|
|
 إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (4) الأوساخ والمخلفات والأنقاض بقلم توفيق عبدا لرحيم منصور
|
04:45 PM Aug, 21 2015
سودانيز اون لاين
توفيق عبد الرحيم منصور-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
..
توفيق عبد الرحيم منصور
http://http://www.tewfikmansour.netwww.tewfikmansour.net
هذه المرة أتناول يا سعادة الوالي (سيرة) مع الأسف ليست بالعطرة، وإنما روائحها تزكم الأنوف وتصدم العيون وتؤذي الأجسام .. ألا وهي معضلة الأوساخ وإدارة أمرها الذي تدهور واستعصى ولم يواكب مستجدات العصر في تطور نوع الأوساخ ولا أساليب التعامل معها .. وبداية ولكي أخفف وقع ما سيأتي من كلمات، أسرد عليكم في بضع أسطر هذه القصة التي سبق أن سطرت عنها مقالة كاملة تم نشرها في حينها، ومفادها بأنني ومع شروق شمس ذات يوم وأنا أحمل خبزي وفي طريقي لمنزلي فوجئت بأن جاري سعادة اللواء معاش (أحمد مدثر) يحمل مكنسته (مقشاشتو)، وبكل عزة وكبرياء وعظمة الرجال الرجال، يكنس الأوساخ من أمام منزله، فحييته تحية الاحترام التي يستحقها وبخاصة في هذا المشهد الذي إن دل إنما يدل على معدنه الراقي بكل ما تحمل الكلمة من معاني .. فالرجل لا شك يدرك معنى (النظافة من الإيمان) بكل أبعادها الدينية والفلسفية والصحية والبيئية ..
وهنا أقول يا سعادة الوالي أن عاصمتنا لهي من أوسخ عواصم العالم بداية من صنعاء ومرورا ب (أنجمينا) وانتهاءً بلوس انجليس، وما بين أنجمينا ولوس أنجلس العديد من العواصم النظيفة والتي تعيش ظروفاً من الفقر أو الحروب أو الهجرة أو ضيق ذات اليد أو التورط في مشاكل داخلية أو انفجارات سكانية أو إرهابية أو تقلبات بيئية تشيب لها الولدان وتتضاءل أمامها مشاكلنا، ومع هذا فالكل مدنه نظيفة وعلى وجه الخصوص عواصمه !! وأول من يعرف ذلك هم مسؤولينا الذين يجوبون العالم غير مندهشين وكأن تلك المدن والبلدان خلقت لكي تكون نظيفة ونحن خلقنا كي نكون هكذا !!.
ويا سعادة الوالي .. فأن جميع أحيائنا المتسخة أصلاً يتم زيادة (توسيخها)عنوة وبدرجة أعلى كلما مرت بها عربات جمع النفايات والتي قلما توجد عليها رقابة، حيث المعاملة السيئة لأكياس الزبالة، ورمي بواقي الأزبال في وسط الشوارع، وعدم جمع الأزبال المفرغة من الأكياس نسبة لسرعة قذفها داخل عربات النقل التي تمر سريعة وكأنها في سباقٍ تاركةً دوما من ورائها الأزبال التي بُعثرت، وهنا نسأل .. لماذا لا يتم جمع الأوساخ المتناثرة خارج الأكياس ولو مرة كل أسبوعين ؟ فبلدنا فقير، وعاصمتنا تعج بالمتشردين والمساكين وأصحاب السكن العشوائي، وما أن يستخرج أي من المواطنين أكياسه خارج منزله إلا وتندفع نحوها بعد عدة دقائق جموع المعدمين لتمزيق الأكياس ونبشها .. هذا إضافة لمجموعات الكلاب الضالة التي ملئت العاصمة وتمزق الأكياس تمزيقا وتساعدها في ذلك القطط السائبة .. وهناك من يجمع هذه الأيام الباغات البلاستيكية فيفرغ الأكياس ومواعين الأوساخ دون أن يكلف نفسه بإرجاع ما يتم نبشه لمواعينه .. وإضافة أيضا للأهوية التي تتلاعب بالأكياس لعباً .. أما موضوع (الصافرة) هذا فيجب إعادة النظر في أمره ولا شك يجب أن نبتكر أساليب وطرقا أخرى تناسب ظروفنا ..
هذا وأنبه يا سعادة الوالي إلى أن عاصمتنا هي الوحيدة في العالم التي تستعمر الحاويات شوارعها .. ففي مربع واحد أحصيت فقط أكثر من تسعة عشرة حاوية، ولك أن تضرب العدد في مساحة كل حاوية لترى المأساة مكبرة، خاصة وأن هذه الحاويات قد مضى عليها سنوات حتى أضحت مأوى لهوام الأرض، ومصدر مضايقة للمواطن والمركبات .. وهل استصدار أمر بنقلها يكلف كثيرا؟ ولِمَ لا يُغرم أصحابها، أو تصادرها قانونيا الولاية ؟.
كذلك يا سعادة الوالي أشير للسيارات المهملة وهياكلها المهترئة وقبحها المزعج والتي تشكل مصيبة كبرى وتتسبب في الكثير من الحوادث، وكذلك من ناحية أمنية كيف تركت مثل تلك الهياكل على قارعة الطريق والأزقة ولم تتحر الجهة المسؤولة أمرها في حينه !؟.. ولماذا لا نعالج الأمر كما تعالجه بعض الدول الفقيرة ..
كل ما تقدم يا سعادة الوالي وسبق أن أشير له من خلال صحفنا كثيراً، إنما هو غيض من فيض .. فهناك مشاكل إنارة الشوارع، ومطبات من صنع المواطنين أمام منازلهم على شوارع الأسفلت، وهناك ردم الشوارع بمخلفات المباني والأنقاض كل على هواه، وهناك مواد البناء التي تحتل جزءا كبيرا من الشوارع وتضايق المارة وتبقى لسنوات طوال حتى تتحجر في أماكنها، وهناك مأساة خيران تصريف مياه الأمطار، وهناك الخراف التي تعج بها أهم شوارعنا وتضيف لأوساخنا وسخاَ ومرضا رغماً أن الدولة أنشأت بعض الزرائب والتي لا يهواها أصحاب الخراف، وهناك شوارع الإسفلت التي لم تُحاسِب الدولة بعد مَن تجاهل مواصفاتها المطلوبة، وهناك البعوض والذباب والملاريا والحميات الغير معروفة .. وهناك أسوار حرم السكة حديد الذي شيِّد ليذهب أو الأشجار التي غُرست لتموت وتسرق أقفاصها الحديدية .. وهناك .. وهناك .. وهناك حسرة وغصة في الحلق من الفوضى التي عمت الكثير من أبناء عاصمتنا الذين لا يهابون العقوبات طالما أن القوانين لم تُحدث أو تُفعل حتى تردعهم أو تعلمهم الانضباط وحب البلاد .. والله المستعان ..
توفيق عبدا لرحيم منصور
http://www.tewfikmansour.nethttp://www.tewfikmansour.net
أحدث المقالات
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (3) مطار الخرطوم يا والي الخرطوم .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-20-15, 02:33 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (2) المغالق شطحت وبالغت ..بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 11:01 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (1) النفايات الخطرة ومشروع السليت .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 10:54 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- ديمقراطية .. أم ديكتاتومقراطية ؟!! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 11-16-14, 02:08 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- ديمقراطية .. أم ديكتاتومقراطية ؟!! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 10-28-14, 07:01 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- المرض العضال .. ودكتور الفاتح طبيب العيون المعروف !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 10-11-14, 04:16 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك، واستخلاص العبر !! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 07-17-14, 12:07 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- ذكريات مضحكة ومبكية في آنٍ واحد!! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 10-28-13, 04:21 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- أحداث (رفع الدعم) والتعليقات والتصريحات الغير موفقة !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 09-28-13, 08:58 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
اغتيال صحفي سوداني بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-21-15, 04:00 PM, فيصل الدابي المحاميانجيبك انجيبك لو صرت بعرين السبع هم انجيبك العراقيون والمالكي والطريقة الاوكرانيه بقلم صافي الياسري 08-21-15, 03:57 PM, صافي الياسريقضية حياة اسرى حركة العدل و المساواة...قضية حياتنا جميعا.. بقلم:امير(نالينقيي) تركي جلدة اسيد 08-21-15, 03:55 PM, مقالات سودانيزاونلاين(الحاري.. ولا المتعشم)!! بقلم عثمان ميرغني 08-21-15, 03:54 PM, عثمان ميرغنيالغُلُوُّ والتَّطَرُّف.. حدود المفهوم وضوابطه بقلم الطيب مصطفى 08-21-15, 03:49 PM, الطيب مصطفى صراع العقل و البندقية في السودان (2) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 08-21-15, 02:54 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمناجتماع البشير مع قياداته العسكرية، الحلقة الثانية بقلم طالب تية 08-21-15, 02:49 PM, طالب تيةبرلمان جنوب افريقيا يحاكم الرئيس زوما في ملف الرئيس البشير ؟ الحلقة الثانية ( 2-3 ) بقلم ثروت قاسم 08-21-15, 02:45 PM, ثروت قاسم"الحوار الوطني" جهد فارغ، وأحابيل إسلاميين بقلم صلاح شعيب 08-21-15, 02:43 PM, صلاح شعيب سوداني واحد يغير سياسة فرنسا وبريطانيا العظمى! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-21-15, 02:41 PM, فيصل الدابي المحاميالسودان… الكرة في ملعب الشعب بقلم خالد الاعيسر 08-21-15, 05:10 AM, خالد الأعيسرلزول الوسيم: عبد الخالق محجوب في ربيعه الثامن والثمانين (4 مقالات) 1) حزبه، مأثرته، بركته 08-21-15, 05:06 AM, عبدالله علي إبراهيمإسألوا اللصوص : ...من أين لك هذا ؟ بقلم محمد عبد المجيد أمين (براق) 08-21-15, 05:04 AM, محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)بين القومية والقبلية بقلم هلال زاهر الساداتي 08-21-15, 05:02 AM, هلال زاهر الساداتى
|
|
 
|
|
|
|
توفيق عبد الرحيم منصور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست