حديث المدينة الأحد 11 ديسمبر 2016 (ليلة المولد 1428ه) دَعَا حزب الأمة القومي.. بزعامة السيد الإمام الصادق المهدي.. إلى مؤتمر يجمع قوى المعارضة يُعقد (خارج السودان)!!.. لتوحيد الجُهُود وترسيم آفاق المُستقبل.. حَسَناً.. بعيداً عن صواب أو خَطل الفكرة يجدر التحديق قَليلاً في عبارة (يُعقد خارج السودان) لنبحث عن إجابة مُناسبة لسؤالٍ حتمي.. أين؟ أين يُعقد مؤتمر سوداني معارض للحكومة خارج السودان؟ لنبدأ بالمكان الذي يُقيم فيه حالياً السيد الصادق المهدي.. مصر.. فقد حاول المهدي نفسه إقامة شعائر صلاة العيد في إحدى القاعات بالقاهرة واعترضت السلطات المصرية.. فكيف بعقد مؤتمر يتداعى له عُتاة معارضة الحكومة السودانية ويرفع شعارات صارخة ضد الحليف السوداني؟؟ صورة طبق الأصل تتمدّد إلى دول كثيرة في المنظومة العربية والأفريقية.. إما لتقارب سياسي مع الحكومة السودانية أو لعزوف عن مخاطر تحمل أوزار استضافة معارضة لدولة تقع في حيز المنظومة.. يصبح الاحتمال الوحيد المتاح هو أوروبا الغربية أو أمريكا.. فهل عملياً تستطيع المعارضة لَم شمل أكبر عددٍ من أطيافها في مثل هذه المهاجر (الصعبة).. بما يتطلّبه الأمر من تكاليف باهظة بالعُملة (الصعبة)؟ وإذا تجاوزنا معضلة المكان، فيثور سؤال بدهي عن (الجدوى) العملية من التلاقي المُباشر كفاحاً حتى ولو توفر المكان.. هل ما ينقص المُعارضة هو مجرد (التلاقي) وتلاقح الأفكار تحت سقف قاعة واحدة؟ المُعارضة متخمة من مثل هذه اللقاءات.. فهي تلتقي في أديس أبابا من حينٍ إلى آخر.. والتقت في ألمانيا أكثر من مرة.. فما الجديد الذي يجعل لمثل هذه الدعوة هذه المرة جدوى منظورة؟ ثم؛ حسب تجارب الماضي.. العاصم الوحيد من انشقاق المُعارضة هو أن لا تلتقي.. فـ(كثير اللقاء كان قليلاً).. اللقاءات السابقة كانت مُدعاة لإطلاق شرارة الخلافات والتلاسن الذي يصل أحياناً حد التخوين والسباب العلني. هل لدى حزب الأمة أو السيد الصادق المهدي شخصياً أيّة مُبادرة أو فكرة أو جديد يتطلب هجرة المعارضة للاجتماع بالخارج؟؟ في تقديري؛ وسائط التواصل الإسفيري وفّرت القدرة للتلاقي من كل أركان الدنيا دون حاجة لتكبد مشاق السفر أو حتى لبس "رَبطة العُنق".. فمن المُمكن من حجرة وبملابس النوم التواصل بمُنتهى الأريحية.. يبقى الهَم الأكبر هو (الفكرة) وحدها.. المخرج الذي تتفتق عنه أفهام المتواصلين حتى لا تظل الأزمة السودانية مجرد حالة تشريحية على طاولة في حجرة العمليات بلا علاج.. بإمكان السيد الصادق المهدي الدعوة – مجاناً - وغداً لاجتماع لكل أطياف المعارضة باستخدام تطبيق مثل (سكايب).. أو نظير له.. ولكن يظل السؤال؟ هل مِن جديد؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة