العولمة ... أم الانكفاء على الذات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 03:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-15-2003, 04:16 AM

محمد أحمد إبراهيم-الرياض


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العولمة ... أم الانكفاء على الذات

    برز مصطلح العولمة (Globalisation) في تسعينيات هذا القرن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتراجع القطبية الثنائية أمام القطب الواحد ، وربما بدأت تأثيراتها في الظهور منذ أواخر القرن الماضي وطوال هذه الفترة ظل تعريف مصطلح العولمة مثارا للجدل بين المعرِّفين لها ولم يتم الاتفاق على تعريف موحد لهذا المصطلح ، ربما لارتباطه بنواحي ثقافية واقتصادية وحضارية ودينية واجتماعية يصعب معها إيجاد تعريف جامع مانع ، وعلى الإجمال يمكن تعريف العولمة على أنها اصطباغ عالم الأرض بصبغة واحدة شاملة لجميع أقوامها وكل من يعيش فيها وتوحيد أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية من غير اعتبار لاختلاف الأديان والثقافات والجنسيات والأعراق .

    لم يكن جدل المؤيدين والمعارضين لها بأقل من جدل المعرّفين للمصطلح ، فقد دار – ومازال يدور- حديث عريض حول محاسن ومساوئ العولمة بين معارض يرى فيها ما يرى من استلابٍ لحضارات الأمم وثقافاتها وفقدانها الهوية والخصوصية التي ظلت تلازمها وتتمتع بها منذ نشأتها ، وبين مؤيدٍ يرى فيها الحل لمشكلات العالم بعد تلاشي الفروقات الاقتصادية والثقافية والحضارية بين الأمم وسيادة أنشطة اقتصادية واجتماعية وفكرية موحدة .

    خلق الله سبحانه وتعالى هذه الأرض وأوجد فيها من الكنوز الظاهرة والباطنة الشيء الكثير، وخلق الإنسان فيها وأمره بالسعي والضرب في أرجائها بحثا عن الرزق والعلم والمعرفة وحثهّ على ذلك ، كما أن فلسفة جميع الأديان السماوية لم تقم على الانغلاق على الذات والتقوقع ورفض الآخر ، وإنما على الانفتاح والتواصل وتلاقح الأفكار ومد الجسور والسعي نحو الآخر ومحاولة التواصل معه وكان هذا سبيل جميع الرسل والأنبياء فما من نبيٍّ أُخرج من أرضٍ إلا وسار إلى أرضٍ غيرها .. وما نبذه قومُ إلا ويمّم شطر آخرين ... وهكذا .. وقد جاء القرآن الكــريم مبينا لهذا التواصـل ومشـددا عليه في قولـه تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " باعتبار أن الخلق كلهم أبناء أسرة واحدة ينتمون إلى أصلٍ واحد ، وقد جاء الخطاب عاماً لجميع البشر " يا أيها الناس" كما جاءت كلمة "لتعارفوا" لتؤكد لنا أهمية الانفتاح على الآخر والسعي إليه ، والتعرف به ، ومبادلته الأفكار والمعارف والمصالح ، ونرى ذلك جليا في ديننا الإسلامي ، فلم يكتف الرسول (عليه الصلاة والسلام) بالدعوة في قومه بل ظلت دائرة الدعوة في اتساع مطّرد حتى بلغ الإسلام في عهده وعهد خلفائه (عليهم رضوان الله) أصقاع الدنيا ودخلت فيه أمم كثيرة وشعـوب مختلفة ذات ثقافات متعددة ومتباينة جمعها الإســلام ووحدة العقيدة ، وشهد التاريخ لبعض الوقت " عولمة إسلامية " رائعة سادت فيها ثقافة احترام الآخر وقبوله على اختلاف عقيدته ، ويزخر تراثنا الإسلامي بالعديد من الأحداث الدالة على احترام خصوصية الآخرين وتمتعهم بحريتهم العقدية والثقافية تحت ظلال الإسلام ، وتراجعت حضارات أخرى وانزوت أمام هذا المد الإسلامي العارم وصارت اللغة العربية بعد ذلك التمازج هي لغة الحضارة والثقافة والعلوم حتى قيل أن بعض الفرس والروم كانوا يستخدمون كلمات من اللغة العربية أثناء التحدث للدلالة على عمق ثقافتهم ، مثلما يفعل الآن مثقفونا بإقحــامهم بعض الكلمات الغربية في حديثهم لذات الغرض ... ! .

    الآن وقد انقلبت الأوضاع وسادت ثقافة الغير أمام تراجع الحضارة والثقافة الإسلامية منذ أمد بعيد ولأسباب معلومة لدى الجميع ، وتنامت ثقافة الغير أمام هذا التراجع مستخدمةً جميع أدوات الاتصال الممكنة لتحقيق أهدافها ، فقد أصبحت مقاومة هذا التيار عمليا من الصعوبة بمكان إن لم تكن مستحيلة ، لأن مقاومته تعني مقاومة أدواته ومنعها وهذا يعني الانعزال التام عن العالم والانكفاء على الذات مما سيؤدي في وقتٍ ما إلى إصابة المجتمع المنعزل بالهزال الثقافي والحضاري ومن ثم ضموره فمواته ...

    إن الحل يكمن في تلقي هذا المد القادم بكل ما يحمل من غثٍ وسمين واختيار ما يتوافق وقيمنا الدينية والحضارية وترك ما عدا ذلك ... كما يجدر بنا استخدام نفس أدوات هذا المد في التأثير على الآخر وتصدير حضارتنا وثقافتنا إليه محققين الديناميكية التي أُمِرنا بها على الأرض والتي من أجلها خلقنا ولا خوف من النتائج :
    " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض "
    محمد أحمد إبراهيم























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de