سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة هيثم الفضل كثير من القيِّم و المباديء التي أرست الكثير من أخلاقيات و سلوكيات هذا الشعب المغلوب على أمره في أيما إتجاه ، في طريقها إلى أن تصبح (شعارات ) للإستهلاك المنفعي اللحظي ، فلا أحد الآن مسئول عن تصريحاته و لا إلتزاماته و آخر ما يمكن أن يُقال في من يُصِرُ على مواصلة السجال في موضوع الحق و الباطل في بلادنا هذه الأيام مقولة ( أعلى ما في خيلك أركبو ) و ( الزارعنا اليجي يِقلعنا ) .. هكذا و في غفلة ٍ منا و من الزمان صار الكلام كزبد البحر يذهب جفاءاً و ما من أحد يلتفت أو يستنكر ، و للحقيقة فإن ما بُني على باطل فهو باطل ، فالحكومة بمحتواها البشري تمثل قداسة القيادة و الريادة في التأسيس للقيَّم و الأخلاقيات ، بالقدر الذي يؤثر في السلوك الإجتماعي ، فهم على مستوى علم التربية و السلوك يمثلون القدوة العليا التي يستهدي بها الناس في الكثير من معاملاتهم و تفاعلاتهم السياسية ( إن وُجدت ) و الإقتصادية و الإجتماعية و المهنية ، فحين يوقن الناس أن كل الوعود و الإلتزامات التي يقذف بها القادة و الوزراء و المسئولين هي مجرد ( فقاعات ) في الهواء الطلق و لن يكون لها وجود على أرض الواقع ، و حين تصبح الحكومة تصُب جل جهدها الفكري و التنظيمي و الإداري و اللوجستي في بناء صرحها ( التمكيني ) و تحقيق ضمانات بقائها الأبدي على سدة الحكم و السلطة ، و حين تكون كل إتجاهاتها نحو وضع حلول تفيد إستقرار البلاد عبر وقف الحرب و التوصل إلى مصالحة ( عادلة ) و مجزية لكل الأطراف ذات المصلحة لا تخرج إلا من باب المراوغة و كسب الوقت ، حين يحدث كل ذلك لا بد أن ينهار جدار الثقة ( إن كان موجوداً أصلاً ) بينها و بين المواطن ، خصوصاً ذاك المغلوب على أمره و الواقع بين سنديان الفقر المدقع و مطرقة التزايد المستمر و المستعر لأسعار السلع الإستهلاكية الضرورية و كذلك العلاج و التداوي فضلاً عن المهزلة التاريخية المتمثلة في ( تجارية التعليم ) .. دعونا نبحر في العمق الأعمق للإفصاح عن هموم و أزمات المواطن السوداني في زمن الإنقاذ القسري ، ما دام الجو العام ( مزركش ) بلافتات الحوار و الإعتراف بالآخر ( دون آخرين ) .. لنقول أن الأولوية في الوقت الراهن يجب أن تكون ( لإنقاذ ) الناس من الجوع و المرض و الموت بسبب العجز و العوز و الحاجة ، يجب أن يقول كل ذو ضمير ما زالت به فُجاجة خير ( لا ) لمحاولات و تلميحات وزير المالية المتتالية الرامية لرفع المزيد من الدعم عن الوقود و السلع الضرورية كالدقيق ، لا تصدقوا يا ( مؤمنين ) الهتافات المهرجانية الرنانة التي تُنهي حديث المرارات بجملة ( توجيهها لصالح دعم الشرائح الفقيرة ) .. و ليعلم الجالسون على سُرر السلطة و البسطة و النفوذ و الجاه أن كل طبقات أهل السودان أصبحت شرائح ضعيفة و لم يبقى خارجها سواهم ، بفضل إستشراء الفساد و الطعن في خاصرة الكفاءة و التأهيل بخنجر ( التمكين السياسي ) ، ثم فتح الأبواب مُشرعة أمام ( أسراب الجراد ) الطفيلي و المنفعي ليقتات من قوت الوطن و المواطن جوراً و بُهتاناً فقط لأنه يُقدم بين أيديكم فروض الولاء و الطاعة المصطنعة .. بلغ السيل الزُبى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة