تيارات الفكر و أثرها في مشروع النهضة في السودان 4 – 6 بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 06:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-25-2017, 10:54 PM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تيارات الفكر و أثرها في مشروع النهضة في السودان 4 – 6 بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

    09:54 PM August, 25 2017

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-سيدنى - استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر


    الأحزاب التقليدية الاتحادي و الأمة و مشروع النهضة

    إذا كانت الثورة المهدية تمثل سنام الوطنية في السودان، باعتبارها الثورة الجامعة لأمة كان من المفترض أن تتخلق في بوتقة واحدة بعد تجميعها بغزو محمد علي باشا السودان عام 1821م، فالمهدية حاولت أن تؤسس لدولة إسلامية بعد ما أظهرت دولة الخلافة في إسطنبول حالة من الوهن أمام الدول الأوروبية الصاعدة التي أكملت مشروعها الوطني و الاقتصادي، و بدأت تغزو العالم بحثا عن أسواق لمنتجاتها، و إيجاد مواد أولية لمصانعها، أي تحولت إلي دول أمبريالية، و ذات الأمبريالية، هي التي اسقطت الدولة المهدية، و تحكمت في البلاد، و صناعة مستقبلها برؤيتها الجديدة، لذلك أسست قواعد التعليم الحديث، لخلق وعي جديد مغاير عن ما كان في المجتمع، لكي يصبح أداة النهضة الجديدة، هذه المؤسسات للتعليم الحديث أسست لبروز نخبة جديدة مغايرة في تفكيرها من خلال سعة إطلاعها و معارفها لتيارات الفكر الجديد في العالم، و أسست النخب الجديدة الجمعيات الأدبية في الأحياء بهدف التحصيل المعرفي و تبادل مصادر المعرفة و الثقافة، و عندما تبلورت أفكار الوطنية في ثوبها الجديد، و أخذت تتفتح براعم طبقة جديدة في المجتمع، تأسس نادي الخريجين عام 1918م كتحول جديد في مسار الحركة النخبوية و الطبقية في البلاد. كما قال مستر سمبسون، مدير كلية غردون في خطبة الافتتاح " إن هذا النادي سيلعب دورا هاما في تاريخ السودان" و يقول عن ذلك أحمد خير في كتابه " كفاح جيل" ( بتأسيس النادي، بدأ الجيل الحديث في السودان يشعر بكيان مستقل في المجتمع السوداني، و أنحصر جهده و جهاده لبضع سنوات في تحقيق غرض واحد، و هو محاولة انتزاع أزمة القيادة الشعبية من الزعماء الدينيين) ثم في تحول تاريخي يدعو أحمد خير لقيام مؤتمر للخريجين، الفكرة التي أدت بالفعل إلي قيامه، و ساعدت علي ذلك ثلاثة عوامل أساسية. أولها ثورة 1924م و حيث إفرازات الثورة أسئلة و أفكار جديدة علي المجتمع، و خاصة القوي الناهضة فيه. ثانيا اتفاقية 1936 بين الحكومة المصرية و البريطانية، و استبعد السودانيون من المشاركة في هذه الاتفاقية. ثالثا الإضطرابات التي بدأت تحدث في العالم من أثر الأزمة الاقتصادية. هذه هي العوامل أدت إلي تأسيس مؤتمر الخريجين، باعتبار هناك أفكار بدأت تطرح تحتاج ان تشارك فيها أغلبية نخبة البلاد، و الانتقال بفكرة الوطنية إلي مرحلة متقدمة، تحتاج أيضا لوعي جديد و تغيير في طريقة التفكير و الأدوات.
    إن أغلبية النخب التي أسست مؤتمر الخريجين، و سيطرت علي مسيرته التاريخية و الثقافية، تأسست علي أياديهم فيما بعد الأحزاب السياسية التقليدية في البلاد " الوطنى الاتحادي و الأمة" و أيضا هؤلاء كانوا كتاب الصحافة الناشئة في البلاد، و هم أنفسهم الذين بدأوا يطرحوا أسئلة المستقبل علي المجتمع. فمثلا كتب أحمد يوسف هاشم في العدد 9مجلة الفجر يقول ( و لعل ارفع ماتسمو إليه نفوسنا ثقافة و أدب قومي خاص، نطبعها بطابعنا و نميزهما بكل مافي حياتنا من مميزات حتى لفحات الهجيرو نعرف بهما في كل زمن و مكان و بلدة و قطر) هي دعوة الوطنية الجديدة، دعوة مغايرة ثقافيا و انتماء، حتى مصطلحاتها جديدة تشبه الجيل الجديد، فالدعوة مرتبطة بحدود وطن يريدونه يتخلق بشروط جديدة. و أيضا كتب في ذات الموضوع عرفات محمد عبد الله في مجلة الفجر يقول ( القومية تدعونا إلي الاتحاد و إلي الائتلاف فيما يكون دعامة قومية لشعب دارج في سلم الحياة، و لكن ترانا في تفرق عظيم و نختلف في أبسط الأمور و نركب هام بعضنا كأننا من اجناس متباينة. رحماك ربي علي أمة تلاشت في الخصومة) و لكن يلفت عرفات المجتمع و نخبه علي الخصومة التي ربما تفتك بالوطن و تطيح برغبات نخبه في تأسيس الشروط و العوامل التي تؤسس عليها الأمة السودانية. فالدعوة لتأسيس الأمة أو إنهيارها، كانت تطرح في كل منابر الثقافة، حيث كتب محمد أحمد محجوب يدعو إلي ثقافة سودانية، دون أنتساب إلي أية جهة، يقول في 23 مارس 1935 في مناظرة مع الصحفي المصري حسن صبحي ( ليس أدعى إلي السرور و الابتهاج من سماع لفظة الثقافة تضاف إلي السودان فتكسبنا معنى الحياة. أني لاشعر بنشوة روحية حين أعرض للدفاع عن وجوب قيام ثقافتنا السودانية بذاتها منفصلة عن الثقافة المصرية لآن في ذلك أصرح اعتراف بأننا قد صرنا أمة لها مكانها تحت الشمس و صرنا منبع فضل) و بعد تكوين مؤتمر الخريجين، و بدأت الطائفية تدخل أنفها في صراعات القوي الحديثة، استطاعت أن تؤثر في بعض القناعات التي تشكلت من خلال أطروحات الصحافة و الجدل الذي كانت تثيره حول تشكيل الأمة، إضافة إلي أطروحات الطلاب القادمين من مصر، نجد إن المحجوب بدأ يغير الرآي في عام 1941 في كتابه نحو الغد ص 226حيث يقول ( المثل الأعلي للحركة الفكرية في هذه البلاد أن تكون حركة فكرية تحترم شعائر الدين الإسلامي الحنيف، و تعمل علي هداه، و أن تكون عربية المظهر في لغتها و تقاليدها و أخلاق أهلها، متساوية بكل ذلك نحو إيجاد أدب قومي صحيح.. و تنقلب فيما بعد هذه الحركة الأدبية إلي الحركة سياسية تؤدي إلي استقلال هذه البلاد سياسيا و اجتماعيا و فكريا) و هذا التحول بدأ مع عودة للطلاب السودانيين العائدين من مصر و غيرها، إلي جانب تأثيرات الطائفية في البلاد. فصراعات مؤتمر الخريجين كانت تمثل بداية لوعي جديد تتداخله تيارات فكرية عديدة، و خاصة القادمة مع عودة الطلاب السودانيين من مصر و لبنان، أولئك الذين تأثروا بالتيارات القومية و الدينية، فليس غريب أن تتحول قناعات المحجوب وفقا لذلك.
    بدأت الأحزاب التقليدية تتخلق من داخل مؤتمر الخريجين، حيث انقسمت النخبة إلي تيارين بين السيدين " السيد علي الميرغني و السيد عبد الرحمن المهدي" الغريب في الأمر إن الطائفية لم تكن لديها إنتاج فكري أو إنتاج تآويلي و معرفي ديني يمكن أن تقدمه غير علاقتها الوطيدة مع مؤسسات المستعمر في البلاد، و هذه العلاقة قد اتاحت لها أن تؤثر في مجريات العمل السياسي و الثقافي في البلاد. و رغم ذلك كانت النخب تقدم فروض الولاء و الطاعة للطائفية، هذه العلاقة كانت سلبية في مستقبلها، لأنها جعلت بعض النخب التي كانت ناشطة في الكتابة الصحفية و الإنتاج الثقافي و الأدبي، أن تقلص هذا الفعل حتى لا تدخل في أية مشادة أو سوء فهم مع الطائفية، الأمر الذي أثر في أداء الأحزاب فيما بعد، حيث إن الأحزاب تأسست علي شعارات الاستقلال و وحدة وادي النيل، دون أن تكون هناك أية برامج أو مشروعات للنهضة، و حتى مشروعات النهضة التي ظهرت قبل الاستقلال مثل معهد القرش الصناعي و المدراس الأهلية و السينمات الوطنية، بدأت تتراجع بعد الاستقلال بدلا إن تتوسع في ذلك، لكي ترسخ قضية الوطنية في المجتمع السوداني. إن الحزبين التقليديين هما السبب الأساسي في حالات العجز الوطني التي بدأت بعد الاستقلال. فقد فشلت نخبة الاستقلال أن تقدم مشروعا وطنيا للنهضة، بل أخذتها صراعات السلطة و النفوذ بعيدا عن قضايا الفكر و النهضة. يقول الدكتور عبد الرؤوف محمد أدم في كتابه " الدولة و المجتمع في السودان – نظرة استقرائية" ص 36 ( من أهم خصوصيات الأحزاب السودانية التي برزت للسطح منذ الأربعينيات من القرن العشرين أنها نشأت كرد فعل لتطورات و مؤثرات داخلية و خارجية " الإستعمار" إلا أنها فشلت في التواكب مع متغيرات العصر و صياغة برامجها وفقا لما تمليه تلك المتغيرات) فالسؤال هل ردة الفعل التي نشأت بموجبها الأحزاب جعلت ردة الفعل متحكمة في تفاصيل العمل فيها، و جعلتها تهرب من مشروع النهضة؟
    كثير من الكتابات تعيب مقولة أسماعيل الأزهري "تحرير لا تعمير" لأنها أهملت أهم قضية بعد الاستقلال، و هي كيف علي النخب أن تصنع النهضة أو مسبباتها في البلاد، و هي القضية التي وجدت إهمالا من قبل نخب الاستقلال و خاصة الأحزاب التقليدية، رغم قصر حكمها، و دخول المؤسسة العسكرية في العمل السياسي و التحكم في السلطة، و لكن الأحزاب نفسها هي التي جعلت المؤسسة العسكرية تمد أنفها إلي داخل الحقل السياسي. و ظلت الأحزاب تعمل بدفعها التاريخي دون تجديد لخطابها السياسي. يقول الدكتور منصور خالد في كتابه " النخبة السودانية و إدمان الفشل الجزء الأول" ص 17 ( و لا مساغ لنكران دور الصفوة أو النخبة من المتعلمين في صنع الأمجاد في تاريخ السودان. إلا إن هذه الصفوة. بنفس القدر، مسئولة عن كل ما أصاب السودان من بلاء و ارزاء؛ و ما أكثر ما تتقاسمه أهل السودان – منذ أن انعم ألله عليهم بالاستقلال- من بلاء، و ما أكثر ما تساهموا من ارزاء. و لا مساغ أيضا للادعاء بأن المسئولية عن كل هذه الارزاء تقع علي النخبة القائدة من أهل السياسة وحدها، و نعني بذلك رجالات الأحزاب السياسية أيا كانت تلك الأحزاب: التقليدي منها و المحدث: فالمسئولية عن ما لحق بالسودان من أرزاء، و أن كانت تقع في جانب منها علي هؤلاء) فالمسؤولية تقع علي نخب الاستقلال و خاصة الحزبين التقليديين، إنهم أهملوا مشروعة النهضة، و عجزو حتى علي الإجابة علي الأسئلة التي كانوا قد طرحوها في فترة تاريخية من تطور وعيهم الثقافي و السياسي. و ربما ذلك يعود لأنهم أهملوا القرأة التي كانوا قد درجوا عليها في بدايات تكوينهم الثقافي و المعرفي و دخولهم في صراعات لتعزيز سلطتهم.
    كتب السيد الصادق المهدي في كتابه " ميزان المصير الوطني في السودان" صفحة 106 يقول ( لازم النظام السياسي السوداني الفشل في التعرف و الاستيعاب الكافي لحقيقة التعدد الثقافي من ناحية، و التأخر في التعرف علي الهجنة الثقافية علي مستوى الثقافات المختلفة و بدرجات مختلفة من ناحية أخرى. و الواقع أن الوعي القومي السوداني في نشأته الباكرة في النصف الأول من القرن العشرين قام علي هوية عربية إسلامية وثيقة الصلة بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا لاسيما بمركزها الثقافي الأقوى – مصر – و افترض أن كل الهويات الثقافية السودانية الأخرى سيتم هضمها لا محالة و إذابتها في هذه الهوية) فالهوية أسئلة جاءت إلي الحقل السياسي مهاجرة من ساحات الإدب و الشعر عندما عجزت النخب السياسية الإجابة عن تفاصيل النهضة، و حل نزاعات الدولة. و يضيف السيد الصادق في ذات المصدر ص 304 بقوله ( الحركة الفكرية في السودان انقسمت بين فكر علماني لبرالي و اشتراكي و قومي و أفريقاني و إسلامي ) إذا كانت كل هذه المجموعات الفكرية في السودان بالفعل قد فرض شروط تواجدها، إذا ما هو المنتوج المعرفي لهذه المجموعات...!؟
    إن قيادات الأحزاب التقليدية بعد مرحلة الاستقلال، كانوا أقل النخب إنتاجا معرفيا و ثقافيا، أما الإنتاج الفكري يكاد يكون معدوما في الحزبين، و شحيح في كل الأحزاب السياسية السودانية، و لم تفطن النخب لهذا القصور في دائرتها الفكرية و الثقافية، إلا قلة، فمثلا كتب عبد الماجد أبو حسبو القيادي في الوطني الاتحادي في كتابه " جانب من تاريخ الحركة الوطنية في السودان الجزء الأول" ص 272 يقول ( ليس للأحزاب السودانية جميعا – بكل أسف – برامج مدروسة محددة تجمع الناس حولها. فقد كانت برامج الأحزاب قبل الاستقلال هي التحرر من الاستعمار و هذا أمر مفروغ منه، إلا إن الأحزاب ظلت حتى بعد فترة الاستقلال دون برامج مدروسة محدودة. و صحيح أن بعض الأحزاب قد صاغ برامج و لكنها كلها لا تعدو أن تكون حبرا علي ورق. فبالرجوع إلي مكتبة أي حزب فإنك لا تجد له أدبا حزبيا أو دراسات يمكن أن تحدد سياسته تحديدا قاطعا و ليس هذا من شأن الأحزاب الأصيلة العريقة) إن الأحزاب التي أنتجت في الجوانب الفكرية و الثقافية، لا تعدو من حزبين أو ثلاثة و هي الأحزاب الأيديولوجية، أما الأحزاب التي تغازل الليبرالية إن إنتاجها شحيح، رغم رايات الحرية و الديمقراطية التي تجدها مرفوعة في كل الاتجاهات.
    كان الأمل معقودا علي الحزب " الوطني الاتحادي" في مسيرة البلاد السياسية بعد الاستقلال، باعتباره الحزب الذي كان يمثل الطبقة الوسطي طبقة " الاستنارة" و قد فاز بانتخابات عام 1953م فوزا أهله أن يشكل الحكومة لوحده، و كان من المفترض أن ينطلق من هذا المدخل إلي جر كل الطبقة الوسطي في حوار فكري، يناقش ثلاثة قضايا أساسية، أولها تحقيق الاستقلال و ثانيا الوصول إلي رؤية وطنية مشتركة لكي تؤسس دستور البلاد الديمقراطي مستقبلا. و ثالثا ترسيخ عرى الديمقراطية في المجتمع. رابعا الأهتمام بالتعليم باعتباره مفتاح النهضة. و لكن الحزب أهمل ذلك و دخل في صراعات، إن كانت الصراعات داخل الحزب أو خارج الحزب من قوي سياسية أخرى، و أيضا من خارج الحدود. داخل الحزب، بعد ما تخلي عن شعار "وحدة وادي النيل" و السير في طريق الاستقلال، قد كانت سببا في صراعات داخلية استغلتها الطائفة، و أيضا استغلته السلطة الحاكمة في مصر كردة فعل بسبب تخلي الحزب عن شعار وحدة وادي النيل، يقول عبد الماجد أبو حسبو في مذكراته ص 115 ( الخلاف في الحزب الوطني الاتحادي قد غذته جهات أجنبية كانت تريد الانتقام من الحزب لتحوله من الاتحاد إلي الاستقلال، كما غذته جهات داخلية كانت دائما و أبدا تسعى لمتزيق الحزب و القضاء عليه، لأنه قاد سفينة الكفاح وحده و حقق استقلال السودان دونها. و هناك الكثير مما لم يحن الوقت لذكره الآن و ربما ذكر في ظروف أخرى أكثر مناسبة من هذه) هذا الصراع الداخلي للحزب عرضه للإنشقاق حيث خرجت بعض القيادات الاتحادية من الحزب لكي تكون حزب " الشعب الديمقراطي بمباركة السيد علي الميرغني. و يضيف عبد الماجد أبو حسبو في مذكراته ص 161( بدأ تحول الشيخ علي عبد الرحمن حين انتخب الحزب في مؤتمره العام سنة 1964 مبارك زروق نائبا لرئيس الحزب، فلقد كان يعتبر نفسه أكبر سنا من مبارك و أنه من مؤسسي حزب الأشقاء و بالتالي أولي من مبارك زروق بهذا المنصب. انتهز المصريون فرصة هذا التمزق النفسي عند الشيخ علي عبد الرحمن و شجعوه علي الخروج علي الأزهري) و في جانب الصراع مع القوي السياسية الأخرى، كتب أحمد سليمان في كتابه " و مشيناها خطى" ص 219 ( فقد تملك الغرور الشيوعيين و غرهم اتساع نفوذهم الشعبي في المدن و خاصة في العاصمة و عطبرة و ظنوا أنهم قادرون علي انتزاع قيادة الحركة الشعبية من الأحزاب التقليدية و بدأوا يسرفون في نقد قادة الأحزاب الاتحادية و يبالغون في تصوير مظاهر التناقضات الثانوية و تكبير حجمها داخل المعسكر الوطني بالدرجة التي جعلوها تطغي علي الصراع الرئيسي ضد الاستعمار و مؤسساته) و في ذات الموضوع كتب عبد الماجد أبو حسبو في مذكراته ص 108 (و من أخطاء الشيوعيين أيضا أنهم كانوا في عداء مستمر مع حزب الحركة الوطنية، فكانوا يعتبرون أن عدوهم الرئيسي هو الحزب الوطني الاتحادي الذي يمثل الحركة الوطنية و حجتهم في ذلك أن هذا الحزب يسيطر علي كل الطبقات التي يرى الحزب الشيوعي أنها مجاله الطبيعي للعمل و الكسب الحزبي مثل الطلبة و العمال و المزارعين و المثقفين فبدلا ـن يتحالفوا معه أعلنوا الحرب ضده، دون تقييم للمرحلة، و كانت هذه إحدي نقاط الخلاف بين عوض عبد الرازق و عبد الخالق محجوب) هذه الصراعات التي بدأت تواجه القيادات الاتحادية قبل الاستقلال كان لها أثرا سالبا علي مسيرته السياسية، و لكن لا تعفي النخب الاتحادية من الالتفات إلي قضية النهضة، و هي مرحلة لا تؤسس بالشعارات، إنما كانت تتطلب بالاهتمام بالقضايا الفكرية، لكي تحدث تغيرا جوهريا في الوعي الجماهيري، للابتعاد عن الصغائر و الولوج إلي قضايا البناء الوطني، و هي كانت تملك القدرة علي الفعل، خاصة في تلك المرحلة التي كانت الطبقة الوسطي و أغلبية القوى الحية في المجتمع تلتف حولها، الدلالة علي ذلك انتخابات فبراير عام 1958/ حيث حصل الوطني الاتحادي علي 44 دائرة بينما حصل حزب الشعب الديمقراطي الذي تدعمه طائفة الختمية علي 26 دائرة و حصل حزب الأمة مجتمعا علي 63 دائرة، مما يؤكد أن الحزب إذا كان قد قطع مشواره منفصلا عن تقول الطائفة، و تمسك بالشعارات الليبرالية، مجمعا القوي الحديثة حوله، كان قد غير مجرى التاريخ في السودان. و لكن قيادته تراجعت للوراء عام 1967م عندما بدأت تبحث من جديد عن عودة الطائفية لحضن الوطني الاتحادي، و تحقيق فكرة النظام الرئاسي. كان الاندماج يمثل نكسة للطبقة الوسطى في البلاد. حيث دخلت القوي الأيدولوجية بديلا في الصراع حول الطبقة " الشيوعي – القوميين العرب – الإسلاميين" برايات جديدة بعيدا عن الليبرالية، فضاع مشروع النهضة الذي كان يمكن أن يؤسس لدولة ديمقراطية، مدعومة بوحدة الطبقة المستنيرة في المجتمع، لكن القيادة الاتحادية برجوعها للخلف، فتحت باب الصراعات من جديد داخل الحزب، ثم بدأت تخون راية الديمقراطية نفسها، عندما استجابت لدعوات الإسلاميين، في حادثة معهد المعلمين، التي قاطع فيها أحد الأشخاص و يدعى " شوقي محمد علي" حديث الدكتورة سعاد الفاتح في الندوة، و تحدث بسخرية عن الرسول، و قال " أنا شيوعي و ملحد" و لكن القوي الحزبية لم تتحقق من رواية الإسلاميين، إذا كان هذا الشخص عضوا في الحزب الشيوعي أم قوله للتحريض فقط. لكن الصراع الذي أفتعله الحزب الشيوعي مع الوطني الاتحادي و أدي إلي الإنشقاق داخل الوطني الاتحادي، حيث تكون حزب الشعب الديمقراطي الذي كون تحالفا مع الحزب الشيوعي كان غير بعيد عن استجابة الأزهري لنداء الإسلاميين. و في الجانب الأخر للاتحاديين يقول الشيخ علي عبد الرحمن زعيم حزب الشعب الديمقراطي في كتابه " الديمقراطية و الاشتراكية في السودان" ص 180 – 109 ( و قد اقتنعت بالممارسة و التجربة إن أي فرد أو جماعة أو أية حزب هيئة أو منظمة لا تدين بالماركسية لا تستطيع أن تتعاون مع الحزب الشيوعي السوداني إلا تعاونا محدود النطاق محدود الزمن) إذا كان الغضب في تياري الاندماج الذين كونا الحزب " الاتحادي الديمقراطي" الذي دفعهم نحو شعارات الإسلاميين المرفوعة بحل الحزب الشيوعي ثم طرد نوابه من البرلمان، و بعد الحادثة سيطرت شعارات الإسلاميين علي الساحة السياسية، و بدأ الحديث حول تلك الشعارات التي تنادي بإسلامية الدولة، و الإسلاميون رفعوا هذه الشعارات دون أن يكون لهم أية برنامج نهضوي واضح، و الأحزاب التقليدية التي سارت مع تلك الشعارات ابعدتهم حتى من شعارات الحرية و الديمقراطية .
    في الجانب الأخر نجد إن حزب الأمة الذي كان يمثل طبقة شبه الاقطاع، لم تكن في دائرته شعارات الديمقراطية و الحرية مطروحة بصورتها الحداثية، لذلك لم تكن قياداته التقليدية مشغولة بقضايا الفكر، فكانت تعتقد أن الرصيد الذي خلفته الثورة المهدية في المجتمع السوداني و خاصة في مناطق مغلقة للحزب، كانت كافية أن تصعد الحزب للأعلي، فهي كانت تنادي بالاستقلال باعتبار إن تيارها الجماهيري الذي خلفته المهدية سوف يحسم لها أية تحديات تواجهها، إذا كانت القضية مرتبطة بخيار الجماهير، لذلك وحدة وادي النيل سوف تدخل عليها قوي جديدة بعيدة عن الولاءات القديمة، و سوف تغير موازين القوي، هذا الاعتقاد قد بدأ يضعف بعد تأسيس المدارس و انتشار التعليم الحديث و تكوين نادي الخريجين و صدور الصحافة الوطنية، حيث شعرت قيادة حزب الأمة إن خطاب الثورة المهدية التقليدي و مكونات الوعي الجديد في المجتمع، أصبحت لا تقنع القوي الجديدة في المجتمع، و التي بدأت تستوعب ما يدور حولها في العالم، و أصبحت تتعلم لغة جديدة تجعلها متواصلة مع تيارات الفكر في العالم، لذلك كان لابد لها أن تتواصل مع المتغيرات الجديدة، فبدأت الاتصال و تأسيس الصحافة التي تمكنها من خلق علاقة جديدة و متطورة مع القوي الجديدة، أو الحديثة كما يحلو للبعض في نعتها، لذلك اقبلت الطائفة علي التكوينات الجديدة في المجتمع بوعي يضمن لها مصالحها و حمايتها، من خلال التواصل مع اتباعها من التيارات الجديدة في نادي الخريجين، و من بعده مؤتمر الخريجين، لكي تؤكد علي رسوخ قدمها في الطبقة الوسطى، أي طبقة الاستنارة، لذلك أسست دور للصحافة لكي يمكنها من هذا الرسوخ من خلال الحرف المعرفي. هذا الاستقطاب رغم إن فيه تعارض بين ما تمثله الطائفة في الواقع الاجتماعي " طبقة شبه إقطاعية" و بين مريدين ينتمون لطبقة جديدة في المجتمع تدعو إلي التحرر و الانعتاق، هذا التعارض ينعكس بالضرورة علي اإنتاج الفكري و الثقافي علي الحزب، حيث ظل الحزب دون أية إنتاج يذكر، ما عدا العمل السياسي بجدل اليوم.
    في تطور لاحق، نجد إن السيد عبد الرحمن من حكمته، إنه لم يعزل أبنائه عن التيار العام للشعب السوداني، لذلك أرسلهم للدراسة في المدارس الحكومية، و سار علي هذه السياسة من بعده أبنائه و أحفاده، الأمر الذي فتح أفاقهم علي المجتمع و معرفة حاجياته و ضروراته، فكان السيد الصادق المهدي أول من دخل حقل المفاكرة من خلال كتابات حول القضايا المطروحة، و لكن هذه الكتابات لم تمثل حزب الأمة، إنما تمثل اجتهادات السيد الصادق كمثقف و مفكر، كما إن حزب الأمة لم يتبنى هذه الكتابات باعتبارها تمثل خطه الفكرى، و تقدم علي ضوئها أطروحات عضويته كمنهج لهم. فالسيد الصادق الذي جاء بخطاب سياسي جديد، يختلف عن خطاب عمه الهادي المهدي، سرعان ما تراجع عن هذا الخطاب بعد رحيل عمه مقتولا في العهد المايوي، حيث ضم الزعامة الحزبية مع الإمامة، و هذان طريقان يتعارضان من حيث الممارسة و طريقة الخلاف و الإختلاف، فالأولي تقبل الإختلاف و الخلاف و الرجوع للتصويت، و حتى اقتراح عزل الزعيم السياسي و تغييره و تقييده باللوائح. و الثانية تقبل الطاعة و المناصحة في حدود، و لا تقبل الإختلاف و لا تجرؤ مجموعة علي العزل. الأمر الذي يشكل إعاقة لإية اجتهاد داخل الحزب يخالف رآي زعيمه، لآن شروط الإمامة هي التي تحكم الشأن الديني و السياسي في ذات الوقت. و السؤال هل السيد عبد الرحمن عندما أسس حزبة الأمة كان عاجزا أن يجمع بين الإثنين معا، الزعامة السياسية و الإمامة؟ لا اعتقد كان عاجزا؛ و لكنه كان مدركا للواقع و مستوعبا شروط المرحلة الجديدة، لذلك ترك زعامة الحزب لنخب ربما تكون ليس لها أية ارتباط بطائفة الأنصار، حتى لا يتقيد العمل الحزبي بشروط الإمامة. و لكن الغريب في الأمر أن يأتي الفعل من الشخص الذي يرفع شعارات الحداثة، و يعيق عملية التنافس الفكري و الحوار داخل المؤسسة، و يصبح هو وحده المناط به الاجتهاد و الإنتاج الثقافي، الأمر الذي يجعل مشروع النهضة داخل حزب الأمة مقيد غير قادر علي الانطلاق. فقضية الحرية و الديمقراطية ليست شعارات تردد إنما هي ممارسة في الواقع، و يجب إزالة كل العوائق التي تعيق تطبيقها بالصورة المثلة، كما يجب إن ينصح الزعيم عضوية حزبه بالتفاكر حول كتاباته و الرد عليها ليس في قوالب المدح و الإطراء، إنما من خلال منهج نقدي لكي يساعد عضوية الحزب علي الإنتاج الفكري و المعرفي، و في ذات الوقت يصبح لكل عضو و قيادي في الحزب صوت واحد. يقول السيد الإمام الصادق المهدي في كتابه " الديمقراطية في السودان عائدة و راجحة" ص 12 ( لعبت عوامل الولاء الديني و القبلي و الجهوي و الشخصية الذاتية، التي يموج بها الواقع الاجتماعي السوداني، و سوف تلعب دورا في كل الأنشطة الاجتماعية السودانية و لا سبيل للقفز فوق هذا الواقع و كل محاولة للقفز سوف تأتي بنتائج عكسية) و السؤال هل تبقي كما هي دون المساس بها، أم يجب الإجتهاد لكيفية معالجتها؟ الواقع السوداني ملئ بالثقافة و الولاءات التي تعيق عملية الحرية و الديمقراطية، و هي التي أدت إلي عدم ظهور مشروعات للنهضة، و عدم الدخول في البحث عن الأسباب التي أفشلت كل المشروعات الحزبية الأخرى. هي قضية بالفعل تحتاج إلي حوار و نقاش مفتوح و خاصة للأجيال الجديدة، وفق رؤى جديدة، بعيدا سيطرت التاريخ و الولاءات المغلقة. و نسأل الله حسن البصيرة.




    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 25 اغسطس 2017

    اخبار و بيانات

  • مسلحون ملثمون يقتحمون منزل وكيل النيابة الأعلى بربك
  • مجموعة إمارتية تنفذ مشروعات بنى تحتية بالخرطوم
  • الملك سلمان يوجه باستضافة أسر شهداء الجيش السوداني باليمن
  • التعليم العالي :لا مكان لدارسي المنهج الأجنبي في الجامعات الحكومية
  • حسبو محمد عبد الرحمن: ضحايا النزاعات القبلية بدارفور مائة أضعاف قتلى الحروب
  • مطالب أميركية بحكومة أكثر شفافية ومسؤولية في جنوب السودان
  • الخرطوم ترفض دروس الوصاية بشأن التطبيع مع إسرائيل
  • زعيم حزب الأمة القومي السوداني: لا تطبيع إلا بعد رد الحقوق وندين موقف مبارك
  • فاطمة أحمد لإيقونة السودان الأخيرة


اراء و مقالات

  • عثمان ميرغني الكوز ... الولاء دائما للتنظيم بقلم شوقي بدري
  • المسرح عندما يكون أسودا بقلم بدرالدين حسن علي
  • إسرائيل ليست الأفظع في معاداتها للعرب والمسلمين من بني جلدتهم ومرحباً بالتطبيع ..!!؟؟ بقلم د. عثمان
  • جواب جُرْحك نسّانى ملامحكَ بقلم ابراهيم امين مؤمن
  • حادثة الطبيب السوداني في السعودية : الكلام لنا جميعا لنستفيق ونرضي بخلقنا الذي خلقنا الله
  • عيد الجبايات ...!! بقلم الطاهر ساتي
  • كلام الناس بقلم عبد الله الشيخ
  • التطابق والتحالف بين الأصولية المسيحية واليمين السياسي الأمريكي واللوبيات اليهودية في الصراع العربي
  • جرائم حرب : تحالف النظام السعودي دمَرالمرافق الحيوية ونشر الكوليرا وزرع الموت في اليمن!!
  • الضحية والجلاد بقلم د. عمر القراي
  • الشريف عبود : الفارس الذى ترجل!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • رجال حول الوزير.. بقلم عبدالباقي الظافر
  • الخلاف والاختلاف بقلم الطيب مصطفى
  • لا تفكر !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ® باكر بعود القاش π√ ، بقام / دفع الله ود الأصيل
  • للتاريخ والحقيقة فقط بقلم سري القدوة
  • السودان بين التغيير والتقسيم بقلم الطيب محمد جاده
  • نطالب باعادة محاكمة نظاميين من جهاز الأمن في قضية عطا المنان حسن رحمة في محكمه مختصةً

    المنبر العام

  • سود ... نعم. عبيد ... لا .
  • فاطنة السمحة كيف بس ؟
  • فكوا المصريين مسكوا في الفلسطينيين!
  • مبارك الفاضل يدفع ببهية لقراءة التلمود فى حارة اليهود؟! ... صور
  • يشهد الله بعدك يا شقيقي العوض المسلمي كل شئ في الدنيا مسخ علي وأولها هذا المكان
  • المكروه في حديث المحبوب معتصم الاقرع
  • الضحية ... والجلاد!!! بقلم د. عمر القراي
  • لسان حال بعض الاتحاديين : الماعايز الميرغنى اليشوف ليهو حزب تانى
  • كيفية حساب احتياجيات بيتي من الكهرباء بالكيلو واط والجنيه
  • لماذا صمت علماء وشيوخ السعودية عن دعوة الرئيس التونسي لمساواة المرأة بالرجل خاصة في الميراث وفي ...
  • غالبا ما يكون المستشار الفريق طه عثمان وراء هذا الأمر الملكي السعودي
  • وزير بريطاني يتهم الاخوان بـ”اخفاء أجندتهم المتطرفة” في مصر
  • Tchaikovsky "Dumka" -عزف الموسيقار ابراهيم ياجى
  • باركوا لينا .. كندا ستصدر جوازات للجنس الثالث .. !!!
  • محاضرة الأستاذة زينب بلندية بواشنطون / تقديم الأستاذة نايلة حسن محمد أحمد 4/6/2013 (Video)
  • عودة الاخ دينق !!!
  • الحاجة نور عبدالرحيم (مكنش) في ذمة الله
  • أبطال الدعم السريع .. رجال والرجال قليل .. شكراً السيد نائب الرئيس .. وشكراً والي الخرطوم
  • جبريل إبراهيم محمد يكتب عن جمع السلاح من أهل دارفور

    Latest News

  • Collecting arms in Darfur top priority, says Sudanese president
  • 24 MSF Facilities Damaged, Looted in South Sudan
  • Sudan-American cooperation in the field of scientific research
  • Darfuri student leader held after exams
  • Assembly speaker invites his Kazakh counterpart to visit Sudan
  • Farmers raped, murdered, driven from Darfur farms
  • Sudan, S. Sudan Conclude Technical Talks on Oil File
  • Extreme heat fells two more in Port Sudan
  • Sudan renews commitment to implement presidential initiative on Arab food security























  •                   

    العنوان الكاتب Date
    تيارات الفكر و أثرها في مشروع النهضة في السودان 4 – 6 بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن زين العابدين صالح عبد الرحمن08-25-17, 10:54 PM


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de