|
|
 Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني (Re: عبد الله حسين)
|
وجهاً لوجه مع شقيق شهيد أكتوبر الأول
الميدان تتحصل على إفادات لم تنشر من قبل عن الشهيد قرشي.
الميدان 3855،، الخميس 21 أكتوبر 2021م.
عبد المتعال قرشي للميدان:
+ اسم الشهيد هو "قرشي" وليس "القرشي"!.
+ في صباه كان يحب القراءة والبلي وكرة القدم واصطياد الطيور بالنبلة والشرك!.
+ نعم كان سياسياً وعضواً بالجبهة الديمقراطية بالثانوي والجامعة!.
+ مؤسف جداً بالنسبة للأسرة وقوى البلاد الحية عندما يُجرد الشهيد من الفعل الثوري ويتم وصف واقعة استشهاده بأنها كانت صدفة وحسب!.
+ ما حدث من تجاوز في عدم مساءلة مدبري انقلاب نوفمبر تكرر مع مدبري انقلاب 25 مايو ونخشى تكراره مع مدبري انقلاب 30 يونيو!.
{عندما استضافنا ببشاشة وحبور في منزل صديقه إبراهيم الجزولي، وبدأنا في ترتيب محاور أسئلة هذا الحوار الصحفي معه، كنا نتفرس في تقاطيع وجهه، بحثاً عن ملامح لشقيقه الذي يصغره سناً والذي صار شهيداً أولاً ورمزاً كبيراً لأول ثورة شعبية تقتلع نظام حكم عسكري ديكتاتوري زحف بدباباته إلى سدة الحكم في أفريقيا والمنطقة، فارضاً وجهة نظره السياسية على كامل المشهد السياسي بالبلاد وطارحاً حلاً عسكرياً على قضايا البلاد المعقدة التي كانت في حوجة لطروحات ديمقراطية سياسية رصينة، سيما تلك الأزمة الوطنية المتعلقة بمشكلة "جنوب البلاد" والتي كانت بمثابة "الدمل" في خاصرة الوطن، وهي المشكلة التي رسخت بشأنها الديكتاتورية العسكرية الأولى مفاهيم الحلول التي ساهمت مستقبلاً في تعقيدها، ما أدى لاحقاً لاستغلالها من قبل الحكومات العسكرية اللاحقة في محاولة لتوطين و تثبيت أرجلها على سدة الحكم في السودان.
كان للدور والنشاط الفردي على المستوى الشخصي للشهيد أحمد قرشي طه، القدح المعلى الذي وضعه كرمز وشعار وشارة وأثر يدل على وقائع ثورة أكتوبر، وقد ظلت جذوة سيرته حاضرة في أذهان جميع الأجيال التي تعاقبت كلما هبت رياح ذكرى الثورة الشعبية الخالدة سنوياً.
وقد حرص المهندس الفني عبد المتعال قرشي طه أن يخص صحيفة الميدان بإفادات كان طرحها لمندوب الصحيفة المحاور بمثابة سبق صحفي لم يتم التصريح به من قبله لأي مطبوعة صحفية لما لعمق الوشائج الوجدانية والفكرية التي تربط عبد المتعال بصحيفة الميدان، للهم المشترك المتعلق بقضايا الديمقراطية والتعددية والحريات العامة كضرورة لا غنى عنها والتي ينبغي توفيرها في حياة الشعب السوداني في سبيل أن يحرك مزاليج بوابة الأمل لمستقبل شعب السودان لتنفتح على مصراعيها.
ثم يضع النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بواقعة استشهاده وما إن تم ذلك صدفة والبشكير على كته، وما إن كان سياسياً أم مجرد "فلوتر" غير منتمي أو منفعل بقضايا البلاد!}.
حاوره: حسن الجزولي
_
يعرف عبد المتعال نفسه للميدان قائلاً: أنهم سبعة، إبنان وخمسة بنات وأنه بمثابة الشقيق الأكبر والابن الثاني في عائلة كل من الأب قرشي طه محمد صالح، والأم عائشة إبراهيم إدريس. حيث صفية الشقيقة الكبرى، ثم يأتي هو وبعده الشهيد أحمد ثم كل من إحسان، أسماء، نعمات، نجوى. وأن مسقط رأسه وأخوته هي قرية القراصة التي أصبحت أحد أكثر قرى السودان شهرة بحكم انتماء شهيد أكتوبر الأول لها.
+ اسم القراصة معناتو شنو؟.
= لا معنى محدد لها وكنا نسميها في زمن الصبا "بنت النيل" نسبة لجمال طبيعتها وطيبة أهلها، فهم بمثابة أسرة واحدة مترابطة، فتجد أهلها يقولون أبي وأمي، أخي وأختي بغض النظر عن صلة القرابة أو القبيلة.
+ عرفنا بالقبائل التي تسكنها وحرفتهم؟.
= يسكنها الريافة الجعافرة المنحدرين من بلاد نجد واستقر بعضهم في بلاد الشام ومصر فضلاً عن السودان، وفيهم الطبابلة جعافرة من العراق والحلبة القادمين من مدينة حلب بالشام، إضافة للحسانية والكواهلة والدناقلة والشايقية والجعليين، وكما ترى فهم خليط من قبائل وشعوب مختلفة أتوا منطقة القراصة الحالية وتعايشوا مع بعضهم فأنجبوا ابن وبنت القراصة الحاليين، وحرفة هؤلاء هي الزراعة والرعي على شاطئ نهمر النيل بالإضافة لحرفة التجارة. وللغرابة هناك أمر مثير للانتباه يرتبط بقرية القراصة في خارطة الدول العربية.
+ شنو؟.
= هناك بعض القرى تحمل نفس اسم "القراصة" في بعض الدول العربية، كقرية القراصة في السعودية شمال شرق مدينة ينبع وقرية القراصة السورية في محافظة السويداء.
+ وأساساً متى وجدت القراصة السودانية؟.
= تعود جذور تكوينها قبال فترة التركية في السودان.
+ ربما تتذكر صباك الباكر مع الشهيد في قرية القراصة دي ،، حدثنا عنه قليلاً؟.
= بالمناسبة اسمو "قرشي" وليس "القرشي".
+ وكيف أضيفت الألف واللام للاسم؟.
= لا علم لي بالضبط ولكن الاسم ساد بعد واقعة استشهاده مباشرة.
+ ربما أن الأناشيد والقصائد التي كتبت وقيلت فيهو هي اللي رسخت حرفي الألف واللام يا ترى؟.
= لا أعلم، وأعتقد أن التسمية لها علاقة بـ "بقرشي الطيب" الشهيد النقابي العمالي شهيد حوادث الجمعية التشريعية وأعتقد إنو أطلقوا عليهو في البداية اسم "القرشي الطيب" قبل أن يتم تصحيح الاسم لاحقاً.
+ وليه ما اجتهدتو كأسرة في التصحيح؟.
= لم نترك وسيلة إلا وعملناها من أجل ذلك ولكن يبدو أن الاسم خلاص ترسخ في أذهان الناس، خاصة الدور والتأثير الاعلامي في انتشار الاسم هكذا.
+ ما هي صفات الشهيد ،، أحكي لنا عنها وعن هواياته؟.
= أذكر ونحن صغار كانت تستهوينا في القرية ألعاب الصبية المتعارف عليها، كالبلي وكرة القدم وكل العاب الصبية الليلية، كما كان يهوي اصطياد العصافير عن طريق الشرك، ويحب القراءة والاطلاع، وهي خاصية أخذها من والده.
+ الوالد كان شغال شنو؟ .
= عمل في عدة مهن وجاب كتير من مناطق السودان، وصل حتى مناطق نائية داخل غرب البلاد، والشهيد عندما تم قبوله في مدرسة الفاشر الثانوية، إنما لأنه كان يقطن مدينة كادقلي مع الوالد والأسرة.
+ ..........؟.
= أعتقد أإنو أخد معظم سمات الوالد؟.
+ زي شنو؟.
= زي الذكاء وحب المعرفة، فالوالد تقدر تقول عليهو بمثابة عصامي، استعان به بعض قضاة المحاكم الأهلية في كتير من المناطق التي ذهب للعمل فيها كمساعد لهم، لما له من قدرات ومعرفة في أصول الأهالي.
+ .......؟.
= بتذكر واقعة طريفة حدثت في واحدة من المحاكم اللي أشرت ليها.
+ زي شنو؟.
= نتيجة لحادث جرى لأحد المواطنين الذين استقلوا "لوري" ينقل عفشاً فسقط منه، وكان القانون الأهلي يحرم على السواقين وأصحاب تلك اللواري حمل أو استصحاب أي شخص في اللوري المخصص لأغراض النقل، فما جرى أن المواطن المشتكي وقع من اللوري وقدم شكوى يريد تعويضاً من صاحب اللوري. وعندما طلب منه القاضي بأن يحلف على القرآن الكريم، تقدم بثبات نحو مكان الكتاب ليضع يده ويحلف، فما كان من الوالد وكان يجلس بجانب القاضي، سوى أن سحب الكتاب من تحت يد المواطن، وطلب منه أن يرفع يده اليمنى ويحلف "بالشيخ برير" شيخه، إلا أن المواطن المشتكي تلجلج وتردد فقال للوالد، "ما كان تخليني أحلف في كتاب الله ده لأنو غفور رحيم" ثم غادر قاعة المحكمة تاركاً قضيته ولم يعد مطلقاً بعد ذلك!.
+ وشال من الوالد خاصية القراءة والاطلاع؟.
= كالوالد تماماً، كانت معظم أوقاته مكرسه للقراءة.
+ هل كانت لديه ميولاً أو أنشطة سياسية في حياته؟.
= ما أعلمه كان عضو بالجبهة الديمقراطية فترة الثانوي والجامعة.
+ عند لحظة استشهاده إنت كنت وين وكيف تلقيت النبأ وكيف تصرفت؟.
= وقتها أذكر إنو كنت في سينما كولوزيوم مع بعض الأصدقاء بالدور الثاني.
+ كنت في ياتو مرحلة دراسية؟.
= كنت في آخر سنة في الكلية المهنية.
+ انت أساساً طبيعة تخصصك شنو؟.
= بعد الكلية ذهبت في منحة لدراسة التخصص كفني تلفزيون بألمانيا الاتحادية.
+ طيب واصل؟.
= لمن مرقنا من السينما سمعنا بعض أصحاب التاكسي يتداولون خبراً يتعلق باستشهاد طالب بجامعة الخرطوم في ندوة سياسية.
+ ثم؟.
= توجهت مع أصدقائي لمستشفى الخرطوم وهناك وجدنا بوابتها مكتظة بطلاب وطالبات الجامعة والجميع في وجوم، وفي وسطهم التقيت عدداً من أبناء عمي موجودين، زي عبد الحليم مصطفى، عمر عثمان زين العابدين، عبد الرحيم الأمين صبير، علي محمد صديق، مصطفى إبراهيم طه. عرفت منهم أن أحمد أصيب. لمن دخلنا المستشفى عرفت أن أحمد استشهد للتو بعد محاولات من الأطباء لإنقاذ حياته دون جدوى، أصيب بطلقة في الرأس مباشرة. رأيت طالب الهندسة وقتها عمر صديق عثمان وكان في قيادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، يحرس باب الغرفة التي كان عليها جثمان الشهيد، في اللحظة دي وصل الواء شرطة أحمد عبد الله أبارو وكان وقتها مدير شؤون الأمن بالبلاد، فطلب نقل الجثمان مباشرة في تلك الساعة المتأخرة من الليل لقريتنا بالقراصة لمواراته الثرى معللاً هذا لسلامة الجثمان وأن العربات جاهزة
+ وما اتصدى ليهو زول؟.
= في الفترة دي كان ابن عمنا أمين مدثر الحسن وهو مهندس معماري طريح الفراش بالمستشفى في انتظار إجراء عملية جراحية لاستخراج الزائدة، فكان في رفقته والده وعمه زين العابدين. فبينما وافقا دون تحفظ على مقترح أبارو، ورغم التقاليد السودانية بضرورة وواجب سماع رأي كبار الأهل إلا أن أبناء العم والأسرة رفضوا رأي الأعمام وتمسكوا بضرورة مزيد من الاستشارة، خاصة بالنسبة لزملاء الشهيد طلاب الجامعة الذين كانت تكتظ بهم المستشفى، إضافة لإصرارهم على معرفة كيف قتل ابنهم ومن الذي قتله.
+ والحصل شنو؟.
= ما أذكره أن الراحل د. عبد الحليم محمد خرج من غرفة العمليات وهو يرتدي زي العمليات ويحمل في يده "طلقة" صغيرة، وعندما رأى أبارو يناقش حول ضرورة نقل الجثمان فوراً إلى قريته، لوح بالطلقة في وجهه قائلاً له بمزيج من الغضب والحزن "دي الطلقة اللي استخرجناها من رأس الشهيد يا أبارو"، فمن كان من أبارو سوى أن يصمت ويسرع بالخروج، دون أي تعليق.
+ في اللحظة دي كيف كانت الأجواء العامة بالمستشفى؟
= كانت المستشفى ورغم الوكت المتأخر من الليل قد اكتظت بالطلاب وأعداد مهولة من الجماهير من كل العاصمة بعد أن وصل الخبر لكل أطرافها.
+ طيب واصل؟.
= في اللحظة دي وصل الصادق المهدي فالتقاه أعمامنا ومعهم عمنا مدثر وكان أنصاري، وبعد تعزيتهم بالفاتحة قال لهم لا تسلموا أبارو الجثمان، فاستجابوا على الفور بعد أن كانوا مصرين على تنفيذ طلب أبارو.
+ والحصل شنو بعد ده؟.
= صدر قرار فوري من الاتحاد بضرورة حماية المشرحة من أي محاولة لسرقة الجثمان، فطوق الطلاب كامل المشرحة من أي محاولة لانتزاع الجثمان بالقوة من قبل قوات الأمن.
+ طيب ورينا تفاصيل اليوم التاني لمن أصبح الصباح؟.
= مافي زول نام لحدي الصباح، فجئ بعربة مخصصة لحمل الموتى من المستشفى وحمل عليها الجثمان وتوجهت للجامعة ثم إلى الجامع الكبير للصلاة عليه. فاعترضت الموكب قوة كبيرة من البوليس برفقة قاضي يدعى "عبد الرحمن العاقب" ورفض مواصلة الموكب سيره للجامع الكبير. على الفور صدر قرار بتغيير مسار الموكب من الجامعة مروراً بشارع الحرية وحتى ميدان عبد المنعم الذي اكتظ عن بكرة أبيه بالجماهير، أمً المصلين الصادق المهدي، وبعد أن تم وضع الجثمان على اللوري، صعد الترابي وطلب من الجماهير التفرق بهدوء وترك الأمور لأساتذة جامعة الخرطوم الذين سيعالجون الموقف!، في هذه اللحظة طلع أحد أساتذة الجامعة واسمه "عمر حسن أو حسن عمر" ما قادر أتذكر فانتزع الميكرفون من يد الترابي وبدأ يهتف "ثورة ثورة حتى النصر ،، وفي نفس اللحظة صعد محامي ناشئ نسيت إسمو على "تندة" اللوري واطلق هتاف "إلى الجحيم يا عبود ،، إلى الثكنات يا عساكر" فهاجت الجماهير واشتعل الحماس في أرجاء المكان، وبدأت الهتافات الداوية بسقوط الحكم العسكري الديكتاتوري. وما زاد من اشتعال الموقف أذكر أن مجموعة من المواطنين وعلى الفور اتجهت نحو عربيتين للبوليس وقلبتهما كعلب الكبريت وأشعلت فيهما النار، وهكذا اشتعل الشارع غضابً وهياجاً.
+ نرجع للطلقة اللي كان بحملا د. عبد الحليم محمد، مشت وين؟.
= بحثنا عنها مطولاً وسألنا كل الجهات، قالوا وزارة الداخلية استلمتها للاستفادة منها في اللجنة اللي تم تكوينها للتحقيق حول أحداث ندوة الأربعاء. وبعدها اختفت ولم نعثر عليها.
+ وتحرك الموكب للقراصة؟.
= نعم تحرك للقراصة، ولمن وصل القرية رأيناها تكتظ بالجماهير من المناطق والقرى المجاورة فتحرك الموكب الكبير برجاله ونسائه نحو المقابر يتقدمهم الراحل النذير دفع الله وكان مدير جامعة الخرطوم وقتها، كانت النسوة ينتحبن ويسكلبن، ولكن تحول المشهد بعد عشرة دقائق إلى زغاريد وهتافات داوية بحياة الشعب السوداني ورأى الناس وربما لأول مرة في تاريخ السودانيين خروج النساء في موكب تشييع مع الرجال حتى المقابر.
+ طيب ختنا في أجواء التشييع أثناء مواراة الشهيد الثرى؟.
= بتذكر أنو شفت الشاعر محمد المكي إبراهيم يهتف وهو محمول على الأكتاف " هبي هبي رياح الجنة"، والجماهير تهتف خلفه، وبرضو بتذكر الطالب وقتها والشاعر محمد عبد الحي يقف بعد الدفن قائلاً: { هذا عريس المجد جاءك يا ردى ،، فافتح ذراعيك واحتضنه مزغرداً} وفي هذه اللحظة أطلقت النساء الزغاريد التي هيجت الجموع فبدأت الهتافات بحياة الشعب السوداني والوطن وباللعنات تنصب على عصابة انقلاب 17 نوفمبر والمطالبة بالديمقراطية والحريات.
+ أشرت إلى أبناء عمومتك الذين أصروا على معرفة قاتل شقيقكم قرشي وبقية الشهداء، فما الذي حدث؟
= ما حدث هو تجاوز المساءلات والمحاكمات، فبعد أن تم الاتفاق على محاكمة قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة باعتبار أن المسؤولية الأساسية تقع عليهم في تدبير انقلاب 17 نوفمبر وتقويض الدستور لكن صيغت مواد قانونية ترفع عن هؤلاء المسؤوليات القضائية والإدارية التي ارتكبوها، وهو ما أشار له محمد أحمد محجوب رئيس مجلس الوزراء وقتها أمام الجمعية التأسيسية حول اختلاف الآراء حول محاكمة مدبري الانقلاب. ولم تلغي الجمعية التأسيسية أو تعدل المواد التي تحول دون محاكمة المشار إليهم، واكتفت بمحاكمتهم بتهم قضايا الثراء الحرام فقط، ما فتح الأبواب على مصراعيها لاحقاً لتبرئة مدبري انقلاب 25 مايو 1969 وحالياً نرى البطء والسلحفائية والتماطل في محاكمة مدبري انقلاب 30 يونيو 1989!.
+ هل ما يزال الناس يزورون مقبرة الشهيد بقريته؟.
= كانت الزيارات نشطة قبل انقلاب مايو ولكنها اختفت تماماً مع فترة النميري وعادت مرة أخرى في فترة الانتفاضة والديمقراطية الثالثة ثم اختفت مرة أخرى طيلة الـ 30 سنة مع الأخوان المسلمين، والآن نرى أنها نشطت خاصة مع أول احتفال بأكتوبر بعد زوال نظام الأخوان المخلوع.
+ بمناسبة فترة ديكتاتوريتي مايو ويونيو، هل أحست الأسرة بأي استهداف ليها؟.
= مافي إحساس زي دا غير عرقلتهم لزيارة قبر الشهيد.
+ إنت على المستوى الشخصي هل تم اعتقالك؟.
= أيوة، في فترة مايو اعتقلت بسجن كوبر في أعقاب فشل انقلاب هاشم العطا. وبمناسبة هاشم العطا دي فقد حدثت لي معه واقعة لها مدلولات سياسية.
+ ممكن تحكيها لينا ،، زي الشوقتنا كده.
= "ضاحكاً" ،، أثناء فترة دراستي بألمانيا عاد الرائد هاشم العطا عام 70 ليقوم بعملية تسليم وتسلم بعد اختياره عضواً في مجلس قيادة ثورة مايو وقد كان ملحقاً عسكرياً ببون، فعقد اجتماعاً تنويرياً مع الجالية السودانية، وبتذكر إنو أنا وقفت متحدثاً وقلت ليهو العملتوهو ده خطأ حا تظهر آثارو مستقبلاً وإنتو كعساكر حنثتوا بالقسم اللي أديتوهو في حماية تراب الوطن والدفاع عن السيادة الوطنية ومن المفروض إنكم تسلموا السلطة للشعب، لحظتها ساد هرج وامتعاض ومقاطعات من الحضور لحديثي، لكن الرائد هاشم طلب الهدوء ووجهني بمواصلة حديثي حتى انتهيت من طرح وجهة نظري، فلم يعلق. دارت السنوات وحدث أن قاد العطا الانقلاب التصحيحي ضد مايو في 19 يوليو 1971، وبينما كنت ضمن جماهير الموظفين والعمال للإذاعة والتلفزيون الذين اصطفوا لتحيته بعد أن انتهى من إلقاء بيانه الأول وخرج من استديوهات التلفزيون، وبينما كان يرفع يده بتحيتهم، مر بقربي وربت على كتفي قائلاً لي "العلينا عملناهو يا عبد المتعال"!.
+ نختم معاك حول واقعة استشهاد قرشي نفسها، ما رأيك في وجهات النظر المتحدثة عن الصدفة التي أوجدته قرب مكان الندوة وأنه لم يكن مشاركاً فيها حينما كان يحمل بشكيره متجهاً للاستحمام فقط، فطاشت الطلقة وأصابته؟.
= ما من شيء أكثر قسوة وإيلاماً للإنسان من أن يُفترى عليه فيما يخفض من جهده الصادق المخلص والتضحية بحياته من أجل الحرية والديمقراطية لشعبه، فيقال في حقه وبلا مسؤولية أنه صادفته طلقة طائشة أو ضلت طريقها إليه وهو متوجه لحمام المساء فقضت عليه. هذا أمر مؤسف جداً بالنسبة للأسرة وقوى البلاد الحية عندما يُجرد الشهيد من الفعل الثوري ويتم وصف واقعة استشهاده بأنها كانت صدفة وحسب!.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السودانية | عبد الله حسين | 10-11-21, 10:14 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-11-21, 11:02 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-12-21, 04:54 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-12-21, 04:58 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-12-21, 09:15 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-12-21, 09:50 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-12-21, 09:57 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-12-21, 10:06 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-13-21, 03:38 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-13-21, 03:46 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | Nasr | 10-13-21, 05:43 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-13-21, 11:02 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-13-21, 11:08 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-13-21, 11:10 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-13-21, 11:12 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-15-21, 00:30 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-15-21, 00:37 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-15-21, 05:49 AM |
 Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | HAIDER ALZAIN | 10-15-21, 06:58 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-15-21, 11:31 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-15-21, 11:35 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-16-21, 04:44 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | HAIDER ALZAIN | 10-16-21, 09:45 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-17-21, 10:44 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-17-21, 07:06 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-17-21, 07:13 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-18-21, 10:49 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-18-21, 10:57 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-18-21, 11:05 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-18-21, 11:43 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-18-21, 11:58 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | Nasr | 10-19-21, 00:25 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-19-21, 09:19 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 09:08 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 09:14 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 09:23 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 09:30 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | Nasser Amin | 10-19-21, 09:58 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 10:47 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 11:20 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 11:23 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 11:31 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 11:38 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-19-21, 11:41 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-20-21, 09:26 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-20-21, 09:32 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:07 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:12 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:20 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:24 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:32 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:37 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:43 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:47 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:50 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-20-21, 11:54 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-21-21, 05:17 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-21-21, 09:47 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-21-21, 11:51 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-21-21, 11:56 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-21-21, 11:58 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-22-21, 04:35 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-22-21, 11:45 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-22-21, 11:50 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-22-21, 11:54 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-22-21, 11:58 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-23-21, 00:04 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-23-21, 05:29 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-23-21, 09:55 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-23-21, 10:02 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-24-21, 05:22 AM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-24-21, 09:25 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-24-21, 09:34 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-24-21, 09:42 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-24-21, 09:50 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-24-21, 10:00 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-24-21, 10:09 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | عبد الله حسين | 10-24-21, 10:20 PM |
| Re: الحزب الشيوعي وبهلوانات السياسة السوداني | adil amin | 10-25-21, 04:04 AM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست