|
|
 كلام لأهل "الوجعة" فقط ... !!/قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
|
بسم الله الرحمن الرحيم
July 13, 2014
[email protected]
لابد ان نسترجع و نعيد و نكرر بلا ملل و لا ضجر الاحداث المريرة و المؤلمة التى حدث عمدا فى الماضى البعيد و فى الماضى القريب حتى نأخذ منها الدروس و العبر .. فما كان طيبا و كريما و محمودا من احداث تاريخية فلابد ان نعيدها لجيل اليوم و نلقنها لهم من خلال المدارس الرسمية و المجالس الاجتماعية حتى يرون الصورة المثلى فى اجدادهم العظماء و ما حقوقه من معجزات ايا كانت .. لذلك تدرس مادة التاريخ .. ليست بالضرورة ان تكون مادة التاريخ عبارة عن سرد للأحداث و الحروب و الغارات و الدمار الذى لحق بمكان معين او بكثير من بقاع العالم كما حدث فى الحرب العالمية الاولى و الثانية .. فمادة التاريخ ينبغى ان تشمل كافة الاحداث العظام التى حدثت فى تاريخ البلد المعين و اثرت على الناس سلبا او ايجابا .. فهناك تاريخ العلوم كافة من الطب و الهندسة و التربية و ما الى ذلك ... !!
و دائما ما ينسب التاريخ الى الاشخاص الذين يلعبون دورا محوريا فى صناعته .. و بالتالى ينصبون ابطالا .. و تكون لهم و لكل من ينتمى لهم مكانة كبيرة بين الناس على حسب الحدث و حجمه و مكانته و مدى تأثيره فى المحيط الاجتماعى المعين .. و السؤال الذى يفرض نفسه هو :
الم يكن التاريخ هو تسجيل للأحداث التى تقع كما حدثت مجردة دون اضافة او نقصان ... !!
ام ان التاريخ يمكن ان ينقح و يؤخذ منه فقط ما يناسب رغبة و مزاج و مصالح الفئة المتحكمة فى البلد المعين ... !!
دائما ما تجد كثير من السياسيين و المثقفين السودانيين من اهل "الوجعة" فقط .. ما يقولون ان تاريخ السودان الذى يدرس فى المدارس السودانية بمراحلها المختلفة هو تاريخ طالت احداثه كثير من التحريف و التزوير و قد كتب تاريخ السودان بطريقة معينة حتى يتحقق لتلك الفئة اغراضها و تسيطر سيطرة تامة و كاملة على المجتمع اقتصاديا و سياسيا و فكريا و تسيره بمزاجها لذلك كثيرا ما تسمع المقولة " ان التاريخ يعيد نفسه" فى اشارة الى تشابه الاحداث ... !!
ان هذه المقولة ما اريد بها إلا باطل .. فأحداث التاريخ مما تشابهت فأنها لا تتطابق ابدا ... !!
فكثير من الدول تنتقى احداث بعينها لتدرس لطلاب المدارس المختلفة حتى يزرع فى عقول الطلاب مفاهيم و مبادئ و قيم بعينها .. بمعنى يدرسونهم الجميل و الطيب من التاريخ و يقبر غيره من التاريخ المخجل و المخزى و الفاضح لتلك البلاد .. و لكن بحال من الاحوال قد تبدلت مصادر المعلومة و لم يعد الكتاب المدرسى هو المصدر الوحيد و توفرت كثير من طرق البحث الحديثة و من جانب آخر وسائل التوثيق فى المجالات كافة و التاريخ ليس استثناء من ذلك .. فلم يعد للتدليس و للتزوير مكان خاصة للأحداث العظام.. و لكن لا يزال التبرير له دور خطير فى تحريف التاريخ و ولى عنق الحقيقة ... !!
اعترف البروفيسور الذى كنت حاضرا له فى خلال الاسبوعين الماضيين فى احدى الجامعات البريطانية .. اعترف ان كثير من مادة التاريخ التى تدرس فى المنهج البريطانى منتقاة جدا فالذى يدرس هو عبارة الاحداث التى تعكس الصورة الجميلة لبريطانية و اما الاحداث القبيحة التى ارتكبها البريطانيين قد اخفيت تماما و اعطى عدد من الامثلة لذلك .. فما كان امامى إلا و ان استرسل فى نقاش هذه النقطة نقاشا مستفيضا لاستخلص ان كانت تلك ظاهرة و عمل موجود فى كثير من بلاد العالم .. فتوصلت معه الى ان ذلك هو شأن الفئة المسيطرة و الحاكمة فى كل بلاد العالم ... !!
ومن الاحداث العظام فى تاريخ السودان الحديث أن ذبح الرئيس السودانى عمر البشير و زمرته الفاسدة بدون رحمة و لا رأفة نفر طيب من ابناء القوات المسلحة و لم يعرف لمقابرهم مكان الى يومنا هذا .. رحم الله شهداء رمضان من ضباط القوات المسلحة السودانية ... !!
و يجب ألا ننسى ان الرئيس السودانى عمر البشير قد اعترف امام جمع من الناس فى شهر رمضان من العام الماضى فى الافطار الذى حضره فى منزل الدكتور التيجانى السيسى رئيس السلطة الاقليمية لولايات دارفور ... !!
اعترف الرئيس البشير قائلا بانفعال :
"كيف تقبل صلاتنا و صيامنا و نحن ايدنا ملطخة بالدماء" ... !!
وهذا اعتراف واضح و صريح و علنى بالتطهير العرقى الذى ارتكبه نظام الانقاذ فى دارفور و غيره من مناطق السودان المختلفة .. فهل من توبة نصوحة و اعتكاف للبشير آخر فى رمضان الحالى لحل مشاكل السودان .. و لا ننسى ان البشير قد اعتكف فى رمضان من العام الماضى و انقطع عن الناس زاعما فى اعتكاف و انه سوف يخرج منه بحلول جذرية لكافة مشكلات السودان ... !!
و لنسأل انفسنا : ما الذى ارتكبه الرئيس البشير و زمرته من جرائم فى حق السودان و السودانيين منذ حديثه الكذب فى رمضان الماضى .. و هل لنا نحن اهل الوجعة أن نقف عند الاحداث التاريخية القريبة كثيرا و نتأملها بعمق و من ثم ننطلق من اجل تحرير السودان من نظام الانقاذ ... !!
|
|
  
|
|
|
|
الطيب رحمه قريمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست