٭ نهار الأحد الماضي لمعت عينا مدير شبكة الجزيرة..وجد الرجل ضالته في وفدنا الصحفي الزائر..قبل أن يكمل الأستاذ مصطفى التحيات الطيبات سألنا عن الحوار الوطني .. الإعلامي المخضرم كان يبحث عما وراء الخبر .. بمعنى بسيط عن الفرق بين يومنا ذاك ويوم الحوار الوطني .. بذل زميلنا إمام محمد إمام جهداً خرافياً في تضخيم الجمل .. بعدها قلب مدير الجزيرة الصفحة ومضى إلى شأن آخر. ٭ قرابة الثلاثة أعوام اتجهت قلوب السودانيين إلى ناحية قاعة الصداقة..في خطاب الوثبة كان هنالك الشيخ حسن الترابي تسبقه ابتسامة بيضاء صافية كلبن الحليب..الإمام الصادق المهدي يرنو إلى الامام تسنده خبرة سنوات طويلة في العمل العام.. كما كان هنالك غازي صلاح الدين وجلال الدقير..وآخرون لا نعلمهم..لحظتها ارتفعت سقوف الآمال ٭ أمس الأول جاء موعد ختام الحوار الوطني، حضر إلى مقرن النيلين عدد من الرؤساء كان هنالك السيسي وموسفيني وولد عبد العزيز رئيس موريتانيا..غاب من الحفل البهيج ثامبو أمبيكي حارس مبادرات السلام، جارنا الجنب ديسالين شغلته الشواغل الداخلية في أثيوبيا..غاب الإمام فاستعنا بخدمات مبارك الفاضل في سد الفراغ.. غازي صلاح الدين ترك الجمل بما حمل وذهب إلى تركيا، كانت تلك ملاحظات من حيث الشكل.. ٭ سألت نفسي وعدد من الزملاء عن مخرجات الحوار الوطني.. بالطبع لم يكن السوال عن أطنان الورق المسود بالتوصيات..لكن السؤال عن الجديد الذي يجعل العاشر من أكتوبر استقلالاً ثانياً، كما عبر الشيخ إبراهيم السنوسى.. ليس في هذا المقام مقللاً من الجهد الذي بذل.. لكني أعتقد أننا فشلنا بامتياز في جذب اهتمام الإعلام ..هنالك الكثير من الوسائل التي تثير اهتمام الإعلام وتجعل أفئدة الصحفيين تتجه بكلياتها نحو الخرطوم، مثلاً ماذا لو بذلنا جهداً في دعوة جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة الخرطوم.. جلالته من النادر جداً أن يسافر إلى خارج المملكة.. هنالك تصريحات سياسية مهمة نتبرع بها لصحف خليجية.. ٭ مثلاً لو أعلن أحد الكبار تنحيه عن العمل السياسي.. كان من الممكن أن يحضر مولانا الميرغني للخرطوم ومن شرفة قاعة الصداقة يعلن إعتزاله العمل السياسي باعتبار أن المرحلة القادمة تختلف..حتى إعلان الرئيس البشير عن عدم ترشحه مجدداً كان من الممكن أن يكون خبراً يضيف بريقاً للمناسبة.. ٭ في تقديري كان متاحاً لنا أن نجعل العاشر من أكتوبر تاريخاً له ما بعده..انتهت المناسبة بشكل عادي..بل إن هنالك أسئلة مهمة تركت بدون أجوبة واضحة.. لا شيء جديد حتى وقف إطلاق النار إلى نهاية العام، والذي لم يصاحبه عفو شامل كان متوقعاً..فشلنا في تسويق مناسبة حاشدة لنجعلها جسراً للعبور للمستقبل.. ٭ بصراحة.. لولا مبادرة شركة سوداني بمنح مشتركيها مكالمات مجانية في هذا اليوم لقلنا ختام الحوار الوطني لم يشهد أي مفاجأة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة