وسائل التباعد الإجتماعي بقلم ندى أمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 04:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2015, 04:36 PM

ندى أمين
<aندى أمين
تاريخ التسجيل: 04-28-2015
مجموع المشاركات: 9

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وسائل التباعد الإجتماعي بقلم ندى أمين

    04:36 PM Jun, 09 2015
    سودانيز اون لاين
    ندى أمين-الخرطوم-السودان
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    بموضوعية
    mailto:[email protected]@hotmail.com

    إقتحمت وسائل التواصل الإجتماعي حياتنا فيما يشبه العاصفة والتي لا يدانيها شئ في قوتها تكنولوجيا إلا ذات العاصفة التي إجتاحت العالم لحظة إختراع الإنترنت والذي أحدث ثورة معلوماتية غير مسبوقة. وتشير آخر الإحصائيات (مارس 2015) إلى إرتفاع عدد مستخدمي هذه الوسائل إلى أكثر من بليوني شخص حول العالم مع إستحواذ الفيسبوك على نصيب الأسد بعدد وصل إلى 1.7 بليون مستخدم! وحقيقة لم يتوقع أكثر خبراء التكنولوجيا علما أن بداية عام 2010 ستنذر بميلاد وسائل إعلام مرفوعة السقف و مفتوحة الفضاءات عابرة للحدود والقارات يحررها وينشرها على إمتداد الكرة الأرضية، في كل مكان ومن موقع الحدث وفي ذات اللحظة، ناس عاديون ليسو متخصصون إعلاميون أو سياسيون مرموقون!
    وسائل التواصل الإجتماعي إقتحمت بيوتنا وشوارعنا وأماكن عملنا وأصابتنا بشئ من السحر الذي لا ينفع معه دواء ولا يمكن معه شفاء. وأعني بذلك النمو المتزايد يوميا لمستخدمي هذه الوسائل من فيسبوك وتويتر ويوتيوب وإنستغرام ومدونات ومنتديات وواتساب وغيرها. حيث صارت هذه الوسائل بمثابة رئه يتنفس من خلالها كل من تتيح له إمكانياته المادية والمعرفية إقتناء جهاز كومبيوتر أو هاتف ذكي ويعدها مثل الحبل السري الذي يربطه بالعالم من حوله. ولا ريب أن الهواتف الذكية مثلت نقلة تكنولوجية لا تضاهي وساهمت بشكل فائق في النمو السريع لوسائل التواصل الإجتماعي فقد أتاحت لمستخدميها إمكانية التواصل مع الوسائل المفضلة لديهم على مدار الأربع وعشرين ساعة حيث يمكن للمتصفح أن يكتب و ينزل صور وفيديوهات وهو مستلقي على فراشه دون الحوجة حتى إلى استخدام جهاز الكومبيوتر!
    مستقبل الإعلام التقليدي
    وبالرغم من إفتتان الناس بهذه المواقع الإلكترونية بدرجة تقرب من الهوس في بداياتها الأولى إلا أن الكثير من الأصوات تنادي الأن بضرورة التعامل معها بحذر وبصورة إنتقائية لما تشكله من مهددات يمكن أن تهز عرش الإعلام التقليدي وتقلل من سطوته الجماهيرية. كما أنها أدت إلى الكثير من الإفرازات السلبية التي ألغت بظلالها على واقع حياتنا الإجتماعية.
    غير أني لا أريد أن أنضم إلى جموع المتخوفين من إمكانية طغيان وسائل التواصل الإجتماعي على وسائل الإتصال التقليدية. فأنا على يقين ان لكل وسيلة إعلامية جاذبيتها ورونقها وجمهورها، فإختراع التلقزيون لم يقض على الإذاعة والصحافة الإلكترونية لم تقض على الصحافة المطبوعة. بل على النغيض تماما أعتقد أن وجود كل هذه الوسائط مجتمعة يمكن أن ينتج محتوى إعلاميا متميزا ويمكن أن تعمل بصورة تكاملية أكثر منها تنافسية. ويحضرني هنا العديد من البرامج التلفزيونية والتي أستطاعت كسر الجمود والرتابة بينها وبين المتلقين باستخدام وسائل التواصل الإجتماعي لإشراكهم في الحوار والنقاش. وأعتقد أن هذه بادرة ذكية من القائمين على أمر الفضائيات التلفزيونية حيث إستطاعو بذلك تلبية حاجة مهمة من الحاجات الإنسانية وهي حرية الرأي والتعبير بعيدا عن إسلوب القمع والكبت الذي تمارسه الكثير من الأنظمة غير الديمقراطية على مواطنيها، حيث نقلت هذه الوسائل مستخدميها من خانة "المتلقيين السلبيين" إلى خانة "المشاركين الإيجابيين". ويحضرني هنا على سبيل المثال برنامج (نقطة حوار) على قناة بي بي سي العربية والذي أعتبره من أكثر البرامج فعالية في مزج هذه الوسائل مع الرسالة التلفزيونية مما يثري الحوار و يضع على الطاولة العديد من التحديات والحلول ووجهات النظر المتباينة لمواطني العديد من الدول العربية. وفي السودان ألاحظ أن بعض البرامج الحوارية في قنواتنا الفضائية ذات الجانب الأحادي سابقا قد بدأت ايضا في المزج بين هذه الوسائل المتعددة ولكن يلزمها بعض التجويد جتى تكون بروح وديناميكية برامج مشابهة على القنوات الإقليمية والعالمية.

    الجانب المشرق للشبكات الإجتماعية
    ولا ريب أن هذه الوسائل قد عادت بالنفع على البشرية جمعاء على مختلف الأصعدة السياسية والأجتماعية والثقافية والإقتصادية. فعلى الجانب السياسي تمكنت هذه الوسائل من تشكيل الرأي العام وتعبيئة الجماهي
    ر والتأثير على صناع القرار بل وحتى تمكنت من إسقاط أنظمة حكم بأكملها وأقرب مثال على ذلك ما حدث في بلدان عربية كثيرة لقب على أثرها الفيسبوك والتويتر "بزعماء ثورات الربيع العربي". كما أذكر أن شباب مصر وتونس استخدموا الفيسبوك ويوتيوب لحشد الشارع والرأي العام المحلي والعالمي عن طريق إرسال الصور ومقاطع الفيديو الحية والتي توثق لأحداث الثورة حيث استعانت بها المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية كمصدر رئيسي لمعلوماتها نسبة لمنع المراسلين الإخباريين ووكالات الأنباء من تغطية الاحتجاجات.كما صار القادة وصانعي القرار يستخدمونها بحنكة بالغة، على الأخص في الدول المتقدمة، وذلك في حملاتهم الإنتخابية وفي أجراء إستفتاءت الرأي العام فيما يودون أن يتخذوه من سياسات كما فعل الرئيس اوباما مؤخرا في خطته المتعلقة بمشروع التأمين الصحي وكما تفعل هيلاري كلينتون الأن كأقوى مرشحة في السباق الرئاسي الأمريكي، حيث أعلنت عن رغبتها في الترشح لإنتخابات 2016 من خلال مقطع فيديو تم بثه على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي.
    على الجانب الإقتصادي تمكنت الجهات التجارية والإستثمارية من التسويق لمنتجاتها عبر هذه الوسائل بشكل غير مسبوق وبتكلفة منخفضة مقارنة بكلفة الإعلانات التجارية المتوفرة عبر وسائط الإعلام التقليدية، وتشير التقديرات إلى أن حجم الإعلان الإلكتروني قد وصل إلى 15.3 بليون دولار خلال عام 2014. كما مكنت هذه الوسائل الشركات من الوصول إلى الأسواق العالمية وإقامة مسوحات مجانية عن إنطباعات المستهلكين وأراءهم فيما تطرحه من سلع وخدمات. و حقيقة لم تنحصر الفائدة الإقتصادية على كبرى الشركات والجهات الإستثمارية بل تعدتها لتشمل العديد من أصحاب الأعمال الصغيرة حيث مكنتهم من الترويج لمنتجاتهم وزيادة المبيعات ويحضرني هنا العديد من النماذج التي لدينا في السودان لأفراد ومجموعات لهم صفحات خاصة على الفيسبوك يعرضون فيها العديد من الخدمات والسلع الجديدة والمستعملة بل وحتى خدمات التوصيل والتي قد تكون مجانية أو بسعر رمزي. وبذلك أسهمت هذه الوسائل في فتح مجالات التسويق وتوصيل الأفكار والأنشطة وترويج المنتجات على نطاق واسع وبتكلفة مادية بسيطة.
    أما على الصعيدين الثقافي والإجتماعي فقد فاقت منافع وسائل التواصل الإجتماعي كل التوقعات فبعد أن كانت تعتبر وسيلة للتعارف وملتقى للأصدقاء صارت وسيلة للتشبيك الإجتماعي ونشر الوعي الثقافي والحراك المجتمعي. وأعتقد أن من جماليات هذه الوسائل هي أنها تفتح آفاقا لإطلاق المبادرات المشتركة وتحفز على إحداث التغيير الإيجابي. و قد تمكن الكثير من شباب السودان من الإستغلال الإيجابي لهذه المواقع الإلكترونية على الأخص علي صفحات الفيسبوك والذي يعتبر أكثر مواقع التواصل الإجتماعي إنتشارا في السودان فمنه أنطلقت العديد من النداءات والمبادرات الشعبية الرامية إلى التكاتف مع قطاعات المجتمع الضعيفة وتقديم الدعم المادي والعيني لهم.
    تواصل أم تباعد؟
    أما بخصوص العنوان الذي إخترته لهذا المقال فهو ناتج من الآثار السلبية لوسائل التواصل الإجتماعي والتي كغيرها يمكن أن تحدث إذا لم نحسن استخدام هذه الوسائل أو إذا تم إستخدامها بإفراط. فمفارقة عجبية حقا أن تكون هذه المواقع التي من المفترض انها أدوات لزيادة التواصل بين الناس هي نفسها معاول هدم تؤدي إلى إضعاف العلاقات الاجتماعية والإنسانية وقطع روابط التواصل المباشر مع الأسرة والأصدقاء و والإنسلاخ من المجتمع المحيط بشكل عام. و أستطيع أن أقول أن الإستخدام السيئ والمفرط لهذه الوسائل في السودان أصبح في درجة تقرب إلى الإدمان بل وأصبح واحدا من أسباب الفشل الأكاديمي والإنحرافات في أوساط الطلبة والمراهقين وأدى إلى الخلافات وحالات الطلاق بين الأزواج! فالشباب والمراهقين صارو معزولين عن واقع أسرهم ومجتمعهم مكتفين بتواصل أسفيري مع أصدقاء إفتراضيين لم يروهم ولا يعرفونهم على أرض الواقع ويمكن أن يتعلمو منهم الكثير من الأفكار والممارسات السلبية والنساء مشغولات كذلك عن أسرهن وترقية قدراتهن الذاتية بثرثرة الواتساب ومجموعاته العديدة والرجال غير المتزوجين والمتزوجين على حد سواء إتخذو من هذه الوسائل شراكا لبيع الوهم لفتيات ساذجات والإيقاع بهن في علاقات فيها الكثيرمن الخداع وإستنزاف الوقت وتزييف الذات والواقع! وكل هذا أدى حقيقة إلى الكثير من المشاكل المجتمعية الناتجة من عدم التماسك الأسري، بالإضافة إلى ضعف التحصيل الأكاديمي والإنتاج العام لأن الكثير منهم يستخدمون هذه الوسائل حتى ساعات متأخرة من الليل. و على الجانب المهني، أصبحت أغلب المؤسسات التي لديها خدمة الإنترنت تحظر مواقع التواصل الإجتماعي عن منسوبيها وذلك لتبديدهم الكثير من وقت العمل في تصفح هذه المواقع والمشاركة فيها، الشئ الذي يؤثر أيضا على معدل الإنتاج الكلي لهذه المؤسسات، ألم أقل لكم أنه هوس لا دواء له ومرض لا شفاء منه؟
    وعلى الجانب المجتمعي ككل، ونسبة لغياب أسس الرقابة والمحاسبة أصبح البعض من مستخدمي هذه الوسائل يستخدمونها كساحات لإدارة معاركهم الشخصية الناتجة من الإختلافات الفكرية السياسية والعقائدية. هذا بالإضافة إلى إستغلال هذه المواقع كقنوات لنشر الشائعات والأكاذيب وحملات التشهير وإغتيال الشخصية والتي يمكن أن تتحول من خصومات إسفيرية إلى خصومات واقعية مما يؤدي بدوره إلى الغبن وإنتشار ثقافة العداء والكراهية وتمزيق النسيج المجتمعي.


    أحدث المقالات
  • عولمة القبلية ودبلوماسية العمد والنظار بقلم حسن احمد الحسن 06-09-15, 04:33 PM, حسن احمد الحسن
  • وزارة الشباب والرياضة ,الية الانقاذ لتقنين المظالم الاجتماعية بقلم المثني ابراهيم بحر 06-09-15, 04:31 PM, المثني ابراهيم بحر
  • قصة مصطفي السوداني ولد بربر ... طفل السنتين الذي إختطفه الإنجليز بقلم صلاح الباشا 06-09-15, 04:29 PM, صلاح الباشا
  • كيلو دقيق .. السودانيون في السلطنة كانوا عند الموعد بقلم كمال الهِدي 06-09-15, 04:28 PM, كمال الهدي
  • السياسة الغبشاء بقلم عماد البليك 06-09-15, 04:10 PM, عماد البليك
  • ماتت (ناريمان) يا ريس !! بقلم عبدالباقي الظافر 06-09-15, 04:07 PM, عبدالباقي الظافر
  • البروف إبراهيم.. الخيار الصعب..بقلم عثمان ميرغني 06-09-15, 04:05 PM, عثمان ميرغني
  • أقدام وجِزم!! بقلم صلاح الدين عووضة 06-09-15, 04:01 PM, صلاح الدين عووضة
  • وزير العدل والمهمة المستحيلة! بقلم الطيب مصطفى 06-09-15, 03:59 PM, الطيب مصطفى
  • فريق اول الباشمهندس منصور ارباب يونس ريسا لحركة العدل و المساواة السودانيه بقلم امانى ابوريش 06-09-15, 04:51 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • لإعادة النظر في هذا القرار بقلم نورالدين مدني 06-09-15, 04:46 AM, نور الدين مدني
  • قريباً جدا أفريقيا تقود العالم..سريسلي !! بقلم عبدالغني بريش فيوف 06-09-15, 04:44 AM, عبدالغني بريش فيوف
  • الى جنات الخلد امنا دكتوره خالده زاهر الساداتى بقلم سعيد عبدالله سعيد شاهين 06-09-15, 04:42 AM, سعيد عبدالله سعيد شاهين
  • تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ و الشريف الهندي الشاعر 06-09-15, 04:40 AM, الشيخ الحسين























                  

العنوان الكاتب Date
وسائل التباعد الإجتماعي بقلم ندى أمين ندى أمين06-09-15, 04:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de