الإنسان في الحضارة الغربية الحلقة الخامسة عشربقلم محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2019, 01:38 PM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنسان في الحضارة الغربية الحلقة الخامسة عشربقلم محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله

    12:38 PM January, 12 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ، وَالْمَلآئِكَةُ، وَقُضِيَ الأَمْرُ، وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمور)
    الإنسان بين الإسلام والحضارة الغربية

    الإنسان في الحضارة الغربية
    الباب الرابع
    الطبيعة البشرية
    الفصل الرابع
    الطبيعة البشرية: خيرة أم شريرة!!

    هل الإنسان خيِّر بطبيعته أم هو شرير؟؟ وعلى ماذا نعتمد في تقريرنا في أي من الأمرين؟؟ إذا اعتمدنا على دراسة الإنسان، كواقع، فإن ما نقرره يقوم على واقع متحرك ومتغير، ونكون بذلك نتحدث عن طبيعة معدلة، وليست هي الطبيعة الحقيقية، التي لها الأولوية، ولها الغلبة.. فنحن عندما نتحدث عن الطبيعة الإنسانية، نتحدث عن الطبيعة الأصلية، وليس عن طبيعة طارئة مرحلية.
    بصورة مبدئية وعامة، الفلسفة في أي صورة من صورها، لا تملك أن تُقرر في الطبيعة الأصلية للإنسان، لأنها بطبيعتها لا تملك أن تتجاوز الإنسان كواقع، وذلك بحكم اعتمادها الكلي على العقل وحده، وعلى ما يعطيه العقل من تصور.. وهو تصور يقوم بصورة دائمة، على خداع الحواس، وخداع العقول، ما لم يتم التخلص منهما.. والفلسفة لا تملك أي فرصة للتخلص من الخداع في المجالين: مجال الحواس ومجال العقول.
    لنرى المواقف الفكرية للفلسفة، من قضية الخير والشر، بالنسبة للطبيعة الإنسانية.. يقول د. محروس سيد مرسى: "بالنسبة للخير والشر، واضح أن (روسو) خص فلسفته بميزة عرفت بها بين كل الفلسفات وهي القول بخيرية الطبيعة الإنسانية.. إن فكرة الخير هذه أبرز سمة للفلسفة الطبيعية.. فالإنسان خيِّر بطبعه.. فبحكم تكوينه هو يتصرف في انسجام مع الطبيعة.. لقد زودته الطبيعة بالغرائز والرغبات، وفتحت أمامه مجال إشباعها، فهو حين يشبعها تتحقق سعادته، فيتحقق خيره، وفطرة الإنسان خيرة طالما كانت في توافق مع الطبيعة، بخلاف إذا مستها يد المدنية فإنها سوف تفسدها وتتلفها.. وهذا على النقيض من فلسفة (هوبز) أو من نظرته التشاؤمية للطبيعة الإنسانية.. إن هوبز كان يعاني من فوضى الحرية في عصره، فدعا إلى الأخذ بالقوة، وقمع الطبيعة الإنسانية الشريرة، فهي مصدر الشر.. أما روسو فقد عانى من دكتاتورية عصره وسوء المعاملة فدعا إلى تحطيم هذه النظم المدنية، والثورة عليها، لأنها أفسدت الجانب الخيِّر في الإنسان" (6 ص 60).
    هذا نموذج، لموقف الفلسفة من قضية الخير والشر بالنسبة للطبيعة الإنسانية.. وواضح أنها أفكار مرتبطة بعدم الثبات في مفهوم الطبيعة البشرية، وهل هي خيِّرة أم شريرة!؟ ففي الجانبين تنبني على واقع تاريخي متغير.. وهذا أمر ينطبق على جميع الفلاسفة، وهم لا يملكون خلاف ذلك.. وهذا يجعل أمر الثبات والتغير أهم قضية تحدد تصور الطبيعة البشرية، وما يعلق بها وهذا يجعل من الضروري أن نتناول هذه القضية.
    الثابت والمتغير:
    عندما نقول طبيعة بشرية، المقصود أنها طبيعة ثابتة.. فإذا كانت تتغير فهذه ليست طبيعة، وإنما هي حالة مؤقتة، لا تلبث أن تتغير، فلا يصح أن توصف بأنها طبيعة.. مثلاً، لا يصح أن يوصف الإنسان، بأنه بحكم طبيعته خيِّر وشرير معاً، أو أنه خيَّر في ظروف وشرير في ظروف.. المطلوب تحديد ما هو أصيل بالنسبة له، وما له الأولوية، الخير أم الشر.. هل الخير هو أصيل في طبعه، والشر طاريء، أوجبته بعض والظروف، لا يلبث أن يزول، بزوال هذه الظروف، أم العكس الشر هو الأصيل، والخير طاريء، ولماذا!؟ وما هو الدليل!؟
    في الواقع البشري، ومنذ أن كان البشر في الأرض، وإلى اليوم، الخير والشر موجودان عند البشر، بصورة تجعل من الصعب، وربما من المستحيل، إعطاء الأولوية، لأحدهما، من حيث الواقع الفعلي.. ولذلك، من يقل أن الخير هو الأصل، أو من يقل أن الشر هو الأصل، عليه أن يورد أسباباً مقنعة، يدلل بها على قراره.
    المشكلة الكبرى والأساسية، هي ما سبق أن ذكرناه، وهي أن ما يحدد طبيعة الإنسان، هو طبيعة الوجود.. بل كل شيء يتعلق بالإنسان، تحدده طبيعة الوجود، بأكثر من أي شيء آخر.. فالإنسان لم يوجد نفسه، وحتى لم يكن له اختيار في وجوده.. ثم هو يعيش في كون هائل جداً، يؤثر فيه ويتأثر به.. فلا يمكن أن يكون الكون كله خيِّراً، والإنسان الذي هو جزء منه، هو وحده الشرير.. والعكس صحيح.. ومهما طالت حياة الإنسان، هي حياة محدودة، لها بداية، ولها نهاية، هي الموت.. فينبغي تحديد الموقف من الموت: هل هو خير أم هو شر؟؟ فإذا كان الموت، وما بعده خيراً، يكون الأقرب للصواب، أن حياة الإنسانية المقبلة خيرة، وإن الطبيعة البشرية خيرة، مهما كانت شريرة في الحياة، فهي آيلة للخير بعد الموت، والعكس صحيح.. فالموت طرف أساسي من الحياة البشرية، ولا يمكن فهم الطبيعة البشرية دون فهمه، وفهم طبيعته..
    النظرة التطورية، التي رأيناها، تؤكد أنه في عموم الحال، الإنسان دائماً متقدم، وأوضاعه اللاحقة أفضل من أوضاعه السابقة.. وهذه النظرة ظاهرياً، ترجح كفة الخير.. ولكن المشكلة تأتي من أنه، حسب هذه النظرة، الإنسان من حيث هو معرض للانقراض!! بل أخطر من ذلك، لا يوجد أي ضمان ضد الكوارث الكونية الطبيعية!! مثلاً، الشمس كنجم لا بد أن يأتي عليها وقت فتموت!! وإذا ماتت الشمس، من المستحيل أن توجد حياة على الأرض، إذا كانت الأرض حية!!
    كل هذا، والكثير غيره، يؤكد ضرورة النظرة الكونية الكلية.. فمصير الإنسان مرتبط بمصير الكون بصورة حتمية.. فإذا كان الكون سيفنى، لا معنى للحديث عن خيرية الإنسان، وهو فانٍ.
    من المؤكد أن كل الفلسفات الغربية، التي تتحدث عن الطبيعة البشرية، تتحدث عنها من منطلق النظر للإنسان في ذاته، وحسب وجوده الفعلي، ودون ربطه بوجود الكون أوالوجود الكلي.. وهذا ما يجعل نظرة هذه الفلسفات، قاصرة بالضرورة، ولا تقوم على أي أساس موضوعي.. بل من المؤكد أنها تقوم على متغيرات، لا يملك صاحب الفلسفة المعينة، أن يقول فيها كلمة نهائية.
    يقول د. سيد محروس مرسى ضمن حديثه عن الماركسية: "إذا كانت الطبيعة الإنسانية في حقيقتها مادية، فلا بد ان تكون متغيرة، لأن المادة في تغير وتطور مستمرين، وبالتالي كل ألوان النشاط التي تزاولها متغيرة وغير ثابتة. ومعنى هذا أنه لا يوجد ما يسمى بالطبيعة الإنسانية الثابتة الواحدة التي لا تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، فمفهوم الطبيعة الإنسانية مفهوم نسبي، يخضع للتغير والتبدل.. والتاريخ ما هو إلا عملية تحول دائمة للطبيعة الإنسانية المميزة" (6 ص 70).. وعن الطبيعة الإنسانية عند الماركسيين يقول: "إذا كان الإنسان مادة، وإذا كانت المادة في حركة وتغير مستمرين، فإن هذا يعني أن السمة الجوهرية للطبيعة الإنسانية هي العمل الذي يخلق الانتاج، وبطريقة الانتاج تتحدد الطبيعة الإنسانية فالإنسان يصنع ذاته بعمله.. فالطبيعة الإنسانية مجرد طاقة، لو وظفت ووجهت لحققت ذاتها وأكدت وجودها" (6 ص 71)..
    المادية أساس كل الحضارة الغربية، وتقوم عليها العلوم الطبيعية.. والاختلاف بين الماركسية وبقية الفكر الغربي، من حيث الموقف من المادية، اختلاف مقدار.. والفلسفة المثالية، ليس لها أي دور حقيقي، يمكن أن يوصف بأنه جماهيري، أو يمكن أن يصبح جماهيرياً، في تصور الطبيعة الإنسانية.. هي من حيث الواقع الفعلي، لا تمثل الحضارة الغربية.. ثم أن الحركة والتغير ليسا، قاصرين على الفكر المادي، وإنما هما الواقع الفعلي الظاهر في الوجود، ولا يمكن لأي فكر ان ينكرهما، لا اختلاف في ذلك بين الفكر الديني، والفكر العلماني.. وهذا يجعل مفهوم الطبيعة الإنسانية أكثر تعقيداً.. إذ كيف تكون هنالك طبيعة إنسانية ثابتة، مع التسليم بأن كل شيء في الكون في حالة حركة وتغير!؟
    موضوع الحركة والتغير، موضوع أساسي، وهو يجعل الغالب على الفلسفة، والفكر الغربي، القول بعدم وجود طبيعة بشرية ثابتة.. وبالتالي لا يمكن وصف الطبيعة البشرية في أصلها، بأنها خيرة أو شريرة.. لأنه لا يوجد أصل ثابت يمكن أن يتم البناء عليه!!
    ومع ذلك، هنالك من الفلاسفة الغربيين، من يقرر أن الطبيعة البشرية خيرة، ومن يقرر أنها شريرة.. وما يهمنا هو الأساس الذي يبني عليه هؤلاء.
    الوجودية ترى، كما يقول سارتر: "الطبيعة الإنسانية _التي هي مفهوم الإنسان_ توجد في كل الناس، وذلك لأن كل إنسان هو مثال خاص لمفهوم عالمي هو الإنسان" (6 ص 84).. ويقول: "فالإنسان على اختلاف أطواره، يحمل طابع الإنسان وله خصائص إنسانية مشتركة" (6 ص 84).
    الوجودية تقوم على مبدأ: سبق الوجود على الماهية.. وهذا أمر بديهي، لا يمكن أن يكون الحال خلافه.. ولكن النتيجة التي تذهب إليها الوجودية، تناقض مبدأها الأساسي!! فإذا كان الوجود يسبق الماهية، فمن الطبيعي أنه أيضاً يحدد الماهية.. فلا يمكن أن يكون هنالك، شيء يتحقق في الماهية، ثم هو لا وجود له في الوجود الأصلي، أو يخالف طبيعة الوجود!! ولكن، على كل حال، الوجوديون، يقولون أن الإنسان هو من يصنع ماهيته.. وهذا هو واجبه الأساسي.. فعليه أن يناضل من أجل تحقيق ذاته، وفي سبيل ذلك هو دائماً أمام بدائل وممكنات، واحتمالات كثيرة، تدعوه للقلق والتوتر.. "فالحرية هي أمكانية بحتة، وتظل هكذا حتى تحقق ذاتها في الأفعال، كما أن الإنسان هو لا شيء حتى يعمل.. فالإنسان هو جماع تصرفاته وسلوكه التي هو مسؤول عنها مسؤولية كاملة" (6 ص 87).
    أهمية البراغماتية، تأتي من أنها أقرب الفلسفات للحياة في الغرب، ولتصور الإنسان من الناحية العملية، خصوصاً في الولايات المتحدة.. فالنظام الرأسمالي السائد في الغرب، بل في الحضارة الغربية بصورة عامة، يركز على الفردية، وكذلك تفعل البراغماتية.. كما أن البراغماتية والرأسمالية، يلتقيان في اعتبار المنفعة، كمعيار لصحة السلوك وسلامته، وكدافع للسلوك.. والبراغماتية فلسفة تركز على الحاضر، والعيش وفق معطياته.. وهي ترى أن الطبيعة البشرية، ليست خيرة ولا شريرة، فهي تتأثر بالميول والاستعداد، كما تتأثر بالبيئة والوسط الاجتماعي..
    يقول د. محروس سيد مرسي عن البراغماتية انها ترى: "أن الطبيعة الإنسانية ليست خيرة أو شريرة، وإنما هي طاقة يحددها ويبلور شخصيتها سلوكها، فبقدر ما يكون السلوك ذكياً واعياً بقدر ما تكون خيرة.. والطبيعة الإنسانية ليست مسيرة بل مخيرة، أي حرة في سلوكها.. وهذا ما يتناسب مع الأسلوب الديمقراطي الذي تدعو إليه.. وطبيعي أن يكون الإنسان اجتماعياً وأن يحدد من خلال علاقته بالآخرين كيانه الفردي" (6 ص 140)..
    هنالك قضايا، لا يكاد يكون حولها خلاف، منها أن الإنسان حيوان، تميز بالعقل، كما فصلنا ونحن نتحدث عن التطور.. والإنسان ذو طبيعة اجتماعية، وهذا أمر واضح، ولا يكاد يكون حوله خلاف، إلا بعض الأصوات القليلة المتطرفة في تناولها للفردية، إلى الحد الذي يصل إلى إنكار المجتمع.
    ومن أهم ما هو متفق عليه، عن الطبيعة الإنسانية، كون الإنساني أناني بطبعه أو (نرجسي)، كما يعبر بعض علماء النفس والتحليل النفسي.. ومعنى كونه أناني، أنه يحب ذاته، وما يتعلق بها، وبما يملكه.. وهذه الظاهرة تتفاوت بين الأفراد، كما أنها تتعارض مع الطبيعة الاجتماعية، الأمر الذي يقتضي حل هذا التعارض، أو على الأقل إيجاد توازن بين الطبيعتين.
    ومن أكثر الأشياء ارتباطاً بالطبيعة البشرية، موضوع الوراثة والبيئة، وهو ما سنتناوله في الباب التالي.
    10/1/18م





























                  

العنوان الكاتب Date
الإنسان في الحضارة الغربية الحلقة الخامسة عشربقلم محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله محمد الفاتح عبدالرزاق01-12-19, 01:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de