رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 02:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعرة لنا مهدى(lana mahdi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-07-2004, 08:53 AM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. (Re: Abdel Aati)

    الاستاذ عادل المحترم

    المحور الاول:- السياسة والقداسة

    (السياسة والقداسة أي ثنائية "حزب الأمة و كيان الأنصار" أي معادلة ما هو دنيوي وديني وموقع الإسلام الذي يعتبره حزب الأمة منطلقه وأساس هويته الفكرية والوطنية من ما نطرحه في مداخلتنا هنا.)

    نتفق جميعنا أخي عادل بغض النظر عن مرجعياتنا سواء كانت مادية ديالكتيكية أو / ميكانيكية نموذج الفكر الشيوعي- الاشتراكي أو حتى واقعية –تطبيقية أو علمانية تفصل بين الدين والسياسة...نتفق كمسلمين بالمعنى المجرد للكلمة بغض النظر عن مشاربنا السياسية نتفق بان الإسلام كرسالة سماوية ليس كالمسيحية وان تجربة الحضارة الإسلامية ليست كتجربة أوروبا القرون الوسطى التي هيمنت فيها تعاليم اللاهوت المتخيل لا كما جاء به عيسى ابن مريم سيطرت تلك التجربة على العقل والعطاء الإنساني مما ادخل تلك الأجزاء من العالم في نفق قرون من الظلام والظلمات.
    نتفق مع علماء الاجتماع قاطبة بان للدين دور في الحراك الاجتماعي سلبا كان هذا الدور أو إيجابا، يكون سلبا حين يدعي أحدا بأنه يملك صكوك الحرمان والغفران في يده وانه يحكم بالحق الإلهي الذي لا يقبل النقض في شئون العباد.... ويكون دور الدين إيجابا حين يركز على الحض على النماء والعلم وعمران الأرض والتسامح بين بني البشر وتهذيب النفس في كل أوجه ، وفوق ذلك الانحياز المطلق للعدل بين البشر على غرار " لا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى"... وهناك قول " إن الله يديم الدولة بالعدل وان كانت كافرة ، و لا يقيمها على الظلم وان كانت على الإسلام"....
    فمصطلح كلمة " سياسة" والتي تطالب بعض القوى السياسية عزلها من تأثير الدين الإسلامي في سودان وادي النيل، هي ليست مصطلحا دخيلا او غريبا على مقاصد الإسلام وروحه، والقارئ فقط للقرآن حتى ولو لمرة واحدة في شهر رمضان من أبناء المسلمين تستوقفه آيات كثيرة تحض الناس وأولي الأمر على العدل إذا حكموا بين الناس، وتطالبنا أفرادا وجماعات حاكمين ومحكومين بإقامة الوزن بالقسطاس أي بالعدل، وألا نخسر في الميزان، وهناك حض على التعايش بين الشعوب والقبائل للتعارف والتكامل الوظيفي في مختلف مناحي الحياة، بل هناك دعوة للمواطنة الكاملة بين المسلم وغير المسلم في إطار الدولة التي يجمعنا بها حقوق وواجبات متساوية بغض النظر عن الدين في توازن تحترم فيه الأغلبية خصوصية الأقلية والأخيرة لا تتجرأ على الأكثرية باستفزازات قد تخل بالتوازن في النسق الاجتماعي للدولة.
    دين كهذا وإسلام كالذي ندين به أنا وأنت وغيرنا لا يمكن أن نقول بان لا دور له في السياسة، وان قلنا ذلك فإننا لا نقو بالقوة عزله منها لأنه في الوجدان والنفوس قبل أن يكون في الدساتير، والدستور إن لم يكن مرآة صادقة لجوهر الأمة بمختلف انتماءاتها ومعتقداتها يكون أداة للاضطهاد لا للعدل.... و لا توجد دولة في العالم الغربي لا تضع في استراتيجيتها مصطلح المصلحة العقائدية، وهذه تعني دين الدولة ولكن بصورة مغلفة تقتضيها أحيانا الكياسة السياسية التي تتماشى مع المنهج العلماني على نحو ما نشاهد في أمريكا، فدولة كأمريكا تعتبر علمانية ولكن تجد الحزب الذي يحكمها لدورتين " الجمهوري" حزب محافظ مسيحيا أي دينيا وان هذه النزعة الدينية فيه تؤثر في سياسة أمريكا الخارجية خاصة تجاه نظرتها للإسلام من منظور الحركات الإرهابية، وقبل أن تنشط تلك الحركات لم تغيب عن ذاكرة مثل هكذا أحزاب في العالم الغربي وبعض المنظرون والمهتمون بالشئون هناك بان الخطر على حضارتهم بعد الشيوعية هو الإسلام.... في بيئة غربية كهذا من السذاجة بمكان ان اعتقد أنا المسلم بان المؤسسة السياسية في العالم الغربي غير معنية بدور الدين المسيحي الذي يدين به غالبية سكان أوروبا وان قراراتها تتخذ بمعزل عن مؤثرات ذلك الدين كعقيدة حتى وان لم تنص عليها دساتير تلك الدول ولكنك تجدها دائبة هنا وهناك... ولمجرد مراجعة خطابات الرئيس بوش تؤكد لك واقعية المؤسسة الامريكة تجاه المسألة الدينية ودورها ليس في السياسة الخارجية تجاه العالم الإسلامي فحسب بل حتى على صعيد السياسة الداخلية لاجتذاب شريحة من المتدينين تقدر بالملايين في المعارك الانتخابية للرئاسة.
    هذا الإسهاب في المقدمات ضروري في تقديري ونحن بصدد التداخل معك اخي عادل فيما يتعلق بمسألة السياسة والقداسة أو علاقة الأمة بكيان الأنصار ... على خلفية الثنائية الدينية والدنيوية. حيث القصد منها هو القاء الضوء على وعينا بدور الدين في الحياة العامة ودور الحركة الأنصارية في إطار مؤسسة حزب الأمة باعتبارها كيان إسلامي يعتقد في الإسلام كمنهج دين ودولة اذا ما اخذ بمفاهيمة ومقاصد وغاياته كما جاء بها خاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
    كلمة سياسة في الإسلام هي تعبير ساطع عن حقيقة الإنسان المسلم الذي أراد له الله أن يكون خليفة في هذه الأرض لا ليدعي بأنه ظل الله في الأرض أو انه يحكم باسم الله ولكن لكي يسوس شئون الاجتماع البشري بمقتضيات الخلق القويم الموجب للعدل، القيام بأمانة العمران التي تقتضي التطور والتقدم العلمي وطلبه أينما كان حتى وان كان في الصين.... فالعمران الدنيوي بالمفهوم الإسلامي ليس مجرد غاية دنيوية بل سبيل للدار الآخرة..." فلا أخال من بيننا من هو دهري لا يؤمن بالآخرة"، فالإنسان المستخلف لتعمير الأرض وتحقيق شروط التعايش مع الآخر المختلف عرقا أو دينا ليس هو سيد هذا الكون وإنما هو عبد لله يراعي فيه حرمات الله، بان لا يصادر حريات وحقوق الآخرين وبان لا يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وغيره من الأوامر والنواهي التي هي في صميم إدارة الشئون الاجتماعية القانونية لأي دولة أو مجتمع...فالسياسة وبالتعريف البسيط لها من منظور علماء الإسلام هي " العمل الذي يكون المرء معه اقرب للصلاح منه إلى الفساد" وميدانها يقوم على المتغيرات التي لا تقف عند حدود النص القرآني أو الديني الذي نستلهمه في مواقفنا كوازع يمنعنا من الانحراف أخلاقيا او اختلاس المال العام أو التسيب في أدائنا المهني أو الوظيفي وهذه أبعاد اعتقد لا ينكرها احد في دور الدين في الحياة الاجتماعية والسياسية. فنصوص الدين والشرع نصوص متناهية بينما متغيرات العمل التنموي والعمراني والتقدمي هي أمور غير متناهية وهنا لم يقف الإسلام " بقرآنه وسنته" يوما حجر عثرة أمام التقدميون من أبنائها لكي يشيدوا او يبتكروا او يبدعوا .... أقول لم يقف الإسلام بقرآنه وسنته ضد التقدم والتطور والعلم والعقل لأشير بذلك إلى ضرورة الحكم على الإسلام من مظانه أي أصوله.
    عندما قامت الثورة المهدية جهر قائدها الإمام المهدي الأكبر قائلا " أنا عبد مأمور بإحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما"... فإذا نظرنا إليها في السياق البسيط نجد انه من منا كمسلمين فرادا وجماعات لم يكن مأمورا بإحياء الكتاب والسنة في نفسه تدينا وخلقا، وفي ما إذا عمل احدنا عملا أن يتقنه، وان يميط الأذى عن الطريق والأذى يمكن يكون نظام الحكم الظالم والجاثم على الصدور.... لم يكن دافع الإمام المهدي بمقولته هذه حسا كهنوتيا خالصا بقدر ما كان يربط تربيته السلوكية الدينية و المنظور الإسلامي بالواقع الذي كان يعيش فيه والذي كان على صعيد قضية التدين ينقسم إلى قسمين: صوفية غارقة في غيبوبتها منصرفة عن السلطان الزمني " الحاكم الخديوي" الذي كان يعيث في الأرض فسادا، وبين مؤسسة دينية رسمية كانت مهمتها إصدار فقه الضرورة للحاكم التركي وتجيد فن تكفير كل من خالف الخديوية وهؤلاء من أطلق عليهم المهدي مسمى " علماء السوء" وهم كثر في أيامنا الحاضرات وخاصة.
    فالحركة الأنصارية في السودان هي حركة وطنية تسترشد بالإسلام في مقاصده العليا ودوافعه للانعتاق من الظلم بكافة الوسائل المشروعة للنضال اليومي أو الحكم، وتدرك قيادتها وعبر الزمان بان سياسة العمران أي الدولة لا قطعيات ثابتة فيها بل هناك كليات وفلسفات وقواعد ومبادئ إسلامية عامة واطر حاكمة متروكة للعقل البشري والاجتهاد والبحث الإنساني، وللعقل مطلق حرية التفصيل والتفريع والبناء والتفكيك للإشكاليات التي تكتنف واقع الدولة، وذلك تحقيقا للرخاء والنماء والعمران المنشود إسلاميا وهو إنسانيا أيضا على نحو ما أفرزته الحضارة الإسلامية في قرون مجدها واقتدارها.
    فالأنصار ليسو بطائفة بالمفهوم السياسي والاجتماعي للكلمة، بقد رما هم حركة وطنية تتخذ من أعمدة الوطنية السودانية مدخل من مدخلات وعيها بقضايا الشعب، ومن الإسلام وكل اعرف أهل السودان ومعتقداتهم منطلقا لثقافتهم الروحية والمادية.... فهم كيان قاد ثورة وانتصرت فحررت وطنا اسمه السودان اليوم صار حقا خالصا للسودانيين حتى من خالفهم الرأي أو حتى اشتط في حقهم بالبقاء والتواجد فيه.. فلا أرى بان هناك شخص منصف وموضوعي وعقلاني ان يقول هذا كيان ديني يجب أن يحرم عليه النشاط السياسي على نحو ما جاء في ميثاق التجمع " تحريم النشاط السياسي على أي تنظيم يقوم على أساس ديني" ، هذا من ناحية، من الناحية العملية يلعب كيان الأنصار دوره الوطني ولكن لم نسمع يوما بان هيئة شئون الأنصار خاضت الانتخابات البرلمانية في السودان كتنظيم سياسي، بل المعروف إنها قاعدة لحزب الأمة ويمارس أفرادها دورهم الوطني من خلال مظلة حزب الأمة، وهذا وحده من شأنه أن يقلل او يزيل اللبس لدى العديد ممن يتحدثون عن ازدواجية أو ثنائية بين هيئة شئون الأنصار وحزب الأمة... ولكن هناك مطالبات أحيانا تبدو ككلمات حق يراد بها باطل... كل المشتغلين بالسياسة يدركون بان العماد الفقري لحزب الأمة هو كيان الأنصار، وان نجحوا في أضعاف العلاقة أو تشتيت هذا الكيان فإنهم يستطيعون بذلك تحويل حزب الأمة إلى قزم..هذا ما حاولته كل الأحزاب الايدولوجية يسارا ويمينا وكل الأنظمة العسكرية إلى درجة أن هناك أدب صارا شائعا وجاريا على اللسنة كل من ينشق من حزب الأمة من لدن عبد الله محمد احمد والى مبارك الفاضل يقولون بأنهم أنصار ولكن حزب الأمة لم يعد يلبي تطلعاتهم وهذا تبرير للانتهازية السياسية التي بدا بها البعض.... بل تسربت هذه المفاهيم إلى بعض كوادر حزب الأمة في فترة الديمقراطية الثالثة وفي عقد التسعينات وظلوا يطالبون بإضعاف أو إبعاد كيان الأنصار عن كمؤسسة الحزب ظننا منهم أن ارتباط الكيان بالحزب لا يشجع المثقفين والمستنيرين من المبادرة بالانتماء إليه وهذا غير صحيحا مطلقا بقد رما أنا شخصيا اعتبرها مؤامرة على شعبية الحزب... لان المثقف الذي يأتي يسره أن يجد حزبا له ثقل شعبي وجماهيري لا حزب صالونا لشلة من المثقافتية المعزولين عن الجماهير بل عن السودان بريفه وحضره ومدنيته...فهذا أمر لا يستقيم بحق كيان قاد ثورة إصلاحية وطنية لها ارث بحجم ارث الثورة المهدية التي لا يخطئها العالم ناثره ناهيك عن محاولة بعض المثقفين السودانيين إهالة الغبار على عطائها أو البخس في مكانة الأنصار الذين حملوها على أكتافهم وأعناقهم جنين ثوري حتى استوى عوده رمحا للنصر.
    وهنا تحضرني أخي رواية واقعية روتها لي انسانة احترمها: روت بان بنت خالها كانت تدرس بمدرسة كوستي للبنات، فلها زميلة تعلم بأنها من آل المهدي، لذلك كانت تتصيد أي فرصة للعكننة عليها خاصة في حصة التاريخ التي يأتي فيها الحديث عن فصل من فصول الثورة المهدية.... فكانت من الإشارات السالبة التي تعمل على إيصالها لها في الفصل أو خارجه قولها " هو المهدي دا منو" ... هو المهدي دا سوا شنو !!! يعني كلام يغيظ .... ففي يوما ما وقفت صاحبتها في حصة التاريخ وتقول للمدرسة مثل هكذا عبارات... فما كان أمام صاحبتنا حفيدة المهدي إلا أن وقفت في حالة من طلع من طوره كما يقول أهلنا الطيبون ... وقالت لها انت ما بتعرفي المهدي كل حصة وفي الشارع تقطعي علي الطريق المهدي دا شنو شنو .....أنا أقول ليك المهدي دا شنو !! المهدي دا الـ" طلع الكديس من سروال جدك" وكان مكضباني امشي اسألي أبوك".... فساد هرج ومرج خرجت البنت باكية من الفصل كيف يقال لها مثل هذا الكلام الذي يرقى إلى درجة قلة الأدب بالمنظور المحافظ عندنا كسودانيين... ولربما لم تسمع به في حكاوي الحبوبات اللائي تخصصنا في قصص بنات جعل والخليفة وعبد الله ود سعد!!!.
    ذهبت الصبية والحديث للراوية ، وسألت والدها فعلا ، صحيح يا أبوي المهدي طلع الكديس من سروال جدي!! فضحك والدها وحكى لها القصة بان الأتراك كانوا يجبون الضرائب بقسوة من الاهلين، والذي يتعثر حاله في الدفع أو يتأخر يضعوا القط او الكديس في لباسه ويعذبوه بيه حتى يدفع!!! والأتراك ديل طردهم المهدي من السودان وريح منهم الناس!!! فهمت البنت القصة ورجعت اليوم التالي فعانقت زميلتها حفيدة المهدي وصارتا صديقات إلى لحظة كتابتي لهذه الصدور حسب علمي بل غدت أنصارية كما قيل لي.)).

    هذا الوعي العميق للأنصار بالمسألة الدينية من المنظور الإسلامي وارتباطها بقضايا الوطن والمواطن، يعد وعي فطري في نفس أي أنصاري منتمي لحزب الأمة وان الفرد منا في الحزب والكيان يبدو متماهيا كليا مع تلك المبادئ والمقاصد العليا فلا نشعر بثنائية ولا أضاد في كوننا مسلمون ونؤمن بدين له قواعد كلية في المسألة السياسية وبين كوننا مواطنون أو حركيين سياسيون نعمل لإقامة دولة المواطنة التي تسع للجميع بل اشعر وأستطيع أن أقرر بلا تردد بأننا في وعينا التام بقضية الحكم هي أن شورى الإسلام لا تناقض بينها وبين الديمقراطية كأفضل نظام في العصور الحديثة كوسيلة للبيعة أو التداول السلمي للسلطة أو الإقرار بحقوق الآخر في مثل هكذا سياقات سياسية.
    هذا التصالح مع الذات عقديا ووطنيا، هو سر صيرورة كيان الأنصار وهو ما جعل هذا الكيان وعبر التاريخ منفعلا دوما بقضايا العدل والحرية والديمقراطية والوحدة، بحيث لم نسمع يوما بان الأنصار خرجوا في الشوارع ليزايدوا بقضية دينية بعينها كتطبيق الشريعة الإسلامية، أو حجاب المرأة، ولم نسمع يوما وهم في تاريخهم الحديث قد وصلوا إلى الحكم ثلاث مرات عبر صناديق الاقتراع ومنذ الاستقلال لم نسمع أنهم أعلنوا حربا جهادية ضد المملل الأخرى التي لا تدين بالإسلام سواء كانوا في الجنوب متمردين، أو شيوعيون يرفعون شعارات المادية الجدلية التي ترى في الدين أفيونا للشعوب و لا دور له في النماء والتطور بل ترياق له... هذا لا يعني أن هذا الكيان تمسكه بالإسلام مهزوزا بل العكس إننا في كيان الأنصار نعتقد حقا بأنه ما شاد الدين أحدا الا غلبه... وانه لا غلو و لا تطرف في الدين و لا باسم الدين، نغار على عقيدتنا وندافع من اجلها حين يكتب علينا القتال و نصلح حين يكون الإصلاح سبيلنا باليد أو اللسان أو حتى بالقلب... ولكن دون ما تطرف يأتي على الأخضر واليابس على طريقة التجربة " الترابية". أتكلم هنا عن دور الحركة الأنصارية في الحقب والعهود الوطنية لا الاستعمارية التي تقتضي المواجهة كالثورة ضد التركية أو حركات الرفض الثوري على غرار حركة ود حبوبة في الجزيرة، والسيد / محمد المهدي في السوكي وغيرها من حركات الرفض والمقاومة التي أريقت فيها الدماء من جراء المواجهات... الاعتدال والوسطية الفكرية والسياسية هي الموقف الواقعي بل العقلاني في سياسة كيان الأنصار وحزب الأمة في تناوله للقضايا الوطنية التي يشاركه فيها غيره من أبناء الوطن بمختلف تنظيماتهم، ودعني اروي بل اذكر بندوة جريدة السياسة إن لم تخني الذاكرة والتي نقلت تلفزيونيا على ما اعتقد في الديمقراطية الأخيرة فكان المتحدثون فيها السيد الصادق المهدي – السيد/ شدو أو بوب المحامي – و الشيخ / صادق عبد الله عبد الماجد، حول القوانين البديلة لقوانين سبتمبر 1983م، لقد استعرض السيد الصادق رؤية كيان الأنصار وحزب الأمة حول قضية الشريعة الإسلامية وموقعها من النظام الإسلامي وهو عنوان لكتاب منشور باسمه... فكان تعقيب شدو /او بوب بان طرح السيد الصادق المهدي دينيا متشددا ، بينما كان رأي الشيخ صادق عبد الله وفي ذات الندوة بان ما يطرحه الصادق المهدي طرحا علمانيا صارخا... ولعمري تلك هي وسطية الإسلام والتي هي تعبير عن الاجتهاد البشري المتوازن دينيا وعقلانيا أي إنسانيا، وهذه وسطية يقصر دونها وعي الغلاة في كل اتجاه يسارا أو يمينا.!!!..." ملحوظة أرجو التصويب إن كان هناك خطأ في الأسماء شدو أو بوب".
    فمرجعيتنا كأنصار وحزب امة تختلف في فلسفة العمران والتقدم والتطور في الأرض عن الفلسفة الغربية لأنها فلسفة إسلامية، وهو اختلاف وسائل لا اختلاف تصادمي. فالحضارة الغربية المعاصرة تقف عند وجه واحد في فكرها العلماني هو " دنيوية" كل شئ في الحياة، وهذا يعود إلى الطابع الوضعي لتلك الحضارة والذي اشك فيه في أوقاتنا الحاضرة على الأقل في مرحلة ما بعد أحداث 11 سبتمبر في أمريكا حيث طفح الخطاب الديني والتحريض المسيحي ضد الإسلام في كثير من بلاد الغرب.... العلمانية المادية كما ذكر السيد الصادق المهدي في كتابه " تحديات التسعينات" بأنها كالعنقاء لا وجود لها في أي مكان في الدنيا" أي تلك التي تطالب بفصل استئصالي بين الدين والدولة أو السياسة... وهذا لا يمنع هنا من أننا سنناقش المنطلقات الأساسية للفكر العلماني بعيدا عن تطبيقاته حيث أن الحضارة الغربية وبطابعها الوضعي كما أسلفت تقف عند مقصد تدبير الإنسان لشئون حياته الدنيا فقط، والإنسان في نظر تلك الحضارة هو سيد هذا الكون، بينما الفكر الإسلامي يقول بان للكون سيد هو الله وان الإنسان مستخلف في هذا الكون لاعماره ويبتغي بهذا الاعمار وجه الله أي إن العمران والتقدم ضرب من ضروب العبادة وليس مجرد هوس وسباق تسلح أو اغتناء للماديات الدنيوية مهما بلغت من تكنولوجيا.... أي إن مقاصد العمران لدى الحضارة الغربية هي تعميق المذاهب الفردية والوجودية – تعظيم اللذة في هذه الحياة فهي" ليست محرمة عند الله ولكن ليست هي الغاية من وجود الإنسان"، فمن المقاصد الدنيوية النهائية لتلك الحضارة الغربية هي تنمية الوفرة المادية و القوة والسطوة وكل هذا لا رابط له بيوم البعث أو بأي فلسفة للثواب أو العقاب في الآخرة أو أي ضابط ديني " وان كنت في الآونة الأخيرة استمع إلى أن برلمانات الدول الغربية تقف ضد اكتشافات كثيرة كالاستنساخ وغيره بدوافع دينية و أخلاقية" وهذه هي روح الدين التي لا يمكن أن تنفصل عن أي إنسان ذو فطرة سليمة فتجدها في مركز الأبحاث ودولاب الدولة والقانون وغيره و لا محال تظهر لحظة ما وان بقية مستترة او مكبوتة...وان كانت البلاد الغربية أيضا تبدو مصابة بمرض ازدواجية المعايير الدول التي تمنع استنساخ البشر نجدها تسن في دساتيرها حق الزواج بين طرفين من جنس واحد" وتمنح حق الشذوذ لما له من مضار على الفطرة الإنسانية... وهذا ما أشرت إليه بان الضمير الديني للفلسفة العلمانية يصحو أحيانا ويغفو أحيانا أخرى.... وهذا ما يجعلني اردد قول الصادق المهدي بان العلمانية كالعنقاء لا وجود لها في الدنيا خاصة إذا عززنا القول بان هناك أحزابا تحكم في الغرب بمسميات دينية كالحزب المسيحي الألماني.
    وهنا يحضرني قول جورباتشوف " حين قال إن والدته كانت تصلي سرا" وإنها مؤمنة.... فما عادت مراكز الأبحاث العلمية او البرلمان تخشى هجوم العلمانيين أو الماديين الذين يرون بان الدين ينبغي إن يبقى بعيدا عن الحياة فهو لم يكن ولن يكن كذلك بل سيبقى حاضرا حتى وان تجاهلنا تعاليم فان النفس اللوامة ستذكرنا دوما بان للدين دورا في الحياة الاجتماعية والعلمية أيضا.
    الفلسفة الأصلية للعلمانية كما قامت عليها الحضارة الغربية لا تقف عند حدود فصل الدين عن الدولة فحسب بل فصلا شاملا عن كل شئون التطور والعمران البشري واستبعاد كافة معاييره المعرفية والاجتماعية- ا لسياسية والاقتصادية والتربوية والأخلاقية الخ... فالإنسان من منظور تلك المرجعيات والتي نختلف معها كأنصار وحزب بأمه وبحكم إننا مسلمون إنسانها أي تكل الحضارة إنسان ينبغي له بموجب القواعد العلمانية أن يبقى دنيويا خالصا ذو مقاصد وغايات دنيوية بحته...وهذا ما أخذت تراجعه الحضارة الغربية نفسها حين شعرت بان هناك عزوف عن ارتياد الكنائس وان هنا دين اسمه الإسلام بدأ يتغلغل في فضاءات الغرب....وفي هذا الخصوص سمعت الكثير من أصدقاء غربيين لا مجال للتحدث عنها.
    شعارنا الوطني سيبقى دوما هو " وطننا السودان وديننا الإسلام"... ليس لغوغائية سياسية او مزايدة اجتماعية ضد قوى دينية او وطنية أخرى، ولكن برغماتيا وواقعيا هذا صحيح، يبقى هذا الشعار تغريد في مالطا إذا ما رفعناه في دولة المقرة أو مملكتي النوبة العليا أو السفلى المسيحيتين قبل قرون مضت من الآن.
    تمسكنا بالقواعد – المقاصد والمبادئ الكلية للإسلام في سياق العمل الوطني السوداني لا يعني إننا ننفي بان هناك تجارب حكم فاشلة تمت باسم الإسلام ودوننا تجربة الجبهة الإسلامية الشائهة منذ قوانين سبتمبر 83 والى اليوم.... و لا أريد أن أتمسك بالقول النظرية غير التطبيق لان الإسلام دين وليس نظرية... ولان الكليات الهادية للبشرية تبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بينما النظريات هي اجتهاد بشري يجبها أي اجتهاد أكثر منها تقدما تجاه تقديم حلول للمشكلة والمفترض ان تعالجها تلك النظرية... والاجتهاد يمكن أن يكون في الدين أو حقول العلم والبحث العقلي وكل منهما سواء كان دينيا أو وضعيا فهو غير ملزم للأجيال القادمة وهذا ما قال به الإمام المهدي الأكبر حين علق العمل بالمذاهب الأربع بموقفه المشهود " هم رجال أي الأئمة الأربعة – ونحن رجال" لك وقت ومقام حال ولكل زمان واوان رجال"... وهذه في علم الإدارة الحديث تسمى النظرية الوقفية Situational Theory وهي نظرية مكتشفة في القرن العشرين أي بعد مقولة الإمام المهدي هذه.
    وهناك جانب موضوعي في الأمر غير المثالي المشار إليه في الفقرة أعلاه، هو إن ظللنا نحاكم الفلسفات أو الأديان بالتجارب الفاشلة فلا أرى بان هناك فلسفة وضعية أو سماوية لم تقم باسمها دولة واضمحلت وآلت إلى السقوط... المسيحية قامت باسمها دول وحضارة واندثرت – الإسلام كذلك – والشيوعية – حتى العلمانية بمفهومها الغربي طبقت في العديد من البلاد ولم تحل مشكلات الفقر والأقليات فيها وهذه بريطانيا والجيش الأحمر نموذجا.... اما في الوطن العربي فعراق صدام حسين كان يحكمه حزب يرفع شعاراته علانا جهارا بأنه حزب دنيوي وليس ديني، ومع ذلك تأجج الصراع الطائفي والعرقي والجوي في العراق في عهد صدام حسين والى أيامنا الراهنة.... إن الفلسفة وحدها لا تكفي لإقامة دولة العدل سواء كانت دينية أو دنيوية فالعدل عماده الرجال الذي يتقون ويحملون تلك الفلسفات وينحازون بشكل كامل إلى قضايا الجماهير وهنا يمكن أن تستمر دولة وهي كافرة لا لشئ إلا لأنها عادلة، وتسقط أخرى حتى وان كانت مسلمة لأنها غير عادلة أي ظالمة.
    أردت أن أقول تأسيسا على كل ما أسلفت بأنه لا توجد ثنائية بين كيان الأنصار وحزب الأمة و لا أضاد بينهما، ولكن هناك تكامل وظيفي بينهما وان لكل منهما مساحاتها التي يتمدد فيها دون إعاقة من الآخر.... وكل منهما يعمل يلعب دوره في السياسة والاجتماع والاقتصاد دونما حرج مرجعي في ذلك بل له مرجعيته وهي الإسلام والوطنية السودانية الخالصة التي منها تأتي مشروعية الحراك الديني والإسلامي وغير الإسلامي والسياسي في حزب الأمة وكيان الأنصار.
    أتمنى أن أكون بهذا قد أجبت على المحور الأول والذي يتحدث عن السياسة والقداسة في ثنائية العلاقة بين الأمة والأنصار.
    وسأعود غدا للمداخلة حول المحور الثاني:-

    ( أسرة المهدي كأسرة أمامية لكيان الأنصار ومؤسسة في حزب الأمة وأثرها على الحراك السياسي الثوري أو النضالي أو حتى السلمي في معركة حزب الأمة من اجل العدالة والحرية.(

    ابوساره بابكر حسن صالح
    *********************************************************************************
    مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
                  

العنوان الكاتب Date
رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 01:53 AM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-05-04, 02:03 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. معتز تروتسكى12-05-04, 02:13 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 02:18 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-05-04, 02:26 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 03:01 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. yagoub albashir12-06-04, 11:23 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-07-04, 09:56 AM
          Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. yagoub albashir12-09-04, 02:05 PM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-05-04, 02:19 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 02:31 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. إسماعيل وراق12-05-04, 02:39 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 02:51 AM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. معتصم الطاهر12-05-04, 02:36 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 02:57 AM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Fadel Alhillo12-05-04, 02:41 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. إسماعيل وراق12-05-04, 02:46 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 03:00 AM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-05-04, 02:41 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 02:50 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abubaker Kameir12-05-04, 03:15 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 04:10 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. محمد حسن العمدة12-05-04, 03:45 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 04:16 AM
          Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Omer Abdalla Omer12-05-04, 05:21 AM
            Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 06:19 AM
            Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. إسماعيل وراق12-05-04, 06:21 AM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-05-04, 06:03 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. إسماعيل وراق12-05-04, 06:13 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 06:27 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 06:21 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-05-04, 06:36 AM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Fadel Alhillo12-05-04, 06:20 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. إسماعيل وراق12-05-04, 06:31 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. إسماعيل وراق12-05-04, 06:42 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-05-04, 06:59 AM
          Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. إسماعيل وراق12-05-04, 07:05 AM
  محمد عبدالرحمن lana mahdi12-05-04, 08:25 AM
    Re: محمد عبدالرحمن هاشم نوريت12-05-04, 09:07 AM
      Re: محمد عبدالرحمن Abdel Aati12-05-04, 09:19 AM
        Re: محمد عبدالرحمن محمد حسن العمدة12-06-04, 01:28 AM
    Re: محمد عبدالرحمن Abdel Aati12-06-04, 04:18 AM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. AbuSarah12-06-04, 05:32 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-07-04, 00:47 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. AbuSarah12-08-04, 06:27 AM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. محمد عبدالله محمود12-06-04, 10:07 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-06-04, 10:17 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-06-04, 08:15 PM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. خالد عويس12-07-04, 00:10 AM
          Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. خالد عويس12-07-04, 00:18 AM
            Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-07-04, 10:04 AM
          Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-07-04, 01:20 AM
            Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. AbuSarah12-07-04, 08:53 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-07-04, 01:17 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-07-04, 01:09 AM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-07-04, 00:19 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. محمد عبدالله محمود12-07-04, 09:04 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. AbuSarah12-07-04, 09:28 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Omer Abdalla Omer12-08-04, 11:05 AM
          Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-08-04, 12:04 PM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-08-04, 12:22 PM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-09-04, 03:37 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-09-04, 04:19 AM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. WadalBalad12-09-04, 08:45 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. lana mahdi12-09-04, 09:16 AM
          Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Mohamed A. Salih12-09-04, 10:13 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-09-04, 09:23 AM
          Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. هاشم نوريت12-09-04, 10:16 AM
            Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Kostawi12-09-04, 03:03 PM
              Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-10-04, 03:11 AM
            Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Kostawi12-09-04, 03:06 PM
              Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Omer Abdalla Omer12-09-04, 05:25 PM
              Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. هاشم نوريت12-11-04, 06:09 AM
            Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-10-04, 03:10 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. محمد حسن العمدة12-10-04, 04:37 PM
  Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. yagoub albashir12-10-04, 09:30 AM
    Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-10-04, 12:08 PM
      Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. هاشم نوريت12-10-04, 02:56 PM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. إسماعيل وراق12-11-04, 06:37 AM
          شكراً معتصم الطاهر lana mahdi12-11-04, 08:23 AM
        Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-11-04, 08:43 AM
          Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. yagoub albashir12-11-04, 12:44 PM
            Re: رسالة مفتوحة الي شباب حزب الامة .. Abdel Aati12-12-04, 08:59 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de