الليبرالية.. تقاطع الجوهر والشكل بقلم د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 01:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2018, 06:42 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 275

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الليبرالية.. تقاطع الجوهر والشكل بقلم د. ياسر محجوب الحسين

    06:42 AM October, 06 2018

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر

    أمواج ناعمة





    ظلت الليبرالية كمفهوم ومصطلح، منغمسة في إشكاليات كثيرة، وأكثر ما تكون هذه الاشكاليات أكثر عمقا عندما يتم إنزالها على واقع غير واقعها الذي ولدت وترعرعت فيه. وهي إشكاليات ارتبطت في كثير من الأحايين بالثفافة والاعتقادات المتوارثة وأحيانا باستيعاب وفهم ماهية الليبرالية نفسها.
    وعلى عكس المذهبين الشيوعي والاشتراكي، يؤمن منظرو الليبرالية بأن أفضل الطرق لتحقيق الصالح الاجتماعي أن تحجم الدولة عن التدخل في المحاولات الفردية لتغيير الواقع، وتبقى في حدود وظيفة حراسة القانون والأمن لمجتمع الدولة. ومع حلول القرن الثامن عشر غدت الليبرالية أيديولوجيا تنطلق من تبجيل الذات الفردية الإنسانية، والنظر إليها كذات أخلاقية عاقلة وفاعلة لها الحق في التملك والتنقل والتصرف كما تشاء.
    نظريا، ترتكز الليبرالية على قيمتي الحرية والمساواة، وتُعلي من شأنهما في الممارسة الفردية أو الاجتماعية والسياسية. بيد أنها — أي الليبرالية — لا تأبه بسلوك الفرد ما دام محدودًا في دائرته الخاصة من الحقوق والحريات. وهنا تبدو اشكالية، ما هي حدود دائرة الفرد الخاصة؟ وهل في كل الاحوال لا تؤثر تصرفات الدائرة الخاصة سلبا على الدائرة الأوسع من المجتمع؟
    يقول الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانط" 1724 — 1804 أن جوهر مشروع التنوير والحداثة، هو تحرير الإنسان من كل قوى الاستلاب التي تقف بينه وبين حريته في ممارسة اختياراته وإعمال عقله وتحديد مصيره؛ فالحرية هي إعادة الاعتبار للإنسان ورفع أغلال القوى التي تسلب وجوده وذاتيته.
    وعلى ضوء ذلك تمظهرت لاحقا إشكالية أخرى، عندما تم تسويق الأيديولوجيا الليبرالية في بقاع أخرى ومنها الوطن العربي، والتي كانت واقعة تحت احتلال البرجوازية الغربية المنتسبة للدول التي اعتمدت الليبرالية دينا لها، وتمثلت هذه الإشكالية في التوفيق والموائمة بين الأفكار التحررية في الليبرالية وبين حقيقة استلاب حرية الأمم والشعوب؛ فالقيم الفاضلة والحرية مفاهيم لا تتجزأ.
    ومن إشكاليات الليبرالية، رغم تأكيدها على أولوية ومبدئية حرية الإنسان، فإنها تطورت أو انحرفت لتحط من درجة الانسان مُسلّمةً إياه لغول السوق ولعلاقات القوة التي ظلت تزدري إنسانيته.
    ورغم أن تاريخ ولوج الليبرالية إلى الوطن العربي قديم نسبيا، إلا أن إشكالياتها ظلت متجددة مع مرور الزمن، حيث بدأت طلائع الأفكار الليبرالية تدك حصون الثقافة العربية بعد الغزو الفرنسي على يد نابليون بونابرت لمصر (1798م). وأخذت الفلسفة الأوسع انتشارًا وقبولًا لدى العقل الأوروبي آنذاك، تأخذ بتلابيب ثُلة من جيل التنويريين العرب وسلبت ألبابهم، فتبدّت لهم الليبرالية على اعتبارها أيقونة الفكر والثقافة الأوروبية، خاصة أنها كانت رديفة ومصاحبة للثورة الصناعية والرفاه الاقتصادي وبدت الليبرالية والتقدم الاقتصادي وجهين لعملة واحدة.
    وإمعانا في المحاكاة نقل مصطلح "الليبرالية" عن أصله بغير تعريب وبعلَّاته. مما ولد كذلك إشكالا مفاهيمي كبيرا لدى الثُلة المحافظة والتي كانت تقف على النقيض من التنويريين أو النهضويين. فأنطبع في الاذهان أن مصطلح الليبرالية مرادف للمذهب الذي لا يتقيَّد بشرع أو عرف أو مبدأ، فشكل ذلك نوعا من الصدمة للعقل المحافظ الأمر الذي أفرز ردة فعل عنيفة مضادة، وكانت النتيجة سوء تقبُّل للفكر الليبرالي في مجتمعاتنا.
    إنه من الضروري إعمال العقل والتفكّر والابحار الموضوعي في كنه المذهب الليبرالي باعتباره جهدا انسانيا بحتا، وذلك بُغية عقد المقاربة المفضية إلى الغربلة والتنقية وذلك لاشك فعل ايجابي وأمر يكفله ذات المذهب عوضا عن الفعل الانكاري الذي هو حجة على المعارضين أكثر من كونه فشل لغرمائهم في التسويق والتبشير بأسلوب الشعارات السياسية.
    فلابد من تفنيد المفاهيم الانطباعية؛ فهل تعني الليبرالية بالضرورة الانحلال الاخلاقي؟. وهل الدين الاسلامي مكون ثقافي جامد ولا يُعنى بالعقل؟. وإلى أي حد يمكن أن يسعى المحافظون إلى بعث الحيوية في الدين من خلال إعادة التفسير والاستنباط. ولاشك أن الدين والليبرالية يلتقيان في إعلاء قيمتي الحرية والمساواة، كما أن الليبرالية لا تقل عن كونها فكرا انسانيا قابلا للتجديد والمراجعة المستمرة.
    المشكلة الكبرى أن الليبراليين تجدهم في نخبويتهم غارقين، وعجزوا عن معرفة الطريق الموصلة إلى السلطة، بل في أحايين كثيرة فشلوا في تشكيل حتى جماعة ضاغطة وداعمة لقضايا حرية التعبير والثقافة، كما أنهم تقاعسوا في أحايين أخرى عن دعم من يشاركهم هم هذه القضايا فقط لكونه يختلف معهم سياسياً.























                  

العنوان الكاتب Date
الليبرالية.. تقاطع الجوهر والشكل بقلم د. ياسر محجوب الحسين د. ياسر محجوب الحسين10-06-18, 06:42 AM
  Re: الليبرالية.. تقاطع الجوهر والشكل بقلم د. ي� Asim Fageary10-10-18, 10:16 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de