|
|
 انتبه.. هذا الحديث موضوع..!! بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الجمعة 9 يناير 2015
قبل أيام كنت أقلب في صفحات شبكة الانترنت فلفت نظري تسجيل صوتي وبصري للشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله).. أثارني لأبعد مدى ما كان يقوله.. وهو الشيخ العالم الذي تجله الشعوب المسلمة.. كان يتحدث في أحد المساجد والناس حلقات من حوله متأثرون جداً بما يقول.. قرأ الشيخ على مسامع الناس ما أسماه حديثاً قدسياً (الحديث القدسي هو ما رواه الرسول صلى الله عليه وسلم بلفظه هو مسنوداً إلى رب العزة).. وهذا هو النص الذي ردده الشيخ الشعراوي:
(يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان مادام سلطاني باقياً وسلطاني لا ينفذ أبداً، يا ابن آدم لا تخشى من ضيق الرزق وخزائني ملآنة وخزائني لا تنفذ أبداً، يا ابن آدم لا تطلب غيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني، وإن فتني فتك وفاتك الخير .and#8232; يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب، فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك، وكنت عندي محموداً، وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندي مذموماً.
يا ابن آدم خلقت السماوات السبع والأراضين السبع ولم أعي بخلقهن، أيعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب؟؟ and#8232;يا ابن آدم أنا لم أنس من عصاني فكيف من أطاعني؟ وأنا رب رحيم وعلى كل شيء قدير. يا ابن آدم لا تسألني رزق غد كما لم أطالبك بعمل غد .and#8232;يا ابن آدم أنا لك محب فبحقي عليك كن لي محباً)
هذا ليس حديثاً نبوياً.. ولا صحة له ولم تتضمنه أي من كتب الحديث.. ولا يحتاج المرء لأي اجتهاد ليدرك أن (الألفاظ) وبعض المعاني هنا لا يمكن أن تكون مسنودة للرسول صلى الله عليه وسلم.. وقد رجعت إلى بعض المصادر فوجدت أغلبها يشير إلى أنه من (الإسرائيليات الموضوعة).. رغم أن هذا الحديث منتشر بين العامة ويستشهدون به في مناسبات عدة.
وأذكر أنني قبل سنوات طويلة كنت في المملكة العربية السعودية ومررت بمحل علق صاحبه هذا الحديث في واجهة المحل.. وكانت تلك أول مرة أسمع أو أقرأ فيها هذا الحديث.. لكنني لم أتردد لحظة ومن (لفظ) الحديث فقلت لصاحب المحل هذا الحديث موضوع.. ولهذا دهشت للغاية عندما رأيت الشيخ الشعراوي وهو يردده في حلقة درس أمام الناس.
لو تدبرت في المعاني الخفية خلف النص لوجدت أنها تصطدم مباشرة مع كثير من مفاهيم الدين الإسلامي..
من الحكمة تنقية الأثير من مثل هذه الأخطاء الكبيرة لأن كثيرا من الناس يلتقط مثل هذه الروايات ويوسع من دائرة نشرها.
والله أعلم..
|
|
 
|
|
|
|
عثمان ميرغني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست