دائرة الوثائق البريطانية تعمل دوريا على الكشف عن خرائط ووثائق نادرة – تخص – مختلف الدول والكيانات ، أما هذه المرة فقد كان الجديد أن بها خرائط توضح " سودانية حلايب ، وأنها جزء لا يتجزأ من السودان ، واعترفت بذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" وأقرت بها دون ادنى شكوك ، وقالت لعدد من وسائل الاعلام أن مثلث حلايب وشلاتين أرض سودانية، على خلاف ما أعلنته السلطات المصرية في أكثر من مناسبة بأن هذه الأرض "مصرية" وأنها قضية "محسومة" وقال الخبراء ( ان الخريطة تثبت بشكل قاطع احقية السودان وامتلاكه لحلايب ، وأشاروا بإمكانية اللجوء للتحكيم الدولي لإثبات الملكية .وتظهر الخريطة المنشورة على الموقع الرسمي لوكالة الاستخبارات المركزية، في القسم الذي يظهر خرائط العالم، حلايب باللون الأصفر، كأرض سودانية، بينما تظهر الخارطة الأراضي المصرية باللون الأخضر. واثر تحركات اعلامية مصرية مكثفة في نوفمبر الماضي ، تقدم دولة السودان بشكوى رسمية ضدها لدى مجلس الأمن بسبب إجرائها الانتخابات البرلمانية في حلايب وشلاتين.ومصر حاولت اللعب بذكاء بحشد الاعلام غير الرسمي ، واستعملت الدعاية المضللة والفكاهة والدراما في حملتها لإستفزاز الجانب السوداني ، وعاشت الاجواء بين البلدين حالات من التوتر السياسي والاجتماعي ، خاصة وان السلطات المصرية عملت على قبض وتعذيب عدد من السودانيين المقيمين في مصر ، الشئ الذي ولّد غضبة شعبية سودانية كبيرة لا يوقفها الا تراجع مصر عن حلايب !وذكر الرئيس البشير في اكثر من منبر بأن – حلايب - ارض سودانية ومصر احتلتها في عهد الرئيس مبارك ، وقال في حوار مع صحيفة الشرق الاوسط أن مثلث حلايب وشلاتين ملك للسودان، وأن الخرطوم تمتلك أدلة أن حلايب تقع ضمن حدودها.كما قال (لن نحارب مصر في هذه الحدود وسنحاول حلّها بالتحاور والتفاوض مع إخوتنا المصريين وفي حالة العجز التام فلن يكون أمامنا إلا اللجوء إلى التحكيم وإلى الأمم المتحدة، ونحن لنا أمل بأن نصل إلى نهاية سعيدة بالتفاهم والتحاور والتفاوض المتعقّل، ولن ندخل في حرب مع الشقيقة مصر في هذه الحدود لأن ما بين البلدين والشعبين الشقيقين أكثر من تداخل، فهما كفيلان بأن يتجاوزا مشكلة الحدود ) أن مصر تعمل جاهدة على جعل إحتلالها لحلايب واقعاً ملموساً ، واخذت تعمل بجدية كاملة في تمصير المنطقة وإستقطاب مواطنيها ، وذلك بالخدمات التي تؤديها هناك وبالمؤسسات الحكومية التي أنشأتها ، واخيرا بالانتخابات التي اجرتها وجعلت حلايب تمثل بنائب منتخب في البرلمان المصري .ان مصر تريد استخدام مجموعة ضغوط على حكومة السودان للتراجع عن موقفها من سد النهضة ، برغم ان ذلك ليس من مصلحتها بأي حال من الاحوال ، فهي لم تراع حتى للعلاقات التاريخية بينهما ، ولا الاتفاقيات والعهود المبرمة !ان مصر – سلبت – مثلث حلايب في وضح النهار وعملت على تعبئة الاهالي من السودانيين المقيمين هناك ، ساعدها على ذلك تهاون الخرطوم وعدم اعطاء الامر اهتمام لأسباب تعلمها هى ، ولكن – سكوت الخرطوم – وغضها الطرف كان موقفا سالبا وهو الذي زاد الامر تعقيداً ، واضاف عبئاً جديدا على السودان الذي يواجه حراكا سياسياً ودبلوماسيا في قضايا مختلفة ، اهمها مفاوضاته من اجل المنطقتين ( النيل الازرق وجنوب كردفان ) في اديس ابابا ، والحوار الوطني الذي شارف خواتيمه الان ، اضافة الى التمرد من قبل الحركات المسلحة في دارفور ، والتي تتحرك بدورها خارجيا لكسب موقف دولي من مطالبها في الاقليم والمركز . أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة