|
Re: فـخ ربط السودان كهربائياً بمصر بقلم مصعب � (Re: مصعب المشـرّف)
|
فجأة ودون مقدمات عرضت مصر على السودان تزويده بشيء من الطاقة الكهربائية....
الأخ الفاضل / مصعب المشرف التحيات لكم وللسادة القراء كانوا دوما يخططون بمكر يفوق الخيال ،، في الظاهر يراؤون بحسن النوايا ،، ويرددون تلك النغمة المعهودة بأننا إخوة أشقاء .. حيث عادة يرددون نغمة ( يا أخينا يا ابن النيل ) ،، وفي الخفاء كانوا وما زالوا يعملون بخبث الفراعنة الأجداد .. لم يقدموا عملاً يظهر المودة للسودان إلا في مقابل مقاصد مستقبلية خبيثة للغاية .. ونحن في السودان كنا وما زلنا نمثل ذلك الجانب الغبي البليد الذي يتعامل بعقلية الطيبة البلهاء التي ليس لها مثيل ،، كانوا وما زالوا يعرفون كيف يتلاعبون بالعقل السوداني البسيط الجاهل ،، وهنالك قصة طريفة ما زال يذكرها البعض من أبناء الأجيال الماضية .. ففي أعقاب انجاز مشروع السد العالي قام المصريون بخطوة ماكرة وخبيثة للغاية وبطريقة لم يتنبه لها السودانيون إلا بعد فوات الأوان .. حيث قام الجانب المصري فجأة دون مقدمات بإهداء الباخرة النيلية ( ثريـــا ) للحكومة السودانية ،، وتلك الباخرة كانت تعمل لسنوات طويلة في نقل الركاب بين حلفا وأسوان .. وهي باخرة كانت جميلة في شكلها غير أنها كانت في نهاية عمرها الافتراضي وبدأت تنهار بفعل الشيخوخة ،، ومن المضحك جداً أن الجانب السوداني قبل تلك الهدية بفرح شديد وبنوع من الهستريا ،، حيث أرسل تيماً من العالمين في البواخر النيلية بكوستي لاستلام تلك الباخرة وإحضارها للخرطوم ،، وكان الكل يتساءل في جهالة عن سبب إهداء تلك الباخرة في ذلك الوقت بالذات ،، وبعد فوات الأون كشفنا خطة المصرين الخبيثة .. وذلك عندما قام التيم السوداني بنسف المئات والمئات من الصخور الحجرية التي كانت تحد من تدفق المياه في مجري النيل بين الخرطوم وحتى بحيرة السد العالي ،، وذلك باستخدام أصابع الديناميت ،، والجانب السوداني كان يجتهد ويفعل ذلك بحجة إزالة الصخور العاصية التي تعيق مرور الباخرة ( ثريا ) ووصولها للخرطوم !!! ،، ولم يفكر لحظة أن الجانب المصري كان يخطط أساساً في نسف أكبر قدر ممكن من تلك الصخور التي تعيق جريان المياه ،، ولكنها كانت تدرك أن الجانب السوداني سوف يتنبه للأمر وسوف يعترض على ذلك .. وهؤلاء النوبة الذين يبكون الآن على التراث النوبي القيم الضائع هم أول من تغنوا بالباخرة ( ثريا ) ،، وكانت هنالك أغنية نوبية مشهورة للغاية في وقتها : ( صندلية لي ولا وابور ثريا لي وا سماره لي ) ،، والمضحك في الأمر أكثر وأكثر أن تلك الباخرة ( ثريا) قد هرمت وتداعت ونزلت المعاش بعد سنوات قليلة .
ذلك مثال حي للألاعيب المصرية طوال العهود .. وهم المصريون الذين يحتلون اليوم مثلث حلايب وما زالوا يستغلون الغباء والطيبة السودانية ،، وحين يلمحون بتزويد السودان بالطاقة الكهربائية فهم يرمون يفعلون ذلك لحاجة في نفس يعقوب .. أما الجانب السوداني فمن رأس القمة وحتى رجل الشارع العادي فهو يمثل الجانب الغبي البليد الأبله .
أما الشعب النوبي فهو من أكثر شعوب الأرض التي تهاجر أرضها وتراثها وموطنها دون أية أحاسيس بالانتماء للحضارة العريقة ،، ولا يجيد إلا الأشعار العربية والنوبية الفارغة للدفاع عن الحضارة ,, والمولود النوبي في أرض النوبة يفكر منذ مولده في مغادرة البيئة النوبية عند أول فرصة متاحة ،، ويتمنى أن لا يعود أبداً ،، همه الأول والأخير ( غرفتين خلف خلاف ) في الكلاكلات أو في الحاج يوسف أو في أي منطقة في السودان ،، أو الهجرة لبلاد الهجرة ،، ولا يتواجد في مناطق النوبة اليوم إلا عددية قليلة جداً من النوبيين ,, وتلك العددية تنتظر بفارغ الصبر دورها في الهجرة من مناطق النوبة عند أول فرصة متاحة ،، فهو شعب الأشعار الفارغة والأغاني .
|
|
|
|
|
|