صرح فيديركا مورغيني مفوض الاتحاد الاوروبي بان الاخير يعرب عن اسفه تجاه عدم التزام اوغندا وجيبوتي بالقبض على البشير وفقا لقرارات مجلس الأمن. واعلن التزام اوروبا بقرارات مجلس الامن الخاصة بالقبض على البشير ودعا الدول الى الالتزام بها. الاتحاد الاوربي في الآونة الأخيرة عانى من هجوم كبير ضد تعاونه مع الحكومة السودانية ؛ بل واعلن الاتحاد الاوروبي عن وقف دعم اجتماعات الحركات المسلحة (وهذا اعتراف بأنه كان يقدم لها دعما) ، ثم أبرم اتفاقيات خطيرة ومهمة جدا مع النظام لإنشاء معسكرات توطين ضخمة للاجئين الأفارقة وقدم دعم بمئات المليونات للنظام ليقوم بوظيفته ككلب حراسة للحدود الاوروبية. وهذا يضعنا أمام أحد احتمالين: وأنا احب دائما تحديد الحقائق عبر الاحتمالات: الاحتمال الأول: اما ان الاتحاد الاوروبي يعترف بالبشير كرئيس دولة ومن ثم بحكومته فتكون تصريحاته مجرد أكاذيب. أو ان الاتحاد الاوروبي لا يعترف بالبشير كرئيس دولة وهنا لا يجوز له من ناحية أخلاقية -الا يكون منافقا- أن يبرم اتفاقات مع جهة لا يعترف بسيادتها اساسا. نحن نريد موقفا واضحا من الاتحاد الاوروبي أما امساك العصا من المنتصف فهذا لا يخدع حتى المصابين بالعته المنغولي. فهل الاتحاد الاوروبي يعترف بالبشير كرمز سيادي للدولة ام لا يعترف؟ ان كان لا يعترف اذن فليعلم الاتحاد الاوروبي ان كل اتفاقياته مع هذا النظام غير قانونية وغير ملزمة للشعب مستقبلا بعد سقوط النظام. وان كان يعترف به فهليه ان يتوقف عن التصريحات المخاتلة والخبيثة التي يحاول بها خداع الشعوب. طائرة البشير تقطع سماوات اوروبا كلها او تمر عبر عشرات الدول الموقعة على اتفاقية روما ، ويمكن لهذه الدول -وبأوامر اوروبية بسيطة- أن تقوم باعتراض طائرة البشير وانزالها والقبض على البشير. وهذا ما لن يحدث أبدا... فمصالح اوروبا أهم من اكذوبة العدالة الجنائية التي تستخدم كأحد الاسلحة التهديدية او للانتقام من المارقين على النظام الكولونيالي الجديد. هذا العالم كله صار منافقا ؛ ليست اوروبا وحدها بل حتى امريكا ، بل وحتى الاحزاب السياسية في السودان ، والحركات الحاملة للسلاح ، ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات التي تلهج بالحديث عن حقوق الانسان. إن العالم يتاجر بالقضايا كلها ولا توجد أي مبادئ حقيقية يتمسك بها او يمكن للشعوب ان تتفاءل بوجودها. في الميانمار تتم عمليات ابادة جماعية ولا نجد حسا ولا خبر لهذه المنظمات ، في بعض الدول العربية تتم عمليات تطهير عرقي وطائفي وتكميم للأفواه ولكن من يدفع يشتري السنة الغرب فيصمتوا. منظمات حقوق الانسان تحصل على ملايين الدولارات من التبرعات وكذلك منظمات الاغاثة والمساعدات ولا نرى بعد ذلك من كل هذه الجعجعة طحينا. كل يوم يتم تسجيل منظمة انسانية في السودان ، وتتهافت هذه المنظمات للحصول على دعم غربي ثم تبتلع تسعة وتسعين من قيمة الدعم ولا تنفق الا واحد في المائة وحتى هذا الواحد في المائة يتم انفاقه في انشاء موقع الكتروني على الانترنت يتم حشوه بالصور الكاذبة والانشطة التافهة لاجتذاب الداعمين والمتبرعين. احدى المنظمات تقدم بضعة عشرات من التي شيرتات وتطبع شعارها وتلبسها لاطفال فقراء ثم تقوم بتصويرهم وهم يبتسمون وتضع الصور على موقعها وتطلب مزيدا من الدعم. عالمنا تحول الى مأكلة كبيرة ؛ وصار الاتجار بالشعارات الرنانة (كالدموقراطية وحرية التعبير وحقوق الانسان...الخ) مهنة من لا مهنة له... الاتحاد الاوروبي هو الذي يدعم كل هذا الفساد داخل افريقيا بل وداخل كل المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية. إن ما اقوله هذا هدفه الأساسي هو تنوير الانسانية المغيبة والتي تعتنق المثالية دينا لها... هذا العالم ليس فيه دين سوى المصالح... ومن يعتقد غير هذا يضرس بأنياب ويوطى بمنسم.
العنوان
الكاتب
Date
أكاذيب الاتحاد الاوروبي بشأن الجنائية الدولية بقلم د.أمل الكردفاني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست