متسامحون ... لدرجة التطرّف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 04:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2003, 11:56 PM

محمد أحمد إبراهيم الرياض


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
متسامحون ... لدرجة التطرّف

    محمد أحمد إبراهيم
    الرياض – السعودية
    [email protected]
    منّ الله علينا نحن الشعب السوداني بدرجةٍ كبيرة من التسامح والمجاملة المفرطة دون شعوب الكرة الأرضية قاطبة حتى صارت تفاصيل حياتنا اليومية منغمسة في هذا التسامح الذي يصل أحيانا إلى درجة " الغلوّ " إن لم نقل "التطرّف" ...! والسوداني بطبعه كائن "مجامل" لا يميل إلى الشر والمشاحة والمماحكة في حالاته العادية إلا إذا "داس أحد على طرفه" بقصد أو حتى بغير قصد فيتحول حينها إلى كائن آخر وحينها "سبحان من يصفّي عكره " ...!
    أما في جانب التسامح المفرط الذي يرقى إلى درجة التساهل فلدينا صولات وجولات ، ومن ذلك تعاملنا " المتساهل جدا " في أمور لا تحتمل ذلك ومن الخطورة بمكان التعاطي معها بشكل تسامحي .. كأن تجد مثلا مكتوب على صيدلية وبخطٍ عربيٍ مبين - بعد اسم الصيدلية- عبارة " أدوية بشرية وبيطرية " .. هكذا بكل بساطة تم الجمع بينهما في مكان واحد ضاربين بكل القوانين والصحة العامة عرض الحائط .
    البعض يرى أن ليس ثمة مشكلة في جمع أدوية الإنسان مع الحيوان لأن الإنسان أصلا "حيوان ناطق" ... ! فلا غرابة في أن يأخذ علاجه من نفس الصيدلية... "وكله عند العرب صابون" ... أين دعاة حقوق الحيوان ليروا أننا في السودان بلغنا مبلغا من الرفق بالحيوان وصل إلى درجة المساواة ...!
    تدخل الصيدلية لتطلب دواءً - وكعادتنا "المتسامحة" حتى في حال المرض - لا نحمل معنا "الروشتة" فالذهاب إلى الطبيب أصبح من الكماليات ...! يكفي أن تذكر اسم الدواء إن كانت ثقافتك الدوائية جيدة ... أو أن تشرح للصيدلي (قائم مقام الطبيب) الأعراض شفاهةً، وقبل أن يكتمل شرحك تجده قد تحرك ليتناول الدواء من أقرب "رف بشري" وليس "بيطري" ولا وقت لديه لمعرفة تفاصيلك المملة فقد قلت ما فيه الكفاية ولديه كثير من "الزبائن" غيرك .. تتناول الدواء وتتأمله لتتأكد من أنه لا يخص " الحمير والبغال" ثم تخرج في صمتٍ متسامح ... !
    بقدرة قادر أصبحت جميع محلات الاتصالات "تركّب العطور" في سابقة سودانية فريدة لم يكتشفها أحد غيرنا حتى الآن فأصبحت كلمتي "اتصالات" و "تركيب عطور" ككلمتي "هلال مريخ" لا تفترقان فتشابها وتشاكل الأمر .. فكأنما خطٌ ولا عطرُ ... وكأنما عطرٌ ولا خطُّ .. ! حتى يخيّل لك أن الاتصالات لن تتم إلا بتركيب العطور وأن العطر لا يصلح أن يباع إلا في محل الاتصالات... وأنّ "سوداتل" لن تصرّح لك بفتح محل اتصال إلا إذا وقّعت تعهدا ببيع "العود والعنبر والعطور" ...
    " وبرضو ما في مشكلة " ... وأين المشكلة ؟ .. محل الاتصالات يستخدم للتواصل مع الآخرين صوتيّاً ... والعطور تستخدم للتواصل مع الآخرين شميّاً ... !
    وحسناً فعل أصحاب محلات الاتصال باختيارهم للعطور ... ولم يجانبهم الصواب كأصحاب الصيدليات .... ! (حمانا الله من رفوفهم) فإذا دخلت محلاتهم إما أن تتصل .. وإما أن تبتاع منه ... وإما أن تجد ريحا طيبة .. ! (والله لا جاب عوجة) .
    ومن التسامح الذي قد يؤدي إلى الهلاك ما حكاه لي أحد الأصدقاء عند ذهابه إلى عيادة طبيب معروف طالبا الاستشفاء .. وبعد مقابلة موظف الاستقبال ودفع "المعلوم" دخل إلى الطبيب وشخّص له حالته التي استدعت أخذ "إبرة" عاجلة في العيادة نفسها فذهب بطبيعة الحال إلى موظف الاستقبال ليسأله عن مكان "الحقن" الذي أجابه بابتسامة باهتة بأنه قد "وصل تب" واكتشف أن موظف الاستقبال هو من "سيطعنه" الحقنة وليس أحد غيره ...! واتضح له في آخر الأمر أن موظف الاستقبال والمحاسب والممرض تم اختزالهم في شخص واحد (سوبر موظف) وذلك توفيرا لجهد ووقت المريض .. وتوفيرا لدراهم صاحب العيادة ... ! " وبرضو مافي عوجة " ..
    إنني أفهم أن نجامل بعضنا في المناسبات .. وفي الأفراح والأتراح ...وفي السياسة والكياسة ... فنحن شعب يتنفس تسامحا ومجاملة حتى مع من نختلف معهم ، ولكن الذي لا أفهمه حتى اللحظة تسامُحنا الذي يرقى إلى درجة الإهمال الشنيع في أشياء تتعلق مباشرة بالصحة العامة وبحياة الفرد ... التسامح الذي قد يتحول في بعض الحالات إلى درجة أقرب ما تكون إلى "التطرّف" و"الغلو" وأخشى أن يتهمونا يوما ما "بالإرهاب التسامحي".























                  

العنوان الكاتب Date
متسامحون ... لدرجة التطرّف محمد أحمد إبراهيم الرياض 12-24-03, 11:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de