|
|
 فـى حـضــرة الملك النجـاشـي !!!!
|
بدعوة كريمة من الدكتور نورالدين ساتى سعادة السفير والممثل الاقليمى لمنظمة اليونسكو فى اديس ابابا قمت بزيارة ضريح الملك الصالح اصحمة النجاشى فى ارضه... ارض الهجرة الاولى ولقدكانت الزيارة ضمن احتفالية ضخمة تتم راتبة كل عام فى يوم عاشوراء ويؤم المكان خلق كثير يفدون من ارجاء الحبشة ومن تخومها المجاورة من اليمن وجيبوتى والصومال ومن اقوام اثيوبيا المختلفين بين الامهرا والتقراى والارومو والعفر واختلاط اجناسهم بدول الجوار......
منطقة النجاشى التى تقع فى ارض التقراى موطن الرئيس ملس زناوى وهواقليم معظمه من المسلمين...هذه المنطقة شهدت هذا العام حضورا مهيبا وقد كان لمنظمة اليونسكو دور كبير عبر مركز النجاشى الذى تأسس وفقا لاهداف جامعة ترنو نحو افق بعيد وهى تتخذ من (حولية) النجاشى منطلقا لتعبئة مطلوبة نحو التوحد والتسامح واعلاء قيمة التعايش الدينى فى وطن متعدد الاعراق والديانات ويتطلع نحو البناء بخطى متئدة ولقد كان لحضور المسؤلين الاثيوبين معنى كبيرا يدفع فى ذات الاتجاه..
النجاشى الذى وصفه الرسول عليه السلام بالملك العادل الذى لايظلم عنده احد وهويأمر الصحابة بالهجرة اليه ثم وهو يصفه لاحقا بالرجل الصالح ...النجاشى عند ضريحه يرقد عدد من الصحابة ابرزهم عدى بن النضر ويفد اليهم المسلمين من بلاد بعيدة بغرض الزيارة والتبرك والتأمل فى سيرة الرجل العظيم حيث تجد اقواما من تركيا والبلقان ونيجيريا والبلاد العربية...
احتفالية النجاشى ينهد اليها من الحبشة كل عام المسيحيين والمسلمين واللا دينين على حد سواء بحسبان الملك النجاشى رمزا روحيا كبيرا ومحلا لاتفاق الجميع .. والاحباش على نحو عام هم اكثر الشعوب اعتدادا بتاريخهم وثقافتهم وتفاصيلهم الخاصة ويتبدى ذلك بصور واضحة فى تاريخهم الخاص وتركيزهم على على لغاتهم ولهجاتهم حتى فى مناهج التعليم وعبر رعايتهم الاثار والرسوم والجداريات الماثلة فى انحاء مختلفة وحرصهم الدائب على تذليل الصعاب لحركة السياح والمختصين لزيارة تلك المعالم والدولة فى ذا تبدى اهتماما كبيرا سواء بسواء مع حرصها على حماية البيضة والذود عن الحدود المتفجرة فى نواح عديدة .. والى نحو هذا اكد وزير الثقافة الاثيوبى على رغبة الدولة المستمرة فى فتح خطوط للتواصل مع الجيران مثل السودان لما بين البلدين من اتصال عميق وترابط حضارى يتبدى عبر الجداريات والرسوم فضلا عن التداخل الثقافى والاثنى فى تاريخ متصل دون فجوات...
اهتمام الاحباش ودولتهم بقيمة الاثار وتراثهم يدفع نحو منضدة وزارة الثقافة واهتمام دولتنا الموقرة بما يستتر فى جوف ارضنا من اثار حضارية لقيت اهتماما كبيرا من المختصين الاجانب فى دراسات وحفريات مشهورة اثارت جدلا كبيرا ...
وزارة الثقافة عندنا يجب الايقتصر دورها على تنظيم ودعم المشاركات الخارجية فحسب وانما يتعداه الى مهمات التخطيط الثقافى الشامل وبحث سبل رشيدة لجذب السياح والتعريف بأثاره وحضارته واثاره التى غدت دارسة من فرط الاهمال اذ ان مصلحة الاثار لاتجد دعما يعزز دورها فى البحث والتنقيب وتموبل الخطط الكفيلة لابراز معالمنا الباذخة ومما يؤلم ان الدولة فى حومة اللهث المستمر نحو التغيير والتعمير قد اتت على جملة مما يمكن اعتباره اثرا حضاريا فى انحاء كثيرة سوى ان وزارة الثقافة فى مستقبل نرجوه ينبغى عليها ان تنهض بقوة وعزم للقيام بواجبات مهمة نحو تراثنا وآثارنا التاريخية وهذا حديث نلفت اليه الشاعر كامل عبدالماجد مستشار الوزارة وهو رجل يعرف عبر قراءاته الواسعة واسفاره واهتمامه الخاص بمثل قضايا الاثار والفلكلور ودورها فى التعريف بالشعوب وتوثيق صلاتها بالاخرين هذا اضافة الى واجب ملح فى ظل تداعيات الاوضاع السياسية بضرورة ابراز التنوع الثقافى والاثنى والدينى بحسبانه لازمة نحو الوحدة الوطنية وهو=كامل= يعرف ايضا الدور الذى كانت تقوم به فرقة الفنون الشعبية فى عهد الرئيس الاسبق نميرى فى عكس وجه السودان الثقافى وهى من ثم دعوة للاهتمام بها وهى تترنح لتغدو اثرا بعد عين...وفى هذا يجب ان اشير الى مشاركة كبيرة فى الايام القادمة من خلال اوبريت النجاشى الذى يحتشد لانجازه عدد من الموسيقيين والفنانين السودانيين وهو يحكى عمق العلائق بين الشعبين واتصال حضارتيهما وهو عمل ملحمى بديع وفيه نظر نحو مستقبل البلدين....
الحديث حول احتفالية النجاشى هو تركيز على المركز الذى يحمل اسمه ليقوم بدور اكبر من مهمته فى داخل الحبشة و يتعداه الى المثقفين والمختصين فى السودان فى التاريخ امثال الدكتور جعفر ميرغنى واخرين لرفد برامجه ودورياته وبحوثه اذ ان المركز ومن وراءها ممثلية اليونسكو يدينون بفضل عظيم الى اهل السودان من العلماء والباحثين فى حلقاته ومناشطه خصوصا وان ثمت مشروعات هامة يمكن انجازها فى المستقبل وللدكتور راشد دياب تصور لرصد العلاقة بين الشعبين عبر الفنون التشكيلية ومن خلال جداريات اكسوم ومقاربتها بحضارة نبتة ومروى ودراسات اخرى مفيدة...
الجارة اثيوبيا التى تمتد الوشائج بينها عبر النيل الخالد ومن خلال روابط اثنية واجتماعية وتلامح الوجوه والفنون يتطلب النظر الى تدعيم علاقتنا بها عبر مؤسسات البحث والاثار ومناهج المؤرخين والفنانين والمثقفين اذ هى اعمق صلة وقربى وأحمى لجوارنا ووحتنا المرجوة !!!
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد عكاشة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست