التعصب الرياضي في الميزان صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 12:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2014, 09:15 AM

صلاح محمّد عبد الدّائم (شكوكو)


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التعصب الرياضي في الميزان صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)

    التعصب هو التشيّع والميل المفرط لجماعة ما على حساب المبادىء والقيم والأخلاق والمواثيق التي تحكم الأمر، دون إعمال للمنطق والعدل في وزن الأحداث والأمور، الأمر الذي يجعل المرء كالأعمي منقادا نحو وجهة واحدة ولون واحد لا يريد أن يحيد عنه ولا يحب أن يرى غيره .

    وهذا التعصب ربما يكون لحزب أو قبيلة أو مذهب أو جماعة أو فرقة رياضية، أو نحو ذلك من المميلات.. والمتعصب وبسبب هذا الولاء الأعمى يعادي في سبيلها، وينفعل لها ويتحدى بها، ولا يرض فيها قولا أو حديثا أو قدحا، بل يريد لها المدح في كل الأوقات والأمور .

    ولما كنا بصدد الحديث عن التعصب الرياضي الذي إستشرى بين الناس وتمدد الى كل بقاع الدنيا، فسقط الموتى والجرحى بسبب ذلك، وأصبح هو في ذاته مشكلة تؤرق الشعوب والدول، خاصة وأن الرياضة بقيمها ومبادئها كان ينبغي أن تكون سدا مانعا لهذا الشطط والتهور والجنوح، لكن وللأسف الشديد تنقلب في ظلال هذا التعصب كل القيم والمباديء وتصبح مجرد شعارات ولافتات حمقاء لا يأبه لها الجمهور الهارم .

    ويتجلي هذا الجنوح والشطط في عدة أمور منها الغل والحقد الذي يغلف النقاشات والحوارت الملتهبة فيها، بالقدر الذي لا يكاد المرء فيها يتبيّن أفكارا أو رؤى أو مواقف محددة، ويغيب المنطق عنها في كل الأحوال ذلك أن العقل مغيب عنها تماما، ربما بقصد أو غير قصد، للحد الذي يكون الصمت فيه أبلغ من التمادي في الحديث، وذلك لأن الإنتقال من محور الى آخر ليس منضبطا ولا تحكمه قواعد أوضوابط أو كوابح إلا إثبات الذات والإنتصار للهوى .

    والغريب في ذات المنحى أن الكثيرين من المشبعين بها لا يحبون أن يسمعوا حديثا جميلا أو مدحا للخصم، رغم أن مدح الخصم قد يكون في صالحهم، فأن أنازل فريقا قويا خير لي ألف مرة من أن أباري فريقا ضعيفا، لأن قوة خصمي تعتبر قوة لفريقي وتزيديني قوة، لكن غياب المنطق ينسف بكل فكرة تقوم على العقل والمنطق .

    كذلك فإن الكثيرين لا يتوانون في إلقاء كلمات نابية أو سب الآخرين أو القدح فيهم أو الإشتباك معهم لمجرد نقاش أو حوار أو كلمة قيلت من باب الرأي، وهذا ما يجعل هذه الحوارت حوارت جوفاء لا طائل من ورائها، وأي حديث في هذه البواطن يكون مؤسسا على موازين العقل والمنطق لا يقابل إلا بالإستهجان والصد وربما القذف والإهانة، ذلك أن مجرد محاولة عقلنة الأشياء في هذا المجال تصيب البعض بالإهانة والإحساس بالدونية، فيتأبوا عن السماع ويتمترس هؤلاء للمخاصمة والعراك .

    رغم أن التعصب موجود في كثير من الدول، لكن ليس هناك عاقل واحد يؤيد هذا السلوك الجانح، وذلك لأن التعصب لا يأتي منه الخير أبدا، حتى وإن كان تعصبا للوطن في المباريات الدولية فهو مزموم ممقوت، لأن الخلق الرياضي يقتضى التشجيع بأدب ومسلك قويم بعيدا عن التجريح، دون سباب للآخرين، وذلك لأنك لا تستطيع أن تباري ذاتك، ولأن الآخر هو الذي يعطي الممارسة قوتها وكمالها فهو بذلك عنصر ضروري لك وللممارسة وفي أقل القليل هو ضيفك في بلادك .

    ومن أمثلة التعصب العجيب لدينا أن الأندية والكتاب ونحوهم قد أهدروا زمنا كبيرا لمجرد أنهم إنبروا مهمومين بجعل ناديهم تأريخيا أقدم من النادي الآخر، ولعمري أنها لقضية تدعو للإشفاق .. ذلك أن عراقة النادي والتوثيق له مسألة مهمة، لكن يجب أن لا يكون الغرض منها مجرد أن أكون أقدم من النادي المنافس لي فقط ، مما يهزم فكرة التوثيق أصلا .

    في ما مضى كان الناس ينحازون مناصرة للفريق الذي يلعب (الموردة بتلعب)، وللاعب الفنان الذي يبهر ويؤدي بقدر هائل من المهارة والمتعة والفنيات العالية (مايسترو النيل يوسف مرحوم)، لكن في أواناتنا هذه فقد أصبحت النظرة للاعب نفسها مسألة ألوان، فكثيرون لا يرون حذاقة اللاعب ومقدراته إلا من خلال اللون الذي يميلون له ويناصرونه بجنون .

    وليس ببعيد ما حدث في بلادنا يوم أن تم إختيار بلادنا كأرض محايدة لإقامة مباراة فاصلة بين الجزائر ومصر، وكيف أن المباراة كانت معركة حقيقية أفسدت العلائق والوشائج بسبب ما حدث فيها من أحداث عقب نهايتها وفوز الجزائر، لتتحول العرضة وماجاورها الى تكساس، فساءت العلائق بين دولتين من جراء الإعلام المسموم والمذموم .

    يحدث هذا والمباراة لم تشهد جمهورا بالكثافة التي تكون في أرض أحد الفريقين رغم أن بلادنا في تلك المبارة قد شهدت تسخير جسور جوية لنقل المناصرين من البلدين، وعبر الطيران الحربي، وكنا نحن عرضة للشتائم واللعن من جانب أخوتنا المصرين، الذين زادوا الشعر أبياتا من الهجاء، ونعتونا بمناصرة الآخر وإعتبروا ذلك عار .

    بل حاولوا تصوير موقفنا بانه إنحيازي وكأننا قد تواطئنا مع العدو لإستقطاع جزء من أرضها لصالح إسرائيل، بل ظل إعلامهم يمور بحقد دفين ضد بلادنا، وأطلق بعض العبارات والإشارات الإنسان رخيصة، لمجرد أنهم ذاقوا مرارة الهزيمة بأرضنا، وكأن الذين فازوا عليهم ليسوا بأناس يستحقون وليسوا عربا ومسلمين .

    نعلم جميعا أن التعصب نوع من الفتنة والإستعداء والهوس الجانح، وفيه إنشغال بقضايا ليست حقيقية في واقع الأمر، إذ ماذا لو فاز فريق على آخر في منافسة رياضية، ماذا لو أحرز فريق ما المركز الأول وبعده جاء آخر في المركز الثاني، صحيح أننا جميعا نريد أن نكون مميزين، وهذا حق مشروع ، لكن أليس من حق الآخر أن تكون له ذات التطلعات والمرامي والأشواق ؟؟ .

    يحدث كل هذا ونحن في إطار نشاط ترويحي قوامه إعطاء النفس ساعة للترويح وهذا بالطبع لا يستوجب كل هذا البلاء، وزاد الطين بله أن أصبحت الفتيات يرتدن سوح الملاعب ويظهرن قدرا كبيرا من التعصب والرقص والتلاوين التي لا تليق، ذلك أن أسوار هذه الملاعب يقال فيها ما ترضاه النفس لذاتها ولحرائرها.

    حتى الفرح عند الإنتصار يجب أن يكون بأدب دون إستفزاز الطرف الآخر، بل يجب مراعاة مشاعره بإظهار أخوته وزملاته في اللعبة، دون السباب والإستفزاز والكيد وكأن الناس في معركة وإحتراب .

    كلنا شركاء في تأجيج وتزكية هذه الحمية للحد الذي جعلها تخرج عن حد الإعتدال، وقد ساهم في ذلك الإنتشار الواسع للعبة، ومتابعة الدوريات العالمية ومتابعة أدق التفاصيل عنها، لكننا زدنا في ذالك نوعا من السباب حتى وصل الأمر التي وصف الآخر بـ(الصهاينة) وكذلك (الرشاشات) ونحو ذلك من المسميات والتنابز بالألقاب، وقد أسهمت الصحف الرياضية من خلال جنوحها وعناوينها وأعمدتها الى إستثارة الخواطر وتأجيج روح العداء دون النظر الى مآلات ذلك في المدى البعيد خاصة وأننا عاطفيون وموغلون في الجنوح والإرتداد، بل أن البعض منا قد غرق في مستنقع العصبية ولم يعد يرى إلا بنطارته الملونة، ففقد الإعلام دوره الرئيسي كأداة إنتقاء وتعليم وتوجيه وإعلاء للقيم النبيلة، وتمجيد أهل القدوة والصلاح .

    ويبقى السؤال .. هل يمكن القضاء على التعصب ؟؟ أم أنها مجرد محاولات للحد منه ؟؟ وهل يمكن إعمال العقل في مثل هكذا حالات ؟؟ وهل الرياضة كلها قد إختزلت بين لونين فقط ؟ وفي مثل هذا الجنوح قال الشاعر القديم :- (أحبها تحبني وتحب ناقتها بعيري) .
    ..................
    ملء السنابل تنحني بتواضع ... والفارغات رؤوسهن شوامخ
    .................
    صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de