السودان و الخيارات الصعبة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 01:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2019, 08:06 PM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان و الخيارات الصعبة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

    08:06 PM June, 08 2019

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر





    تشير تعقيدات الأحداث في السودان و عمق الأزمة السودانية، و عدم ظهور ضوء في آخر النفق، مع زيادة أتساع مساحات المأساة في قتل الأبرئاء، أنها حكمة من الله في أن الحل القادم سوف يمهد الطريق لحل يحقق ديمومة الاستقرار السياسي و الاجتماعي للبلاد لكي تنطلق في رحاب الحرية و التنمية. أن مظاهرة تعقيدات الآزمة تجعل قضية التفكير ليس تفكيرا سطحيا يهدف إلي مردود مصالح وقتية، سرعان ما تؤدي إلي خلافات بين القوى السياسية تقود إلي صراع سياسي يهدم ما تم الاتفاق عليه، و لكن كلما تعقد المشكل أكثر كان دافعا لعمق التفكير و الخروج من دائرة المصالح الضيقة إلي مصالح أكثر أتساعا أجتماعيا و سياسيا و حتى ثقافيا. و يصبح الحل يشكل قناعة اجتماعية قوية.
    و الآزمة لا تنحصر في المجال السياسي فقط، و أن كان الحقل السياسي هو الحاضنة لهذه الآزمات، و أن كانت الأزمة السياسية تتمدد علي كل المساحات الفاعلة و المؤثرة في طريقة التفكير و السلوك الاجتماعي، و رغم إسراع خطى الأحداث لكنها في ذات الوقت ترسخ مفاهيم أكثر قوة في الذهن الاجتماعي، و حتى لا نغرق في مسألة التنظير، نضرب أمثالا لذلك من واقع الحراك السياسي، الذي بدأ يتخلق بفعل ثورة الشباب في السودان و يتمثل في الأتي:-
    أولا- واحدة من الإشكاليات الخطيرة التي جاءت بها الإنقاذ و خاصة الرئيس المعزول، تكوين المليشيات العسكرية، و أعتقد إنها سوف تحمي نظامه من السقوط. و أخطر هذه المليشيات مليشيا الجنجويد، و التي ارتكبت مجازر في مناطق مختلفة في السودان في دارفور و كردفان و النيل الأزرق، و رغم أن مجازر دارفور لفتت نظر العالم و وصلت إلي المحكمة الجنائية الدولية، لكنها لم تكون ذات أثرا قويا في مجتمع الخرطوم، لأنها كانت بعيدة عن مصالح هؤلاء، و لم يكن الإعلام بالقوة التي عليها الآن " وسائل الاتصال الاجتماعي" لنقل المأساة. و لكن ممارستها في الخرطوم مع نقلها علي " وسائل الاتصال الاجتماعي" و أنتشارها في المجتمع بقوة. أصبحت هناك قناعة شعبية لخطورة هذه المليشيا، و يجب إيجاد الحل لها، بإدماجها كليا في القوات المسلحة أو حلها و محاكمة جميع قياداتها لإرتكابهم جرائم حرب في البلاد. و بالتالي أصبح النظر لهذه المشكلة أعمق مما كانت عليه قبل فض الإعتصام.
    ثانيا – كان السودانيون يتعاملون بعواطف في علاقات السودان مع دول الإقليم، إذا كانت عربية أو إفريقية، و يعتقدون أن هذه العلاقة ليس لها أي إنعكاسات داخلية في السياسة السودانية، و أتضح إن هذه العلاقة لها أثرا قويا في السياسة الداخلية في السودان، حيث أن العقلية السودانية دائما تقدم العاطفة علي علي إعمال العقل، و النظر لمجريات الأحداث بعيدا عن الموضوعية القائمة علي التحليل الصحيح، رغم أن سقوط النظام في الديمقراطية الثانية " انقلاب نميري عام 1969م" كان بدعم مصري مباشر لقوى اليسار في السودان. و الأن قد ظهر التدخل السعودي الأماراتي المصري في التغيير من خلال المجلس العسكري الانتقالي، الذي يتلقى التلقين من مستشارين تابعين للدول الثلاث، لكي لا تصل الثورة السودانية لأهدافها، و كان محقا رئس الوزراء الأثيوبي أن تتخذ القيادات السودانية قراراتها بعيدا عن أي تأثيرات خارجية، كما هو معروف أن مليشيا الجنجويد تأتمر بأوامر من السعودية و الأمارات من خلال مليارات الدولارات التي تدفعها لهذه المليشيا ، حتى تكون مرهونة لقرارات هذه الدول.
    ثالثا – أظهرت الثورة الشبابية في السودان؛ أن الحراك السياسي السلمي الذي يؤسس علي التعبئة القائمة علي الإقناع، أكثر أثرا و فاعلية من العمل المسلح، و إن سلمية التظاهرات تكسب العمل السياسي تأييدا من الرآى العام السوداني و الخارجي، و يصبح الحراك مراقبا مراقبة لصيقة بعيون المراقبين، بل و يشل قدرات السلطة تماما في التفكير المنهجي الصحيح، و يفجر طاقات الشباب الإبداعية، و تجعلهم يبتكرون آدوات جديدة في النضال، من خلال توظيف " وسائل الاتصال الاجتماعي " توظيفا إبداعيا يخدم مجال الفنون و الكريكاتير و الدراما و الغناء المؤيد للحراك السياسي، و الذي يصبح ذو فاعلية داخل المجتمع حتى عند الأطفال. الذي يؤدي لسيطرة العقل علي العاطفة، و يخلق القناعات الجديدة التي ترسخ في العقل الجمعي .
    رابعا – أن فض الاعتصام، و المزبحة التي نفذتها قوات الجنجويد بإطلاق النار علي المعتصمين، قد عقدت الموقف أكثر، لذلك أصبحت القضية ليست متعلقة فقط بتسليم السلطة لقوى مدنية، و لكن قبل ذلك إجراء تحقيقا دوليا لمعرفة المسؤول عن أغتيال المعتصمين، و رسخ قناعة أن وجود مليشيا في البلاد غير خاضعة كليا لقوات نظامية محكومة بالدستور و القانون سوف يكون له أثرا سالبا علي عملية التحول الديمقراطي. و أصبحت هناك قناعة كاملة بإبعاد القوات المسلحة تماما عن أي حراك سياسي في البلاد. و أن تتخلى القوى السياسية عن عملية تكوين خلايا لها داخل المؤسسة العسكرية.
    خامسا- أن تعقيد الأزمة؛ لابد أن توحد كل القوى السياسية التي تؤيد عملية التحول الديمقراطي تأييدا مطلقا و ليس تأييد قائم علي التكتيك، و أن تكون هذه القوى علي صعيد واحد ضد القوى الشمولية التي غير راغبة في عملية التحول الديمقراطي، و التفكير من خلال فكرة كيف يتم التحول الديمقراطي و ترسيخ القواعد التي يقوم عليها ، بدلا عن التفكير من خلال فكرة السلطة التي كانت سبابا في " الحلقة الشريرة في البلاد" و العمل علي تأمين هذا التحول الديمقراطي في البلاد، و استمراره لكي ينتج ثقافته الديمقراطية بدلا عن الثقافة الشمولية السائدة في المجتمع و حتى أغلبية القوى السياسية. كما أن التعقيدات المستمرة خلقت واقعا جديدا في المجتمع، حيث أصبحت معادلة توازن القوى لصالح الشارع، الأمر الذي يؤثر علي مستقبل الأحزاب السياسية.
    سادسا – رغم المأساة في رحيل أعداد كبيرة من الشهداء المدنيين العزل، و فضح القوى التي ليس في عقليتها غير استخدام القوة. إلا أن التعقيدات تفرض شروط أفضل للحل و تقيد الجانب الآخر الذي لا يرغب في عملية التحول الديمقراطي، فالتعقيدات المتواصلة مدعاة لإتقاد الذهن السوداني و اشتغاله بعيدا عن أي مؤثرات غير موضوعية و عاطفية، لكي يخلق واقعا جديدا في العمل السياسي يتجاوز الثقافة التقليدية السياسية التي قادت البلاد للفشل المستمر منذ الاستقلال، أن الاشتغال بالعقل تفرض العمل الممنهج و تبتعد عن المناهج التقليدية، كما يتمدد وسط القوى الفاعلة في المجتمع القادرة علي التغيير، و يحاصر القوى التقليدية المحافظة، إضافة إلي إنه عقل حداثي يعتمد علي المنهج النقدي بعيدا عن التبرير.
    سابعا – أن الثورة أقنعت النخبة المنادية بحقوق الهامش أن طريق النضال السلمي أفضل من حمل السلاح، و أن النضال السلمي يحقق نتائج سريعة و في ذات الوقت يزيد الوعي في المجتمع و يشارك فيه قطاع واسع، و معروف أن ثورة ديسمبر أندلعت خارج العاصمة ثو زحفت للعاصمة و في نفس الوقت خلقت وعيا جماهيريا تمدد علي سعة كل أقاليم السودان.
    أن الوعي السياسي يتطور بتطور التعقيدات التي تخلقها الأزمة، و كل فتحت الآزمة مسارات آخرى كانت حربا علي المصالح الضيقة، لصالح المصلحة الوطنية العليا، و أيضا التعقيدات أكدت أن وجود مليشيات في البلاد تشكل خطرا علي السلام و الاستقرار السياسي و الاجتماعي، وأصبح العقل هو الآدات التي تدير الأزمة بوعي كامل، و أيضا أن التعقيدات تدفع الناس لتفنيد مجريات الأحداث و الخروج بتصورة جديدة تصرع التصورات التقليدية، و نسأل الله حسن البصيرة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de