عجزت عن أداء واجباتها ووظائفها انهيار الدولة السودانية تحت رايات تحكيم الشريعة.. وهتافات الله أكبر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 06:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-11-2014, 05:05 PM

خالد ابواحمد
<aخالد ابواحمد
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عجزت عن أداء واجباتها ووظائفها انهيار الدولة السودانية تحت رايات تحكيم الشريعة.. وهتافات الله أكبر

    عجزت عن أداء واجباتها ووظائفها
    انهارت الدولة السودانية تحت رايات تحكيم الشريعة.. وهتافات الله أكبر..!!.
    ‏خالد ابواحمد
    قد يبدو عنوان هذا المقال صادماً للبعض، أو غير موضوعي أو جانبه الصواب،لكن بالنسبة للذين خاضوا تجربة العمل داخل كواليس النظام الحاكم في السودان وهمكثر فالأمر أكثر من عادي، بل حقيقيوواقعي، والبعض قد يراه أقل بكثير من الحقيقة، لكن في اعتقادي بأن كل السودانيينإلا الشرذمة الحاكمة يعتقدون اعتقادا جازما بأن الدولة السودانية قد انهارت تماما،وما موجود الآن على الواقع ما هو إلا خيال مآته..!.
    وبطبيعة الحال لا بد من توصيف (الانهيار) على ضوء التعريفات القرآنية والعلمية، ومقارنتها بالواقع المعاش، والانهيار في المفهوم المجتمعي السوداني أنهنهاية مراحل الفشل بحيث يكون الانهيار تاما ليس بعده من اصلاح إلا التغيير، ويحدثنا قاموس المعاني ويقول: انهارَ ينهار، انْهَرْ ، انهيارًا ، فهومُنهار، انهار السَّدُّ ونحوُه مُطاوعهارَ: سقط وانهدم ويقول المولى سبحانه وتعالى" أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُعَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ".
    وانهارت قواه ونحوُها: خارت وضعُفت انهارت معنويّاتُه،انهارت دولتُه: سقطت وانحلَّت انهارت الثلوجُ، انهارت ثروتُه: ضاعت وتبدَّدت، انْهَارَ البناءُ ونحوُه: انْهَدم، وفي التنزيلالعزيز: التوبة آية 109 "فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ"،اِنْهِيَارُ جُدْرَانِ البَيْتِ: اِنْهِدامُها، سُقوطُها، وفي كل المعانيوالقواميس المعتمدة وغير المعتمدة فإن الانهيار يعني السقوط، والسقوط يعني الكثيرفي الواقع سواء سقوط منظومة او قيم او دولة، وهذا ما سنتطرق إليه لاحقا.
    في الدراسة القيمة التي أعدها الباحث عبدالوهاب عمروشبمركز الاهرام للدراسات والبحوث في تعريفه للدولة المنهارة وأسباب الانهيار يرىروبرت روتبيرج "الدولة المنهارة باعتبارها إحدى مراحل الدولة الفاشلة، هيالدولة العاجزة عن أداء وظائفها لفترة طويلة من الزمن"، وقد طور ويليامزارتمان هذا التعريف، وأضاف إليه عناصر شملت "عدم فاعلية الحكومة المركزية،وتآكل شرعيتها، وتراجع سيطرتها الأمنية علي إقليمها، وانتشار حالة من عدم احترامالقانون ومن غياب النظام"، ويؤكد عمروش بأن "الدولة المنهارة تختلف عنالدولة التي تمر بأزمات عابرة، حيث تكون غير قادرة علي إدارة النزاع الداخلي، أوتوفير الخدمات الاجتماعية، لفترة قصيرة المدى، تكون مرتبطة بفترة الأزمة، ولكنهالا تزال تحتفظ بالسيطرة علي أجزاء مهمة من إقليمها".
    أعتقد أن ما قال به الباحث عبدالوهاب عمروش أعلاه يشبه للحد البعيد الواقعالسوداني والانهيار الكبير الذي حدث للدولة السودانية، فإن ما يحدث في دارفوروجبال النوبة والنيل الأزرق، وفي انهيار الحُكم بالولايات المختلفة وعدم سيطرتها علىالاوضاع الأمنية والاقتصادية يحاكي ما جاء به الباحث المذكور، فغياب الدولة فيباقي البلاد جعل الناس تأتي للمركز – الخرطوم- محل الرئيس بنوم والطيارة تقوم- للبحثعن العمل والأمن والأمان، ولا يخفى على أحد احتلال جزء عزيز من البلاد في الشرقشمالا (حلايب وابورماد وشلاتين)، واحتلال جزء عزيز أيضا بما يعرف بالفشقات شرقولاية القضارف من قبل السلطات الأثيوبية، والآن جبال النوبةخارج سيطرة الدولة، وجزء من دارفور تحت سيطرة الحركات المسلحة.
    وإذا أضفنا لذلك سقوط وانهيار القضاء السوداني والذي لأول مرة يصبح تحت يدالنظام الحاكم يحركه كما يشاء، وتؤكد ذلك عشرات بل آلاف القضايا التي رفعتها أسرسودانية ضد السلطات العسكرية والأمنية لمقتل أبناءهم في معسكرات الخدمة الالزامية،مثل قضية الطالب النابغة الشهيد غسان أحمد الأمين هارون، وضحايا معسكر العيلفون،حيث رفضت الجهات العدلية مقاضاة المتهمين، وقضية شهداء ثورة سبتمبر المجيدة، وقضيةمقتل الشهيدة عوضية عجبنا، كلها لم تجد طريقها للعدالة الأمر الذي يؤكد انهيارالقضاء في السودان، وهذا مما جعل الناس على قناعة تامة بانهيار الدولة السودانية،إذا أضفنا إليها قضايا فساد الرئيس وأسرته وقضايا نهب الدولة ومؤسساتها من قبلالنافذين في الحزب الحاكم، واشهرها قضية سرقة الأراضي بولاية الخرطوم والملياراتالتي دخلت جيوب النافذين، وهي القضية الوحيدة التي لم تنكرها الجهات الرسمية،وقضية الأقطان وما حدث فيها من ملابسات وتداعيات أدت إلى قتل رجل الأعمال هاشم سيدأحمد عبيد، والاعتداء على الزميل الأستاذ عثمان ميرغني.
    والسؤال الذي يطرح نفسه..كيف حدث انهيار الدولة السودانية..؟.
    سنوات النظام الـ 25 ع وما حدث فيها من تطورات عاشها الشعب السوداني بكلجوارحه وذاق فيها الويلات من حروب وقتل ونهب للموارد وظلم للناس، وهذا هو أحد أهماسباب انهيار الدولة بيد حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم الذي يتحمل المسؤوليةالكاملة فيه، وتحديدا أقوى الأسباب الجوهرية في اسباب هذا الانهيار هو فسادالقيادة والنافذين أولا، ثم اشاعة كل أنواع الظلم السياسي والأمني والاجتماعيوالاقتصادي، وللأسف الشديد على الرغم من الانهيار المستمر للدولة كانت شعاراتالاسلام حاضرة، وكانت الهتافات الداوية والقوية، وكانت الآلة الاعلامية تعلي منصوتها وتعبر عن تمسك الدولة بالاسلام وحاكميته..!!.
    وكان أخطر ما مارسته العصابة الحاكمة هو عمل القيادات الحاكمة في التجارةوهذه لا تحتاج منا لكثير إثبات وقد نشرت في هذا الموقع قبل سنوات بالأدلة الدامغةبأن وزير الخارجية علي كرتي تاجرا كبيراللأسمنت والسيخ ومواد البناء، وهو على رأسالدبلوماسية السودانية، وعندما سألته إحدى الصحف أجاب بكل اريحية مؤكدا بأن ما نشرحول ممارسته العمل التجاري صحيحا، والآن السواد الأعظم من الوزراء الكبار والصغارفي دولة الفساد هم تجار وعلى رأس الوظيفة (الحكومية)، وبما أن العصبة تتحدث عنتمسكها بالاسلام لا يمكن أن تثبت ممارسة حرمها الاسلام، وهي مسألة خطيرة للغايةتجعل الوزير والوالي والموظف في الدولة تاجر جعل اهتمامه تجاره أما مصالح الناسالذين ولي عليهم في المرتبة الثانية..!!.
    إن السيرة النبوية وسيرة الصحابة الأجلاء تؤكد بأن الاسلام حرم عمل ولاة الأمر في التجارة تحريما واضحا،ويحدثنا التاريخ بأن الخليفة عمر بن الخطَّاب في حادثة مع الصحابي الجليلأبي بكر الصديق رضي الله عنهما حين ولي أبو بكر أمر المسلمين بعد وفاة الرسول صلىالله عليه وسلم التقى سيندنا عمر الخليفة أبو بكر الصديق وهو في طريقه للسوق، فلقيهالفاروق عمر وسأله: أين تُريد؟ فقال الخليفة: إلى السوق، قال: تصنع ماذا وقدوُلِّيت أمر المسلمين؟، قال أبو بكر الصديق فمن أين أُطعم عيالي ؟ فصحبه سيدناعمر، وذهبا به أبي عبيدة أمين بيت مال المسلمين ليفرض له قوته وقوت عياله، ففرض لهستة آلاف درهم في العام.
    إنَّ ما يصدر عن عمر وأبي بكر وأبي عبيدة يعتبر تشريعاإسلاميا أصيلا، فثلاثتهم من كبار الصحابة وأعلامهم ،وهم في مقدمة حواريي رسول صلىالله، فهذه الحادثة تؤكد لنا أنَّ اتجار السلطان ـ شخصا كان أو نظاما ـ محرَّم فيالإسلام، وأن ما جاءت به العصابة الحاكمة ليس له أي صلة بالإسلام الحنيف بل يقع منضمن الأخطار التي تهدد الأمة.
    أعظم أنواع الظلم
    إن النظام الحاكم نفسه أصبح تاجرا، لم يضيق على الناس في السوق فحسب بلاحتكر السلع الأساسية التي تهم المواطنين في حياتهم اليومية، والسودانيين يعرفونبأن السوق التجاري أصبح سوقا للحزب الحاكم ولا أحد يتجرأ أن يدخل في هذه المعمعةما لم يكن نافذا في الحزب، ويقول مؤسس علم الاجتماع الحديث ابن خلدون عناحتكار ولاة الأمر للتجارة "أنَّه أعظم ألوان الظلم الذي يؤدي إلى إفسادالعمران والدولة"، والتسلط على أموال الناس بشراء ما بين أموالهم بأبخسالأثمان، ثُمَّ فرض البضائع عليهم بأعلى الأثمان على وهم الغصب والإكراه في الشراءوالبيع، أنَّ نتيجة ذلك يؤدي إلى كساد الأسواق، وتوقف معاش الرعايا، سبب لجوءالدولة أو السلطان إلى الاحتكار هو حاجتهما إلى الإكثار من المال بأخذهم بأسبابالترف، فتكثر نفقاتهم فيرفعون الجبايات ولا يزال الترف يزيد والجبايات تزيد وتشتدحاجة الدولة إلى المال فتدخل في مزاحمة الناس في نشاطاتهم الاقتصادية وتجنحللاحتكار.
    وبيَّن ابن خلدون حكم الشرع للاحتكار بتحريمه، وقد استندفي ذلك على قول النبي صلى الله عليه وسلم (المحتكر عاص وملعون) وذلك لرفع الضر عنالناس ووقايتهم من المحتكرين في حبس الأقوات وغيرها من ضروريات الحياة، ونظرية "تجارةالسلطان مضرة للرعايا مفسدة للجباية" أصبحت واقعا في السودان لا تحتاج لكثيركلام ومغالطة، وفي ذلك اجابة للسؤال إن كان الإسلام يُحرِّم اتجار السلطان أوالنظام الحاكم فكيف ينمو دخل الدولة؟..
    من هذا الخيط يتأكد للجميع بأن ما حدث من انهيارللاقتصاد السوداني كان سببه العصابة الحاكمة لأن عجلة المال تدور في داخلها فقطوليس في دوائر الانتاج وفي الأسواق، هم القيادات المتنفذة من وزراء ودبلوماسيينوقانونيين دخلوا السوق ومنعوا أصحاب المهنة من مزاولة عملهم بالتضييق عليهم،فأصبحوا هم الحُكم والتاجر والسوق والمشتري، وهذا يفسر سبب العيشة الرغيدة التييعيش فيها أسر وموالي الحزب الحاكم، بيدهم كل شئ،و باقي الشعب الفضل إما على ابوابالسفارات (50 ألف سوداني هاجروا في النصف الأول من العام الجاري آخر تصريح لرئيسجهاز المغتربين)، والبقية يعيشون على الكفاف.
    ارهاصات انهيار الدولة مشاهدات ومعايشات شخصية
    الكثير منا قد رأى بنفسه ارهاصات الانهيار منذ وقت مبكر،وفي تلك الأيام في منتصف التسعينات تقريبا، كانت الدولة تعيش في حالة فوضى إداريةغير طبيعية، واتذكر كان العاملون بالوزارات ومؤسسات الدولة في حالة غياب دائم عنمكاتبهم وفي الفترة النهارية تتحرك السيارات بالوزير والموظفين والوكلاء إلى بيت فلان الذي وضعت زوجته لمناسبة (سماية) ،وفلان جاء من الحج، وزواج بنت فلان. إلخ، وكانت الدولة مشغولة (بالعزومات) وشباب وشابات الحزب الحاكم ومؤسساته تكتظبهم مطاعم السمك والدجاج في سوق الخرطوم (2) والعمارات، واستعراض السيارات الجديدةوالمكاتب الفاخرة الوسيرة، وفي الأمسيات حدث ولا حرج حيث بيوت المسؤولين لا تخلومن حفلات العشاء بالبوفيهات المفتوحة، و الوزارات والهيئات الحكومية مشغولةبالصراعات في توزيع السيارات الجديدة، ومافيا المؤتمرات تجدهم في قاعة الصداقة معضيوف البلاد، والسفريات الخارجية.
    والأخطر من ذلك كان عدد من المسؤولين في الحزب ومؤسساته التنظيميةلديهم مقرات (خاصة) وهي عبارة عن بيوت فاخرة جدا في الطائف أو الرياض، تستخدماحيانا في الاجتماعات التنظيمية، وهذه البيوت لا يعرفها إلا القليل جدا، وكانتبالنسبة لي مؤشر للفساد الاخلاقي وسط القيادات التنظيمية، خاصة بعد أن اكتشفتشخصيا فساد أحد القيادات الكبيرة، وقد فكت لي الكثير من الطلاسم والأسئلة الصعبةالتي كنت أبحث لها عن إجابات، بحمد اللهعرفت الكثير من الحقائق، وهذه كلها كانت ارهاصات بل بداية انهيار الدولة فيالسودان، وبتأكيد شديد عندما ُيبلغ أي فرد عن فساد قيادي أو شخص داخل المنظومةالحاكمة بالأدلة الدامغة كان ينظر إليه كعنصر شاذ ويجب ابعاده، حدث ذلك للكثيرين وقد تم تشويه صورتهم أمام إخوانهموزملائهم، لذلك كان البعض يسكت وكأن شيئا لم يحدث لأنه يعرف عاقبة الحديث إذا تحدثأو أبلغ عن شيء رآه بعينيه.!!، فقد قتلوا المروءة في الناس.
    وقديما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
    وإذا أصيب القوم في أخلاقهم... فأقم عليهم مأتما وعويلا
    لذلك أقول بأن ما يحدث وحدث الآن في السودان من دماركامل في البنيات التحتية وفي المؤسسات الخدمية مثل الصحة والمستشفيات وفي التعليم،ودمار الخدمة المدنية، وبيع مؤسسات الانتاج الكبيرة التي كانت تعتمد عليها الدولةمثل مشاريع الزراعة كمشروع الجزيرة مثلا، والخطوط البحرية السودانية، والخطوطالجوية السودانية، كلها كانت ارهاصاتوبدايات لانهيار الدولة، وكان القوم ولا زالوا في حالة سُكر بالسلطة وتوهان وغيابعن الوعي.
    إبن خلدون يُشرّح الواقع السوداني الحالي
    وقال الباحث السوري بمركز دمشق للدراسات النظرية والحقوقالمدنية فائز البرازي في مقالته البحثية بعنوان(ابن خلدون والاجتماع العربي) أنابن خلدون في نظريته تحت عنوان (الظلم مؤذن بخراب العمران) استعرض صورا كثيرةلأنواع الظلم موأكد أن الفسق –ارتكاب المعاصي الكبيرة –بصورة فردية لا تؤدي إلىخراب العمران بصورة سريعة كما هو حال الظلم.. نعم قد يكون ارتكاب المعاصي الكبيرةمؤذنا بخراب العمران، ولكن في حالة واحدة وهي إذا ارتكبت المعاصي من قبل النافذينفي الدولة ولم تستطع يد القانون أن تطالهم، كونهم محميين بمكانتهم ونفوذهم،وبالتالي في هذه الحالة تكون الدولة ساعية في طريقها إلى السقوط، وضرب مثلاً بقصةرمزية قدمها المويذان مستشار الملك بهرام الفارسي، وذلك عندما سمع الملك بهرام صوتالبُوم فسأل مستشاره: هل لي أن أفهم كلامهما؟! أجابه قائلا: "إن ذكر البومرام نكاح انثى فشرطت عليه عشرين قرية خربة في أيام بهرام، فقبل شرطها وقال لها إذادامت أيام الملك أقطعتك ألف قرية، وهذه سهل مرام"، وهنا تنبه الملك.. ثم خلابالمويذانا المستشار فقال له: "أيها الملك: لا عز للملك إلا بالشريعةوالرجال، ولا قوام للرجال إلا بالمال، ولا سبيل إلى المال إلا بالعمارة ولا عمارةإلا بالعدل، أيها الملك: عمدت إلى المزارع والأرض فانتزعتها من أصحابها الذينيؤدون الخراج، وأعطيتها لحاشيتك فتركوا عمارتها وسومحوا بالخراج لقربهم من الملك،فاشتد المكس/ الضرائب على الباقين، فتركوا البلاد وهاجروا فقلت الأموال فهلك الجندجوعا فطمع بك الخصم المتربص"، وهنا سارع الملك إلى رد الحقوق فانتعش اقتصادالبلد وعادت إليه هيبته".
    لكن لا أعتقد بأن الرئيس عمر البشير سيفعلها ويرد الحقوقكما فعلها الملك في هذه القصة لأن المسألة تجاوزته تماما وأصبح المال العام بينافراد أسرته وزوجته وقيادات حزبه، وإذا طلب منهم ارجاع المال سوف لا يمتثل أي فردمنهم لإرجاع المال العام، وإعادة الحقوق لأهلها، وهذا ما أثبت بأن الدولةالسودانية قد انهارت تماما.
    ظاهرة تستحق الدراسة
    لقد بلغ أهل (الانقاذ) مبلغاً فذا في انكار الحقائقوالمعاندة وتسفيه من يقدمون لهم النصح لإدراك ما يمكن ادراكه في ظاهرة تستحق الدراسة،، فالخريف ذو الوقت المعلوم تحولالى بعبع بسب سوء تخطيطهم، وعدم مبالاتهم وكارثة في كثير من المناطق، وهاهو وزيرالخارجية وبقوة عين يطالب السودانيين في الخارج بالعمل على جلب المساعدات لأهلهمومناطقهم المنكوبة في السودان بالتنسيق مع السفارات واندية الجاليات في دولالمهجر،، فأين دور الدولة! وكيف يتكرر هذاالسيناريو سنويا وتقف الدولة مكتوفة الايدي إنه لقمة الخزلان الإلهي أن يجعلهمالله ينظرون إلى المشاكل تتكرر أما أعينهم كل عام ولا يستطيعون فعل شيء ،حتىالطبيعة هزمتهم وذلتهم، لقد انهارت الدولة وآلياتها تماماً ولم يتبقى لهم الاالمكابرة الجوفاء.
    وليكن في العلم عندما اتحدث عن انهيار الدولة بطبيعةالحال لا أتحدث عن (النظام) الحاكم، بل أتحدث عن دولاب الدولة الذي يدير البلادوشؤون المواطنين، ولذلك أرى أنه عندما يسقط النظام قريبا إن شاء الله تعالى ستسقطالدولة وتتعطل كل مفاصل ماكينة الدولة التي تدير البلاد، لأن الماكينة أصلا منتهيةوتروسها عاطبة ومجاري الوقود مغلقة، وهذا الفرق ما بين الدولة الموؤسسة والدولة التي يديرها أشخاص، مثلا عندما انهار نظام زين العابدين بن علي في تونس سقط النظامولم تسقط الدولة، وفي مصر كذلك سقط نظام حسني مبارك برمته لكن الدولة ظلت موجودة وتمارس عملها وتؤدي دورها وواجباتها، لأن هذه الأنظمة لم تجيّر كل الدولةومؤسساتها لمصلحة النظام كما حدث في السودان، لأن حزب المؤتمر (الوطني) الحاكم قدغير تركيبة الخدمة المدنية ودمر المؤسسية فيها.
    مثلا في السابق وكل الأنظمة التي حكمت البلاد كانت وظيفةوكيل الوزارة وظيفة مدنية ومهنية ليس لها علاقة بالنظام الحاكم، نعم يعين رئيسالجمهورية بوزير جديد لكنه لا يمس كل عصب الوزارة، وفي عهد العصابة الحاكمة تم تفكيكالخدمة المدنية تماما لصالح الحزب، وأصبح منصب وكيل الوزارة والمدراء، ُتعينهمالمكاتب التنظيمية في الحزب الحاكم، وهو ما اسهم في دمار الخدمة المدنية التي أصبحتمؤسسة من مؤسسات النظام، وكان في السابق وكيل الوزارة عبارة عن المرجع المهني فيكل مرفق حكومي خدمي، وكان الوكيل بمثابة أبو الموظفين والموظفات حتى هذه الخاصيةالمهنية والتربوية تم إلغاؤها في عهد (الانقاذ) وأصبح وكيل الوزارة شاب في مقتبل الثلاثينيات أو بداية الاربعينات بينما كان في السابق على مشارف بلوغ الستينات لهخبرته الطويلة ومكانته الرفيعة فضلا عن شخصيته القوية.
    وخلاصة القول إن انهيار الدولة السودانية الماثل أمامناالآن في كل مظاهر الحياة في بلادنا ستكون له آثارا كارثية في الفترة المقبلة أكثرمما هو حادث الآن، لذلك لابد من الاسراع في انقاذ البلاد من هذه العصابة فقد اتسع الخرق على الراتق.
    إن الله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون..
    11 أغسطس 2014م

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 08-12-2014, 04:30 AM)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de