مأساة عائشة ! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 03:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2018, 10:43 PM

بدور عبدالمنعم عبداللطيف
<aبدور عبدالمنعم عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 55

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مأساة عائشة ! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

    10:43 PM March, 16 2018

    سودانيز اون لاين
    بدور عبدالمنعم عبداللطيف-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    [email protected]

    في مطار"جاكارتا" كانت "عائشة" تقف وسط مجموعة من رفيقاتها اللاتي أسعدهن الحظ وتم اختيارهن للعمل كخادمات في إحدى دول "الخليج". يتجه المندوب الموكل من قِبل "مكتب التخديم" إِلى قاعة المطار تتبعه الخادمات وأسرهن .. في طريقهم إلى "مكتب الجوازات"،"عائشة" تلقي نظرة أخيرة على أطفالها "الأربعة". تستقر عيناها الدامعتان على وليدها الذي تتركه تحت رعاية والدتها. بدا "محمد" الذي لم يتجاوز عمره الشهر "السابع" مستمتعاً بمص إبهام يده اليمنى غير عابئ بكميات "اللّعاب" المتوالية التي تسيل من فمه وتبلّل قميصه.
    زوجها عاطل عن العمل وليس أمامها سوى ذلك الطريق المليء بالأشواك لإطعام الأفواه. وخزات على ثدييها تؤذن بتدفق الحليب من مسامات حلمتيهما. تبتلع غصةً تنهمر على إثرها دموعها مُشبّعة بالملوحة.ِ. والمرارة.. والتعاسة.
    داخل الطائرة، المضيفة تضع أمامها صينية وجبة الغداء..تمتد يدها نحو الطعام..يقفز وجه "محمد" من بين الأطباق وقهقهاته العالية ترن أصداؤها في أذنيها..تتراجع يدها..تموت شهيتها..تعاود البكاء .
    بعد التوقيع على كافة الأوراق الثبوتية، تغادر "عائشة" مكتب المسؤول عن التخديم بصحبة "مختار" زوج "نوال".
    "نوال" تجلس على كرسي في غرفة الجلوس في انتظار"عائشة"..زوجها تأخر..يعتورها القلق والتوتر..تنطلق من صدرها تنهيدة حارة..( يا رب تطلع بت حلال تريحني وتراعي لي مازن بضمير).
    "نوال" تعمل بالتدريس، أما زوجها "مختار" فيعمل في إحدى الدوائر الحكومية. وأخيراً جاءت "عائشة" ..فتاةٌ نحيلة الجسم صغيرة القد ترتدي حجاباً باهت اللون حرصت على ربطه بإحكام حول وجهها المستدير.
    إستقبلت"نوال" القادمة إستقبال من يعقد الآمال على حسن الإختيار، ثم قادتها الى الغرفة المُعدة لها.. بجوار الغرفة حمام صغير.. على مشجب الحائط "بشكير" جديد. يعلو حوض غسيل اليدين رف زجاجي إستقرت على سطحه صابونة حمام مع معجون وفرشاة أسنان. لم تنس "نوال" أن تؤكد على "عائشة" بضرورة الإستحمام والسواك يومياً.
    ما أن ألقت "عائشة" بجسدها على السرير حتى راحت في نومٍ عميق، كان حصيلة لرحلة طيران طويلة، وإجهاد وترتيبات ما قبل السفر.بعد أن أفاقت "عائشة" من سباتها وتناولت طعامها، جاءت نوال تحمل بين ذراعيها صغيرها.. وضعت نوال صغيرها على حِجر"عائشة".. ضمت عائشة "مازن" إلى صدرها بحب وحنان.. ذلك المخلوق الصغير يروي عاطفة أمومتها وقد يعوضها عن فراق صغيرها.منذ تلك اللحظة، شرعت "عائشة" في ممارسة أمومتها على "محمد"أي على "مازن" ..تطعمه..تحمّمه..تلاغيه..تلاعبه..تُهدْهده.
    "مازن" يحبو.. مازن يبدأ أولى خطواته في عالم المشي..يقع..يقوم.. يكرر المحاولة بعزيمةٍ لا تفسح لليأس مجالاً..و"عائشة" فرحة.. سعيدة.. حنونة.. هاهو ابنها يكبر أمام ناظريها، محمد يكبر، وما أجمل الدنيا ولكن في الآونة الأخيرة تغيرت أحوال نوال..أصبحت تعود من المدرسة كل يوم ضَجِرة..مرهقة..متوترة. التلميذات "مدلّعات".. في دواخلهن ترقد تلك العنصرية البغيضة تشي بها أعينهن..إنها في نظرهن لا تعدو أن تكون صورة مُحسّنة من "عائشة". لقد هجرت بلدها ركضاً وراء حفنة من الدراهم فهي خادمة مثلها مثل "عائشة"، حتى وإن حاولت أن تعزّي نفسها "بقطعة الأرض" التي كانت ضريبة شرائها عامين من التقتير وشد الأحزمة على البطون.
    مديرة المدرسة التي ما تفتأ تضيق عليها الخناق بالأوامر مع جو العمل الذي تسوده المؤامرات والتكتلات، قد جعلا من نوال شحنةً من الغضب قابلة للإنفجار في أي لحظة.. "عائشة" أصبحت "الشماعة" التي تعلق عليها نوال إحباطاتها.تعنفها..تزجرها..تعد عليها الأنفاس.. تتصيد لها الأخطاء.. وتهددها بإنهاء خدماتها وكأنها تثأر لنفسها من نوبات الهلع التي تصاحبها وهي في صباح كل يومٍ جديد تتوقع "تفنيشها" وفق برامج "توطين" الوظائف. يزداد الضغط على "عائشة" ..تتصاعد وتيرة الإساءات..والإهانات.. والتهديدات .
    "عائشة" تبكي.. تحزن ..تكبت..تكره..تحقد.."ومازن" يكبر..يلعب..يتشاقى..يكسِّر..يخرِّب.."يدفق العصير"..يصرخ..و"عائشة" تتحول الى وحشٍ كاسر.. وحشٌ نما، وكبر، وترعرع تحت رعاية.. وقسوة..وفظاظة نوال.
    ذلك المخلوق الصغير قاسي.. ومجرم.. وجلّاد.. مشاغباته تستفزني..عيناه تقولان: أنا هنا..وابنك هناك بينك وبينه آلاف الأميال.. أنا هنا أنعم بحبك ورعايتك، وابنك هناك يتلهف إلى حضنك ويهفو إلى ضمة من صدرك. تلك المشاعر السلبية نحو الطفل "مازن" قد أفرخت عائشة "جديدة".. أصبح مازن يتلقى كل يوم وجبة من الركل..والضرب..والصفع.
    مع مرور الأيام إختفت "ضحكة" مازن وانطفأ بريق عينيه ولم يعد يشاغب.. ويكسّر.. ويخرّب. وذات يومٍ كالح السواد فيه مرضت "عائشة"، إصطحبت نوال صغيرها إلى الحمام..خلعت نوال ملابس إبنها.. صعقت نوال.. الجسد الصغير قد غطته الكدمات..والتقرّحات.
    والنهاية .. مازن قد تعافى ..و"عائشة" تقبع في سجن النساء و... نوال تجلس على كرسي في غرفة الجلوس في انتظار وجهٍ جديد فيما تنطلق من صدرها تنهيدة حارة...( يا رب تطلع بت حلال تريحني وتراعي لي مازن بضمير) ...
    ملاحظة: هذا المقال وإن أخذ الطابع السردي القصصي، إلا أنه في مجمله ليس بمنأىً عن الواقع بغض النظر عن التفاصيل.


























                  

03-17-2018, 07:54 AM

يوسف بابكر علي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مأساة عائشة ! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللط (Re: بدور عبدالمنعم عبداللطيف)

    الأخت الفاضلة / بدور
    التحيات لكم وللجميع
    لقد أوجدتنا الظروف لسنوات طويلة في بلاد الخليج ،، وهنالك قصص تجري بوتيرة محزنة ومؤلمة للغاية ،، ولا يعرف مقدار الصلف والتكبر والتجبر الذي يتصف به أهل تلك الديار .. لقد صدقت تلك الطفلة الفلسطينية حين وصفت معاملات شعوب الخليج للآخرين من المسلمين وغير المسلمين بأنها أكثر إجراما من معاملات اليهود !! ,, قالت الطفلة الفلسطينية بمنتهى البراءة كما قالت من قبلها الطفلة السودانية بمنتهى البراءة ومن قبلها قالت الطفلة المصرية بمنتهى البراءة بأن النبرة المستخدمة في بلاد الخليج هي ( الأجنبية توقف ،، والمواطنة تجلس !! ) .. وكلمة ( الأجنبي والأجنبية ) من أمقت الكلمات التي تستخدمها شعوب الخليج بغير حياء .. وبغير أدب وأخلاق يليق بمن ينادي بأنه مسلم يعرف الإسلام .. صدقونا فإن البعض من شعوب الخليج ينظر للإنسان المسلم القادم إلى ديارهم نظرة الاستحقار والدونية .. وقد يكون القادم إلى بلادهم يحمل من المؤهلات الثقافية والعلمية أضعاف الأضعاف .. ثم الأفظع والأوجع في الأمر أن شعوب الخليج تظن أن كل شخص قادم إليهم من دولة أمريكا أو أوروبا هو ذلك السيد وصاحب الأمر الذي يجب أن يطاع ،، حتى ولو كان ذلك القادم عامل يدوي بسيط في بلاده ،، وذلك الأجنبي الغربي العامل البسيط الغير مؤهل يستطيع أن يزجر المواطن الخليجي حتى يميل هامته نحو الأرض خجلاً وتواضعاً ,, فمتى ما كان الشخص يحمل صفة ( الخواجة ) وهو صاحب لون يطابق لون الخواجات فهو ذلك المقدس في عرف شعوب الخليج .. وبالعكس تماما فإن أي شخص عربي ليس من بلاد الخليج أو أي مسلم من دولة إسلامية فهو في عرف شعوب الخليج ذلك الأجنبي الدوني مهما كان يحمل من المؤهلات !! ,، وشعوب الخليج مع الأسف الشديد تنسى أنها ما زالت في زمرة الشعوب المتخلفة .. وأنها ما زالت عليها أن تتعلم أخلاقيات التعامل مع الشعوب الأخرى .. وأن الغنى والثراء لا تذهب الجهل ولا تزيل النواقص الفطرية ،، ولا ترفع من مكانة من لا يستحق المكانة ،، فهي شعوب الخليج التي ما زالت تركض بالفطرة خلف ضب الجبال والجراد لتقتاد بلحومها رغم توفر اللحوم لديها !! .. صدقونا شاهدنا مرارا وتكرارا أن البعض من أبناء الخليج عندما يشاهد الضب البري وهو في الطريق بسيارته يتحول فجأة إلى ذلك البدائي المتخلف ،، ثم يبدأ في مطاردة ذلك الضب حتى يتم القبض عليه ،، ويرقص كأنه صاد شيئا عظيماً ،، في حين أن الإنسان الأجنبي ينظر إليه مستغربا ومندهشاً ,, ومع ذلك فإن ذلك البدائي بالفطرة ينسى في لحظات تلك البدائية لينظر للأجنبي من زاوية الدونية والأقلية !! ,, فلو جاز للمسلم أن يحقر أخاه المسلم لكان من حق الأجانب أن يحقروا شعوب الخليج لمدى التأخر والبدائية !! .

    فإذن سعة الحال والأموال لا تعني سعة الأمخاخ وعلو المكانة ،، ولا تفرض تلك العنجهية بأن يقف الأجنبي ليجلس الخليجي !! ,, فكيف يقف صاحب عقل ومهارات علمية عالية ليجس أو لتجلس خليجية عقلها أوهن من عقول البغال !!! .. ولعنة الله على فقر يجبر أهل العز والفكر والعلم والثقافة ليهانوا في بلاد الجهلاء لمجرد أنهم أثرياء !! ,, فهي من مهازل هذا العصر الذي يملك الزمام لمن لا يستحق !!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de