لقد قاسينا ما فيه الكفاية منذ أن جاءت الإنقاذ أو بالأحرى، (نظام الإحباط) بمعلمكم الأكبر عمر البشير، رمز الشر والخراب والدمار. الطاغية الذي مارس ضد الشعب السوداني كل أشكال القهر والبطش والظلم طوال سنوات حكمه المظلمة البائسة، التي قسمت الوطن، ووطنت الفقر، ونشرت الفَسَاد. كيف لكم أن تتفرعنوا على الشعب الذي ثار على الطاغية الذي كُنتُم خلال سنوات حكمه صُم بـُكم عـُم . . !. كُنتُم خدمه وعبيده المطيعين نفذتم تعليماته وتوجيهاته دون سؤال أو تردد أو مناقشة. إلى أن إنطلقت الثورة المباركة التي هزت عرشه وجعلته هشا للحد الذي دفعكم لعزله، تحت شعار الإنحياز للثورة الذي أصبح غدرا وإحتواءاً وسرقة . . ! لذلك نقول: لكم ألعبوا غيرها يا مجلس الخيانة والعمالة . الشعب أقوى، وأكثر وعياً وخبرة ونضجاً، لن تنطلي علينا الآعيبكم وبهلواناتكم، فأنتم أثبتم بأفعالكم وتصرفاتكم لستم شركاء في الثورة، بل شركاء في الجريمة والآلام والمصائب التي حلت بالوطن والشعب. ما أتعس حظوظكم وأقسى ورطتكم. تصرفاتكم خلال الثلاثة شهور الماضية قد أظهرت حقيقة نواياكم وتوجهاتكم وحماقاتكم التي وسعت حجم الجراح بعد أن سفكت دماء الابرياء في الطرقات بلا رحمة، وسرقت أرواح الشهداء الذين فتحوا عيوننا على حقيقة إنحيازكم المضلل، الذي لم يدخر حجة أو ذريعة للإلتفاف على ثورة الوعي التي نمت وإتسعت، وتحولت إلى طاقة متجددة زودت الشارع باكسوجين الحرية ونبض الحياة الذي تجسد شعاعاً وشعارات وهتافات في وجه الظلم ورموز الضلال والتضليل. لقد سطع ضوء الحقيقة باهراً في قلب المدن والقرى والأحياء والأزقة والبيوت والطرقات ومواقع العمل. وتجلى في العقول والنفوس والوجوه والعيون والأحاسيس والمشاعر والآمال والأحلام والطموحات والتطلعات. شعاع الحرية أصبح حقيقة واقعة ومعاشة في مفردات حياة شعبنا المعلم بعد عقود من ظلام الإنقاذ الذي عطل الحياة وسد كل منافذها، وأغلق نوافذ الأمل أمام شباب السودان النضير الذي كسر حاجز الخوف وتوشح برايات النضال وسار في طريقه لتخطي عقبات الحياة بإرادة صلبة، لا تعرف الإستسلام أو الإلتفات للوراء. مدفوعاً برؤى معاصرة مواكبة لروح العصر وفاتحة مسارات جديدة للتفكير والحوار والتأسيس لمستقبل مشرق يسع كل تطلعات شعبنا المعلم بثورته السلمية التي أذهلت العالم بوعيها وشعاراتها ورقيها الذي نال إعجاب أحرار العالم المتحضر شعوباً وحكومات. ثورتنا المحروسة بالتضحيات والأرواح والدماء والوعي فهي عصية على السرقة، يا رموز الخيانة والعمالة. لذا أقول لكم : ألعبوا غيرها . الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة