استقبلت كغيري من عامة السودانيين و المعارضين بصفة خاصة الخبر الصدمة .. تعين الفريق اول مهندس تعذيب صلاح محمد قوش رئيسا لجهاز الامن المخابرات الوطني مرة أخرى و المعروف ان الفريق اول صلاح قوش كان هو اكثر رجال الاسلاميين بطشا بابناء السودان عامة و ابناء المهمشين بصفة خاصة و قبيلة السياسيين و المعارضين بصفة أخص عندما مديرا لجهاز الامن القومي السوداني انذاك .. و هو مهندس تصنيف السياسيين على حسب القبيلة و هويتهم الجهوية و صمم اساليب تعذيب مخصصة علي حسب العرق والاثنيات وهو مهندس بيوت الاشباح و التصفية الجسدية للمعارضين . في عهده تم حرق دارفور و تصفية القبائل الافريقية و إبادة قرى بأكملها وقتل مئات الاف من النساء و الاطفال و تم تهجير المئات الاف من الدارفورين الي تشاد و جنوب السودان و معسكرات النازحين داخل دارفور وما تزال المعسكرات قائمة حتى الان و اشهرها معسكر كلمة ..لونه المفضل هو الاحمر القاتم ويلازمه القسوة والشدة كظله وما نزل بمكان ما وإلا زار الموت تلك المكان . كله ذلك الرعب والموت الذي نشره صلاح في ربوع السودان شماله وجنوبه... شرقه وغربه في التسعينيات تم بأوامر مباشر من رئيسه مجرم الحرب المشير عمر البشير و بمشاركة قادة الحركة الاسلامية في السودان انذاك . ماذا يعني اعادة ملك الموت من قبل المجرم عمر البشير إلى الواجهة من جديد!! يبدو أن المظاهرات المستمرة والمتصاعدة التي نظمها الشعب السوداني عبر الأحزاب والقوى الشبابية المعارضة و رواد الفيسبوك في الايام و الاسابيع الماضية بسبب ميزانية 2018 الكارثية و ارتفاع اسعار السلع الاساسية و الغلاء الطاحن ربما أثارت حفيظة النظام و أصابه الهلع من قوة وتنظيم تلك المظاهرات التي اتسم هذه المرة بالدقة والتنظيم والقوة و التصاعد المطرد في فعالياتها و تلقيها القبول والتفاعل من الشارع العام … لذا اراد النظام تهديد اعضاء القوي المنظمة لتلك المظاهرات وقادتها بالتصفية الجسدية وكذلك اعادة بيوت الاشباح وتاريخها الاليم الي ذاكرة الشعب حتي يخاف و لا يلتحق بركب المعارضة في الشوارع مما قد يزيدها تدريجيا ويحولها إلى ثورة عارمة يؤدي في النهاية إلى إسقاط النظام. او ربما يعني عودة ملك الدماء إلى الواجهة إلى رغبة المجرم عمر البشير لتصفية و حسم ملف جبال النوبة والنيل الازرق عبر حرب طاحنة... خصوصا وان تعين قوش رئيسا لجهاز الامن جاءت بعد أسبوع واحد فقط من فشل جولة المفاوضات الاخيرة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال والحكومة السودانية في اديس ابابا.و بالنظر إلى تاريخ الرجل الدموي و سجله السئ في ملفات حقوق الإنسان وانتهاكه الصارخ لكل مبادئ حقوق الانسان فاني ارى ان الوضع في السودان عامة و في مناطق النزاع في جبال النوبة والنيل ودارفور بصفة خاصة ستسوء بصورة دراماتيكية في مقبل الايام. انه طائر الشؤم …. عودة صلاح قوش إلى رئاسة جهاز الامن يعني بكل بساطة ان عمر حسن احمد البشير قرر اعادة مجازر دارفور في جبال النوبة والنيل الازرق و تصفية المعارضة السلمية بالدم في شوارع الخرطوم.و هذا يضع على عاتقنا مسئولية كبيرة لكشف كل صغيرة وكبيرة من جرائم هذا المجرم العتيق وحرسه القديم وفضحهم امام العالم اجمع و العمل بكل قوة و توحيد كل قوى المعارضة من اجل اسقاط هذا النظام بحرسه القديم والجديد و تقديمهم للعدالة . اسقاط هذا النظام الان اصبح ليس ضرورة فحسب بل أصبح فرض عين علي سوداني وسودانية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة