|
Re: الولاية الشمالية الركود الاقتصادي انهيار (Re: محمد القاضى)
|
الأخ الفاضل محمد القاضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : مقال في منتهى الأمانة والحقيقة ،، نسأل الله أن يجعل ذلك الجهد الكبير في ميزان حسناتكم ،، فالولاية الشمالية هي من أكثر ولايات السودان تهميشاَ وإهمالاَ وهضماَ ،، بل هي من أكثر ولايات السودان المطعونة غدراَ وظلماَ ،، كما أنها من أكثر ولايات السودان مغلوطاَ ووهماَ في أذهان الآخرين من أقزام البشر ،، ولاية تعاني من الويلات ومن سكرات الموت منذ استقلال السودان ،، تفقد حيويتها وسكانها ووجودها سنة بعد سنة حتى أصبحت الآن شبه قاحلة من العمران والسكان ،، بل أصبحت الآن بطريقة ما موطناَ لأقليات من مواطني الأقاليم الأخرى .. أما أبناء الولاية فقد آثروا الهروب والنزوح للداخل والخارج ،، وهنالك السواد الأعظم من أبناء الولاية الشمالية الذين فضلوا التواجد في بلاد المهجر ،، فهم يتواجدون الآن في كل أرجاء العالم ،، والثقل الأكبر لهم يتواجد الآن في دول الخليج العربي ،، وقد آثروا الهروب حين ضاقت بهم سبل الحياة الكريمة في الولاية ،، وحين طال التهميش لتلك الولاية الوديعة في ظلال كل الحكومات ما بعد استقلال البلاد ،، ومع كل تلك الويلات والمحن والمعاناة وسكرات الموت فإن تلك الولاية محسودة من الآخرين الأغبياء !! ،، حالة تجلب السخرية للأنفس عندما نشاهد مواقف هؤلاء الأغبياء !! ،، فحتى في مراحل الموت والسكرات فإن الولاية محسودة من الحساد الجهلاء ،،
وأكثر الناس الذين تسببوا في مضرة الولاية الشمالية هم أبناء الولاية نفسها ،، فقد أثروا تلك المواقف السالبة المدمرة ،، حيث الهجرات المكثفة للداخل السوداني بغير عودة أو الهجرات للخارج السوداني خلاصاَ من الويلات ،، ثم الجانب الأكبر من اللوم يقع على عاتق المثقفين من أبناء الولاية الشمالية ,، وخاصة هؤلاء الكبار الذين يحتلون المناصب القيادية والإدارية العليا في ولاية الخرطوم ،، فهؤلاء يفقدون المروءة ويفقدون الغيرة ويفقدون الشهامة حين جعلوا الخرطوم موطناَ وتنكروا لولاية المولد والمنشأ ،، فلا نحس في هؤلاء نخوة الانتماء للولاية بالحرص والتكاتف والخدمات والتخطيط والبناء والتعمير كما هو الحال للإخوة في ولاية النيل ،، والملاحظة الثانية أن أبناء الشمالية المتواجدون في بلاد المهجر حين يريدون الاستثمار والتعمير والاستقرار والسكن من كد عرقهم في الخارج فإنهم يفضلون ولايات السودان الأخرى ،، في الوقت الذي فيه نجد أن الاهتمام بالولاية الشمالية ليس في الحسبان لديهم إطلاقاَ ،، فالكثيرون يرون أن العودة لتلك الولاية والحياة فيها من جديد هي من أبعد الاحتمالات ،، وهنا نحس بالخيانة الكبرى من أبناء الشمالية للولاية الشمالية .. كما نحس بعدم الوفاء والإخلاص لموطن الآباء والأجداد ،، وقد جاء الوقت لتنبري النخوة في جميع أبناء الولاية الشمالية أينما تواجدوا في الداخل أو الخارج ،، حيث المطلوب النفرة الكبرى من أجل إنقاذ الولاية وإخراجها من براثن الموت والتهميش والنسيان .
|
|
|
|
|
|