جمهورية الفلس الديمقراطية! بقلم مذكرات زول ساي/ فيصل الدابي/المحامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2015, 12:28 PM

فيصل الدابي المحامي
<aفيصل الدابي المحامي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جمهورية الفلس الديمقراطية! بقلم مذكرات زول ساي/ فيصل الدابي/المحامي

    12:28 PM May, 15 2015
    سودانيز اون لاين
    فيصل الدابي المحامي-الدوحة-قطر
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    الفلس عند السودانيين، بالبلدي كده، هو انعدام أو قلة الفلوس ، وللسودانيين عدة أسماء يطلقونها على الزول الفلسان العدمان الحيران منها، المفلس ، المقشط ، القاعد كنب، القاعد على الحديدة ، الحالتو شلش ، الاباطو والنجم ، المقطع ، الحفيان وكل عبارة من هذه العبارات المترادفة تعني الزول الما عندو نفاخة النار أو الما عندو التكتحو أو الما عندو سجم رمادو ، أو العندو شوية قريشات لكن ما بيجبن مريسة التامزينا ، والزول المفلس غير مرغوب فيه أصلاً ، فإذا كان عزابياً يزوغ منه أصحابه وتزوغ منه حبيباته (إن وُجدن) ويعيش متطفلاً على موائد العمات والخالات والأخوان والأخوات وحتى ناس حلتو ما بدورو شوفتو لو ظهر وما بجيبو سيرتو لو غاب، ويعتبره أهل الجزيرة عضيرة، وإذا كان متزوجاً لا تحترمه زوجته ولا أولاده ولا نسابته، وإذا كان مطلقاً تطارده إعلانات المحاكم بأوامر سداد النفقة وربما يدخل السجن حبيساً ثم يخرج إلى الدنيا تعيساً على الطريقة الترابية! ولعل أبلغ ابيات شعرية قديمة تصور حال المفلس الفقير هي الأبيات الآتية:
    يمشي الفقير وكل شيء ضده والناس تغلـق دونه الأبوابا!
    فهذا يهينــه وذاك يؤنبـه يرى العداوة ولا يرى أسبابا!
    حتـى الكلاب إذا رأته عابراً نبحت عليـه وكشرت انيابا!
    وإذا رأت يــومـاً غـنيــاً خضـعت له وحـركت أذنابا!
    يعني بالواضح الما فاضح حتى الكلاب ذاتا بتحب الأغنياء والمريشين فالقرش في ايد سيدو والناس والكلاب تريدو وبتكره المفلسين وتكشر وشوشا الطويلة وتنبح فيهم وتحاول تعضيهم كمان! والسبب شنو : فلس بس!
    أهل الدين والشريعة يقولون الفلس والغنى أخطر امتحانين قررهما الله سبحانه وتعالى على كل البشر في الدنيا فالفقير غير الصابر والغني غير الشاكر كلاهما ساقط في الامتحان والايمان كلو عبارة عن شكر وصبر وإذا لم ينجح الممتحن في الملحق فقد يُرفد ولا يحصل حتى على تعليق (اعد، قابلني!) ويقولون إن الفلس الأخطر ليس هو الفلس المالي إنما هو الفلس الديني وأن المفلس الحقيقي هو الذي توزع حساناته يوم القيامة على من ظلمهم في الدنيا ثم يُحشر في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ، أما أهل القانون فيفرقون بين الفلس والاعسار المالي والافلاس ، فالفلس حالة عدمية وراثية تنتقل ترانزيت من الفقير للفقير ، والاعسار المالي حالة صعوبة مالية ناشئة عن قلة الفلوس وكثرة المتطلبات ، أما الافلاس فهو حالة عارضة تصيب الغني فتجعله فقيراً وتسلط الدائنين على ما تبقى من فلوسه فتقسمها المحكمة بينهم بالعدل والقسطاس!
    كشف الحساب الدولي يقول إن السودان ، حكومة وشعباً ، دولة مفلسة ومعسرة مالياً فهو مدين بأكثر من ثمانية وأربعين مليار دولار للدول الغنية وهو يسعى ليل نهار لاسقاط ديونه الخارجية التي ضاع معظمها في حروب أهلية ومشاريع فاشلة داخل السودان ولكن الدائنين الدوليون يرفضون إسقاط الديون ويرفضون تقديم مساعدات تنموية للسودان ويفرضون مقاطعة مصرفية دولية على السودان لأسباب سياسية وقانونية تتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية التي تطالب بمحاكمة الرئيس السوداني وعدد من كبار معاونيه بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لكن هؤلاء المطلوبون يحتمون بالجيش ويتشبثون بالسلطة حتى لا يتم اعتقالهم بينما لا يحرك الشعب السوداني ساكناً وكأنه ألف التعايش مع حالات الفلس والافلاس والتعثر المالي ، المنطق الحسابي الحار جاف صيفاً وشتاءاً يقول إن كل مواطن سوداني داخل وخارج السودان وكل جنين سوداني في بطن أي ام سودانية هو مفلس ومدين للدول الأجنبية وأنه لن يستطيع حل هذا الدين ولو بعد مليون سنة ضوئية ما دام الوضع الراهن مستمراً وهذا يعني أن الفلس حالة سودانية عامة لا حل لها في نظر بعض الاقتصاديين إلا بتغيير سياسي كبير في السودان ينجم عن حوار سلمي ويقول هؤلاء إن بنك السودان يطبع فلوس ورق ساي أي لا غطاء ذهبي لها ولا انتاج حقيقي مقابلها والنتيجة العملية هي تضخم اقتصادي رهيب وارتفاع جنوني في الأسعار واتساع أفقي ورأسي في دائرة الفلس والمفلسين في السودان، وهذا يعني أيضاً أن أغنياء السودان ، على قلتهم، هم مفلسون بمفهوم الثراء في العالم الأول وكل أموال السودانيين الذين يعتبرهم السودانيون أغنياء إذا جُمعت ومُنحت لزول سوداني واحد فإنه لن يستطيع الدخول في قائمة أغنى مائة شخص في العالم، لهذا يقول البعض إن الشعب السوداني هو أمة من المفلسين رغم كل ما يُشاع حول وجود بحيرات نفط هائلة يسبح فوقها السودان وجبال ذهب ضخمة تختفي تحت أرض السودان! ومن المفارقات الكبرى أن المغتربين السودانيين الذين يعملون لسنوات طويلة في مختلف دول العالم يُعتبرون في عداد المفلسين قياساً بمدخولات مواطني تلك الدول وقياساً بمدخولات الأوربيين العاملين فيها ، فراتب السوداني المغترب أو المهاجر يتم تقييمه من قبل أصحاب العمل في الدول الأجنبية بالجنيه السوداني وبالتالي فإن معظم دخله يذهب للايجارات ومصاريف الدراسة ونفقات المعيشة المرتفعة في تلك الدول فيضطر في النهاية للاستدانة من بنوك تلك الدول فيقع في دوامة سداد أصول الديون والفوائد القاتلة والتي تزداد كلما سدد جزءاً منها فيصبح حاله كحال السودانيين التعساء الذين قالوا : (مشينا لى مكة تغنينا، قلعت طواقينا!) من المؤكد أن معظم المغتربين السودانيين ، يعانون من سداد القروض في بلاد الاغتراب ويحلمون بالعودة إلى السودان فور نجاحهم في سداد ديونهم ، ولعل أعجب ما سمعت مؤخراً هو أن الحكومة السودانية ، التي تحاول اجتذاب مداخيل المغتربين والمهاجرين السودانيين إلى خزانتها بأي وسيلة ، قد هددت معارضيها من المغتربين والمهاجرين بعدم دفنهم في السودان بعد موتهم وهذا لعمري تفكير ظلامي لم يخطر حتى ببال قراقوش أكبر ملوك الظلم في كل العصور القديمة!
    عندما كنت اعمل في قطع البراميل في خلاء مدينة خشم القربة بصحبة اولاد كسلا (نعمان ، جمع وحاج ابراهيم) تعرضنا لفلسة تاريخية وانقطعت مصاريفنا بسبب هطول الامطار وانقطاع الطريق الترابي الذي كان يربط بين كسلا وخشم القربة ، لم نتناول أي طعام لمدة ثلاثة أيام ، قمت أنا بعبور نهر سيتيت سباحةً واحضرت كمية كبيرة من النبك الطازج، أكلنا كل النبك الذي أحضرته ولكنه زاد من حرارة جوعنا ، في نهاية المطاف ، قال نعمان إنه يعرف رجلاً من فقراء الناس وطلب منا الذهاب معه إلي ذلك الرجل لتناول الطعام، شعرنا بحرج بالغ واعترضنا على فرض أنفسنا بشكل مفاجيء على رجل من فقراء الناس الذين يغني حالم عن سوالم لكننا وافقنا في النهاية تحت ضغط الفلس الشديد والجوع الكافر، عندما دخلنا إلى قطية القش المتواضعة التي كان يعيش فيها ذلك الرجل الفقير وأخبره النعمان بمجاعتنا ، قال الرجل بصراحة شديدة دخلتنا في ضفورنا: انا غايتو ما عامل ليكم أي حساب لكن على أي حال الفقرا اتقسموا النبكة! في تلك الليلة اكتشفنا أن نبكة ذلك الرجل الفقير كانت عبارة عن كميات خيالية من السمك والرغيف ، أكل كل واحد منا أكل تلاتة ايام لي ورا وتلاتة ايام لى قدام ولم تكمل تلك النبكة التاريخية وتوقفت أنا عن الأكل بعد أن تعب خشمي من كثرة المضع وتعب حلقومي من كثرة البلع ثم توقف أصحابي عن الأكل بعد أن انتفخت بطونهم وظل الرجل الفقير ، سيد النبكة الواحدة ، يأكل وحده بعد ذلك لمده طويلة ويثرثر معنا ويضحك بصوته الجهوري حتى تخيلت لبرهة أن الرجل سحاري كبير! أنا ما زلت حائراً حتى تاريخ اليوم واتساءل بدهشة مركبة كيف فشل ذلك النبك الكثير الذي جلبته أنا من الشاطي الآخر لنهر سيتيت في إطفاء حرارة الجوع في بطوننا التي كانت المهوية للطيش بينما نجحت النبكة الواحدة التي كان يملكها ذلك الرجل الفقير في اشباعنا جميعاً؟! ولعل ذلك الرجل الفقير اعتبر نفسه قد بات القوى في تلك الليلة بسبب هجومنا الجماعي المفاجيء على نبكته الوحيدة والتهامنا الشره لجزء كبير منها! وحتى الآن ما زلت لا أفهم كيف يكون المفلسون والفقراء أكرم من الأغنياء والأثرياء بمراحل وكيف يجودون بالموجود بلا تردد حتى للناس الذين لا يعرفونهم على الاطلاق! فهل اعتياد الفقراء والمفلسين على الايادي الخالية بسبب الحرمان المستمر يجعلهم لا يتمسكون بأي شيء ؟! ربما!
    من الملاحظ أن المفلسين يعانون من الفلس باستمرار فحتى إذا أصبحوا من المريشين أو المرطبين أو المنغنغين أو المغندلين لأي سبب من الأسباب، تطاردهم كوابيس الفلس القديم في أحلامهم وتنعكس على تصرفاتهم في يقظتهم وصحوهم ولهذا يكره الناس مستجد النعمة (المفلس سابقاً والمرطب حالياً) فهو أشتر في كلامه ومتعنطز في سلوكه ولا يفهم أصول التعامل الراقي الخالي من المساومات والملاججات والمحاججات كما يقول الأغنياء العريقون في الغنى الموروث أباً عن جد وأماً عن حبوبة ، ولهذا السبب بالذات تعلق بعض المحلات التجارية الراقية في أوربا لافتات تقول بصراحة جارحة: (نحن لا نتعامل مع مستجد النعمة)! وفي الختام لا يملك المرء إلا أن يقول بخشوع: اللهم اهدي كل السودانيين إلى صراطك المستقيم، واجعل حكامهم ورؤساء أحزابهم وزعماء قبائلهم في عداد العاقلين، وامنعهم من اشعال الحروب وتقتيل السودانيين، واجعل كل همهم في الزراعة ودعم المزارعين ، واجعل كل المفلسين السودانيين مريشين ومرطبين ومرتاحين وشبعانين، آمين يا رب العالمين.
    مذكرات زول ساي/ فيصل الدابي/المحامي

    أحدث المقالات
  • أنهض ياشعب ألآنقسنا والبرونو ! شعر نعيم حافظ 05-15-15, 04:58 AM, نعيم حافظ
  • حساب مفوضية حزب البشير للإنتخابات خُمس مُشكل. بقلم أمين محمَّد إبراهيم 05-15-15, 04:55 AM, أمين محمَد إبراهيم
  • هل بالإمكان محاسبة السلطات السعودية عن جرائمها في اليمن دوليا؟ بقلم جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الح 05-15-15, 04:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • مسادير فى رثاء عبدالله حماد ................................... بقلم سهيل احمد الارباب 05-15-15, 04:46 AM, سهيل احمد الارباب
  • الإقليم السني في العراق، حاجة أمريكية تركية خليجية بقلم حمد جاسم محمد/مركز الفرات للتنمية والدراسات 05-15-15, 04:41 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • شيوعي يا إسحاق!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-15-15, 03:18 AM, صلاح الدين عووضة
  • المعاليا والرزيقات.. المأساة المنسية! بقلم الطيب مصطفى 05-15-15, 03:16 AM, الطيب مصطفى
  • الـ(بدون) الجُدد..!! بقلم عبدالباقي الظافر 05-15-15, 03:15 AM, عبدالباقي الظافر
  • مهمة شخصية جداً..!! بقلم عثمان ميرغني 05-15-15, 03:14 AM, عثمان ميرغني
  • هشاشة عظام ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-15-15, 03:10 AM, الطاهر ساتي
  • هذا يكفيني ,, انا سوداني !!!! انا سوداني !! بقلم عبدالباقي شحتو علي ازرق 05-14-15, 10:16 PM, عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • نحن والردى فى السودان الكليم! بقلم الفاضل محمد رفعت الدومي 05-14-15, 10:12 PM, محمد رفعت الدومي
  • نحن والردى فى السودان الكليم! بقلم الفاضل عباس محمد علي 05-14-15, 10:07 PM, الفاضل عباس محمد علي
  • درس مهم لقادتنا السياسيين من إنتخابات بريطانيا بقلم بابكر فيصل بابكر 05-14-15, 10:03 PM, بابكر فيصل بابكر























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de