|
|
 Re: المغتربون : وجرجير حسين خوجلي!!1/2 بقلم حيدر (Re: حيدر احمد خيرالله)
|
قبل الخوض في الاغتراب وعدم الاغتراب دعنا نتحدث قليلاَ عن الأستاذ ( حسين خوجلي ) ،، فهو لا يلام حين يشطح كيف يشاء ،، ولا يلام حين يصول ويجول كيف يشاء ،، فالعلة الأساسية تكمن فينا نحن أفراد المجتمع السوداني ،، فنحن لدينا عادة سيئة للغاية حين نعتمد الشخص على هفواته وعلاته ،، ونوجد له قيمة مطلقة دون الأخذ والرد ،، ودون الوقفة عند فواصل الخطأ والصواب ،، وتلك الوقفة العفوية الجامحة توفر أرضيات الانطلاقة للكثير من الرموز السودانية التي تتجاوز الحدود ،، فهي تلك الرموز التي تفرض المصطلحات حسب الأمزجة ودون مراعاة لصحة وعدم صحة تلك الأقوال ،، ومع ذلك يجدون من الناس الإشادة والتصفيق في السليم وغير السليم ،، وتلك الإشادة تجعلهم يظنون أنهم على الصواب على طول الخط !! .. وفي الحقيقة هم أبعد الناس عن ذلك الصواب المطلق ،، ويجب أن تدخل شطحات وأقوال الأستاذ حسين خوجلي ضمن ثرثرة البشر الفارغة .. وأمثاله في أكثر الأحيان يمتطون نوعاَ من أفراس الكبرياء والتطاول لمجرد الأهواء ،، وتلك الأمور الهامشية الهابطة تقع منهم لجلب المزيد من الإشادة والاستحسان .
ثم نأتي لحكاية الاغتراب ،، فتلك ظاهرة أصبحت عالمية ( إذا صح التعبير ) ،، والعالم العصري قد تخطى مفاهيم حسين خوجلي منذ فترة بعيدة ،، حيث العبرة ليست بمجرد كلمات سودانية غارقة في الضحالة ،، بل العبرة في حياة كريمة في أي مكان فوق سطح الأرض ،، والحياة الكريمة في هذا السودان قد أصبحت نادرة ندرة لبن العصافير ،، وعبارة ( لو قعدت شحاد فى السودان ما ممكن أهاجر ) هي عبارة غارقة في متاهات الجهل والغباء الشديد ،، وقد كثرت أعداد الشحادين في السودان بعد تملك نظام خوجلي لزمام الأمور ،، وهم هؤلاء المواطنين الذين مالوا لنصيحة الأستاذ خوجلي ،، فماذا قدم لهم ذلك النظام ؟؟ ،، بل هو ذلك النظام الذي يتفاخر بكثرة الشحادين ،، ويتفاخر بكثرة المتسولين ،، ويتفاخر بكثرة الباكين ،، ويتفاخر بكثرة الجوعى ،، ويتفاخر بكثرة العطشى ،، ويتفاخر بكثرة المحتالين واللصوص ،، ويتفاخر بكثرة المختلسين ،، ويتفاخر بكثرة المفسدين أموالاَ وأخلاقاَ ،، وذلك الشحاد في السودان لو أنه وجد طريقة في للاغتراب لما أضاع العمر في الشحدة ،، وهو قد يفني العمر كله في هذا السودان وهو يشقى ضمن طبقة الكادحين المحرومين من نعمة الحياة الرغدة السعيدة ،، في الوقت الذي فيه لو أنه اغترب وعمل في الخارج حتى في مهنة الشحدة فإنه بالتأكيد سوف يخرج من تلك البوتقة المؤلمة الأليمة ،، والله سبحانه وتعالى يأمر الناس بأن يضربوا في الأرض حيث تتوفر السعة في الأرزاق ،، وحيث ينال المهاجر مراغماَ ومكاسباَ .
فأين الحياة الكريمة في هذا السودان في ظلال المعيشة الضنكة ؟؟ وفي ظلال جحيم الغلاء ؟؟ ،، ثم تلك السياسة المتعمدة الخبيثة في إفراغ السودان من الكوادر المؤهلة العالية من أبناءها ،، لتبقي في الساحات تلك الحثالة من البشر الذين يمسكون بمقاليد الأمور في البلاد ،، السواد الأعظم من المؤهلات السودانية العالية قد هاجرت وتركت البلاد عندما لم تجد موضع قدم مع كلاب الساحات القذرة التي تتحكم في كل صغيرة وكبيرة ،، وعند تلك النقطة لا تفيد الشعب السوداني شطحات الأستاذ خوجلي الذي يمثل جزءَ وطرفاَ في ابتلاءات الأمة ،،
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست