|
Re: ثنائي التضليل.. الطيب مصطفى، وإسحاق فضل ا (Re: الطيب الزين)
|
شكرا جزيلا لكاتب المقال،،،
مشكلة السودان هي مشكلة مركبة ،إجتماعية،عقدية و نفسية، و هي التي قادت المجتمع إلى الحفرة الضخمة و المظلمة التي يقبع بها الآن،،، ليس السودان وحده بالمناسبة، بل معه مجموعة من المجتمعات المماثلة له حتى في الأشكال و السحنات، فدول مثل الصومال و جيبوتي بالإضافة إلى السودان تجد أن المجتمعات فيها هي عبارة عن تجمعات تابعة و فاقدة للثقة بالنفس إلا في إيطار قدوة خارجية مقدسة و مبجلة يحتزي بها،،، فتجدهم يلفظون ما لديهم و يتبنون حرفيا ما هو لدى الغير،،، فتراهم يمتطون صهوة الوهابية و مصدرها ( سابقا ) السعودية و يصيرون فيها ملكيين أكثر من الملك نفسه و حاشيته، فتجدهم قد غلقوا عقولهم بالخوف و كبلوا مجتمعاتهم الحية بالوعيد و الخزعبلات و منعوها من الإنطلاق في فضاءات الحرية و الإبداع و الإنسانية، فأصبحوا أسرى للتخلف و الفقر و الظلم و البطش و الموت بالمجان بسبب أيديولوجيات موهومة لا تسمن و لا تغني عن جوع، و ها هي السعودية اليوم تفارق ضلالها القديم و تتخذ إلى الإصلاح و الحداثة سبيلا تاركة تلك المجتمعات هائمة في توهانها و هي قابعة في جوف تلك الحفرة الهائلة المظلمة،،، و لقد ذكرنا قبل سنين عددا أن إنصلاح حال المسلمين يمر اولا ببدء تلك الإصلاحات في بلد المنشأ السعودية و حسنا فعل القائمون على الأمر هناك من تحديث و إصلاحات رغم أنها لم تزل أدنى من المأمول و المرتجى،،،
إن مكمن البؤس و الشقاء الذي يضرب هذه المجتمعات يتمثل في عدم مقدرتها إطلاقا على فهم أن الدين ما شرع إلا ليعين على تطور الإنسانية و رفاهيتها و ليس على تخلفها و رجعيتها،،، فالدين يتطور و هو مرن و ليس جامدا و لا يستقيم عقلا و منطقا أن تجبر شخصا أو مجتمعا ما على دفع الجزية في القرن ال٢١ حيث الإنترنت و الوعي و الأسلحة الذرية و قوانين حقوق الإنسان!!!،،، فلو لم يكن الدين مرنا و قابلا للتطور حسب تقدم المجتمعات، لظلت المعجزات تحدث أمام أعيننا كما كان يحدث لأسلافنا البسطاء قبل آلاف السنين و لكانت السماوات تتشقق أمام أعيننا في عصرنا هذا لتتواصل معنا الملائكة حاملة إلينا الرسائل هكذا مجردة من الخالق العظيم، لكنه تطور العقل البشري الذي أوجده الله في خلقه و تطور المجتمعات اللذان يحتمان ضرورة تغيير الطريقة التي يتواصل بها الخالق معنا،،، خلاصة قولي أن العقل البشري قد تطور و قفز قفزات هائلة و لم يعد البشر هم اولئك القوم السذج و بسيطي الحيلة و التفكير ليعلمهم الغراب كيف يواروا سوآتهم أو ينفلق لهم البحر ليبعبروا إلى الضفة الأخرى آمنين، فقد صارت هنالك مدارس للتعليم و إضاءة نور العقل و صارت هنالك وسائل نقل حديثة تنقله عبر المحيطات و في الأجواء فتبدلة المعجزات من شكل و إتخذت شكلا آخرا يتماشى و الصياغ الزمكاني، و هنا مكمن الحكمة التي تعجز مجتمعاتنا عن فهمها فتظل قابعة في الظلمة و تضيع عقودا و عقود من عمرها!!.
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|