البحث عن الجمال.. في زمن القحط..! بقلم الطيب الزين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2016, 00:29 AM

الطيب الزين
<aالطيب الزين
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البحث عن الجمال.. في زمن القحط..! بقلم الطيب الزين

    11:29 PM Jan, 13 2016

    سودانيز اون لاين
    الطيب الزين-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تركنا خلفنا في قاع الذكريات، شيئاً من هزائمنا، وأحزاننا القديمة، تركنا دفاترنا، ومحاضر أجتماعاتنا، ودماء شهدائنا، وعناق الأحبة، ووعد الشرفاء.. والحبيبة وهي تستحم بعرق النهارات القائظة، شفتاها يابستان، لكن من يرأها، لا يرى سوى وجهها الصبوح، وأبتسامتها الجميلة، كجمال النيل والأبنوس والمانجو. ومضينا في سكة النضال، بأمل مترع، بحثاً عن دروب الحياةَ المضيئة. عشقاً للحرية وطعمها الشهي، نُهيمُ به للحد الذي يفضح جنون أشواقنا الطافحة. نحتسي تحت ظلاله الجميلة نخب إنتصاراتنا المامؤلة والمرتجاة.. نبحثُ في أزمنة القحط، عن الجمال وآمالنا الضائعة، وإنسانيّتنا التائهة، وأوقاتنا المهدورة، وفراغاتنا الهائلة، ولا نجِدها. وإن وجدناها، فهي في رحم حلمٍ بعيد، أو في مستحيل شهي، أو في بريق فكرةٍ تشّعُ من فوق العتمةٍ التي تطوقنا منذ أكثر من ربع قرن... يا لهذه المشاعر والأفكار، كم هي جريئة وفاضحةٌ للغبار وللطين المترسّبِ في أعماقنا، وكم هيَ مستفزة لنا، في أزمنة القحط بأسئلتها المحيرة. إنّها الأفكار والأسئلة المتعبة، التي تتخلّقُ في هجير العدم، تأتي من بعيد وقريب، تفاجئنا، كما يفأجئنا أحيانا المطر، تنهمر مثله تلاحقنا حيثما ذهبنا، حتى في منافينا البعيدة الباردة، التي تعشقنا ولا ندري ان كنا نعشقها..؟ سيما، حينما يرن الهاتف يعانق أسماعنا، سؤال الأم الحنون، والأحبة، والأهل، متى العودة..؟ وهل من عودة قريبة..؟ يعجز اللسان، لا تأتي الاجوبة.. وإن أتت، تأتي مبعثرة، خاملة، حاملة أوزارها الآثمة، وجنونها المثير، وأضواؤها الكاشفة الفاضحة، وأصواتها الصاخبة المزعجة، وتحديقاتها الثاقبة المؤلمة، التي لا يملك المرء معها، سوى التحديق في المجهول

    والشوق في الأعماق يسأل، هل نعود من الضياع، إلى العدم..؟ هكذا نظل نمضي بزهوَ العصافير، والفراشات

    والحرية ونحن في مغارات المسافات والأزمنة. نتلمّسُ أعماقنا الغارقة في بحر حب الأوطان وعشقها حد الهيام نَستجلي في هذا الوجود مهارة الوقوف وليس التوقف، والإستراحة وليس الراحة. والوقتُ من حولنا هامدٌ ولكنّه لا يتوقّف؛ نَمضي معه لكن ببطءٍ شديد، نستطعمُ في ثناياه مذاق التأمّلات الوامضة. والطريقُ يعودُ بنا مجدّداً إلى نقطةِ المتاهات الأولى : وجع الإنسان؛ ذاكرة الجمال، صخب الآمال، إحتشاد الأسئلة، تعدّد الأجوبة، ضجيج الدروب، أقنعة القُبح التي خربت العقول وهدمت الكثير من البيوت، وأشعلت الحرائق؛ ولونت الماء بالدماء؛ وعبثت بالوجود؛ للدرجة التي أبكت حتى السماء، التي قالوا عنها انها ستمطر ذهباً وفضة، لكنها أمطرت قنابلاً وموتاً وحرائقا ودماراً، في جبال النوبة، التي يبكي إبرياءها، من أطفال ونساء، ليل نهار، ودارفور الغارقة في بحر من الدماء والدموع، في مدنها وبواديها، لاسيما الجنينة، التي توشحت بالسواد، بسبب سطوة الموت التي ينشرها الجهلاء والرعاع هناك.. إنها أبجديات العدم والعجز، التي ما أثمرت إلا الخراب والدمار، أبجديات الفتك، بالأرواح، وقتل الآحلام، ومصادرة الكلمات في الأفواه ؛ وتحطيم الأمال في الصدور.. كلما قلنا أننا عبرنا بحراً، رأينا آخر، وكلما أجبنا على سؤال، يطالعنا سؤال جديد، هكذا تتوالد الأسئلة.. لا نعرف إلى أين نحن سائرون..؟ ومتى نبلغ النهاية..؟ النهايات كما يبدو، هي محض سراب.. نلج لجة الحياة ظافرينَ بانتصاراتٍ واهمة، وحماساتٍ طفوليّة متّقدة، ولا نلبثُ إلا أنْ نجدَ أنفسنا أمام وَهمٍ جديد. فالحياةُ، في أزمنة القحط، لا ترحم، ولا تشفق على حالنا، بل تَسعى إلى مبتغاها، كلّ يوم نعتقد أن أحوالنا قد هدأت، نجد أنفسنا في إشتعال وحريق جديد. لكننا نستمر بغباوة، وأمل بليد، أن نكتشف في قانونها نكهة الموت؛ وإنتهاء الطريق. ولكنّنا نعودُ متعبينَ، نلوذُ بناصية الإنتظار، ونغرقُ في صمت الحيرة، يمزقنا، كما يمزق الأطفال، رسوماتهم التي لا ترضي خيالهم الواسع البريء، بكل براءة نستنطق الحياة، ونستفهمها عن معنى أنْ نحتاجَ إلى أنْ نموت، لكي نعرف إنّنا نحيا من جديد، نحيا في حياةٍ تخرجُ من موتٍ قديم، إلى موت جديد، ونمضي إلى موتٍ آخر..؟ ألا يكفينا موتا..؟

    في زمن القحط، ليس هناك أملا في العثور على الحكمة في قارعة الطريق، أو حكيم في وسط تجارالكلام، ليس هناك سوى ركام الأفكار الشّاحبة، وحُطام اللغة المتخشبة التي نقرأها ونسمعها، والألوان المنطفئة، والأردية القاتمة، وسديم الغواية...! الحاضر تطوقه العتمة، وظهره مثقل بالوحوش البشرية، وأسراب المنافقين، وقطعان الإنتهازيين الذين يجديون، تأدية طقوس الطاعة والخشوع، في قاعات الحوار، بلا فكر في الدماغ، ولا إرادة في الصدور.. في زمن القحط، كل شيء أصبح قابلاً للبيع والمساومة، حتى رايات النضال والمقاومة... والأفق غاتم والمشهد بائس تعيس.. ضمائر ميتة، تسعى ان تقتاتُ زادها، من مائدةٍ هزيلةٍ شحيحة لا تكفي للصغار والنساء والمرضى، والجوعى. لكن الإنتهازيين كانوا هناك، أملاً بإستجماع ما يتساقطُ من أفواه التماسيح في أزمنة القحط ومنحدرات التيه والعُتمة والخنوع. أما نحن المغضوب عليهم، المحكوم عليهم العيش في المنافي البعيدة، نستحضر الوطن وأهله، ومناضليه، وضحاياه، ضوءاً من مدارات الأفلاك المنيرة، تعمّقَ الضوءُ في عقولنا وضمائرئنا وأذهاننا، نمتشق جرأةً، استوطنت فينا منذ الطفولة، تدفعنا وتحرضنا دوماً لِمناصرة المظلومين والمقهورين، حيثما ما كانوا، لاسيما في الوطن الحبيب. مناصرة تجعلنا ندلف في مغاور الفكرِ، هنا وهناك، للتزود للحاضر وتحدياته، وللغد وأسئلته الكبيرة، بعد أن علمتنا هزائمنا الكثيرة، جرأة الإكتشاف وشجاعة التفكير والنقد والعقل وجنونه، ومجازفاته، وتطلعاته، وتحديقاته، وتمرّداته الخلاّقة، لرؤية جموع الشعب غداً وهي ترقص، كما رقصت يوماً ما، في مارس/ إبريل، وقبلهما في إكتوبرالعظيم، جذلاً وفرحاً وطرباً، على إيقاع أصبح الصبح، ولا السجن ولا السجان باقي، لمحمد وردي، والملحمة لود الأمين، انه تكامل الماضي والحاضر، الذي نسج في الذاكرة والخيال لوحة جميلة ملهمة وشيد في الروح جسراً، يربط بينهما. جسراً نتوق شوقاً إليه، جسراً يغازل وقع خطواتنا، وهي تسعى نحوه، بشغف تواصل الازمنة، وحصادها في حساب الإشتهاء له مذاقاً خاصاً، لأنّهُ مملؤ بشهوة الخلق وحميميّة الدفء، ورشاقة الذاكرة.. كم نحن مُغرمونَ بِالتجلّيات في بروق المعاني الجديدة، فالجديدُ هوغرام العقل وعشقه في تخلّقاتهِ الساطعة؛ وفي تجدّداتهِ المستمرّة. إنّه حب الحياة والجمال يبعثُنا أحياءً على قيد التوهّجات والتحديات والإكتشافات. يهيمُ بنا في فضاءات التأمّلات الفسيحة، يشعلُ في أعماقنا جذوة الدهشات؛ ويستنطقُ في أفكارنا جديد المعاني. إنّهُ حبنا للغد وللجمال والكمال والخير والعافية والتطور والإزدهار والطموح الذي؛ يُلهمنا إيقاع الحياة، فالحياة من غير إيقاع، هي مقبرة، هي مجزرة للذاكرة، الجمود والخنوغ هما الموت بعينه. اما حب الجمال والحياة، يُطعمنا من شغف التمرّد جنون التفكير؛ وَيسقينا من نهر العشق ماء الحرية.. القليلُ من شغف الذات بِالذات كافياً لنا، لكي يَضعنا في مسار الحياة الصحيح؛ بطموح الذات الحية، نزداد رشاقة، وتكيفاً مع أعماق الذات، وتوجّساتها، وهواجسها، ومنحنياتها وتقلّباتها وتناقضاتها، وأفكارها وأسئلتها وصراخاتها. ربما الشغف لا يكونُ شغفاً، إلاّ حينما يُعيدُ للذات كونها الخاص، ومدارها المتفرّد، وتعريفاتها المميزة، ونظراتها الثاقبة، ونشوتها البارقة. إنّه شغفها في أن تكونَ مترامية المعاني، وغزيرة التدفّقات. تتوثّبُ شوقاً، في فكرةٍ متوهّجة، وترقصُ انتشاءً لبلوغ فجر جديد، وتكتشفُ في إعماقه طريقٍ جدّيد؛ وتستأنسُ بِنبرتها الرّنانة في إيقاعات الإبداع؛ وتغرقُ في نشوتها المُلهمة؛ وترتقي في مدارج الحياة والتطور؛ بحثاً عن الجمال والحرية في زمن القحط ..!

    الطيب الزين


    أحدث المقالات

  • سد النهضة.. نهضة للسودان..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • الوضع الأمنى المتفجر فى غرب دارفور – القتل الممنهج لأبناء المساليت من قبل قوات الدعم السريع
  • العلاقة بين ال ( السراج ) و ال ( الامام المهدي ) .. بقلم جمال السراج
  • حرب الإبادة الثانية بمدينة الجنينه وضوحيها بقلم زكريا إبراهيم
  • الدبان الازرق بقلم محمد رفعت الدومي
  • الموت في زمن ثورة الأناشيد! بقلم احمد الملك
  • الحق فى تقرير المصير و شعوب الهامش فى السودان، جبال النوبة نموذجا (2-1) بقلم ادريس النور شالو
  • أمينة الأمينة.. نرحب بطائرك الميمون مجدداً بقلم كمال الهِدي
  • هل هذه المنظمات.. مراقبة؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • جذور الفهم بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • من المسؤول ؟؟ بقلم صافي الياسري
  • مذبحة قرية مولي كتبت ـ صباح أرباب
  • حتى أنت يامطيع : لن تستقيل ؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • لجان الحوار الغارقة في المحاور بقلم نورالدين مدني
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (79) الانتفاضة تفضح شخصية نتنياهو بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي



  • حظر الشيشة واللبس الضيق بشرق دارفور
  • حسبو يوجه الشركة السودانية للاتصالات بزيادة استثماراتها في المناطق الطرفية
  • المركز السوداني لدراسات حقوق الإنسان.. يحّتفي بذكرى إستِشّهاد الأسّتاذ محمود محمد طه
  • الحزب الإتحادي الموحد – لا،، لا،، لإهدار حقوق أهلنا في الجنينة ؟؟
  • ازرق طيبة يطرح مبادرة لبناء الثقة وتحقيق السلام
  • بيان مشترك بين الوساطة القطرية وحركتي العدل والمساواة السودانية وحركة / جيش تحرير السودان
  • كاركاتير اليوم الموافق 12 يناير 2016 للفنان عمر دفع الله عن شيخ الامين
  • مذكرة تفاهم بين المكتب القيادي لمؤتمر البجا والجبهة الشعبية المتحدة للتحريروالعدالة حول ضرورة توحيد
  • التحالف العربي يستنكر إعتقال الشقيقين عماد وعروة الصادق
  • بيان هام من الجبهه الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة
  • بيان من التجمع العالمي لنشطاء السودان بمواقع التواصُل الاجتماعي بشأن أحداث مدينة الجنينة
  • كلمة د.ابنعوف رئيس حركة تغيير السودان امام مجلس الرأي























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de