لُعبة الكُرات الزُجاجية (4) : بقلم محمد يوسف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2014, 09:22 PM

محمد يوسف
<aمحمد يوسف
تاريخ التسجيل: 09-20-2014
مجموع المشاركات: 22

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لُعبة الكُرات الزُجاجية (4) : بقلم محمد يوسف

    " لعبة الكرات الزجاجية " ، اصبحت أكثر فأكثر تلقي أثرها على كل المثقفين الحقيقيين. العديد من الجامعات القديمة ومجموعة الرحلة الى الشرق، تحولت إليها. في بعض المناطق البينديكتين الرهبان كرسوا أنفسهم للعبة. بعد الإنجاز الكبير الذى حققه جوكولاتور باسيلينسجس، تطورت اللعبة سريعاً إلى ما عليه اليوم. حتى الآن، ظلت " لعبة الكرات الزجاجية " على الرغم من شعبيتها بين العلماء، نموذج خاص للممارسة. يمكن أن تلعب بفرد، أزواج، أو باكثر، و ألألعاب الذكية و الناجحة أحياناً تكتب وتعمم من مدينة إلى مدينة ومن بلد إلى آخر للإعجاب أو الانتقاد. الآن اصبحت اللعبة رويدا رويدا تثرا بوظيفة جديدة، أصبحت احتفالية عامة. ولكن الجميع هذه الأيام تقريبا يربط " لعبة الكرات الزجاجية " مع الألعاب العامة الاحتفالية تحت قيادة الأساتذة لخبراء خاضعين مباشرة إلى لودي أو سيد اللعبة ، من البلدان المشتركة، مع الضيوف المدعوين وجمهور أوسع من جميع أنحاء العالم. بعض هذه الألعاب تستمر لأيام وأسابيع اصبحت لها لغة عالمية. طوال تاريخها اللعبة مرتبطة ارتباطاً وثيقا بالموسيقى، وعادة ما سارت وفقا لقواعد موسيقية أو رياضية. رموز ومعادلات " لعبة الكرات الزجاجية " مجتمعة هيكلياً، وموسيقيا، وفلسفيا في إطار لغة عالمية تتغذى بجميع العلوم والفنون، وتسعى جاهدا في اللعب لتحقيق الكمال.
    حياة ماجستر لودى جوزف نكهت كنخت: يقول لنا الراوى أن لا علم له عن أوصول ماجستر لودى جوزف
    نكهت. نكهت مثل العديد من التلاميذ، من مدارس النخبة، إما فقد أبويه في مرحلة ألطفولة، أو أن مجلس المعلمين نشله من الظروف الغير ملائمة في المنزل وأخذه لرعايته. كان من المحظوظين الذين يبدو أنهم ولدوا لكأستاليا وللنظام والخدمة في مجلس المعلمين. مثل كل رجل ذو اهمية كانت له روح حارسة. إن كتابة التاريخ ورغم الرغبة في تحقيق الموضوعية يبقى ادب والبعد الثالث للتاريخ هو خيال. وهكذا، لتحديد بعض الأمثلة العظيمة، ليس لدينا فكرة عما إذا كان يوهان سباستيان باخ (Johann Sebastian Bach) أو موتسارت (Wolfgang Amadeus Mozart) عاشاء فعلا في البهجة أو القنوط. موتسارت يحركنا على نحو مميز و يثير الحب والمحبة في ازدهار مبكر ويتلاشى؛ باخ مُنَوِّر ومريح ولكننا لا نقرأ ذلك من سيرتهما الذاتية ولكن من أعمالهم الموسيقية.
    في محاولة لتتبع مسار حياة نكهت وتفسيرها، وكمؤرخين نأسف لقلة المعلومات المصاداقة في الفترة الأخيرة من حياته، رغم ذلك تشجعنا على القيام بهذه المهمة تحديداً لأن هذا الجزء الأخير من حياته أصبح أسطورة وهى تنسجم تماما مع المراحل السابقة لحياته. ليست لنا معلومات عن ميلاده و لا عن وفاته. ليس لدينا اسباب على افتراض أن موته كان مجرد الصدفة البحتة.
    لودي (Magister Ludi ( أصبح الزعيم والنموذج الأول لجميع الذين سعوا نحو تشجيع العقل وزيادة التراث الثقافي. فيما يتعلق بطفولته، قبل دخوله النخبة، لا نعرف سوى حادثة واحدة. حادثة الاستدعاء الأول
    من الموسيقى. أحد تلاميذ اللعبة، وكان معجب به وسجل العديد من التصريحات وقصص المعلم العظيم نكهت ونحن مندين له لهذه السيرة الذاتية.
    نكهت كان في حوالى الإثني عشر أو ثلاثة عشر سنوات من عمره. لفترة كان في منحة دراسية كتلميذ في مدرسة بيرولفينجين (Berofingen) اللاتينية وهي مدينة صغيرة على حدود زابرفالد Zaberwald) ). وربما كانت مسقط رأسه. مدرس الموسيقى، أوصى له اثنان أو ثلاث مرات إلى أعلى مجلس لدخول مدارس النخبة ولم يكن يدرى شيئا عن هذا وكان حتى الآن لم يلتقي بالنخبة أو مع أي من الأساتذة والمربين من المجلس الأعلى. يوما ما معلم الموسيقى، الذى تعلم منه العزف على الكمان واللوت، أخبره أن معلم الموسيقة سيأتي قريبا إلى بيرولفينجين للوقوف على تعليم الموسيقى في المدرسة. ولذلك يجب عليه أن يتدرب وعدم تسبيب الأحراج له. وأثارت الأخبار الصبي لأنه كان بالطبع يعرف من هو سيد الموسيقى. وكان معلم الموسيقة من الإثني عشر أعلى الرؤساء المحترمون في المجالس. وكان في جميع الشؤون الموسيقية السلطة العليا للبلد بأكملها. وكان هناك شخص واحد فقط في العالم اكثر أسطوري وهو سيد لعبة الكرات الزجاجية. جوزيف تصور مهرجان عام كبير وحفل استقبال كما شهد مرة واحدة عندما كان رئيس بلدية جديدة يحتفل به والشوارع تعج بالناس و الألعاب النارية. وجاء اليوم ووصل معلم الموسيقة واليوم بدأ بخيبة أمل. لم يكن هناك إحتفال بوصول معلم الموسيقة وكان اليوم عاديا. وكما في كل يوم، جمع جوزيف كتبه وذهب إلى الفصول الدراسية العادية وحتى في الفصول الدراسية لم يك هناك زخرفة أو مهرجان. وكان كل شيء عادي. ولكن خلال الساعة الثانية أو الثالثة جاء أحدهم واخبر المعلم على جوزيف أن يقدم نفسه لمعلم الموسيقى في خمس عشرة دقيقة وان يتأكد من أن شعره ممشط ويداه نظيفة. نكهت تحول شاحب بالخوف. أسرع الى المهاجع ترك كتبه، إغتسل وقام بتمشيط شعره اخذ الكمان وكتاب تمارين وذهب إلى قاعات الموسيقى في المرفق. الانتظار كان قصيراً. دخل الغرفة رجل كبير السن، ليس بطويل القامة، أشيب ذو وجه صبوح وعيون زرقاء لا يضحك ولا يبتسم ولكن ملئ بالمرح الهادئ. صافح الصبي، وجلس على البراز أمام البيانو. وقال للصبي: أنت نكهت جوزيف؟ .. دعنا نعزف موسيقى قليلاً مع بعضنا. نكهت أخرج الكمان .. ضرب الرجل المسن، والصبي ضبطها. ثم تطلع بشغف، مستفسرا نحو معلم الموسيقة. سأل الصبي ماذا تريد أن تعزف؟ الصبي لم يتفوه بكلمة. التقط الصبي كتاب التمارين . ولكن قال له: لا .. أريد منك أن تعزف من الذاكرة شيئ سهل، ربما أغنية تحبها. مسحور بهذا الوجه والعيون، لم يستطيع الصبي الإجابة. وأعرب عن خجل شديد. المعلم لم يصر عليه. بإصبع واحد ضرب نغمة أولى من لحن، ونظر الى الصبي. جوزيف عبر بإيماءة من رأسه وعزف اللحن بسرور. كانت اغنية قديمة تعلمها من المدرسة. وقال له المعلم:مره أخرى. نكهت كرر اللحن، والمعلم لعب الآن بصوت ثانى. الآن رنت الأغنية القديمة خلال الغرفة الصغيرة فى جزأين. مره أخرى. لعب نكهت، ولعب المعلم الجزء الثانى، والجزء الثالث أيضا. الآن رنت الأغنية القديمة الجميلة خلال الغرفة فى ثلاثة أجزاء. مره أخرى. ولعب المعلم ثلاثه أصوات جنبا إلى جنب مع اللحن. وقال بهدوء أغنية جميلة، مرة أخرى، فى أَلْتُو هذه المرة. توقف المعلم بعد فترة من الوقت. وتساءل المعلم: هذا يكفي؟. نكهت هذ رأسه وبدأ مرة أخرى. أخيرا، عندما اللحن قد وصل إلى نهايته ، وسأله المعلم: "هل اعجبك هذا جوزيف"؟ نكهت كان في غاية السعادة ولكن عجز عن الكلام . "هل تعرف فوغا؟" سأله المعلم. سمع بها ولكنه لم تُدرس له. عزف المعلم عبارة موجزة، من لحن الأغنية. أنها بدت غريبة، بدون أولها أو أخرها. واصل العزف. جوزيف صار قلبه يتصاعد إجلالا للمعلم. المعلم ببطء رفع نفسه من البراز و العزف على البيانو وقال: "عزف الموسيقى معا هو أفضل طريقة لشخصين ليصبحوا أصدقاء. لا يوجد أسهل. وهذا شيء جيد. أمل أن نبقى أصدقاء. وربما تتعلم فوجاس، جوزيف. " وصافح جوزيف، وأنصرف. و في المدخل مرة أخرى قدم لجوزيف تحية فراق. بعد سنوات عديدة اخبر نكهت تلاميذه أنه خرج من المبنى، بعد مقابلة المعلم، وجد البلدة والعالم أكثر سحراً مما إذا كانت هناك إشارات أو باقات الزهور، والشريط الملون أو عروض للألعاب النارية. العالم المثالي، الذى كان تعرف روحه الشابة عن طريق الإشاعات وفي الأحلام ، اتخذ فجأة ملامح واضحة. هذا العالم، الذى يراه الآن، لا يوجد فقط في غموضة، الماضي أو المستقبل؛ بل أنه هنا و نشط؛ توهج ، أرسل الرسل، والسفراء، مثل هذا المعلم. وعن طريق هذا الرسول جاءت له دعوة من هذا العالم. وهذا هو معنى التجربة بالنسبة له. مر أسبوع قبل أن يدرك، واقتنع بأن الأحداث السحرية في تلك الساعة المقدسة تناظر حدثاً دقيقا في العالم الحقيقي. زيارة معلم الموسيقة لم تكن مسألة صدفة ولا عملية تفتيش حقيقية للمدرسة. اسم نكهت كان لبعض الوقت على قوائم الذين يستحقون التعليم في مدرسة النخبة على ما يبدو، وفقا لتقارير المدرسين. نكهت قد أوصي الى مجلس المعلمين لحسن الخلق وعالم في اللاتينية، ولكن الثناء الكثير جاء من مدرس الموسيقى. ولذلك اختار معلم الموسيقى ليقف لبضع ساعات بيرولفينجين، من خلال بعثة رسمية، من أجل هذا التلميذ. في إستطلاعه - لم يكن مهتماً كثيراً بلاتينية جوزيف أو الأصابع بل اعتمد في هذه المسائل على تقارير المعلمين – ما إذا كان الصبي سيصبح موسيقار بمعنى الكلمة.
    نكهت، أسعد معلم الموسيقى. لدى عودته أدرج اسمه في قائمة التلاميذ الذين اختبروا شخصيا بأحد أعضاء "مجلس المعلمين" ووجدو جديرون بالقبول. مع انضمامه إلى النخبة، حياة نكهت نقلت إلى منبسط مختلف. اتخذت الخطوة الأولى الحاسمة في تنمية الصبي. لمعظم تلاميذ النخبة يأتي الانتقال من المدارس العادية من مدنهم إلى
    مدارس كاستاليا أصعب مما كانو يتصورون، و خيبات أمل لم يتوقعونها. خاصة بالنسبة للتلاميذ السعداء في منازلهم، يمثل التغيير فراق صعب للغاية. والنتيجة عدد كبير منهم رجع إلى الوطن، لا سيما خلال سنوات النخبة الأولى والثانية. والسبب في هذا ليس الافتقار إلى الموهبة ، ولكن عدم قدرة التلاميذ على التكيف مع الحياة في مدرسة داخلية وفكرة قطع علاقاتهم بالأسرة والمنزل أكثر فأكثر حتى في نهاية المطاف أنها ستتوقف على معرفة واحترام الولاء الى غير النظام في كاستليا. و من ناحية أخرى، كان هناك أحياناً تلاميذ يعني الالتحاق بمدارس
    النخبة لهم قبل كل شيء حرية من المنزل أو من مدرسة قمعية، ومن آب صارم أو مدرس غير محتمل. فى مدارس النخبة، الدراسات والعلامات ليست المعيار الوحيد، هناك غيرها من الأهداف التربوية والفنية والتي كانت حملا ثقيلا لهؤلاء التلاميذ، رغم انه يوجد داخل النظام أربعة مدارس نخبة عظيمة مع العديد من التقسيمات الفرعية والمؤسسات هناك متسع لمجموعة كبيرة من المواهب، مثل الرياضيات أو اللغات وآدابها، بجانب وجود المواهب
    الموسيقية أو فلسفية.

    يتبع
    محمد يوسف
    mailto:[email protected]@yahoo.com























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de