تقريبا في حوالي نهاية عام 1998 تلقينا دعوة كريمة من دكتور الشيخ كنيش و زوجته دكتورة سلوى السر لتناول وجبة العشاء بمنزلهم العامر بشمالي ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية. في اليوم المحدد ذهبت مع زوجتي نجدة أحمد البدوي و ابنتنا آمنة. كان من ضمن المدعوين من الجمهوريين الأخ الأستاذ فايز عبدالرحمن عبدالمجيد و دكتورة أسماء محمد الحسن والأخت نزيهة محمد الحسن و عدد آخر من الضيوف أذكر منهم الأخ نصر الدين هجام.
عندما وصلنا لمنزل دكتور الشيخ و دكتورة سلوى علمنا بأن دكتور الشيخ ذهب لإحضار الفنان محمد و ردي. كانت فرحتي كبيرة لأني سأقابل و لأول مرة الفنان وردي صاحب الموقف الشجاع في رفضه لتنفيذ الحكم الجائر على الأستاذ محمود محمد طه. وردي هو فناني المفضل منذ طفولتي...
كلما طرق الباب أقول هذا وردي و يذهب أحد أبناء دكتور الشيخ و يفتح الباب و يكون القادم أحد الضيوف.. و في مرة طرق الباب و ذهبت لافتحه فإذا بي أجد نفسي أمام عملاق الفن وردي. سلّم علي بالحضن كأنه يعرفني معرفة لصيقة على الرغم من أنني لم أقابله من قبل.
عندما جلسنا لتناول العشاء جلست بجوار الفنان وردي، بادرته و قلت له: إنني معجب بموقفك من قضية تنفيذ الحكم الجائر على الأستاذ محمود.. قال لي وردي: "الأستاذ محمود أبوي الروحي، أنا ما واحد من تلاميذو، لكن هو أبوي الروحي. داست على جلادها وهي في سجونه واستشهدت في جلال، دي عملت للأستاذ. الأستاذ محمود أتكلم كتير عن الفن و كتب كتير عن الفن، أنا كنت الوحيد في نادي الفنانين البقرأ كتبو... وين أسرة الأستاذ؟ و ين أسماء؟ أنا لابدّ أقابلهم." التحية لعملاق الفن السوداني و الأفريقي الفنان محمد عثمان و ردي في ذكرى انتقاله الخامسة...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة