**يبدو أن رياح عاصفة فى طريقها لملف العلاقات السودانية المصرية المتعرج،وذلك لغضب الرئاسة المصرية ورسالتها للرئيس البشير (فاقد البوصلة) عبر وزير خارجية السودان البروف غندور الاسبوع الماضى للقاهر والتى أستمرت لثلاثة أيام ،وكان جزء منها يتعلق بترتيب زيارة البشير لمصر فى 26 يناير الجارى وهى الزيارة التى فى اعتقادى أنها ستفشل أو على الأقل ستعلق اذا لم يلتزم البشير بالرسالة أو يفهما عبر وزير خارجيته والذى طلب منه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى أن يبلغ الرئيس البشير بموقف واضح من قضية المياه!!!!! **الطلب المصرى معناه الواضح هو أن يقف السودان الى الجانب المصرى فى هذا الملف والذى منذ بدايته كانت الدولة السودانية تلعب فيه دور الحليف المصرى لكن حليف بدون صلاحيات حيث أن الملف تسيطر عليه مصر بصورة شبه كاملة وقد نوهنا فى مقالات سابقة عن هذا الأمر. والآن بعد أن حاول نظام البشير بلى زراع الجانب المصرى بهذا الملف فشل وأثار موقفه الأتربة والغبار الجاسم على ملف العلاقات بين البلدين منذ الأذل وقبل عام علقتمصر زيارة وزير الخارجية السابق (كرتى) الى القاهرة رغم اعلانها المسبق . **الشاهد فى الأمر أن مصر طوال علاقاته مع نظام البشير منذ انقلابه فى 30 يونيو 1989م والذى كانت مصر من اول الدول المرحبه به والداعمة له كانت هى من يمسك بزمام المبادرة فى جميع الملفات ومعظم الاتفاقيات الجائرة فى عهد هذا النظام الذى سلمها حلايب وشلاتين،وما تلاها من أراضى ابان أزمة تعطيل افتتاح الطريق البرى بين البلدين والتى استولت فيها مصر على عدد من الكيلو مترات من أراضى شمال السودان. **النظام السودانى بعد أن أتضحت نيته فى مشروعه الاسلامى الفاشل وتمدد خطره أصبح محاصرا ومنبوذا من العالم ووجدت مصر ضالتها فى هذا النظام لتحقيق مأربها فى السودان لأنها أصبحت هى بوابته الرئيسية للعالم،فجعلت القاهرة من نفسها منصة الدفاع عن نظام البشير المجرم ووقفت حائلا بينه وبين الجنائية الدولية التى أتهمت بارتكاب جرائم حرب فى دارفور راح ضحيتها الألاف من البشر ،والبشير نفسه أعترف فى شهر رمضان بأن من قتلوهم فى دارفور فقط عشر ألاف!!!! **القاهرة سيطرت على نظام الخرطوم منذ مقدمه فى عهد مبارك مرورا بعهد المجلس العسكرى والرئيس الأسبق مرسى السبب الرئيسى فى ظنى الذى أدى لسقوطه هو تصريحاته ابان زيارته للخرطوم الشهيرة بشأن موضع حلايب وشلاتين فوجد الاعلام المصرى ضالته فى هذا الأمر حتى أصبح السودان وشعبه فى عهد هذا النظام مادة دسمة للسخرية فى برامج التكوشو المصرية . **عهد السيسى الذى جاء بعد سقوط مرسى يحارب الأخوان فى مصر ويطاردهم ويدعمهم فى السودان عبر دعم نظام البشير لاكمال ما بدأه عهد مبارك فلماذا تحارب مصر الأخوان فى أراضيها وتدعمهم فى السودان ان لم تكن لها أهداف فى السودان؟؟؟ لكن كما جرت العادة سيضطر البشير ونظامه الفاسد للانصياع للرغبة المصرية دون حتى نقاش أو حوار أو تنسيق كما أعتدنا فما ظل يتم دائما هو اجتماعات صورية وليست حقيقية ومتكافئة وذلك لما سبق ذكره حيث أنه لايمر أسبوع دون زيارة وزير سودانى أو مسئول رفيع المستوى لمصر فكيف يستقيم الظل والعود أعوج والبشير هو العوج نفسه والخطر على السودان وشعبه. عبد الغفار المهدى [email protected] أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة