كنت ــ قبل ما يقرب من العامين ــ في زيارة لمعالي عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي وخطيب عرفة في حج العام قبل الماضي الشيخ الأستاذ الدكتور سعد بن ناصر " />
بين الوالي أنس عمر والشيخ سعد الشثري بقلم د. عارف الركابي بين الوالي أنس عمر والشيخ سعد الشثري بقلم د. عارف الركابي
بين الوالي أنس عمر والشيخ سعد الشثري بقلم د. عارف الركابي
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 03:50 PM الصفحة الرئيسية
> كنت ــ قبل ما يقرب من العامين ــ في زيارة لمعالي عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي وخطيب عرفة في حج العام قبل الماضي الشيخ الأستاذ الدكتور سعد بن ناصر الشثري بمنزله بالرياض، لطلب موافقة معاليه على المشاركة في الهيئة الاستشارية لمجلة (أصول) التابعة للجمعية العلمية السعودية لعلم الأصول ومقاصد الشريعة التي أعمل مديراً لها، وتزامن وجودي مع حضور وفد رسمي من بلادنا لزيارته، وكان وقت اللقاء عقيب الزيارة التي قام بها معاليه إلى السودان، ومما كان في ذلك اللقاء أن أبدى معالي الشيخ سعد الشثري إعجابه الشديد بسعادة والي شرق دارفور الأخ أنس عمر وأثنى عليه خيراً وعلّق على لقائه به، وطلب من الحاضرين إبلاغ سعادة الوالي بأنه يحبه في الله تعالى. > وقد تابعت عبر وسائل الإعلام يوم السبت الماضي زيارة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية لمدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دار فور، وقد نقلت وسائل الإعلام عبر تلك الزيارة الإنجازات الكبيرة التي تحققت في هذه الولاية في الفترة الماضية، وأعجب كثير من الناس بتلك الإنجازات التي تنوعت في مجالاتها، ما بين الصحي والتعليمي والخدمي وإعمار المساجد والطرق والكهرباء وغيرها. > إن من أعظم الإنجازات التي تحققت في هذه الولاية ويسر الله تعالى إنجازها على يد سعادة والي الولاية الأخ أنس عمر، وقف الحروب والنزاعات القبلية التي كانت تؤرق كثيراً المواطنين في تلك الولاية، وقد كنت أتأمل وأتابع بعضاً من حزم الإجراءات التي كان يقوم بها سعادة الوالي لأجل بسط الأمن والأمان والاستقرار، وقد كانت خطواته حكيمة وموفقة ومسددة ومتنوعة، وكانت سبباً في استتباب الأمن الذي تنعم به المنطقة حالياً في فترة وجيزة بفضل الله تعالى، فجنى أهل المنطقة الثمار الطيبة لذلك. ومن كان يصدق بعد معارك الفر والكر ونزيف الدم للمئات من المواطنين في تلك الولاية أن تنتقل الولاية ليس إلى الاستقرار فحسب، وإنما إلى التنمية في عدد من الجوانب، فقد كانت المهمة الرئيسة للوالي هي بسط الأمن والاستقرار، ولكن كانت المفاجأة أن رأى الناس عدداً كبيراً من المشروعات المهمة وسلسلة طويلة من قائمة الإنجازات في فترة وجيزة. > لا شك أن من أهم أسباب تحقق كثير من الإنجازات في هذه الفترة الوجيزة في ولاية شرق دار فور، شخصية الأخ الوالي أنس عمر، إذ جذب المحسنين والمستثمرين والداعمين من داخل البلاد وخارجها، بمباشرته بنفسه وتشجيعه وروعة تفاعله ولطفه وجودة إدارته وحسن تواصله، فقد قصد وأحب التعاون معه في ولاية ــ بعيدة ــ داعمون ومتبرعون وعلماء بل زاره في ولايته بالضعين من أئمة الحرمين الشريفين بالمملكة العربية السعودية، كما أقبل عليه محسنون من الإمارات العربية المتحدة ومن غيرهما، وأما من داخل البلاد فقد أقبل على التعاون معه في تقديم العون والمساعدة لأهل ولاية شرق دار فور متبرعون من أقصى الشمال ومن الشرق ومن الوسط ومن الخرطوم، وهي قائمة شرف تحكي تميزاً للمحسن السوداني وحضوراً رغم بعد المسافات، كما تحكي تميزاً لأنموذج من الولاة المميزين الذين يشجعون المحسنين والمستثمرين على الإقبال عليهم، تشجيعاً تسبق فيه الأقوال الأفعال. > التقيت بالأخ الوالي أنس عمر خلال فترة عمله معتمداً بمحلية المناقل، وقد كانت له مواقف مشرّفة أعجبتنا كثيراً في تيسير إقامة وتنفيذ وحل إشكالات بعض المساجد والأعمال الخيرية بتلك المحلية، تلك المحلية ــ وخاصة الجهة الغربية منها ــ هي من أفقر محليات السودان ومن أشدها حاجة إلى العمل الخيري الدعوي والصحي والتعليمي والإغاثي، واستمر التعاون مع سعادته بعد تعيينه والياً بشرق دارفور، وشهادتي فيه مجروحة، فنعم المسؤول هو وهو من خير من عرفنا من المسؤولين في بلدنا، نحسبه والله حسيبه، جمع الله له بين (الأمانة والقوة) وهما الصفتان الضروريتان لأصحاب المناصب (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، جمع الله له بين هيبة المسؤول وتواضع المسلم وأصالة ابن السودان، فتراه المتفقد لرعيته في المزارع وفي المصانع وفي أماكن الرعي، وتجده خطيباً للجمعة والعيدين في الجامع الكبير بالضعين. > من التوفيق للمسؤول أن يعتني بالضعفاء من رعيته قبل غيرهم، وهذا جانب وفق الله فيه الأخ الوالي المسدد، فكم حملت الأسافير صوراً له مع نساء ضعفة أو أطفال صغار أو رجال كبار مسنين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟)، ولا تستغرب هذه المواقف من الأخ الوالي لمن عرفه عن قرب، فهي صفات غير متكلفة تصدر بتلقائية، وهي من إدراكه لمسؤوليته، وهذه واحدة من صفات السوداني الأصيل، وقد نشرت بعض الصحف بعد عيد الفطر الماضي خبراً يحكي موقفاً من مواقف سعادة الأخ أنس عمر عندما نزل من الطائرة المتجهة من نيالا إلى الخرطوم، ونزل معه مرافقوه بسبب الحاجة إلى المقاعد لطفل مريض وأسرته حاجتهم ماسة إلى علاجه العاجل في الخرطوم، فنزل الوالي من الطائرة ونزل معه مرافقوه، وركب طائرة أخرى من نيالا إلى الفاشر ثم من الفاشر إلى الخرطوم، وهذا واحد من عوامل التوفيق، وهو يحكي معنى تحمل المسؤولية، ويشرح ويفسر واجب القدوة الذي يجب عليه، فإن القدوة يجب عليه أحياناً لمكان قدوته ما لا يجب على غيره، وهو درس قيّم في الأخلاق الإسلامية، وتذكير جميل بسجايا الشخصية السودانية. > زرت مدينة الضعين قبل عامين تحديداً يوم 19 نوفمبر عام 2016م وخطبت الجمعة في جامعها الكبير، ومنذ ذلك الوقت وأنا في شوق لتكرار تلك الزيارة وأرجو أن يكون ذلك قريباً، وكانت تلك الزيارة برفقة وفد كريم من دولة الإمارات الشقيقة من مجلس إدارة جمعية دار البر الخيرية يتقدمهم المدير التنفيذي للجمعية الأستاذ عبد الله بن علي زايد الفلاسي وهو يتقلد حالياً منصب مدير الموارد البشرية بحكومة دبي، والأستاذ عمران محمد عبد الله مدير قطاع المشروعات بالجمعية، والأستاذ محمد المهيري مدير القطاع الاجتماعي بالجمعية، ووفد من منظمة الإحسان الخيرية الجهة المنفذة لأعمال الجمعية بالسودان، وقد قدمت هذه الجمعية (34) مسجداً هدية لأهالي مدينة الضعين، وقدمت مشروعات خيرية وإغاثية، وساهمت في مشروعات الأسر الفقيرة بتوفير مصادر دخل لهم، ومازالت مشروعاتها تقدم لهذه الولاية أسوة بكثير من مناطق السودان، وقد علمت أن لهم مخيمات طبية في ولاية شرق دارفور في الفترة القريبة القادمة بمشيئة الله تعالى، وللوالي جهود مباركة في تشجيع هذه الجمعية في أعمالها التي قامت وتقوم بها في هذه الولاية وتيسير كل إجراءتها. > ومن زار قرية (الطيّارة) بمنطقة الحوش بولاية الجزيرة (أرض المحنّة) ودخل بيوت أهل وعشيرة الأخ الوالي أنس عمر سيقف على أمر آخر لعله من جوانب التوفيق، فقد ترقى الأخ الوالي أنس وإخوته في مناصب عديدة في المجال الأمني والإداري لكن بقيت بلدتهم ومساكن أهلهم على حالها، وقد قال الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله: (بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا إلا نطق بالحكمة)، ونحسب أنهم من الزاهدين في حطام الدنيا، فإذا نُزع حب الدنيا من قلب المسلم كان هذا من أهم عناصر التوفيق والنطق بالحكمة وأداء الحقوق إلى أهلها والغنى والعفة، هكذا نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً. أسأل الله تعالى أن يبارك في جهد أخينا الوالي أنس عمر ويزيده توفيقاً ويكثر من أمثاله وكم هي بلادنا ــ خاصة في هذه المرحلة ــ بحاجة إلى شخصيات بهذا التميز، والموفق من وفقه الله.
alintibaha
العنوان
الكاتب
Date
بين الوالي أنس عمر والشيخ سعد الشثري بقلم د. عارف الركابي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عارف عوض الركابي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست