النضــال مهـارة وفكـــرة قبل أن يكــون حــرب وكــلام !
ليس كل من يحمل السلاح ويحارب هو ذلك البطل .. فرب محارب يحارب العمر كله وهو يجلب الويلات للقضية التي يناضل من أجلها .. والمناضلين بالمعنى الكبير نجدهم يملكون العقول والذكاء قبل أن يملكوا عدة الحروب ،، عقول عبقرية تستخدم الحروب والمواجهات فقط لتحقيق الأهداف وليس من أجل الحروب والمواجهة في حد ذاتها ،، وكمثال نأخذ في التاريخ المناضل العظيم الأفريقي ( مانديلا ) .. والمناضل الهندي العظيم ( غاندي ) ، وكذلك المناضل السوداني ( جون قرنق ) الذي كان يوازي بين المفاوضات وبين النضال ،، وهنالك آخرون وآخرون في ساحات النضال والكفاح في العالم ،، نجدهم عمالقة ليس بقوة الحروب والمواجهات ولكنهم عمالقة بقوة المهارات الذهنية العالية ،، كانوا يضعون جل أولوياتهم في تحقيق الأهداف الكبرى ،، وما كانوا يجعلون جل أولوياتهم في خوض الحروب من أجل الحروب والمواجهات إلى ما لا نهاية ،، والآن نجد في الساحات السودانية وغيرها أقزام النضال والكفاح ،، حيث تلك الظواهر الفوضوية المربكة من مجموعات غوغائية ،، مجموعات تفتقد القيادات الواعية الحكيمة ،، مجموعات جاهلة في أفكارها وبعيدة جداَ عن مستويات المفاهيم النضالية في العالم ،، مجموعات تزاول حالات من السلب والنهب والدمار وهتك الأعراض بحجة النضال والكفاح !!! ،، فهي بتلك التصرفات الرعناء البليدة أقرب إلى مسميات العصابات وقطاع الطرق .. وتلك الأساليب الهمجية الفوضوية لا يمكن أن يكسبهم صفة المناضلين الشرفاء الذين يتعاملون مع القضايا من منطلقات عقلية كبيرة ذات أهداف وغايات ،، ومعظم المجموعات التي تخوض الحروب الأهلية في السودان اليوم تفتقر لتلك القيادات الواعية الحكيمة التي تتعامل بالذكاء الشديد ،، حيث التكتيكات العصرية التي تعمل في تحقيق خطين متوازيين .. خط يعمل من أجل المواجهات وخط يعمل من أجل الوصول للسلام وتحقيق الغايات بالوفاق والاتفاق ،، فالحروب ليست غاية في حد ذاتها ولكنها وسيلة لتحقيق الأهداف ،، وتلك هي الحكمة العالية المطلوبة في قادة النضال والكفاح ،، وهي الحكمة التي يفتقدها كل المناضلين المحاربين في ساحات الحروب الأهلية الآن في السودان ،، ومعظم الرموز المعروفة التي تقود تلك الجماعات نجدهم بعقليات متواضعة وضحلة للغاية ،، وحين يتناولون القضايا بالحديث لا نجد فيهم تلك العبقريات الذكية المراوغة التي تعمل من أجل الغايات البعيدة في تحقيق الأهداف ،، بل مجرد رموز غوغائية تجيد السب والشتم ثم التحدي ،، فالرموز القيادية التي تقود الحروب الأهلية الآن في السودان هي لمفهوم الجنود أقرب منها لمفهوم القادة المناضلين المحنكين ،، وذلك النقص في المهارات النضالية يجعلهم يسقطون عن المقامات ليدخلوا ضمن مسميات رجال العصابات وقطاع الطرق،، ولا يدخلون ضمن مسميات المناضلين الشرفاء في العالم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة