|
Re: مركزية الدولة السودانية ومآلات الصراع مع (Re: اسماعيل عبد الله)
|
الواقع الملموس يكذب الأحلام ،، وصراع الهوامش أكثر الصراعات وهماَ وتلفيقاَ ،، أناس في عوالم الهوامش قدرهم أن يجدوا أنفسهم عند مهب الرياح طوال الحياة والعمر ،، وهم كالأسماك التي تجد نفسها في برك معزولة عن العالم ،، تجتهد تلك الأسماك طوال حياتها لتغادر حياة العزلة والانعزال ،، فإذا بها في عالم الانعزال أبد الدهر ،، تنفق أعمارها في أوهام الصراعات الغير متكافئة والغير عادلة ،، وتلك البرك معزولة بما قدمت أيدي الأجداد ،، ولا مناص من العيش فيها ،، سواء أن رضوا أم أبوا .. والمعضلة تكمن دائما وأبدا في أخطاء البدايات كما تكمن في زلات الأجداد !! .. والناس صنفين : أناس يتقدون بالذكاء والمهارة الفائقة يؤمنون بالواقع المضروب ،، كما يؤمنون بالمصير المحتوم ،، يهدرون حياتهم فيما يفيد أجيالهم تلو الأجيال ،، وأناس يتصفون بالغباء الشديد يفنون أعمارهم في صراعات جانبية هي خائبة وغير صائبة ،، ومع ذلك يظنون أنهم فاعلون ومؤثرون !! .. ومن المضحكات والسخرية أن يفني المرء حياته سدا في معارك جانبية خاسرة وخائبة !! .. وأهل الهوامش مصابون بهواجس النقص والدونية ،، وقضاياهم كقضايا حقوق المرأة في العالم ،، فالمرأة مهما تكيل لها من الحقوق فإنها تحس أنها مظلومة من جانب الرجال !! ،، وأهل الهوامش مهما يعيشون في جنان الخلد يظنون أنهم في مظلمة من الآخرين ،، وهنا من يرقص فرحا وطربا حين يظن أن أهل الجنوب الذين مثلوا قمة الهامشية في هذا السودان قد نالوا أخيراَ تلك السعادة المفقودة في عوالمهم حين انفردوا بكيانهم ..ولكن الحقائق عند أرض الواقع يكذب ظنونهم ،، فأهل الجنوب اليوم أشد بوسا وشقاء وحروبا وانشقاقاَ .. وتلك أحوالهم البائسة المذرية يتحدث عنها العالم أجمع ،، فإذن هي تلك أحلام الضعفاء من أهل الهوامش أينما يتواجدون فوق وجه الأرض ،، لأنهم يمثلون شعوبا بدائية تجيد الشكوى والبكاء فقط ،، وتريد من الآخرين من شعوب الأرض أن يبنوا ويعمروا نيابة عنهم في مناطقهم ،، وذلك طبعا من سابع المستحيلات ،، وأهل الهوامش أينما يتواجدون فوق وجه الأرض أمامهم خيارين لا ثالث لهما : إما نبذ البكاء والنحيب والشكاوي ثم التوجه نحو التخطيط والبناء والعمران ,, وإما البقاء في ظلال التهميش حيث إفناء الأعمار فيما لا طائل له من الحروب والمعارك والكلام الفارغ إلى أبد الآبدين .. وتلك حقيقة أثبتتها السنوات العجاف التي مرت على الكثير من مناطق التهميش ،، فلم ينالوا خيرا في معاركهم ولن ينالوا تلك الأمنيات القرمزية مهما تطول بهم السنوات ،، وتلك أجيالهم تلو الأجيال تفني أعمارها في عوالم البؤس والشقاء ، فيا ناس أعقلوا أليس فيكم رجل رشيد ؟؟؟؟؟؟ .
بدر الدين نصـر
|
|
|
|
|
|