ما يعوق البجا عن التقدم .. النظام والبجا وآخرون بقلم سيد علي أبو آمنة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 10:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2015, 06:02 AM

سيد علي أبو آمنة
<aسيد علي أبو آمنة
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 14

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما يعوق البجا عن التقدم .. النظام والبجا وآخرون بقلم سيد علي أبو آمنة

    بسم الله الرحمن الرحيم




    ترددت كثيرا, في تناول هذا الأمر الصعب, خشية أن تمطر السماء على مفرق رأسي أعداء ونقدا موجها و تجني, إذ يسعدني النقد الصادق وأبالي, ولأنني وددت أن أقول الحقيقة بدون أن يصيبني وبالها المعهود في هذا العصر العصيب, و لكن يقيني بأن حتى السكوت عن الحق قد لا يبقي بصدور البعض ودا بصمتي, و خشيتي من أني بخوفي هذا, قد يعجزني عن سد ثغر يقبع حياله من ينقب فيه ليل نهار, سوى أني قد أجعل من نفسي بصمتي مجرد عائق آخر, لذا قررت تناول الأمر, وسأوجز في هذه الوريقة ما قدر أدبي, وما ضيّقت وسعي, وسأسعى جهدي لأن لا يكون إيجازي مخلّا ولا سردي قاس.
    مدخل :
    البجا مجموعة سكانية عتيقة عريقة, بعراقة هذه الأرض, تقاسمت أرضها الدول حديثة النشوء في الإقليم, أرضها
    التي تمتد بين البحر الأحمر و النيل, و هي المنطقة التي تعرف الآن بالشرق الشمالي للدولة السودانية التي بدأت تتداعى الآن, بسبب الاختلال ( السياسواجتماعي) الذي قامت عليه منذ نشوئها الفعلي كدولة وطنية منذ ثلاث وستون عاما, وتعتبر البجا من أكثر الجماعات السكانية المكونة للنسق الاجتماعي السوداني ( المائل ) تضررا من وجودها داخل هذا النسق السياسي ( الهيموجيني ) المختل, وهم يعانون بكل أسف – علاوة على قسوة المناخ وفقره - من سياسات حكومية مركزية مخططة و مقصودة, تهدف وتعمل على إبادتهم ومحوهم بكل الطرق الممكنة, من أهمها وأخطرها بالمطلق الإفقار والتجهيل واختلال الميزان لاقتصادي لدى البجا, واغتيال الطبيعة الإنتاجية للبجا, و تحديد النسل, والقتل المباشر, والقتل البطيء, ومحاربة لغتهم, و ضرب و سرقة ثقافتهم, و ثرواتهم وأرضهم, و حرمانهم من الخدمات كلها وانعدام الصحة الإنجابية والعامة, مما حولهم إلى شعب هو عبارة عن فيلق عاجز من الفقراء والخفراء والمعوزين, ومجتمع كامل من الغضب معطل وعاطل عن العمل والإنتاج والإسهام الثقافي.
    وفي ذات الوقت لا يمكن القول بأن كل معوقات تقدم البجا, والأضرار الواقعة عليهم هي بفعل النظم والحكومات المتعاقبة فقط, لأن هنالك معوقات أخرى لا تقل خطورة عن السياسات العنصرية للنظام, هي المعوقات الذاتية للبجا, و المعوقات الأخرى التنافسية, التي تقوم بتخطيطها وتنفيذها جماعات سكانية تنافس البجا, أما على أرضهم وثقافتهم, أو على ثرواتهم وحقهم في المشاركة السياسية, كما سنوضح في هذه الوريقة الموجزة.
    أولا :- المعوق الاستعماري و العنصري:
    منذ الفرعون ( نكاو ), مرورا بالبطالمة, وحتى النظام الأخير المدعو بالوطني, (الذي سار على ذات نهج المستعمر) بكل حكوماته المتعاقبة, منذ (الأزهري) حتى ( البشير ), كان يهم أغلبهم من منطقة البجا ثرواتها, وجيوبولتيكا الموقع ليس إلا, لذا عمدت كلها إلي استغلال, تهميش, إضعاف وإقصاء البجا, عن الحكم, المال, الوعي, الخدمات و كل أساسيات الحياة, وتغيير نمطهم الإنتاجي, واغتيال الميزان الاقتصادي في المنطقة, بالاستمرار في المشروعات الاستعمارية, التي اهتمت فقط بمصالح الدولة الانجليزية, ولم تراع المجتمعات المحلية.
    وفي عهد البشير الأخير ( الذي وصل فيه النسق السوداني أقصى مرحلة للانسداد العنصري ) تطور الأمر من التهميش القائم على الإهمال, إلي التجاهل المخطط له سلفا ( عن قصد ), فانتقل الأمر من التهميش إلى التهشيم المتعمد وسياسات الإبادة الممنهجة والمحو البطئ, والإفقار والتجهيل, وتكسير أبنيتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية, وحتى القانونية, حيث تتجاهل الحكومات القوانين العرفية المتراكمة للبجا, والمعمول بها بموجب ( السالف والقلد والمجلس) والتي لا تذعن البجا لأي قانون سواها, بل تتجاهل العرف كله ( في القانون والملكية ) رغم كونه من مصادر التشريع الأساسية, ووصل في عهده التجبر و الازدراء أقصاه, ولا تزال هذه السياسات تزداد عنفا وحدة بشكل طردي كلما ضاق الحال على النظام الخائف من انتقام كل الجماعات السودانية التي ظل يكبلها بالعنف والقهر والاستعباد, وظل هو يحاول معالجة قضاياها بمحوها من الخارطة, وإزالتها من ( طابور المظلومين ) ومن قائمة الشكاوى نهائيا بتقتيل أفرادها, لذا, يعتبر ( على الإطلاق ) أهم وأخطر العوامل الحائلة دون نهوض البجا وغيرهم من الجماعات المذكورة, بل و الكابحة لأي بوادر للتفكير أو الفعل الاجتماعي السلمي المنظم من أجل الحقوق, خشية من أن يقود للوعي والنهوض.

    ثانيا :- المعوق السلوكي ( الثقافي ) الذاتي:
    و ينقسم إلى قسمين:
    المعوق السلوكي الثقافي في البجا وقياداتها:

    الناظر للسلوك الاجتماعي للبجا نفسها, يكاد يجزم إنها – وبفضل ثقافتها – سيؤدي تفاعلها الاجتماعي الانعزالي الهادف للحفاظ على النوع والثقافة ( وهو الغالب ) للقعود بها عن ركب الحياة, و من ذلك بعض العادات والطباع الجمعية التي كانت من أفضل القيم في الماضي السحيق, حيث كانت تهدف لإبقاء اللغة والجنس والكرامة والأرض والثروة الحيوانية بمأمن عن الأغراب, ولكنها أصبحت الآن ( رغم ايجابياتها ) غير صالحة لهذا العصر الذي ارتبطت فيه أساسيات الحياة و الحقوق بالوعي والتعليم والمخالطة والمصاهرة والمطالبة, و بالانتماءات الأيديولوجية والسياسية والتكوينات النقابية, والتحالفات الاجتماعية والسياسية والتفاعل الاجتماعي الايجابي, والتجمع, والتفاكر المستمر, والإعلام والحراك المدني والتظاهرات.
    ومن هذه السلوكيات الانتقال عن الأماكن التي يطرأ عليها – ( ولحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ) - الأغراب والخدمات معا, وذلك حفاظا على ثقافتهم التي حفظوها حتى من أن تتأثر بالأديان السماوية ( للأسف), و منها أيضا الانعزال في غياهب سبسب الأرض, حيث لا انس ولا جن ولا ماء, والتأهب الأمني والحذر البالغ, الخلاق للشك في كل شخص وأمر ( كما في العصور الوسطى ), والتباعد في السكنى لدرجة أن يكون بين الجار وجاره مسافة ميل على الأقل, مما يعقد عملية إيصال الخدمات, ومنها أيضا اعتبار إن المطالبة وإعلان الحاجة ضرب من الضعف والذل والهوان, والترفع عن الجأر بالشكوى من الظلم أو الفاقة, والتعالي على كل ماهو غير مألوف أو مدني أو (بن سوق) كما تسميه البجا, مما ضيع الحقوق, و دفع الحكومات لاستمراء استضعافهم.
    ومن ذلك أيضا المقدرة المهولة للتأقلم مع أسوأ الأحوال الطبيعية و أقسى الظروف البيئية, حتى تكاد تظن أنهم قادرون حتى على احتمال يوم القيامة, بينما على اليد الأخرى تجد عدم المقدرة على التوائم مع اختلالات الميزان الاقتصادي و التحولات الاقتصادية الجديدة, مثل امتهان الزراعة التي ابتلعت مراعيهم, أو التحول لإنتاج والاتجار في الذهب ومعادن ظاهر الأرض مثل الجير والجبس والملح, أو المنتجات البحرية مثل زراعة اللؤلؤ والصيد والمدخولات السياحية, أو الترحيل والتخليص عبر البحر, أو الخدمة المدنية أو الجندية أو التجارة الصغيرة, أو حتى التهريب وتجارة الحدود والسنابك وتصدير الهجن أو الخراف الخ .., وذلك لرسوخ ثقافة الراعي ( الانتظار ), مما حولهم إلي جماعة عاطلة تنتظر إعلان نهاية الكون, فلا هي تجد مهنتها التي اعتمدت عليها أكثر من تسعة ألف عام, بسبب سياسات المستعمر والحكومات من بعده و المناخ , ولا هي عرفت كيف تواكب المهن الطارئة عليها.
    أما انعكاس ذلك السلوك علي نشطاء وقيادات البجا, فيتعلق بذات الأنفة ( الفارغة) وبذات الانعزال وذات الانتظار وذات الحذر البالغ والتشكك في كل قادم والعمل فورا على محو كل منافس من الساحة, ويبدوا ذلك جليا جدا في أساءه فهم أغلب قيادات البجا للعمل العام, وشكل العمل داخل الأحزاب, فتجد أغلبهم يعتبر الحزب شيء كالقبيلة, أو مكتوب باسمه, ولا يحق لكائن من كان ( ولو امن ببرنامج الحزب) أن يشاركه العمل فيه أو قيادته, وكذلك يمارسون الانعزال السياسي أيضا بالنأي عن كل الأبنية التحالفية, فلا يتحالفون إلا مع حاشيتهم و الفراغ, لا تجدهم ضمن تحالف حكومي أو معارض إلا وكانوا ( تمومة جرتق), و كذلك هم الآن, وكذلك كانوا أيام التجمع الوطني الديمقراطي, وكذلك كانوا في كل مراحل ما عرف بالاستقلال, وإذا انضم القيادي بعضهم لحزب ما, ظن انه إنما يولى ما يولى لأنه يمثل ( الفلاناب), وإذا أعطي موقعا جعله ( حاكورة ) و يكاد ينفق إذا ولي غيره مكانه وهو بعد حي, وللأسف بعضهم إذا ناضل لأجل قضيته, ينصب نفسه عالما بالغيب و قاضيا يحكم على ما في صدور العالمين, ويعمل ليل نهار لكي لا تخطئ البجا وتنجب مناضل غيره, وكأني به يريد إيقاف النضال عن حده هو فقط, حتى أصبح أغلب قيادات البجا محض عوائق إضافية أقعدت بتطور العمل, وأجهضت عملية ضخ الدماء داخل الكيانات السياسية والمطالبية للبجا, و من وجد منهم سلطة فإما ضعيف مهزول, أو شارد مذهول, أو خفيف زهلول, أو حصيف معزول, أو شديد معلول, فتجد من يضيع الحق بذوق وأدب, وآخر يضيعه بنشوز وقلة حكمتة, فتجد من يكاد يغسل نحره لمن يذبح, ومن يكاد يقول أنا الأعلى لمن يقدح, وعلى كل فالحقوق هباء والجهد غثاء, ولا نقول هذا الكلام إلا من باب جلد الذات.

    الشكل الإداري الانتهازي - ( النظام الأهلي):
    نظام الإدارة الأهلية القائم, هو نظام أنشأه الاستعمار الانجليزي لسببين, هما إرساء نظام لا مركزي مزور يرضي به الجماعات السودانية المتمردة, ومحاولة لإيجاد بؤر مركزية تمكن المستعمر من السيطرة على تلك الجماعات عبر (روبوتات ادمية) منحهم المستعمر صلاحيات تحكيمية متوهمة, ونفوذ تخيلي أجوف, و درجت حكومات النظام ألخرطومي المتعاقبة أيضا على ذات النهج, وأصبح كافيا جدا أن تكسب ود شخص واحد لتنضم القبيلة بكاملها إليك وتدعمك في أي شئ, لا تحتاج لتوفير خدمات ولا لإشراكهم فعليا في الحكم, بل يكفي رئيس الخرطوم ( مثلا) إجراء مكالمة تلفونية واحدة ليصوت له كل شرق السودان, ويكفي أن يجتمع مدير الأمن بالمرشح البجاوي الحائز على أغلبية الأصوات في ولايته, لتنازل للمرشح الذي تريده الخرطوم, حتى لو كان لا يملك عشرة أصوات, أو لو كان من إقليم آخر حتى, بل يكفي رئيس أي حزب خرطومي ( وان لم يكن حاكما) أن يرشو الزعيم ( الفلاني) لتنضم قبيلته للحزب بكاملها, حتى ولو كان توجه الحزب يقضي بمحو هويتهم وثقافتهم, أو يدفن النفايات الذرية بأرضهم, أو يستعبدهم ويحتقرهم, أو يستخدمهم كمجرد وقود في حروب وسياسات عنصرية لا تهمهم, أو محض سند شعبي جاهل.
    وكان يمكن القبول بهذا الشكل, إذا كانت الدولة تحترم الأعراف, وتضعها في الدستور, وتطور القوانين المتوافقة معها, أو إذا كانت تعتمد الملكية العرفية للأراضي وتجيز ( السالف والقلد) البجاوي ضمن المحاكم والقانون الجنائي, أو على الأقل في حال وجود ( مجلس شيوخ أهلي) ضمن الهيئة التشريعية, ليس له صلاحيات تشريع, وتعرض عليه القوانين والقضايا ليعطي رأيا. أما في غياب كل هذا, فلا يعدو هذا الشكل الإداري الانتهازي كونه مجرد عائق متجذر جدا, مهمته تعطيل نهضة وتقدم وبقاء البجا, بل وتتجاوز ذلك إلي تسخيرهم, وتقاضى النظر بكل سخاء, عن سياسات الخرطوم العنصرية الماضية فيهم, ولا تتحرك هذه المنظومة ( العالة ) إلا عندما تتضرر المصالح الشخصية لقياداتها, كمثال فقط قد يقوم القيادي الأهلي بغض النظر عن كسب أو موقع لأهلة خشية أن يولاه من ينافسه, أو يقبل أن يولاه شخص من خارج الإقليم, حفاظا على المكاسب المحدودة لشخصه.
    ثالثا :- المعوق التنافسي :

    نسبة لأن البجا لم يعودوا القاطن الوحيد للمنطقة بفضل التدافع البشري الطبيعي تارة, وبفضل التغيرات الديموغرافية المستمرة, التي حدثت إما بواسطة قرارات حكومية جائرة كما في قضية ( حلفا الجديدة ), أو بسبب استقدام المشروعات الاستعمارية ( الزراعة ) لجماعات حديثة كما في الهوسا والفلاتة, أو بفعل الهجرات القديمة كما في ( الزبيدية), أو النزوح الداخلي كما في بقية المكونات السودانية التي أتت للإقليم بحثا عن لقمة العيش والحياة الكريمة التي حرم منها البجا, أو بفضل اللجوء من دول الجوار بسبب الحرب أو المجاعات أو القمع, أو بسبب الحشو والتجنيس لأجل الانتخابات, فأصبح بإقليمهم, شكل اجتماعي جديد أدي إلي وجود تنافس بدرجات تتفاوت بين الحالة الطبيعية للتنافس حول الأرض والملكية وحق التمثيل, وبين الحدة التي تتمثل في العنصرية والعمل على إقصاء الآخر ومحاربته بكل الوسائل, وينقسم التنافس لقسمين:

    الأول تنافس طبيعي وايجابي في أغلب حالاته, لأنه يقود إلي الوعي ويعود بكسب أكبر للمنطقة وإنسانها ( بغض النظر عن المجموعة التي كسبت فسيعود الكسب للإقليم), وهو التنافس بين المكونات البجاوية, كمثال (التنافس الطبيعي بين الهدندوة والأمر أر والبشاريين والبني عامر والحباب والخ), لأنه تنافس تحكمه عادات وتقاليد, ويتم في إطار علم الجميع وإقرارهم بحدود الأراضي وملكية الآخر, و ينحصر غالبا في أمور ظاهرية غير مؤثرة مثل التمثيل السياسي, ولكنه ما تجاوز حد العرف منه, يعتبر تطاولا, ويشكل بالقطع معوقا حقيقيا لنهضة البجا, لأنه ينفث أمراضا وتربص, غير انه يبني مناخ جيد تصطاد فيه الأعداء, كما انه يمكن أن يحول دون وحدة الصف والكلمة, غير إن الجهلاء والرعاع من الناس يصدقون انه تنافس حقيقي ( حياة أو موت) ويشعلونه أتونا مستعرة تكاد تحرق الجميع, ويستخدمه المتسلقون كمدخل فخم وسهل للفتنة.

    أما الشق الآخر, فهو ما يمكن تسميته ب(التحالف العنصري للمستشرقين), وهو الميدان التنافسي الأخطر لأنه غير شريف ولا يقوم على أي حواكم عرفية, إنما هو سلوك وصولي عنصري رأسمالي بحت, وهو أيضا الأكثر حساسية إذا سقطنا في فخ التعميم, ويعتبر الأقدر على تعويق نهضة البجا, و ذلك لارتباطه بالعامل الأول ( الاستعماري/العنصري), وهو محاولة ( بعض ) المكونات التي يشعر ( بعض ) أفرادها, في قراره أنفسهم, إن جماعتهم دخيلة, وإنها لا تملك الأرض ( التي هي مصدر الحق و القوة), مما يدفعهم إلي السعي إما إلى تنظيم جماعته أو أفراد منها ضد البجا, واستغلال المركز بادعاء الترويج لسياساته المسماة بالقومية, والاستعاضة عن قوة الأرض بقوة المال والسلطان, أو تنصيب نفسه عينا للنظام المركزي والقيام بتبني وتنفيذ سياساته العنصرية في إنسان الإقليم, ومنها احتقار البجا ولغتهم, وتقزيمهم ثقافيا واستغلال القوانين الوضعية كلها ضدهم ( مثل قانون الأراضي) وشراء الأراضي, واستغلال المؤسسات النظامية في الإقليم لإرهاب البجا وقمعهم وانتزاع حقوقهم, والحرص على إقصائهم عن التعليم والوعي والخدمات ( لدرجة أن يقوم أحد أفراد هذه الجماعات لحرق الأدوية المنقذة للحياة بمناطق القاش – ريفي كسلا), واحتكار الوظائف ولجان التعيين والأندية وفوائد المشروعات القومية, وعائدات المسئولية الاجتماعية للشركات والهيئات, وتوجيه كل التقارير الحكومية والأمنية / التعداد السكاني/ السجل الانتخابي / الرقم الوطني/ سياسات استخراج الجنسية والخ, لتزوير البناء الاجتماعي للإقليم, وذلك بإظهار والترويج لكل الثقافات والمكونات الموجودة في الإقليم والتعمية على ثقافة/أغاني/تعداد البجا ( المكون الأساسي للإقليم). ومثال لذلك ما عرف ب( مجموعة السواقي كسلا), و ما عرف ب(أولاد المحطات), و ( كيان الشمال بور تسودان) والمجموعة التي تسلقت ما عرف ب(اتفاقية الشرق), وهنالك مجموعات عربية أخرى يدعمها ويسلحها النظام تمهيدا لاستخدامها تماما مثل استخدام بعض مثيلاتها في دارفور لقمع الجماعات غير العربية لما تطالب بحقوقها, ولكنها لا تزال في طور ( الشرنقة ).
    ولكن من الخطأ بمكان أن نعتقد إن كل ممثلي التكوينات الحديثة في إقليم البجا يقومون بذلك, أو أن نطلق ذلك القول على وجه التعميم, لأنه فعل يرجعه علماء الانثربولوجيا للجانب السيكولوجي, وهو جانب يتعلق بالفرد, وليس للجماعات السكانية جانب نفسي جمعي يشكل فعلها, إنما نفسية الفرد المريض هي ما يقوده لتنظيم وتوجيه هذه النفسية ( مدعيا ) انه يمثل جماعته, ولذلك قلت في الأعلى ( بعض أفراد ), كما إن هنالك جماعات حديثة لم تتورط حتى الآن في أي فعل يعادي البجا أو يعيق نموهم الطبيعي, مثل النوبة و الهوسا والفلاته والبرنو والنوبيين والفور والزغاوة وغيرهم من الذين أوجدهم التدافع الطبيعي للحياة في الإقليم.

    رابعا :- المعوق الأجنبي ( المتسلق ).
    وهو عائق ( أثيري مخادع ) غير مرئي, و حديث نسبيا, وكان يتم تثبيته على استحياء, ولكنه الآن صار يوضع بجرأة وفجور, وهو لا يقل خبثا و دقة عن المعوق الاستعماري العنصري, ويتجلى بسفور في المحاولات الأخيرة لبعض الأفراد المتحالفون ( استراتيجيا ) مع نظام الخرطوم, و الذين لديهم قضية أساسية يجاهدون لأجلها في دولة أخرى هي ارتريا , وقضية ( احتياطي) في السودان, يدعون اهتمامهم بها كلما فشلوا في مواجهة تحدياتهم الخاصة في بلدهم الذي أعلنوا الجهاد ضد نظامه, والآن ( ولأنهم يستطيعون القول بأنهم بجا), فقد دلف بعضهم ( للاختباء المؤقت ) وانتشروا ب( أوامر تنظيمية ) داخل التنظيمات البجاوية المعارضة ( القضية الاسبير ), حتى تحين الفرصة مجددا ويعود نظام الخرطوم لدعمهم وتسليحهم وفتح المعسكرات لهم لقتال حكومتهم, فيهرع كل منهم إلي ( مشرفه الأمني ).
    ورغم التخفي, إلا إن المتدبر يجدهم طيا حديثهم الموجه دائما لتفتيت البجا من الداخل, ويجدهم في قيادتهم الدائمة لخط عنصري وخلافي ضيق داخل البجا, ويتلمسهم في قصور اهتمامهم بمنطقة لا يتجاوز قطرها كيلومترين فقط من مناطق البجا, ولا يهتمون بباقي مناطق البجا, و يركزون على مكون بجاوي واحد فقط, ويبكون شهداء غزة أكثر من شهداء البجا, ويتبنون توجهات بعض التنظيمات الارترية المعارضة, ذات التوجه الإسلامي الجهادي, ومنهم مجاهدين ارتريين معروفين لدى الجميع, أصبحوا لا يخجلون من ادعاء تبني القضية البجاوية جهارا نهارا, وكذلك بعض الذين تدعمهم سفارات النظام في دول الشتات تحت اسم ( أبناء شرق السودان ).
    وهذا معوق كبير, يؤدي إلي تشتيت كلمة البجا, ويهدف إلي سرقة قضيتهم, وربما إلى فتنة تتقهقر بنا إلى أسفل سافلين, وهو عائق سيكون وبالا على كل البجا, لا سيما أهلنا البني عامر, والتي هي ليست قبيلة, إنما تجمع قبائل يسهل على كل من يتحدث لغتها اختراقها, وهدف هذه المجموعة الجهادية المخادعة هو خلق شرخ عملاق بين أهلنا البني عامر وبقية المكونات البجاوية, وذلك لمصلحة الخرطوم, وعلى الحادبين عدم إغفال ذلك, لأنه عائق خبيث منظم يعمل على جر أهلنا البني عامر بعيدا وتوجيههم تحت مسميات حديثة أوردتها اتفاقية الشرق, وحتى لا يخرج علينا من يريد جر الحديث إلي مناحي أخرى, فأننا لا نقول إن العيب في هؤلاء الجهاديين كقبيلة, أو في تكوينهم الاجتماعي, أو في بجاويتهم من عدمها ( لأننا نتحدث عن حقوق ولسنا بصدد إثبات أشجار النسب, ولأن فعلهم لا يعبر عن توجهات القبائل التي يتنسبون إليها ), إنما نقول إنهم محض أفراد من تنظيمات ارترية متمردة, يتسلقون القضية البجاوية, وهم ألد أعدائها ( عقديا واستراتيجيا), ونقول بأننا نحترمهم ما ظلوا يدافعون عن قضيتهم ( حيثما كانت ) أما أن يتحالفوا مع النظام الذي بسببه أصبحت لدينا قضية !!!, وفي ذات الوقت يتسلقوا قضية البجا, مدعيين أنهم أصحابها, وأنهم ضد نظام الخرطوم, وفي ذات الوقت هم يحملون السلاح في وجه النظام الوحيد في الكون الذي دعم القضية البجاوية ( النظام الارتري) بغض النظر عن مشكلاته التي يجب أن ننشغل عنها باهتمامنا بقضيتنا لأنها في دولة أخرى ولا تهمنا البتة. والبجاوي الحقيقي يهتم لكل مكونات البجا, وكل مناطقهم, ويتحدث باسمهم جميعا, وينشئ محافل تمثل الجميع وليس عرقا معينا أو لغة معينة, والبجاوي الحقيقي يفتخر بالانتساب للبجا ولا يدعي الانتساب لأي جنس آخر, والانتماء للإسلام لا يتطلب بالضرورة ( السلبطة) في الانتماء للقبيلة التي نزل فيها الإسلام لما نزل.




    مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)


































    من اقوال قادة السودان

    مواضيع عن الفساد فى السودان


    Sudan and Ebola virus epidemic

    Contact Us


    Articles and Views

    About Us


    ازمة المثفف السوداني حيال العنصرية


    مكتبة دراسات المراة السودانية


    tags for sudaneseonline
























                  

العنوان الكاتب Date
ما يعوق البجا عن التقدم .. النظام والبجا وآخرون بقلم سيد علي أبو آمنة سيد علي أبو آمنة01-12-15, 06:02 AM
  Re: ما يعوق البجا عن التقدم .. النظام والبجا وآخرون بقلم سيد علي أبو آمنة فقيرى جاويش طه01-12-15, 08:01 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de