|
Re: عقدة التماهي بقلم منصور محمد أحمد السناري – بريطانيا (Re: عاشميق الأصـــم)
|
المقال يحمل الكثير من الحقائق .. والكاتب يشكر حين أراد أن يضع أزمة الهوية السودانية تحت عنوان ( التماهي ) .. وللحقيقة والإنصاف أنا لأول مرة أسمع بتلك الكلمة .. ونشكر الكاتب على زيادة المعلومة .. وقد قبلنا بذلك الإيضاح الموجز لكلمة ( التماهي ) .. ولكن عندما ندخل في صلب الموضوع نجد أن الكاتب يقع في عثرة غير مقصودة حين يخلط بين الجنسيات الهجينة ( العربية الأفريقية ) في السودان وبين تلك الجنسيات ( العربية الصرفة ) التي ترى نفسها ما زالت على السليقة .. وهي حقائق ثابتة وواضحة للغاية عند دراسة أصول القبائل السودانية .. فهنالك القبائل السودانية الأفريقية التي تزاوجت مع المهاجرين العرب بنسب قد تكون منخفضة جدا في مناطق وعالية جدا في مناطق أخرى .. ومن تلك القبائل قبائل النوبة في الشمال السوداني ، وقبائل الشرق مثل الهدندوة والبجا .. وغيرها من القبائل السودانية الأصيلة التي تمازجت مع العناصر العربية المهاجرة إليها بقدر ما .. وأراك وضعت تلك الجنسيات ضمن المتواجدين تحت عنوان ( التماهي ) .. وذلك الكلام غير سليم .. لأن تلك القبائل الأفريقية الأصيلة ما زالت تتباهى بحضاراتها الأفريقية العريقة مثل الحضارة النوبية .. والتي لا تقل عظمة عن أية حضارة أخرى في العالم .. ولكن هنالك في الساحات آخرون من القبائل العربية الخالصة .. ولا يستطيع أحد أن ينكر تلك الحقيقة .. فهنالك قبائل عربية كثيرة بمسمياتها العديدة متواجدة في السودان منذ مئات السنين .. وهي محتفظة بهويتها العربية بصورة شبه كاملة .. وتلك القبائل أيضاَ لا تدخل في خانة ( التماهي ) لأنها محقة في مواقفها حين تدعي العروبة وحين تركض خلف العروبة .. والآخرون محقون أيضاَ حين يدعون غير العروبة .. وأراك تعيب على البعض من أبناء تلك القبائل العربية بنعوت ( التماهي ) حين تناولت بعض الحروف التي لا تجوز على أمثال الأستاذ حسن مكي والآخرين .. وأنا كاتب هذه الأسطر أقسم بالله صادقاَ بأنني من أبناء الشمال النوبي الذين يتفاخرون بالحضارة النوبية ومع ذلك لا أجد حرجاَ حين يركض الآخرون من أبناء السودان العرب نحو العروبة حسب الانتماء الذي يطيب خاطرهم .. ويشرفني جداَ أن أتواجد في خندق العروبة والإسلام .. لأنه خندق يزيد المرء شرفاَ ومقاماَ ، ويكفي أن النفس تسمو في حمى الإيمان وقد تخلصت من أوزار الوثنية والضلال .. كما يكفي المرء أن يكون في ركب زمر الأفاضل حيث ركب سيد الأنبياء ذلك الرسول العربي ( صلى الله عليه وسلم ) . . . . .
|
|
|
|
|
|