فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير
فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير ولقب فخامة أخلعه عليكم بروتوكولياً بحكم المنصب والذي هو واقع حال وإن كان بغير رغبتي ورغبة الكثيرين. لقد أتيتم قبل سبعة عشر عاماً من الآن وأستوليتم على السلطة بالقوة وأدعيتم أو قل بررتم فعلتكم تلك كما زعمتم أنكم أتيم لإنقاذ البلاد والعباد ، إنقلبتم وأطحتم بنظام ديمقراطي منتخب (فلتكن ديمقراطية منقوصة أوقاصرة شأن كافة النظم الديموقراطية في دول العالم الثالث) لكنها تبقي نظام شرعي شئت فخامتكم أم لم تشأ وتبقي الديمقراطية والأنظمة المنتخبة على علاتها أفضل من سرقة النظام بإستخدام القوة وهذا ما أسميتوه زندقة بثورة ، وكالعهد بنا هللنا وطبلنا وكبرنا وذهبنا أبعد من ذلك أن باركنا ، دافعنا في ذلك التغيير أياً كان شكله دون النظر إلى نتائجه بحكم ضيق أفقنا وسطحية نظرتنا والتي بالكاد تتعدى أرنبة أنفنا وتفاعلنا المحدود مع الأشياء شأننا في ذلك شأن ملح أندروس نفور بسرعة الصاروخ وبذات السرعة تهدأ ثورتنا وفورتنا ، وللأسف الشديد نحن في السودان شأن كل الدول المتخلفة نفتقر ونفتقد لأي بيان إحصائي يعضض أو يؤيد حقيقة ناهيك عن قاعدة بيانات يمكن الركون إليها ، فحتي التعداد السكاني غير صحيح ، لذلك لا أملك أن أقدم لفخامتكم إتهام دون أرقام أو أدلة ، ما علينا ، أنا هنا فقط أود أن أسأل فخامتكم ما هي الإنجازات التي تحققت منذ إستيلائكم على السلطة وحتى اليوم في السودان ؟ هي فترة ليست بالقصيرة فأنت أخذت أكثر مما تستحق في الحكم وهي مدة أكثر من كافية لتقييم تجربتكم الطويلة والتي إنتهت إلى أكبر صفر عرفه التاريخ حتى الآن. ودعني أساعدك على الإجابة – يعني أغششك عديل كده - يفترض أن أكبر إنجاز لكم هو توقيع إتفاقية سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. هذه الإتفاقية ومع شديد الأسف لا أعتبرها إنجاز لا لنظامكم ولا للحركة الشعبية لتحرير السودان ، فقد كفرتم بتوقيعكم على هذه الإتفاقية بكل مبادئكم وآلهتكم بعد أن أعلنتم أن الحرب ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان هي جهاد مقدس إلى آخر السخف والمتاجرة بإسم الدين وانتم أبعد ما يكون من فهم وتطبيق تعاليم وسماحة الدين الإسلامي. أين يذهب كل أولئك الشهداء يا فخامة الرئيس الذي أوهمتوهم بأن قتال الجيش الشعبي هو قتال للكفار وصك ممهور بالدم يخوله الإرتباط بالحور العين. ما هي البنود التي تم تنفيذها من الإتفاقية هل هي قسمة السلطة والثروة مع الكبار فقط ، نحن ناس قريعتي راحت يا فخامة الرئيس في الداخل والخارج إزددنا فقراً على فقرنا وخوفاً على خوفناً وجهلاً ومرضاً وتشرداً على ما كنا عليه قبل أن تأتوا لإنقاذنا. لقد زادت الشقة بين أبناء السودان وأمتلأت النفوس بالأحقاد والكراهية وما تفجر بعد موت الدكتور جون قرنق هو قيض من فيض وزفرة من بركان تحسبه خامد لكن يظل يتربص بالجميع بطول مساحة السودان. نعم وقفت الحرب لكن بقي الجميع في حالة حرب وتربص واضعين أياديهم على الزناد. هل ذهب فخامتكم يوماً إلى سوق الخضار متخفياً ليعرف كم تكلف حلة الملاح (ليس ملاح فخامتكم) بل ملاح الغبش وهل يستطيع فخامتكم تسيير أحوال أسرته بمرتب شهري ينتهي في اليوم السابع من ذات الشهر كأحسن تقدير. هل مرض طفل لفخامتكم بعد منتصف الليل أو في أى وقت حتى ووقفت عاجزاً عن إسعافه لضيق ذات اليد وقلة الحيلة بالقدر الذي إهتز فيه إيمانك بالله وتزعزع. كم عدد الذي يقبعون في سجون نظامكم ، كم عدد القتلي والمفقودين كم عدد الذي ماتوا بسبب التشرد أو الحروب أو الجوع أو المرض أو الجهل وفقدان الأمن والأمل. كم دخلت جيوب فخامتكم وبطانتكم من أموال بغير حق. والأدهي وأمر يا فخامة الرئيس أنكم بعد أن خدعتم الناس تحاولون خداع الله – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – تهللون وتكبرون وتقولون بأفواهكم ما ليس في قلوبكم ، فهل الله غافل عما تفعلون ؟ إن كل ما أتيم من أجله يا فخامة الرئيس تدهور وأنهار ، فكان يتوجب عليكم حرصاً على الوطن والمواطن أن تمتلكوا قليلاً من الشجاعة وشئ من الإنسانية وتستقيلوا بعد أن تقيلوا حكومتكم وتعيدوا الأمانة إلى أهلها ويكفيكم ويكفينا بوس المحاولة والمغامرة المجنونة التي جلبتكم للسلطة فسبعة عشر عاماً كفيلة بأن توضح عجزكم وإفتقاركم إلى أى طرح يمكن أن ينقذ البلاد في كافة الأصعدة ، علاقاتنا الخارجية صحتنا وتعليمنا إقتصادنا إجتماعياتنا كل شئ فخامة الرئيس تبدل وتغير لكن مع شديد الأسف للأسوأ. فخامة الرئيس لأنك تدعي الإسلام والتدين لابد أن أخاطبكم بما تؤمن به أو ما تعتقد فعلاً أنك تؤمن به فالإيمان يا فخامة الرئيس هو ما وقر في القلب وصدقه العمل ولنترك ما وقر في قلب فخامتكم لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولضميركم إن كان ما زال حياً ، وعلينا نحن البشر بحدود علمنا أن نقيم أعمالكم التي بين أيدينا فجرد حساب بسيط يبين مدي التدهور الذي وصلت إليه البلاد بفضل سياساتكم الخرقاء وتخبطكم وعشوائيتكم في الشأن كله ، صحيح أنكم لا تعرفون شيئاً في السياسة والإدارة إلا أن ذلك لا يغفر لكم أخطاءكم فكثيرون هم الذين يجهلون لكنهم خير من أولئك الذين يجهلون ويجهلون أنهم يجهلون (وبارك الله في إمرئ عرف قدر نفسه). أولم تسمع فخامتكم قول الله تعالى: {إِنَّ الذين هم مِنْ خَشيةِ ربِّهم مُشْفِقُون والذين همْ بآيات ربهم يُؤْمِنُونَ والذين هُمْ برَبِّهم لا يشْرِكُونَ والذين يُؤتون ما آتوا وقُلُوبهم وجلةٌ أنهُم إلى ربهم راجِعُونْ أولئِكَ يُسارِعُون في الخيراتِ وَهُم لها سابقُون} هذه يا فخامة الرئيس وردت في سورة المؤمنون من الآية 58 حتى الآية 63 وهي صفات المؤمنين وعلاماتهم ، هذه هي مميزات الإيمان فهلا طبقتها على أفعالك وأقوالك ، هذه شهادة المؤمن فهل تمتلك مثلها أم أن ما تمتلكه شهادة مضروبة حتى في الإيمان. الإيمان ليس ثوباً تلبسه ولا حلية يتحلى بها فخامتكم, ولا اسماً تنتحله. ولا أمنية تراود خيالك ، إنما الإيمان هو ما أسعد صاحبه في الدنيا ونجاه في الدار الآخرة فهل فعل معك على أقل تقدير في الدنيا. الإيمان هو ذلك النور الإلهي المستقر في القلب النظيف الطاهر الذاكر، الإيمان موجات كهربائية تصدر عن القلب فتنير العقل والفكر، الإيمان قوة دافعة تحلي وتدفع الجوارح والأعضاء بتلك القوة النورانية إلى فضائل الأعمال وجليل الصفات فعل فعل إيمانكم بكم أى من ذلك. هل فكر فخامتكم ذات مرة أن الله جل وعلا أقرب إليكم من حبل الوريد يجب أن تعلم أنك ليس أول رئيس يموت وأنه ليس في الآخرة منزل ومصير إلى الجنة أو النار لأ أتوقع رداً من فخامتكم لأنني لا أمثل أى شئ بالنسبة لكم ولملككم لكن ما يجب أن يعلمه فخامتكم أنكم بحكمكم لنا وأنا واحد من الملايين التي تحكمونها حتى بدون مشيئتها لن أسامحكم عن أى حق أو نقص كان يجب عليكم أدائه لي ولم تفعلوا وأسأله جل وعلا أن يأخذ لي بحقي منكم فإن كنا نتعامل عادة بمبدأ عفا الله عما سلف فهو مبدأ أضاع علينا الكثير وجر علينا الويلات ، والحكم للواحد القهار فأنا أخشاه ولا أخشاك وإن كنت أخشي بطشك لأنه (من لم يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم).

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]