمصالح الغرب مع حميدتي؟

    بعيدًا عن الاختراق وانتحال الشخصية ومحاولات قيادات هذه القوة إبعاد شبح الاتهامات عنها، فإن ثمة مواقف متعددة في الشوارع أو إفادات لمواطنيين تقول بأن أفرادًا من هذه القوات متورطون في عدد من التجاوزات وفي مناطق مختلفة، يرد عليهم قادتها بأنهم ليسو ملائكة ويخطئون مثل الآخرين. لكن هل ستفلح الاتفاقية بين قوى الحرية والتغيير في إنجاز التحول المدني، وإعادة تركيب هذه القوات ... ؟ علاوة على الدور الغامض لهذا الجيش، جيش حميدتي الضارب، والذي بدأت تتعاظم قوته ونفوذه كما لو أنه مدخر لأمر ما خطير طي الكتمان.
                  

07-27-2019, 06:24 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: مصطفى الجيلي)

    The Man Who Terrorized Darfur Is Leading Sudan’s Supposed Transition


    The interim vice president, Mohamed Hamdan “Hemeti” Dagalo, was in charge of the brutal janjaweed militias. Now he is calling the shots in Khartoum.

    By Jérôme Tubiana

    May 14, 2019, 2:34 PM

    Gen. Mohamed Hamdan “Hemeti” Dagalo, the deputy head of Sudan’s military council, speaks at a news conference in Khartoum on April 30. Associated Press
    After Omar al-Bashir was deposed on April 11, Western diplomats made no mistake about who was in charge. Ambassadors from the United States, Britain, and the European Union did not shake hands with the transitional military council’s president, the little known army general Abdel Fattah al-Burhan; they met with his younger deputy Mohamed Hamdan Dagalo, better known by the nickname “Hemeti.”
    The story of how an uneducated 40-something chief of the janjaweed—the Arab militias that brought death and destruction to Darfur 16 years ago—became more powerful than his seasoned mentors in the Sudanese junta is, to many, a mystery.
    In fact, Hemeti is the main legacy of Bashir’s 30-year rule. Bashir himself was a product of an alliance of the army and the Muslim Brotherhood, unseen elsewhere in the Arab world, but the army grew tired of the wars it had to fight in Sudan’s south, and the Islamists fragmented. When a new war began in Darfur in 2003, Bashir was convinced by Darfuri Arab hard-liners that turning their youths to militias would allow him to win. But by creating the janjaweed and relentlessly empowering them under Hemeti, the Sudanese regime has created a monster it cannot control and who represents a security threat not only for Sudan but also for its neighbors.
    By creating the janjaweed and relentlessly empowering them under Hemeti, the Sudanese regime has created a monster it cannot control
    It seems that for a few days after Bashir’s ousting Khartoum’s civilian opposition trusted that it could negotiate a civilian transition with Burhan and Hemeti. Darfuris were more skeptical, given that they were more intimately familiar with the new men in charge. Burhan was a military intelligence colonel coordinating army and militia attacks against civilians in West Darfur state from 2003 to 2005, at a time when Hemeti was already a known warlord, who would gradually become the janjaweed’s primary leader. During its first, most intense years, the war in Darfur led to the deaths of several hundred thousand non-Arab civilians and displaced about 2 million people, earning Bashir an arrest warrant for genocide from the International Criminal Court.
    I met Hemeti a couple of times in 2009, first in a vaguely Orientalist furniture shop he owned in South Darfur’s state capital of Nyala (one of his early business efforts), from which I was driven to a more private office setting. He was a tall man with the sarcastic smile of a naughty child—yet he was then the newly appointed security advisor to South Darfur’s governor, his first official government position, obtained through blackmail and threats of rebellion.
    Hemeti hails from a small Chadian Arab clan that fled wars and drought in Chad to take refuge in Darfur in the 1980s. As he told me, his uncle Juma Dagalo failed to be recognized as a tribal leader in North Darfur state, but South Darfur authorities welcomed the newcomers and allowed them to settle on land belonging to the Fur tribe, Darfur’s main indigenous non-Arab group. The place, called Dogi in the Fur language, was rebranded Um-el-Gura, “the mother of the villages” in Arabic, an old name for Mecca. The authorities also armed Dagalo’s followers, who, as early as the 1990s, began attacking their Fur neighbors.
    Hemeti was then a teenager who, as he told me, dropped out of primary school in the third grade to trade camels across the borders in Libya and Egypt. When the Darfur rebellion began in 2003, he became a janjaweed amir (war chief) in his area, leading attacks against neighboring Fur villages. To justify joining the government-backed militias, he said the rebels had attacked a caravan of fellow camel traders on their way to Libya, allegedly killing 75 men and #####ng 3,000 camels. That fell short of his own brutal record as a militia leader.
    In 2006, armed with new equipment, he led several hundred men on a raid across the rebel-held area of North Darfur. The janjaweed rammed non-Arab men with their pickup trucks and raped women in the name of jihad—according to witnesses I met at the time.
    In 2006, armed with new equipment, he led several hundred men on a raid across the rebel-held area of North Darfur. The janjaweed rammed non-Arab men with their pickup trucks and raped women in the name of jihad—according to witnesses I met at the time.
    His violent methods even created tensions with accompanying army officers.
    At the same time, Chad and Sudan began a proxy war through their respective rebel groups. The Chadian government used its own Arab officials to push the janjaweed to betray Khartoum. Bichara Issa Jadallah, a cousin to Hemeti, was then the defense minister in Chad. In 2006, he invited the janjaweed leader to the Chadian capital, N’Djamena, and had him sign a secret nonaggression pact with the Darfur rebel Justice and Equality Movement, behind the back of Khartoum.
    Shortly afterward, Hemeti announced that he had become a rebel. He then received a visit from a TV crew working for Britain’s Channel 4, which shot a documentary in his camp—his first exposure to TV—a medium to which he has become addicted since. But the journalists reportedly came late, and, as they were filming, government negotiators were also in the camp, bargaining over the price to bring Hemeti back into the government fold.


    الرجل الذي أرهب دارفور يقود انتقال السودان المفترض

    كان نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق محمد حمدان داقالو، مسؤولاً عن ميليشيات الجنجويد الوحشية، والآن هو من يصدر الرصاص في الخرطوم.

    بقلم جيروم توبيانا

    ١٤ مايو ٢٠١٩ ، ٢:٣٤ م

    الفريق محمد حمدان دقالو "حميدتي" ، نائب رئيس المجلس العسكري السوداني ، يتحدث في مؤتمر صحفي بالخرطوم في ٣٠ أبريل.

    بعد إقالة عمر البشير في ١١ أبريل، لم يخطئ الدبلوماسيون الغربيون في التعرف على المسؤول الأكثر تأثيرا في المشهد السوداني، فسفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لم يسعوا لمقابلة رئيس المجلس العسكري الانتقالي، وهو الفريق "غير المعروف" عبد الفتاح البرهان، وإنما التقوا بنائبه الفريق محمد حمدان دقالو، المعروف باسم " حميدتي ".

    وأصبحت قصة الرجل غير المتعلم البالغ من العمر ٤٠ عامًا، قائد قوات الجنجويد --الميليشيات العربية التي جلبت الموت والدمار إلى دارفور لمدة ١٦ عامًا -- والذي أصبح أكثر قوة من قادته المتمرسين في الطغمة السودانية، بالنسبة للكثيرين، لغز غامض.
    في الحقيقة ، "حميدتي" يعتبر الإرث الأساسي لحكم البشير الذي دام ثلاثين عامًا. والبشير نفسه قد كان نتاجًا لتحالف بين الجيش والإخوان المسلمين، الوضع الذي لم يكن مألوفا في أي مكان آخر في العالم العربي، لكن الجيش أرهقته الحروب التي خاضها في جنوب السودان ، والتي عملت على إضعاف الإسلاميين. ولذلك عندما بدأت حرب جديدة في دارفور في العام ٢٠٠٣ ، عمل البشير على تحويل شباب دارفور العرب المتشددين إلى ميليشيات ليكسب الوقت فتم خلق الجنجويد وتمكينهم من استخدام القوة دون هوادة تحت قيادة حميدتي، وبذلك أنشأ النظام السوداني وحشًا لم يستطع السيطرة عليه لاحقا، وأصبح يمثل تهديدًا أمنيًا ليس للسودان فحسب وإنما لجيرانه أيضًا.

    ولبضعة أيام بعد الإطاحة بنظام البشير، كانت المتظاهرون في الخرطوم واثقون من قدرتهم على التفاوض مع برهان وحميدتي بشأن انتقال مدني للحكم.. كانت قوات حميدتي أكثر تعنتا ، خاصة أنهم كانوا أكثر دراية بالعسكريين الجدد المسؤولين حيث كان برهان عقيدًا بالمخابرات العسكرية وكان يقوم بتنسيق هجمات الجيش والميليشيات ضد المدنيين في ولاية غرب دارفور من عام ٢٠٠٣ إلى عام ٢٠٠٥ ، وفي نفس ذلك الوقت كان حميدتي أيضا مسئولا عن الحرب، والذي أصبح تدريجياً الزعيم الرئيسي للجنجويد. خلال سنواتها الأولى والأكثر حدة ، أدت الحرب في دارفور إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين غير العرب وإلى تشريد حوالي مليوني شخص، وبسببها صدرت مذكرة توقيف للبشير بالإبادة الجماعية من المحكمة الجنائية الدولية..

    لقد قابلت حميدتي عدة مرات في عام ٢٠٠٩ ، ولأول مرة كانت في متجر للأثاث المستشرق الغامض الذي كان يملكه في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور -- أحد جهوده التجارية المبكرة-- ثم وُجِّهت إلى مكتب أكثر خصوصية. لقد كان رجلاً طويل القامة وله ابتسامة ساخرة كطفل مشاغب ، ومع ذلك كان مستشار الأمن المعين حديثًا لحاكم جنوب دارفور ، وهو أول منصب حكومي رسمي له ، حصل عليه كوسيلة إسكات للابتزاز والتهديدات بالتمرد..

    ينحدر حميدتي من عشيرة عربية شادية صغيرة هربت من الحروب والجفاف في تشاد لتلجأ إلى دارفور في الثمانينات من القرن الماضي، كما أخبرني، لم يحظ عمه جمعة دقالو بالاعتراف كزعيم قبلي في ولاية شمال دارفور، لكن سلطات جنوب دارفور رحبت بالوافدين الجدد وسمحت لهم بالاستقرار على أراض تابعة لقبيلة الفورــ وهي المجموعة الأصلية غير العربية الرئيسية في دارفورــ في مكان يطلق عليه "دوجي" بلغة الفور بعد أن تم تغيير اسمه إلى "أم القرى "، وهو من الاسماء القديمة لمكة بالمملكة السعودية.. بعد ذلك قامت السلطات بتسليح أتباع دقالو، الذين بدأوا منذ تسعينات القرن الماضي في مهاجمة جيرانهم قبائل الفور..

    كان حميدتي حينها مراهقًا ، كما أخبرني ، ترك المدرسة الابتدائية في الصف الثالث ليعمل في تجارة الإبل عبر الحدود في ليبيا ومصر.. ثم عندما بدأ تمرد دارفور عام ٢٠٠٣ ، أصبح أميرا في قوات الجنجويد (قائد) في منطقته ، حيث قاد الهجمات على قرى الفور المجاورة.. ولتبرير الانضمام إلى الميليشيات التي تدعمها الحكومة ، قال إن المتمردين هاجموا قافلة من زملائهم تجار الجمال في طريقهم إلى ليبيا، ويزعم أنه قتل 75 رجلاً ونهب 3000 من الإبل، وكان ذلك أقل عنفا من سجله الوحشي اللاحق كزعيم للميليشيات..

    في العام ٢٠٠٦ ، تم تسليح حميدتي بمعدات عسكرية جديدة ، وقاد مئات الرجال في غارة عبر المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في شمال دارفور، وفيها دهس الجنجويد رجالًا غير عرب بسياراتهم واغتصبوا النساء باسم الجهاد، وفقًا لشهود التقيت بهم في ذلك الوقت..

    أساليبه العنيفة خلقت توترات مع ضباط الجيش المرافقين.. وفي الوقت نفسه، بدأت تشاد والسودان حربًا بالوكالة من خلال جماعات المتمردين. استخدمت الحكومة التشادية مسؤوليها العرب لدفع الجنجويد للخروج على الخرطوم.. وكان بشارة عيسى جاد الله ، ابن عم حميدتي ، وزير الدفاع في تشاد، و في عام ٢٠٠٦ ، دعا زعيم الجنجويد إلى العاصمة التشادية ، نجامينا ، وجعله يوقع على اتفاقية سرية مع حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور، خلف ظهر الخرطوم..

    بعد ذلك بفترة قصيرة ، أعلن حميدتي أنه أصبح متمردا، وحينها تلقى زيارة من طاقم تلفزيوني يعمل لصالح القناة الرابعة في بريطانيا وقام بتصوير فيلم وثائقي في معسكره - أول عرض له في التلفزيون - وهو نشاط أصبح مدمنًا عليه منذ ذلك الحين.. لكن قيل أن الصحافيين جاءوا متأخرين ، وبينما كانوا يصورون ، كان المسئولون الحكوميون أيضًا في المخيم يتفاوضون على ثمن إعادة حميدتي إلى حظيرة الحكومة.

                  

07-30-2019, 05:19 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا حميدتي ولا جنجويده سودانيين: استقراءات (Re: مصطفى الجيلي)



    ترجمة مصطفى الجيلي من مقال الصحفي قيروم توبيانا، والذي كان متواجدا بدارفور وقابل حميدتي شخصيا، المقال بصحيفة "فورين بوليسي"...

    بقلم جيروم توبيانا

    ١٤ مايو ٢٠١٩ ، ٢:٣٤ م

    الفريق محمد حمدان دقالو "حميدتي" ، نائب رئيس المجلس العسكري السوداني ، يتحدث في مؤتمر صحفي بالخرطوم في ٣٠ أبريل.

    بعد إقالة عمر البشير في ١١ أبريل، لم يخطئ الدبلوماسيون الغربيون في التعرف على المسؤول الأكثر تأثيرا في المشهد السوداني، فسفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لم يسعوا لمقابلة رئيس المجلس العسكري الانتقالي، وهو الفريق "غير المعروف" عبد الفتاح البرهان، وإنما التقوا بنائبه الفريق محمد حمدان دقالو، المعروف باسم " حميدتي ".

    وأصبحت قصة الرجل غير المتعلم البالغ من العمر ٤٠ عامًا، قائد قوات الجنجويد --الميليشيات العربية التي جلبت الموت والدمار إلى دارفور لمدة ١٦ عامًا -- والذي أصبح أكثر قوة من قادته المتمرسين في الطغمة السودانية، بالنسبة للكثيرين، لغز غامض.
    في الحقيقة ، "حميدتي" يعتبر الإرث الأساسي لحكم البشير الذي دام ثلاثين عامًا. والبشير نفسه قد كان نتاجًا لتحالف بين الجيش والإخوان المسلمين، الوضع الذي لم يكن مألوفا في أي مكان آخر في العالم العربي، لكن الجيش أرهقته الحروب التي خاضها في جنوب السودان ، والتي عملت على إضعاف الإسلاميين. ولذلك عندما بدأت حرب جديدة في دارفور في العام ٢٠٠٣ ، عمل البشير على تحويل شباب دارفور العرب المتشددين إلى ميليشيات ليكسب الوقت فتم خلق الجنجويد وتمكينهم من استخدام القوة دون هوادة تحت قيادة حميدتي، وبذلك أنشأ النظام السوداني وحشًا لم يستطع السيطرة عليه لاحقا، وأصبح يمثل تهديدًا أمنيًا ليس للسودان فحسب وإنما لجيرانه أيضًا.

    ولبضعة أيام بعد الإطاحة بنظام البشير، كانت المتظاهرون في الخرطوم واثقون من قدرتهم على التفاوض مع برهان وحميدتي بشأن انتقال مدني للحكم.. كانت قوات حميدتي أكثر تعنتا ، خاصة أنهم كانوا أكثر دراية بالعسكريين الجدد المسؤولين حيث كان برهان عقيدًا بالمخابرات العسكرية وكان يقوم بتنسيق هجمات الجيش والميليشيات ضد المدنيين في ولاية غرب دارفور من عام ٢٠٠٣ إلى عام ٢٠٠٥ ، وفي نفس ذلك الوقت كان حميدتي أيضا مسئولا عن الحرب، والذي أصبح تدريجياً الزعيم الرئيسي للجنجويد. خلال سنواتها الأولى والأكثر حدة ، أدت الحرب في دارفور إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين غير العرب وإلى تشريد حوالي مليوني شخص، وبسببها صدرت مذكرة توقيف للبشير بالإبادة الجماعية من المحكمة الجنائية الدولية..

    لقد قابلت حميدتي عدة مرات في عام ٢٠٠٩ ، ولأول مرة كانت في متجر للأثاث المستشرق الغامض الذي كان يملكه في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور -- أحد جهوده التجارية المبكرة-- ثم وُجِّهت إلى مكتب أكثر خصوصية. لقد كان رجلاً طويل القامة وله ابتسامة ساخرة كطفل مشاغب ، ومع ذلك كان مستشار الأمن المعين حديثًا لحاكم جنوب دارفور ، وهو أول منصب حكومي رسمي له ، حصل عليه كوسيلة إسكات للابتزاز والتهديدات بالتمرد..

    ينحدر حميدتي من عشيرة عربية شادية صغيرة هربت من الحروب والجفاف في تشاد لتلجأ إلى دارفور في الثمانينات من القرن الماضي، كما أخبرني، لم يحظ عمه جمعة دقالو بالاعتراف كزعيم قبلي في ولاية شمال دارفور، لكن سلطات جنوب دارفور رحبت بالوافدين الجدد وسمحت لهم بالاستقرار على أراض تابعة لقبيلة الفورــ وهي المجموعة الأصلية غير العربية الرئيسية في دارفورــ في مكان يطلق عليه "دوجي" بلغة الفور بعد أن تم تغيير اسمه إلى "أم القرى "، وهو من الاسماء القديمة لمكة بالمملكة السعودية.. بعد ذلك قامت السلطات بتسليح أتباع دقالو، الذين بدأوا منذ تسعينات القرن الماضي في مهاجمة جيرانهم قبائل الفور..

    كان حميدتي حينها مراهقًا ، كما أخبرني ، ترك المدرسة الابتدائية في الصف الثالث ليعمل في تجارة الإبل عبر الحدود في ليبيا ومصر.. ثم عندما بدأ تمرد دارفور عام ٢٠٠٣ ، أصبح أميرا في قوات الجنجويد (قائد) في منطقته ، حيث قاد الهجمات على قرى الفور المجاورة.. ولتبرير الانضمام إلى الميليشيات التي تدعمها الحكومة ، قال إن المتمردين هاجموا قافلة من زملائهم تجار الجمال في طريقهم إلى ليبيا، ويزعم أنه قتل 75 رجلاً ونهب 3000 من الإبل، وكان ذلك أقل عنفا من سجله الوحشي اللاحق كزعيم للميليشيات..

    في العام ٢٠٠٦ ، تم تسليح حميدتي بمعدات عسكرية جديدة ، وقاد مئات الرجال في غارة عبر المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في شمال دارفور، وفيها دهس الجنجويد رجالًا غير عرب بسياراتهم واغتصبوا النساء باسم الجهاد، وفقًا لشهود التقيت بهم في ذلك الوقت..


    أساليبه العنيفة خلقت توترات مع ضباط الجيش المرافقين.. وفي الوقت نفسه، بدأت تشاد والسودان حربًا بالوكالة من خلال جماعات المتمردين. استخدمت الحكومة التشادية مسؤوليها العرب لدفع الجنجويد للخروج على الخرطوم.. وكان بشارة عيسى جاد الله ، ابن عم حميدتي ، وزير الدفاع في تشاد، و في عام ٢٠٠٦ ، دعا زعيم الجنجويد إلى العاصمة التشادية ، نجامينا ، وجعله يوقع على اتفاقية سرية مع حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور، خلف ظهر الخرطوم..

    بعد ذلك بفترة قصيرة ، أعلن حميدتي أنه أصبح متمردا، وحينها تلقى زيارة من طاقم تلفزيوني يعمل لصالح القناة الرابعة في بريطانيا وقام بتصوير فيلم وثائقي في معسكره - أول عرض له في التلفزيون - وهو نشاط أصبح مدمنًا عليه منذ ذلك الحين.. لكن قيل أن الصحافيين جاءوا متأخرين ، وبينما كانوا يصورون ، كان المسئولون الحكوميون أيضًا في المخيم يتفاوضون على ثمن إعادة حميدتي إلى حظيرة الحكومة.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de