عبـد الله عثمـان فى مقــام إبراهيــم

Quote: الخرطوم ص.ب 752 12/7/1954 عزيزي عبيد تحيتي ومحبتي أما بعد فقد وصل كتابك الممتع فوجد معي محمد الحسن محمد خير وكنا نتحدث عنك بمناسبة سفر والده إلى الحجاز وكيف اخبرهم انه لن يحتاج إلى مصاحبة أحد له منهم مادمت أنت هناك فلما وصل جوابك دفعته إليه فقرأه وأثنينا عليك بما أنت أهله. عزيزي عبيد.. أشكرك جدا على شعورك نحو هذه الجريدة الناشئة التي باركتها وأنت بالأرض المباركة، ثم أسهمت فيها بما يزيد عن الكفاية، ولقد قدمت تبرعك للجمهوريين وسأعرض عليهم كتابك أيضاً ، وإني لأرجو أن تكتب لنا كما وعدت ولا عبرة بهذا التواضع الذي جعلك تقلل من شأن أسلوبك وانه لأسلوب مشرق بنور من القرآن و أرجو أن يتم الله نعمته عليك. ولقد سرني كثيرا انك مسرور وموفق فالله المرجو أن يتقبل محياك ومماتك وان يجعلك من أصحاب البصائر والأبصار. كان بمكتبي قبل يومين الجد الطيب البشير وقد رجع لتوه من إجازة أمضاها برفاعة فأخبرته عنك فحمد الله على سلامتك وطمأنني على الوالدة أم النصر و كنت قد أرسلت إليها جوابك الماضي فردت شاكرة ومقدرة ومتمنية لك التوفيق والصلاح. عزيزي عبيد .. لي إليك حاجة أرجو أن تقوم بها كما أعهد وهى أن تصلى لي ركعتين في مقام إبراهيم ثم تدعو لي الله دعاءاً خالصاً بان يحقق لي من مراتب العبودية ما لم يكن لأحد قبلي ولا ينبغي لأحد بعدى.. أرجوك أن تطلب نفس هذا التعبير في دعائك عنى فإني مجهد نفسي في هذا الأمر ولا أجد إلى تحقيقه سبيلا. وصل تحويلك من الشيخ احمد عبد الرحمن التكينة مع جواب منه رقيق وكان قد أرسل إلينا قبله تبرعا منه للجريدة بمبلغ 25ج فكتبت إليه جوابا مع هذا اشكره فيه فأرجو أن تقوم أنت ايضا بحق شكره امتدادا لشكرى. وختاما سلامى ورجائى أن نلتقى وكلمة الله هى العليا في سائر بقاع الأرض. المخلص محمود محمد طه