[email protected] من المفارقات نضال عضوية الحزب لاستعادة الديمقراطيه في الوطن والحزب معاً ، وفي حين تتسع الوسائل في الوطن تضيق في الحزب. وضيق الديمقراطيه الحزبيه يقيد نشاط العضويه الجماهيري وعلى ذلك فأن الديمقراطيه في الحزب بشكل اخر قضيه (وطنيه) تتجاوز حدود الحزب وقيادته. وهذا الامر ينطبق على كافة الاحزاب التى تضعف فيها الديمقراطيه الداخليه ، وفي مثل هذه الاوضاع، وكما اشرنا من قبل تتقدم حركة الجماهير عن الاحزاب وتتخلف قيادات الاحزاب عن عضويتها (وهذا اكدته تجارب 1964، 1985، 1988، 1997، 2011 و 2013). وذكر السكرتير السياسي للشيوعي (10 مايو 2015) في حديثه حول قضايا المؤتمر السادس، إن اهمها الديمقراطيه في الحزب بالقول: (إن أبرز القضايا على المستوى التنظيمي هي السعي نحو بسط مقومات الديمقراطيه في الحزب. وهذا هو الاساس. لأن الحزب في ظروف العمل السري كان يعمل تحت الأرض. والعمل السري يمنع ممارسة الديمقراطيه بشكل واسع في الحزب. وهذا الوضع يجعل المركزيه تطغي غلى الديمقراطيه. ونحن نسعى في الوقت الحالي إلى أن نستعيد هذه الديمقراطيه في الحزب لنحقق تطلعاتنا في قيام مجتمع اشتراكي اكثر ديمقراطيه من المجتمع الراسمالي وهذا لا يتأتى الا عبر الديمقراطيه). السلطه التنظيميه محل الصراع الفكري ومن المتفق عليه، إن العلاقه بين الديمقراطيه الحزبيه والتنظيمات الديمقراطيه تتأثر سلبا وايجابا بمستوى ممارسة الديمقراطيه في الحزب ولذلك نتفق مع السكرتير السياسي في انها من القضايا الاساسيه ونختلف معه عندما ينظر الى الديمقراطيه الحزبيه كمسأله تنظيميه فقط، خاصه وأن المؤتمر الخامس أقر بأن المركزيه المطلقه أضعفت التنظيمات الديمقراطيه وجعلتها واجهه للحزب (هل تغيرت الاوضاع منذ يناير 2009؟) إن الاساس المادي للعجز الذاتي هو مستوى (الديمقراطيه الحزبيه) والواضح أن هناك قيادات تربط بين الاستمرار في سلطة الحزب والمركزيه المطلقه ولذلك طرح يوسف حسين فكرته الغريبه عن (الديمقراطيه الثوريه الموجهه) بما يتعارض تماما مع سعي السكرتير السياسي لبسط مقومات الديمقراطيه الحزبيه في المؤتمر السادس و (سلطة الحزب) عند احتكارها باداة المؤتمر في صورة لجان او أي من اشكال ّ(الطبخ) هي كما (سلطة الدوله) الشموليه باداة الانتخابات العامه التى تتحكم في نتائجها. وفي الحالتين مطلوب (نزع) السلطه نزعاً... (ما هو بديل تداول السلطه ديمقراطياً في الدوله والحزب؟) واعداء الديمقراطيه هنا وهناك لا يصرحون بعدائهم لها. وما يجري على نطاق الدوله لا يختلف كثيراً عما يجري في الحزب الذي تتواصل فيه التحقيقات والتحريات وتقصي الحقائق وتشكيل اللجان يومياً، بل إنهم في الحزب يمارسون ذات بيروقراطيه الدوله الشموليه بالمكاتبات الرسميه لطلبات الحضور والمثول امام لجان التحقيق والاجتماعات.!! وضعف الديمقراطيه الداخليه نتيجتة توالد الشلليه، حيث تتيح الشله لافرادها الحديث بحريه بلا (رصد) او (بلاغات) او (تقارير) وهذه الظاهره تعكس نمط الفكر البرحوازي الصغير الذي يرفض النقد والنقد الذاتي ويهرب منها إلى اسلوب الهمس فيتحول صراع الافكار إلى تذمر ونميمه. والنقد والنقد الذاتي ضروري لتحويل الصراع من حيز الاشخاص إلى حيز الافكار ومن اقوال (الكنين) وماثوراته: "الذين ينتقدون الحزب كثيراً هم أعداء الحزب". وإن الحياه الداخليه في منظمات الحزب عندما لا تسير على أسس سليمه، فأن القيادات تضع السلطه التنظيميه محل الصراع الفكري والاقتناع، ولا يحترم رأي الاقليه (وفي الألفيه الثالثه يطلب منهم الخروج!!) لا يناقشون سياسة الحزب بقدر ما يصدرون الاوامر العسكريه وهذا اتجاه خطير صادر من عقليه فوضويه لا علاقه لها بالعقل الماركسي والأضرار الجمه تلحق بالحزب نتيجة هذا الجو الخانق: • فالرقابه على القرارات تعنى التحقيقات المستمره. • وتعبئة الاعضاء حول خط بعينه تعنى التبليغات العسكريه • والاختلاف في الرأي يعنى العداوه والاحقاد والطرد من العضويه فاذا كان هذا هو المسلك من الاعضاء فهل يوجد أمل في خلق صلات مع الجماهير الاتجاهات اليمينيه والاختراقات ويواجه حزب الطبقه العامله قضايا عديده. والضعف في مستوى الحياه الداخليه الحزبيه من مخاطرة الاختراقات ونفاذ المخابرات الاجنبيه إلى داخل الحزب. مثلما يواجه الحزب انحرافات يمينيه في قطاعه القيادي تعوقه عن القيام بواجباته الثوريه. والاتجاهات اليمينيه تشمل استراتيجية الحزب وتكتيكاته لتصل الى مستوى الطرح النظري والممارسه العمليه لتصفية الحزب. والماركسيه كأي نظريه أخرى لها يمين ويسار. وطريق اليمين هو الاصلاحات الجزءيه و وسيلته دائماً (الاتفاق العلني) مع الحكومات والاحزاب المعاديه للماركسيه ومن جذور الاتجاه اليميني بحسب المؤتمر الرابع: قيادات حزبيه غير عماليه تتأثر بنظريات الطبقات والفئات الاجتماعيه التى تنتمي اليها. وأكد السكرتير السياسي (2015) على: (بالنسبه للطبقات. الحزب فيه كل الطبقات . حتى البرجوازيه الكبيره موجوده داخل الحزب لكنها تتخلى عن نظرتها إلى الحياه وإلى العالم وتعمل على أساس حل قضيه السودان وبالتالي هم يعملون من أجل تحقيق مصالح الطبقه العامله)!! واليمين في الحزب الماركسي تقوم سياساته على التأقلم مع أحداث الساعه وتحديد السلوك من حاله لاخرى ونسيان المصالح الجذريه للطبقه العامله أو تعمد ذلك بنفى وجود الطبقه العامله وتناسي السمات الاساسيه للنظام الرأسمالي كله. هم يضحون بالمصالح الجذريه من أجل (المنافع الفعليه) فالاتجاهات اليمينيه المتراجعه ليست وليدة انهيار النظم الشموليه في المعسكر الاشتراكي (السابق) التى فارقت النظريه منذ زمان بعيد وهو أساس انهيارها. أن (الكنين) وشركاؤه جعلوا من تيارهم اليميني في سلطة الحزب المفسر الوحيد للنظريه عندما يحرضون المختلفين معهم على (الاذعان لهم) أو ( الخروج من الحزب) وهذا يؤكد انهم لم يتعلموا شيئاً من انهيار المعسكر الاشتراكي الذي كانت اول دروسه: ان الماركسيه لا تنحصر في تيار واحد. كما أن الانهيار أثبت حقيقه اخرى وهي نهاية الحقبه التى تدعي فيها قيادة حزب في البلد المعين او على نطاق العالم بانها وحدها التى تملك تمثيل الشيوعيه. إن انكار وجود وتعدد التيارات داخل الحزب والنظريه هو استهتار بالعقول ولذلك يردد الكنين وشركاؤه أنه ليكون الشخص شيوعياً فأن شرط ذلك واحد: الرضوخ لما تقرره القياده ولا يكل يوسف حسين من تكرار (ان عضوية الحزب وقياداته على قلب رجل واحد). والحقيقه: أن الواقع الطبقي ينعكس على الحركه الشيوعيه. وترسيخ الديمقراطيه في الحزب وسيلته إدارة صراع الأفكار بمبدئيه. والمسئول التنظيمي للحزب (مايو 2016) يفيد مره بأنه توجد خلافات فكريه بأثر انهيار المعسكر الأشتراكي وفي مره ثانيه أن الحزب متوحد حول خطة السياسي ومنطلقاته الفكريه وفي مره ثالثه هناك (مشادات) وأناس لهم (رؤى مختلفه) ولكن يضيف مباشره" أن الذين لهم رؤى مختلفه ان خرجوا لا يستطيعون انشاء حزب جديد لان كل التجارب اثبتت ان من يخرجون من الحزب يذهبون ادراج الرياح". و (اضافات) السكرتير التنظيمي هي تعبير عن (اهدافه السريه) ولا تتسق مع افكار السكرتير السياسي الذي امسك بجوهر المسأله (الديمقراطيه في الحزب) وتعارض ايضا الواقع الذي اختلف عن (تجارب الماضي) عندما كان يوجد وقتها حزبا شيوعيا (حقاً) والذين خرجوا والاخرين الذين سيتم اخراجهم لن يقيموا ابداً حزباً جديداً ويتركون حزبهم (المختطف) من التيار اليميني في قيادته والذي يتحلل ويتجه ليلتقى باليمين في كافة الاحزاب وبالذات الاحزاب الاسلاميه ومع قوى اليمين العالمي في باريس وجينيف وبروكسل وبرلين وغيرها حتى (البيت الابيض) وسيعملون على انقاذ رفاقهم الذين يعملون في وزارة الدفاع الامريكيه (البانتجون)... ويحفزهم اكتر بخلاف الاضافات اخر ثلاث كلمات في حوار مايو 2016 نحن مع الحوار والهبوط الناعم. وخلال بحثي وجدت قول يوسف حسين (1965): (اعتقد ان التضليل الذي قامت به الرجعيه باسم الدين ما زالت اثاره موجوده في الريف ولم ينته وانه عامل مهم من عوامل عرقلة نمو الحزب في الريف وارى انه لابد من حمله فكريه وردود متواصله على التضليل بتوضيح طبيعة الحزب وكشف التضليل واغراضه. كثير من الناس يحضرون اجتماعاتنا ولكنهم لا يقبلون الانضمام للحزب لاعتقادهم بأن الشيوعيين ملحدين وضد الدين ويتزوجون اخواتهم) وفي عام 2016 "عاد ماركس اسلامياً" وفي مره كان المؤثر الشعبي اقرب اليهم من الشيوعيين خارج الحزب (اعداء الحزب) ثم يتفقون مع غازي صلاح الدين على (وحدة المعارضه) الى اخر تقلبات التيار اليميني وهذا هو التاقلم مع الواقع. القياده الجماعيه ان (العقل الجمعي) او القياده الجماعيه لا يمكن ان تقتصر على الشكل وحده دون المحتوى . فاجتماعات الهيئات المنتظمه وتقديم التقارير الدوريه وحتى توسيع العمل القيادي في شكل مكاتب تخصص للجنه المركزيه وللقيادات الاقليميه (أمر حسن) ولكن لن يؤدي الى تحقيق القياده الجماعيه بالفعل . مستوى الكادر وقدرته على المشاركه الحقيقيه في سياسة الحزب هما اللذان يحددان محتوى القياده الجماعيه. وطالما بقى التفاوت واسعا بين مستويات الكادر من ناحية قدراته النظريه، وطالما بقى تطوره في مستوى القيادات معتمداً على طاقاته الذاتيه فأن العمل القيادي سيعبر عن مستوى هذا التفاوت لا عن مستوى العمل الجماعي. ومن السخريه ان نتصور قياده مبدعه تستمد اجندة عملها من قواعد متبلده ضيقه الافق، إذ أن مثل هذه القياده هي خارج التاريخ وايقاع الواقع الحى وفي ذات المعنى من غير الممكن تصور قياده متبلده تستمد اجندة عملها من قواعد متدفقة النشاط والحيويه واسعة الخيال والموهبه. إذ ان مثل هذه القياده غير مؤهله وعاجزه بل معوقه لنشاط القواعد المتدفق. وأخيراً ما هي انجازات السعي لبسط الديمقراطيه منذ 2009؟ وما هي المناهج القياديه التى اتبعت لحل اشكالية الديمقراطيه في الحزب كقضيه فكريه؟ الحقيقه: ان الحزب بسبب مناهج العمل القيادي المتخلفه لم تستطيع قيادته الخلاص حتى من اثار عقليه العمل السري بما يشيع اجواء غريبه في العمل الحزبي ومن ذلك اجبار عضويته (حزب مسجل علني النشاط) في العام 2016 ان يكون لكل عضو اسم حركي. أنظر: تجتمع قيادات حزبيه باسمائها الحقيقيه (مثلا) مع والي ولاية الخرطوم، ويخرج قائد المجموعه ليدلي بتصريحات صحفيه ايجابيه عن (الوالي واركان حربه) ذات قائد المجموعه ورفاقه عندما يتوجهون لاجتماع الحزب المخصص لتقييم لقاء الوالي ، يتخذون لهم فيه اسماء حركيه وهذا من انوع تامين الكادر والحزب وللحديث صله المراجع: • اعمال اللجنه المركزيه 1963 • دورة سبتمبر للجنه المركزيه 1965 • الماركسيه وقضايا الثوره السودانيه 1967 • مساهمة عبدالخالق في المؤتمر التداولي 1970 • مقال حول الديمقراطيه المركزيه / الفاتح الرشيد 1986
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة