قصص نحاح سودانية جعفر عباس ابو الجعافر النوبي النبيل - 2- بقلم محمد محجوب عبدالرحيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 04:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2014, 05:06 AM

محمد محجوب عبدالرحيم
<aمحمد محجوب عبدالرحيم
تاريخ التسجيل: 11-29-2014
مجموع المشاركات: 6

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصص نحاح سودانية جعفر عباس ابو الجعافر النوبي النبيل - 2- بقلم محمد محجوب عبدالرحيم

    (ونواصل مع الاستاذ جعفر عباس في حديثه الشائق )

    في زماننا ذاك كان الحافز على التفوق الأكاديمي ذاتيا، لأن معظم أولياء الأمور وقتها لم يكونوا مهووسين كنظرائهم في عالمنا الراهن بأن يصبح عيالهم دكاترة ومهندسين، بل كان كثير منا يسمع من أحد الوالدين أو كليهما عبارة "ما كفاية قراية"، وكنت في قرارة نفسي أعرف أنه لو شكوت لأمي أو لأبي عن معاناتي مع الجبر لجبروا خاطري بإخراجي من المدرسة نهائيا، فما من أم أو أب يرضى لبنته أو ابنه "الذل".. وأحسب أن ما حملني على عدم الشكوى هو ليس حبي ل"التعلم"، بصفة عامة بل شغفي الشديد ب"القراءة"، فقد كنت قارئا نهما، وقرأت جميع الكتب التي كانت في مكتبة مدرسة بدين الأولية (الابتدائية)، وعند انتقالي لمدرسة البرقيق الوسطى كنت قبل إكمال تلك المرحلة بعام كامل، قد قرأت كل الروايات الإنجليزية في مكتبتها، وهكذا بدأت قصة حبي للغة الإنجليزية، فجعلت منها سلاحا أكاديميا يعوضني فارق الدرجات التي تضيع علي في مادة الرياضيات، بل وفي زمن لم يكن فيه الطلاب يقسّمون في المرحلة الثانوية الى "علمي" و "أدبي" كنت قد حسمت أمر مسيرتي الأكاديمية بأنني بالتأكيد لن ألتحق في المرحلة الجامعية بكلية تدرّس فيها أي مادة فيها "س" و "ص"، أو حتى أرقام صريحة .. وهكذا قررت في مرحلة مبكرة من العمر أن الإنجليزية هي سلاحي الأكاديمي، وبالتالي ستكون سلاحي المهني بعد دخولي الحياة العملية
    وكان طلاب جميع المدارس المتوسطة في السودان يتنافسون على مقاعد نحو عشر مدارس ثانوية، هي إجمالي عدد مدارس هذه المرحلة في عموم بلاد السودان، و"نجحت" ضمن عدد قليل من الطلاب بالفوز بكرسي في واحدة من أعرق المدارس الثانوية في البلاد هي "وادي سيدنا" التي تم تحويلها لاحقا إلى كلية وقاعدة عسكرية، وفي وادي سيدنا كان علم الجبر قد تحول إلى شفرات استخباراتية، واستحكم العداء بيني وبين الرياضيات، حتى أن أستاذي الحبيب عمر حسن مدثر الشهير ب"عمر ماث" والكلمة الأخيرة هذه اختصار ل"ماثيماتِكس" أي علم الرياضيات، كان يصيح في وجهي كل ما رآني داخل حجرة الدراسة أثناء درس الرياضيات "غور من وشي.."، ونلت بذلك حرية التجول والصياعة أثناء حصص الرياضيات، وكنت أفضل قضاء فترة الصياعة في المكتبة التي كانت تضم آلاف الكتب، وكلما تعمقت الجفوة بيني وبين الرياضيات توطدت علاقتي بالإنجليزية، ولحسن حظي كان جميع من درسوني تلك اللغة وآدابها في المرحلة الثانوية من البريطانيين، وأذكر أن مستر موريسون أتانا شابا حديث التخرج من جامعة كيمبردج، وكان يجد صعوبة جمة في تدريسنا قواعد اللغة الإنجليزية (القرامر)، وكان لدينا كتاب منها اصفر اللون نسميه مورقان آند باتشلر على إسمي مؤلفيه، وكنا مطالبين بإعراب الجمل وتفكيكها فيما يعرف ب sentence analysis وكنت "تحت – تحت" ألتقي بمستر موريسون في العصريات في مكتبه لأشرح له بعض الدروس، وكان يصيح بين الحين والآخر: why do you bother with this kind of nonsense? لماذا تأبه لمثل هذا الكلام الفارغ؟ (فهمت مغزى تساؤله الاستنكاري لاحقا عندما عملت مدرسا للغة الإنجليزية واكتشفت ان "النحو" هو أكثر فروع المادة تنفيرا للطلاب منها فامتنعت عن تدريس قواعد اللغة الإنجليزية بالطرق التقليدية في خروج صريح عن المنهج المقرر)
    ودخلت مطحنة أخرى للفوز بمقعد في الجامعة الرسمية الوحيدة في السودان (جامعة الخرطوم)، وكان قد تم فصلي من المدرسة الثانوية قبل امتحانات الشهادة الثانوية ببضعة أشهر، مع بقية قياديي الاتحاد الطلابي بسبب مناهضتنا لحكومة الفريق ابراهيم عبود العسكرية، فجلست للامتحان "من المنازل"، وحصل خير، وتم قبولي في كلية الحقوق / القانون، ولكن عشقي للإنجليزية حملني على هجرها والانتقال الى كلية الآداب، حيث لا جبر ولا حساب، واجتزت سنوات الدراسة بالمزيكة، ودون كبير عناء..وفي الجامعة توسعت مداركي، وعرفت أن هناك ألوانا كثيرة من الكتب غير الروايات ودواوين الشعر تستحق القراءة، وفيها أدركت أن لغتي العربية "عاجزة"، فطفقت أقرأ كل ما يقع يدي من نتاج الثقافة العربية، وقرأت كثيرا في الفكر السياسي، وبسبب السجالات السياسية المحتدمة في الجامعة وجدت نفسي أخوض غمارها بالإعراب عني رأيي بمقالات مطولة في الصحف اليومية، وكانت جريدة الصحافة أول من قبل نشر مقال لي، وأحسست وقتها بأنني في قامة عبد الحليم حافظ، خاصة وان المقال كان ردا على مقال لسفيرنا وقتها في موسكو يعقوب عثمان.. رأسي برأس سفير.. يا للعظمة.. وبعدها بسنوات نشرت لي الرأي العام مقالا آخر، وكتبت بعدها عشرات المقالات، التي انتقلت من البريد الى المزبلة، لأنني "صدقت نفسي"، وركبني وهم أنني كاتب متمكن أستطيع أن أخوض في الفاضي والمليان فتجد مقالاتي الترحيب.. وبعدها "توبة"، فقد كانت المسألة مكلفة لان كل مقال كان يتطلب شراء طابع بريدي وكانت قيمة الطابع تكفي لشراء وجبة متواضعة.
    ورغم أنني طلقت التدريس بعد ممارسته لنحو سبع سنوات، إلا أنني أعتبر تلك السنوات أخصب فترة في حياتي المهنية، بلا أي ادعاء للتواضع أقول إنني كنت مدرسا ناجحا جدا، ليس لأنني كنت مميزا عن بقية زملائي (بالعكس كان هناك مدرسو لغة إنجليزية زملاء لي تعلمت على أيديهم ما لم أتعلمه في المدارس والجامعة)، بل لأنني عشقت المهنة وكنت أحب طلابي، وكان همي أن أحببهم في اللغة الإنجليزية، وفي سبيل ذلك لم أكن أتقيد بالمنهج المقرر، بل كنت أحرص على حملهم على لإكثار من قراءة الروايات الإنجليزية، وأذكر أنني كنت مرشد فصل "أولى خالد" في مدرسة الخرطوم بحري الثانوية الحكومية، وكان المرشد وقتها يسمى "أبو الفصل"، ولكنني كنت "أخو" الفصل أكثر مني "أبوه"، بمعنى أنني كنت صديقا لطلاب ذلك الفصل، وأهتم حتى بأحوالهم الخاصة، وأقسو عليهم فقط عند ارتكاب مخالفات سلوكية جسيمة.. في سنة واحدة جعلت طلاب "أولى خالد" يقرؤون رواية إنجليزية كل أسبوع، يخضعون لاختبار فيها قبل ان ننتقل الى الرواية التالية، حتى لم يعد هناك كتاب في "مستواهم" في مخزن الكتب بالمدرسة، وعرفت لاحقا ان طريقتي تلك تسمي في علم تدريس اللغات total immersion أي الغمر الكامل، بمعنى تعريض الدارس بانتظام ومنهجية لتلك اللغة تخاطبا وقراءة وكتابة حتى "يغوص" فيها
    وذات مرة نشرت السفارة البريطانية في الخرطوم إعلانا عن رغبتها في توظيف مترجم / ضابط إعلام، وجلست للاختبار مع عشرات المتنافسين وفزت بالوظيفة، ليس بالضرورة لأن "إنجليزيتي" كانت الأفضل – فكثيرون من أبناء وبنات جيلي يتقنون الإنجليزية رغم أنهم مهندسون أو قانونيون أو أطباء أو موظفو خدمة عامة – بل لأنني، وبحكم أنني كنت قارئا نهما، اجتزت المقابلة الشخصية (الإنترفيو) بجدارة لأنني كنت ملما بالكثير من القضايا العامة التي حاوروني فيها، وخلال عملي في السفارة أدمنت الصحف البريطانية، وعرفت قيمة ومغزى حرية الإعلام والتعبير، وفقدت وظيفتي في السفارة لاحقا لأنهم عرفوا أنني مرتاد سجون أي سبق لي دخول السجن – وكان ذلك خلال فترة حكم جعفر نميري – ويبدو أن البريطانيين لم يكونوا يريدون إغضاب الحكومة بتوظيف شخص مثلي مغضوب عليه حكوميا، وربما كان ذلك لأنني كنت أجاهر بأفكار "يسارية"
    تلك "الطردة" كانت نعمة، فقد عدت لممارسة التدريس وسرعان ما وقع علي الاختيار لأكون ضمن دفعة للابتعاث الى بريطانيا لدراسة فنون إنتاج البرامج التلفزيونية والتعليمية على نحو خاص، وهكذا خطوت أول خطوة منهجية في اتجاه مجال الإعلام، وعدت وعملت بالتلفزيون السوداني حينا من الدهر، ثم "نجحت" في امتحان للفوز بوظيفة "أخصائي ترجمة" في أكبر شركة منتجة للنفط في العالم - "أرامكو" في الظهران في المنطقة الشرقية في السعودية... ومن ديك وعيك، كما نقول في السودان عن الانطلاقة أو الانقطاع: صرت أترجم مقالات من المجلات الأمريكية والبريطانية لصحيفة اليوم السعودية.. ثم عملت في مجلة الدوحة الثقافية وجريدة الراية القطرية وامريتس نيوز Emirates News الإنجليزية والاتحاد الإماراتية، ثم جريدة الشرق القطرية، ثم شركة الاتصالات القطرية، ثم تلفزيون بي بي سي، ثم شبكة الجزيرة الفضائية، التي أعمل فيها حتى لحظة كتابة هذه الأسطر، ومنذ نحو 17 سنة وأنا أكتب أعمدة يومية وأسبوعية في مطبوعات في أربع دول وصدر لي حتى الآن ثلاثة كتب.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de