|
|
 Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
إغتصاب الرجال موت الجلال و الجمال
عاصم الطيب قرشي
قبل استشهاد جلال و جميلة بثلاثة أيام جلسا آخر جلسات فناء الكلية:
جلال: تعرفي يا جميلة أنا ود قبايل, ناس درافور الأصليين كلهم أهلي بداية بالبديات في أقصى شمال دارفور و جنوبا منهم القرعان و الزغاوة و الفور. أهلي الميدوب في الجبل رعاة أغنام بيتكلموا لغة نوبية و يحتفلوا في اليوم التامن من الشهر القمري. الشباب يدهنوا شعرهم و يتوجهوا لي خور أودنقار مدة أسبوعين، بعد داك يمشوا خور تأت في الجبال الجنوبية. رؤساء الصبيان المنتخبين بيزوروا القرى المجاورة لمدة أسبوعين في احتفال إسمو بازا كأنو مهرجان أو عيد. موكبهم بيمشي بالطبول يقودو اتنين بيختاروهم بي عناية شديدة. الميدوبي الراجل لازم يعمل الطقوس دي و لو مرة واحدة في العمر، كأنو حج. ميدوب الجنوب عندهم صخرة إسمها ديلي و معناها الله بي لغتهم. يمشوا هناك قبال موسم المطر ويدهنوها بالسمن ويكبوا فيها اللبن والدقيق واللحم. الكهنة بعد داك بيسلمونها للنساء البيعملن الطقوس. أما أهلي التنجر فديل شعب قديم في نوبيا و في ناس منهم بيقولوا إنهم بطالسة اتحدوا وإتصاهروا مع الداجو و كونوا مملكة في جبل سي ملكها شودورشيد. كلمة تنجر عند النوبيين تعني القوس زي ما الفراعنة سمو تاسيتي يعني أرض القوس و العرب سمو النوبة رماة الحدق. أهلي الداجو يا جميلة بيشعلوا نار من يوم تتويج الملك ما بتنطفئ إلا لما يموت. الداجو والمساليت والميما والكشامرة والقرعان ديل كلهم قبايل أصلية في مملكة وداي، أقصد داجو قارسيلا اما داجو دارفور قالوا جو من مملكة فازوغلي في النيل الأزرق و كان اسمهم ناس فرعون و أصلهم بانتو زي الشلك والعنج، لكن داجو قارسيلا ما بيؤمنوا بقدرية الموت و عندهم شجرة يسقوها المريسة وحجر مقدس و اله حقهم براهم.
كان الحديث بين جلال و جميلة حديثا ذو شجون وقد نسيا أن لائحة عميد الكلية الجديد تنص على أن لا يجلس فتى و فتاة بمسافة تقل عن ذراع. لقد كانت المسافة بينهما تنقص عن الذراع بشبر واحد فوشى أحد الخونة للعميد الذي أتى بمقياس لقياس المسافة بينهما قبل أن يقيس طهرهما. سرعان ما نقل أحد أفراد الرعب القومي الخبر لمكتبهم فأرسل زبانيته للقبض عليهما. دون كاتب التحري حيثيات قضيته التي انتهت باتهامهما بتهمة الشروع في الزنا وسجنا في حبس انفرادي. نادى أحد الضباط جلال ودعاه لشرب زجاجة كولا باردة, لكنه ما أن فرغ من شربها حتى فاجأه الضابط بتمزيق ملابسه بالقوة وأجلسه عليها قبل أن يحوله إلى قسم أمن إغتصاب الرجال.
تألم جلال وصرخ لفرط ألم لم يشفع له عند الرائد الذي قهقه وقال بعنجهية وإستهزاء: ما قلتو نوبة، يلا وريني رجالتك و هتافك، الليلة يوم فض بكارتك و دخلة جميلتك. قدم له الرائد سيجارة فرفض جلال أن يدخنها بحجة أنه لا يدخن لكن الرائد أجبره على إشعالها. ما كاد جلال يشعل السيجارة حتى أخذها منه الرائد وأطفأها في صدره. لم تسكن آلام جلال حتى أتوا بجميلة معصوبة العينين ومعها مارد أمره الرائد بإغتصابها أمام جلال. صرخ جلال الذي كان مقيدا فتلوى لألم تجاوز جسده لقلبه و روحه. سرعان ما إنتشر الألم في دمه، نخاعه، عصبه وكل خلاياه فأعيد للحبس مغشيا عليه، تاركا جميلته لظلمات سلطان نسي الموت و دين الديان.
سمع عادل بأمر جلال وجميلة فغضب غضبا كاد يسكت قلبه. صلى ركعتين رفع فيهما الأمر لملك الملوك. ناجى ربه بحمد وثناء وتمجيد إقرارا بربوبيته وألوهيته ثم استعان به. ركع فعظمه ليرى الأرض تحت رجليه و سجد فسبحه ليرى السماء تحت مقلتيه. ثم جلس جلسة العبد بين يدي الله ليلة أسرى به. سلم و استيقن أنه كان في جنة سلام خرج منها بإسم السلام يحمل سلاما تستسلم له به كل الأشياء أو فلن تسلم. قبل أن يخرج عادل من البيت تذكر أن يتحصن بحزب السيف و الدر الأعلى فسمى الله ثم دعا:
اللهم يا حي يا قيوم بك تحصنت فاحمني بحماية كفاية وقاية حقيقة برهان حرز أمان بسم الله. وأدخلني يا أول يا آخر بمكنون سر دائرة كنز ما شاءالله لا قوة إلا بالله وأسبل علي يا حليم يا ستار كنف ستر حجاب صيانة واعتصموا بحبل. وأعذني يا رقيب يا مجيب بآياتك وكلماتك وأحرسني فإن ظالم أو جبار بغى علي أخذته غاشية من عذاب الله وصلى اللهم و سلم على سيدي محمد التام المتم لكل أمر ناقص ومتمم عليه وعلى آله و صحبه بعدد العدد و مدد المدد من الأزل الى الأبد.
عندما وصل عادل لمكاتب أمن الدولة مر من بين الحراس متخفيا بترديد " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" بيقين. كان المسؤول الأمني جالسا خارج مكتبه يحتسي قهوة ففاجأه دخول عادل و اختراقه لحصنه المنيع. لقد كان عادل يعلم تماما أن كل من يروع الناس جبانا في قرارة نفسه فباغت الرائد بصفعة قوية جدا على خده الأيسر صارخا فيه: قوم فوق، بيني و بينك الله، و الليلة يا أنا يا إنت.
كان الرائد أضعف من أن يرد الكف لمواقفه اللا إنسانية و جبن في قرارة نفسه فوقف مذهولا ظانا بأن عادل رتبة كبيرة أو مسنودا بسند قوي في الدولة و الا ما دخل عليه بهذه الثقة و فعل فعلته. فجأة دخل المقدم خضر الذي عرف كل القصة ثم نادى الرائد وتحدث اليه همسا و أمره بالإفراج عن جلال وجميلة فورا . أتى الزبانية بجلال وجميلة اللذان كانا في حال يرثى له فأمسكهما عادل من يديهما بحنو و خرجوا ثم فتح باب سيارة كانت واقفة بالقرب منهم ودعاهما للركوب. كان الرائد مذهولا مكسورا وهو ينظر للمقدم لما يفعله عادل فانتهره بقوة و حزم: إركب وقود سيارتك يا ضكر الذباب في أنظمة القتل و الإغتصاب.
سأله ضابط الأمن و هو يرتجف: إلى أين؟
رد عادل: ما من حقك تسأل، نفذ فقط.
ركب المقدم يقود السيارة بينما عادل يملي عليه الاتجاهات يمين ويسار حتى بلغا بوابة أكاديمية الفنون. فتح الحراس الباب ودخلت السيارة فناء قسم النقد فاحتشد الطلاب وبعض الأساتذة. نادى عادل جمال الذي أتاه يركض ليعانق توأمته ودموعه تبلل وجهه. قال عادل بصوت جهور يصل كل الآذان: قبل أن نجري العدل فيما فعله هذا الرجل بزملائكم سأجري عدلي على جلال وجميلة. أنا ولي جلال وجمال ولي جميلة وسنكتب كتابهما الآن بشهادتكم جميعا. لم يكن عادل قد حسب حساب المأذون إلا أنه فجأة رأى خدر المقدم من بين الحضور فأشار إليه عادل وقال: بيننا الخدر الذي سيكون قاضي الغرام فاكتب يا خدر. تقدم خدر و سأل جميلة: هل تقبلين جلال زوجا على سنة الله ورسوله؟ أومأت جميلة بالإيجاب. ثم سأل جلال: هل تقبل جميلة زوجة على سنة الله ورسوله؟ رد جلال: أقبل. هتف الطلاب وزغردت الطالبات و الفراشات و ستات الشاي ثم اصطحب عادل العروسين لمسرح الأكاديمية واحتفلوا ساعة بعقد قرانهما على أن تكتمل المراسم فيما بعد بحضور الأهل. افترق جلال وجميلة نهاية ذلك اليوم على أن يلتقيا غدا عند شاطيء النيل ليحتفلا بطريقتهما.
في صبيحة اليوم الثاني خرجت جميلة مبكرة و جلست على صخرة ملساء تحت شجرة مورقة خضراء جاورت شاطيء النيل، صخرة أخرى تحاكيها القباب قداسة وقفت تحول بينها والكون بأكمله. وضعت قيثارتها بحيث قابل وجه القيثارة السماء لتغني لحبيبها بالأمس و زوجها اليوم فسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال. وصل جلال من غير ميعاد و اللقيا أجمل في الحقيقة من انتظار فحياها : الجمال عليكم والرقة والنضار أيها الفل.
ردت عليه: وعليك الجلال والهيبة والوقار، تفضل أيها الطل.
رمى علبة ألوانه والفرشاة و الورقة البيضاء بالقرب من قيثارتها ثم جلس بجانبها.
قالت مخاطرة: اليوم سأمسح دموعك بأغنية في الأصل هي الصفاء، رأيتك فتحركت عجلة الأشياء. كان الصوت غناء وضوضاء فكنت أنت أجمل سبع أنغام الغناء.
ناجاها جلال جبرا لخاطرها: حينها سأرسمك لوحة في الأصل هي الشفافية رأيتك فكان الضوء، ابان لي الأسود والأبيض فخرجت أنت من حنايا الأبيض قوس قزح، سبع ألوان طيف هن أمهات رسمك.
صمتا لحظة إكتمل فيها نصاب اللوحتين فتناثرت بلورات الماء على أوتار القيثارة حينا وأحيانا على صندوقها لحنا بايقاع أوقف التداعي. تناثرت بلورات أخريات على الورقة البيضاء أسلن الألوان عليها فولد وجه طفلة لوحة.
إقتربا قربا بلا مسافة وتعانقا فهمست جميلة: لا أحتمل هذا الجمال، خبئني فيك، أريد أن أغوص في دواخلك.
ناجاها جلال: إنها رغبتي منذ التقيتك.
خاطرته جميلة: سأصغر حتى أكون كالنسم أتخللك.
همس جلال: لا، سأصغر أنا.
همست جميلة: بل أصغر أنا وتكبر أنت فتحتويني.
ثم بصوت واحد كأنما اتفقا عليه قالا: إذا نصغر الإثنين معا ونصغر فنصغر حتى نصير بحجم ذرتين، تحملنا الرياح بعيدا فإذا مالم يحتملنا الفضاء تنفجر الذرتان ليلج شعاعي في شعاعك وشعاعك في شعاعي. كانت رغبتهما أكبر من ناموس الكون فاتخذ لهيبته قرارا صارت الصخرة القبة فيه جلادا حين انزلقت عليهما وأسدلت ستارا.
يروي شهود نهايات الحادث أنهم عندما هرعوا إلى هناك باستدعاء من صوت وقع الصخرة، أنهم لم يجدوا شيئا غير رنين قيثارة كانت بلورات الماء تمارس العزف عليها و لوحة لوجه طفلة لم تجف ألوانها بعد. بيد أن طفلا صغيرا ذكر أنه شاهد دخانا ينبعث من تحت الصخرة باللونين الأزرق والأحمر. حلق الدخان بعيدا ثم اعترك اللونان عراكا لطيفا حتى صار كرة من البنفسج عبقت عطرا وعرجت للسماء. قبل عروجها إهتزت أغصان الشجرة اهتزازا عنيفا حين مرت بها كرة البنفسج فسقطت من بين الأغصان صفقة عريضة خط عليها بالحرف الكبير نقشا "لوحة اللقاء من العشق المطلق". قصيدة ردد الأفق صداها لحنا وغناء.
التقينا
رحل سفر
في حواشينا نضار فاض وردا
رفيق الدرب وادي النيل
وانضوينا
بيت شعر
بين شطرينا سحابات المودة
في قوافينا مدائن مستحيل
ومضينا فامتطينا
صهوة الإحساس خيل
وانتشينا فاستوينا
نرقص الزين والعديل
ننسج الأضواء جسرا بيننا
من سنا شمس الأصيل
أعذب الألحان سقفا فوقنا
وسماء دهليز طويل
نهرع
نسرع الخطى
نستحيل النبض نارا ثم نورا
تتراقص الأنوار قنديل
نركع
نرفع الدعاء
تتواصل الصلوات في الليل
نغوص في وئام
في لج بلا قاع و لا شطآن
يتموج الكلام
في عمق سحيق إلى هذيان
في الخط الفاصل بين الرؤية والإظلام
نذوب شمعتان
والعشق الواصل بين المطلق والأحلام
يتقدم الركب دليل
دخان الإحتراق يسير أسرع من براق
تحجزه غمامات التحرر من خطايانا
وهالات الإنعتاق
تصير أجسادا تسيل
تلك دمعات الهوى
حين النوى وحين عجز النطق و التعليل
تذرف العينان منها كل لحظة ألف دمعة
تنداح حبا و شتات حُب
يمتد دربا
طولا وعرضا ألف ميل
تلك مليون ميل مربع
قبل أن يتلاشى صدى الأغنية و ينفض الجمع إلتفت عادل ليعزي جمال الذي رآه واقفا بجانبه قبل أقل من ثانية. إلا أن جمالا إختفى كشبح أو خيال.
بحث عنه عادل في كل مكان لكنه لم يعثر على خبر منه.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
توقف الراوي قليلا ريثما يستمد انفاسه و يهديء أعصابه بأغنية من دارفور يقدم بها جلال.
جلال عمر عبد القوي التربي، صبي قوي صارم التعايبر، مفتول العضلات يضج رجولة يعززها ميل للمصادمة وخشونة تتاخم الفظاظة و القتال إن لزم الأمر.
طالب بالسنة النهائية في أكاديمية الفنون قسم التلوين، ينتمي جهويا لغرب السودان وسياسيا لماركسية توقف تجزؤ الفكر عنده, مفتون بجميلة توأم جمال بجنون و هي مفتونة به بفنون.
لم يتكلم الراوي كثيرا عن جلال و بقية شخوصه بقدر ما تكلم عن عادل و كامل, لقد عرج على تعريف الآخرين بتعريفات مقتضبة.
جمال علي عبداللطيف من أبناء شرق السودان، طالب بالسنة النهائية في أكاديمية الفنون قسم الموسيقى، تخصص كمان، كان نحيف
الجسد رقيقا كالنسمة، وسيم الملامح يحب توأمته جميلة حد الغيرة عليها و البكاء حين تبتعد عنه.
جميلة علي عبد اللطيف طالبة بقسم الموسيقى تخصص جيتار وصوت، رقيقة لحد بعيد يعكس صوتها الجميل صفاءها و رقة أناملها على الجيتار تكمل الصورة. أما وجهها فقد إحتجب تماما بنقاب ترتديه بحكم ثقافتها البجاوية في شرق السودان. بالرغم من ذلك يرى الجميع روحها المرحة وحبها المبذول للجميع.
الشول بت الصول صانعة و بائعة خمور بلدية شملت الشربوت، المريسة, العسلية, و القامة زد و بقنية الفقرا. أتت الشول للخرطوم مع أبيها سليل القبائل النيلية التي هاجرت للخرطوم في أواخر أربعينينات القرن العشرين إبان الحكم الانجليزي. تزوجت و ترملت بعد أن مات زوجها القبطي تاركا لها إبنتها زهرة البنات فبذلت عمرها وكل ما هو نفيس لتربيتها. لقد ورثت بيتها عن زوجها بعد أن هدته قسوة الدهر فتهدمت غرفه وجدرانه لتكشف عن عرض بلا طول حتى تقاصرت همتها و انحسرت في غرفة واحدة استباحت كرامتها. كانت غرفة نومها وجلوسها مطبخا ومتجرا سجل التاريخ على جدرانها أسماء كل الذين انتهكوا كرامتها وإنسانيتها واستباحوا عرق بلحها وجبينها. هناك من بين بيانات الأرقام كان إسم السناري إبن أختها على حد حبها له, وقد إستدان منها من كؤوس العرق مالم يحتمله عرض الحائط من خطوط خطت بسواد الفحم في سواد الليل.
الرأس ود الجن مسخ ولد من أم و أب في نفس تاريخ الميلاد بالساعة والدقيقة التي ولد فيها عادل. أبواه، لا يَعرف أصلهما و نسبهما إلا شخص واحد، تلك عجوز الجن التي تطلسمت سيرتها وسريرتها، فهي التي اشرفت على ميلاده وتربيته. كان الرأس فتنة تمشي بلا أرجل ومزمور شيطان يغوي الناس بكلامه و غنائه الماجن. يقال أنه أكمل ثلاثين شهرا في رحم أمه ثم ولد رأسا بلا جسد و لا بطن ولا جوارح، فلا فضل له و لا فضلات سوى لعابه السائل على شدقيه. كانت صرخة ميلاده الاولى صوتا مشروخا لم يكف عن الصراخ إلا عند عبارة العجوز”أسكت يا جنا الجن” التي تزامنت مع دوي رعدة صعقت أباه وأمه ولكأنما انتهى دورهما بميلاده. لقد أتى لهذه الدنيا بأسنان مكتملة يظهر شدة بياضها شفاهه الأرنبية و وجهه المظلم. أذناه الكبيرتان تسترقان السمع لدبيب النمل وهمس الخواطر، بيد أن عيناه اللتان باعد بينهما حول شديد جمع سوادهما عند حدي قرنيتيه لم تكن تحدهما حواجز رؤية سوى استعاذات المستعيذين وبسملة المبسملين. للرأس ذاكرة يحفظ بها نشرات الأخبار والبرامج الإذاعية، فهي أنيسه وسلواه عندما لا يجد من يرغي معه فيهيج حتى يزبد ثم يجتر ما لديه من تسجيلات يتقمص فيها شخصية مقدم البرنامج والضيوف بما في ذلك الحوار و الموسيقى التصويرية وأغنيات الدعايات. ولعله أيضاً يحاكي ويحكي النكات حركات وكلمات تحبكها اللحظة.
قنيع العوقة أو "قنيط" كما يتندر البعض عند مناداته, رجل بريء الوجه حد الطفولة بيد أن حقيقة عمره تتعدى المئة عام. جانبه الأيسر مشلول وقد مال بجسده لليسار، إن رأيته يمشي وهو يجر يسراه بيمينه ويناهد تبكي لحاله وترثى للهثه، لكنه ماكرٌ يبالغ في التمثيل ليشد الإنتباه ويدر العواطف. هذا بالطبع ليس تقليلا مما يتعلمه منه الدراويش و العارفون ببواطن الامور من حديثه المرموز المقتضب الذي يزيد غموضا حين يغضب.
إختلف الناس في نسب قنيع فلم يعرفوا له أصلٌ، تماما مثل الرأس، لكنهم يقولون أن إسمه الذي عرف به هو "الله جابو" وأن الله أتى به لهذه القرية وهو طفلا لحكمة يعلمها. يعتقد فكي صالح أنه مبروك و من أهل الجنة لأنه غير ملكف، أما كبار السن فكلهم متفقون على أنهم شبوا وكبروا على هيئته الحالية.
يقال أيضا أن قنيع تتنزل عليه معارف غيبية فيفشي بعضها لمن أحب ويحتفظ بالكثير في صمت معبر. على النقيض من ذلك فهو أيضا نديم الندامى و حامل الرأس، ثقافته العالية اكتسبها من الإستماع للرأس الذي يحفظ ويردد البرامج الاذاعية وأخبار القاصي والداني. كان دائما يحمل الرأس على راحة كفه الأيمن الذي يفرده بمحاذاة كتفه و رأسه فيبدو الرأسان وكأنهما توأم بجسد واحد و رأسين. لقد تكفل قنيع برعاية الرأس ود الجن منذ وفاة عجوز الجن التي أشرفت على ميلاده, فهو وحده القادر على احتماله، حيث يقوم باعداد وجبات الرأس المشروبة وتجهيزها له في بزازات لتسهل رضاعتها, حتى السجاير و الصعوط ثم يسهر على راحته. حين يغني الرأس في الحفلات يكون قنيع أنسب من يحمله، فلقنيع حس عالي في الذوق و الشم، هو مستشار وذواق وشمام الطباخين المتحدين في المناسبات الدبلوماسية الكبيرة. اشتهر بتقديم برامج طبق الجمعة الذي تتجدد وصفته كل أسبوع. يقول عنه الرأس أنه عندما يسمع قنيع يتكلم عن إضافة التوابل يكاد يشتم رائحة التوم والشمار والبصل فيبكي لأنه محروم من جنس تلك الأصناف الصلبة من الغذاء..
بهذا يعتبر قنيع كبير القرية، يحسبه البعض من الأبدال زاعمين أنه يرى و يسمع ما لا يراه و لا يسمعه الآخرون، إلا أن أفعاله وأقواله الممسوخة تدر اللوم عليه حتى صار يوصف بالملاماتي.
فاطمة زوجة الفكي صالح التي قضت حياتها كلها في خبز الكعك والحلوى ترسلها كل مساء لطلاب القرءان بالمسجد قبل صلاة المغرب صدقة لروح والديها. وجهها الأسمر المستدير تبدو فيه طيبة ومحنة ترسمان في عينيها بحار سماح ومساحات سماحة. أما خداها فقد ازدانا بثلاثة أخاديدٍ عريضة وشم و وسم يعني الكتير في تأصيل الأصل الإفريقي و ربط حبال الوصل بالقبيلة، فهي سليلة قبائل وشعوب وإنسانية مشت في طريقها لما وراء الكونية. لا يكاد يسمع لها صوت في الحي سوى همسها بالصلاة على الرسول بين حين وآخر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
كامل و فندق الشماسة
عاصم الطيب قرشي
واصل الراوي سرده مفصلا عن شخوصه الذين تفننوا في الدخول و الخروج عبر الأزمنة و الأمكنة.
كامل أبوبكر السناري شاب في منتصف عقده الرابع، وسيم الوجه والتقاسيم، طويل القامة قوي البنية إثر إهتمامه البالغ بكمال الأجسام. أبنوسي اللون تقاسيمه الوسيمة مختومة بملامح زنجية . أبوه ضابط الجيش المتقاعد أبوبكرعبدالله السناري نسبا لمدينة سنار عاصمة السلطنة الزرقاء سيدة ممالك السودان قديما.أما أمه ترزينة فهي حسناء من قبيلة الزاندي من أقاصي جنوب السودان عاشت في الجنوب مرحبا النيل الأزرق قبل أن تغتالها الحرب وهو في سن الرضاعة فكفلته جدته لأبيه. تخرج كمال متفوقا من قسم التمثيل والاخراج المسرحي في أكاديمية الفنون ، غير أن شهادته الجامعية وقف استخراجها قيد أداء واجب الخدمة العسكرية فنصبوه شيخا للعطالة في سوق الأعمال السوداء..
كامل لا يرى بالنهار و تعشى عيناه ليلا ما لم يشعل نار أسلافه المقدسة في الثلث الأخير من الليل، هكذا أوصاه جده والد أمه قبل أن يذهب مع والده للشمال. لذا واظب في كل أصيل و قبل غروب الشمس على الإحتطاب في غابة السنط غير بعيد من نقطة التقاء أصحابه الشماسة حيث يتم تدبير العشاء و النوم للفارات والتفاتيح و الجوكيات. ذات ليلة مضيئة أشعل ناره بعد صلاة العشاء مباشرة و كان القمر مكتملا, فأصابه دفء شجعه على خلع قميصه و ربطه في وسطه ثم انتظر النار حتى رقص لهيبها فرقص معها رقصة النار. استرسلت النار في طرقعاتها و حرارتها فاستطالت لهبا عاليا حتى بدا في هيئة زرافة نار كأنها زرافة شاعر الغابة التي ترعى النعنع القمري بين الجبال. الآن تجلت صورة حديقة الورد الأخيرة وزرافات يمشين زرافات بأعناق طويلة مشرئبة. هربت كل حيوانات غابة السنط مذعورة و صارت الثعابين والفئران الصغيرة تتلصص من بوابات جحورها فلا يسمع سوى خشخشة تحت أكوام القش هنا وهناك، إلا بومة واحدة انتظرت مع طيور النار و الخفافيش الذين حلقوا وازداد عددهم حتى أزعجته كثرتها. على الرغم من ذلك تهيب القفز حتى لا يخيفهم أو يؤذيهم. أخيرا قرر أن لا يعبأ بهم و يرقص رقصته الجنوبية الجنونية فسجل رقما قياسيا في الرقص والقفز أكمل به عدد مائة الف قفزة خلال عشرة ساعات .
في الليلة الثانية التقت شلة الشماسة الأربعينية بعد العاشرة مساء في غابة السنط و كان الفصل شتاء. شهدوا طقوس كامل وكجوره الراقص الى أن شارف النهاية عندما أغمي عليه فجلسوا بالقرب منه حتى فاق. قبل أن يبدأ الجوكي الكبير حديثه الوقور أطل عليهم جلال يحمل أكياسا من الطعام جمعها من بقايا حفل كبير أقامه السياسيون بفندق السودان الكبير وقد كانت كمية الطعام كافية تماما لإطعام أربعين طفلا و مسكينا و يتيما مشردا.
همس جلال لكامل الذي كان منزويا ومنطويا على نفسه خارج الدائرة الاربعينية: الليلة إكتشفت حتة نوم دافية للشباب ديل.
كامل: وين الموقع دا بالضبط يا جلال؟
جلال: شفت هيكل الطيارة المرفوع فوق صينية الطيارة عند بداية شارع الجمهورية في الناحية الغربية؟ فاضي من جوه و شرطي المرورما بيظهر قبل الساعة سبعة صباحا. أنا شايف إنو الأولاد ديل يطلعوا الطيارة دي بعد الساعة عشرة مساءا إبتداءا من الليلة، لكن نصحيهم الساعة ستة صباحا, على الأقل يصلوا الصبح و يستمتعوا بي ضو الشروق. هسة الساعة حداشر بالضبط, توقيت مناسب لي تجربة الطيارة في اليوم الأول.
ما كان الأمر صعبا فقد نامت حتى سيارات الاسعاف في وقت مبكر نسبة لموجة البرد التي اجتاحت مدينة الخرطوم. لم ينم الاطفال في تلك الليلة مبكرين, فقد سهروا ضحكا وفرحا ببقايا وجبة من فندق خمسة نجوم و ناموا في طائرة سكن فيها ضوء الشمس وحرارتها بالنهار فأمست دافئة بالليل. قبيل الفجر بدقائق نام الكل في لا زمن وكأن شياطين الفجر قد بالت على آذانهم فلم يسمعوا صوت المؤذن ولا حتى ديوك الفجر. استيقظ كامل في الثامنة صباحا أما البقية فقد عزفوا بأصوات شخيرهم أغنية مزعجة انتبه لها شرطي المرور فصار يتلفت يمنة ويسارا باحثا عن مصدر الصوت. اختلس كامل النظر من احد شبابيك الطائرة فاذا بشرطي ينظم حركة مرور صباحية مزدحمة. انتظر وقتا طويلا قبل أن يستيقظ جلال و البقية ريثما تهدأ الحركة ثم إتفق همسا مع الجميع على أن لا يتكلموا. خاف بعض الأطفال وتهيب الاخرون الامر لمآلات الكشة والسجون الرديئة والضرب، بيد أن كامل هدأ من روعهم و وعدهم بالتحدث مع رجل الشرطة.
فجأة وثب كامل وثبة ليست كوثبات الققط و النمور و لا حتى أسد أفريقياة، وثبة كلها توكل و شجاعة فقفز رجل الشرطة حتى كادت أن تدهسه سيارة الإسعاف لولا كبح السائق جماحها. عاد رجل الشرطة لكامل فسأله وما زالت علامات الخوف على وجهه مندهشا لحجم كامل وطوله: يا زول إنت جن و لا إنس وجاي من وين؟
كامل: أنا جنس أزرق و نزلتي من الطيارة دي هسي جاي من لندن.
ابتسم رجل الشرطة ابتسامة غير واضحة المعالم لكنها حبلى بضحكات كوميدية زاد ابهامها خوفه من عالم الجن وسخرية القدر. وجد كامل الفرصة سانحة ليخبر الشرطي سريعا بأنه يرعى أربعين مشردا و يعمل على إطعامهم و مأواهم في هذا الشتاء البارد وقد وجد في هذه الطائرة مكانا مناسبا جدا للنومهم. ترجاه أن يساعدهم بقبول الفكرة و أجره على الله. بكى الشرطي حين صعد للطائرة و رأى الخوف يطل من عيونهم فاحتضنهم الواحد تلو الآخر ثم تحدث معهم حديث الأب الحنون و كلهم رجاء أن لا يكون وراء الأمر مصيبة.
فاجأهم الشرطي حين قال:"أنا أخوكم الكبير و شقيان زيكم كدا، مرتبي كان كفى إيجار البيت، حق الفطور تلاقيط, تتفضلوا تنوموا هنا كل يوم وأنا أحميكم".
هتفت قلوب الأطفال و عيونهم في صمت ثم نزل الشرطي بعد أن أقنعه كامل بأن يلعب معه دور الشرطي في مسرحية علي بابا و الأربعين حرامي وشرح له كيف أن هذا الدور المسرحي سيجلب له الشهرة والمال أكثر من وظيفته.
أيام الشماسة تدور عكس اتجاه عقارب الساعة طيلة سني حياتهم التي عاشوها بلا إنتماء إلا لضوء الشمس بالنهار و نور القمر بالليل. في الصباح يستيقظون على هم وجبة نهارية واحدة قد لا تسد الرمق لفرط عدم إنتظامها و في أول المساء يحلمون يقظة إثر سكرات السلسيون بمكان آمن ودافئ يأوون اليه من برد الليل وشرطته. ظل السلسيون حليفهم و سلاحهم الذي يقتلون به شعور الجوع و أشباح الخوف، لكنهم الآن تعلموا كيف يديرون حياتهم بلا خوف و لا هلع. لقد زين كامل و جلال حلقات الشماسة الليلية بانتمائهما لإحدى لجانهم الأربعينية. تعلم كامل و جلال منهم معاني و أساليب جديدة في فنون الصبر و التوكل و الإحسان و الصوم الطويل, بينما تعلم الشماسة منهما فنون الحركة و الرسم حولتهم من طبقة عاملة إلى مبدعين في فنون الحياة كلها، إضافة لمقدرتهم الفائقة في التعالي على تفاهات الأنا حين يقتسمون لقمة الخبز. لقد صاروا يفكرون بعقل الجماعة ويفعلون الخير لبعضهم دون أن يأتوا بكاميرا التلفزيون ليمنوا على الله أن عبَّدو بني آدم وشردوا أطفالهم بأكل أموال الزكاة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
مقتل غردون
عاصم الطيب قرشي
محِيْطُ دَائِرَةِ رحْمَةِ اللهِ الْكَوْنِيَّةِ العَظِيْمِةِ لَا تَحُدُّهُ حُدُوْدْ, مُطْلَقَةٌ هُيَ وَ أَبَدِيِّةٌ, بَيْدَ أَنَّهَا فِيْ أَبَدِيَّتِها الْلَّا مُتَنَاهِيَةِ تَحُفُّ الزَمَكَانَ قَبْلَ التَكْوِيْنِ فِي الأِزِلِ وِ تَتَمَدَّدُ لِمَا بَعْدِ الوُجُوْدِ الخَالِد سرمدا. أَمَّا مَرْكَزُ الدَّائِرَةِ فَقَدْ إِجٍتَمَعَتْ عِنْدَهُ كُلُّ الأَضْدَادِ فِي نُقْطَةٍ صَغِيْرَةٍ ذَاتِ رَأْسٍ حَلَزُوْنِيٍ, تَلُوْحُ مِنْ بُعْدٍ كَنَجْمَةٍ دَاؤُوْدِيَّةٍ فَضِّيَةٍ وَ مِنْ قُرْبٍ كَشَظَايَا نُجَيْمَاتٍ سُلَيْمَانِيَّةٍ ذَهَبِيَّةٍ تَتَطَايَرُ أَشِعَّتُهَا هُنَا وَ هُنَاكْ . هُنَاكَ كَانَ مَرْكَزُ الأَرْضِ الجَدِيْدِ، وَ تِلْكَ الصَّخْرَةُ النَّجْمِيَّةُ المُتَّكِئَةُ عَلَى جَزِيْرَةِ تُوْتِي مُلْتَقَى النِّيْلَيْنِ الأَزْرَقِ وَ الأَبْيَضِ هي صَخْرَةُ مُوْسَى كَلِيْمِ الله. عَلَى تِلْكَ الصَّخْرَةِ المُقَدَّسَةِ كان يَجْلِسُ رَاوِي حِكَايَاتِ الزَّمِنِ المَّائِي بِقَلْبِهِ الأَخْضَرِ, جُبَّتِه الذَّهَبِيَّة وَ عُمَامَتِهِ الفَضِّيَةِ يَحْكِي أَحَاجِي الزَّمَنِ المَّائِي لِسُمَّارِ الْلَّيَالِي الِملَاحْ.
أَلَقٌ وَ أَنَاقَةٌ وَ لَبَاقَةٌ وَ لِيَاقَةٌ تَرْتَسِمُ عَلَى ضَوْءِ القَمَرِ المُكْتَمِلِ وَ هُوَ يَرْسِمُ ظِلَالَهُ الوَاضِحَةِ خَلْفَ كُلِّ الهَامَاتِ التِّي جَلَسَت تَسْتَمِعُ لِلحكايات. نَسَائِمٌ رَطِبَةٌ حَالِمَةٌ مَنْ نَاحِيَةِ الصَّعِيْدِ تُرْسِي لَذَّاتِ الْلَّمْسِ الحِسِّي فِي بَحْرِ المَسِّ القُدُسِي. لَقَدْ إَغْتَسَلَتِ تِلْكَ النَسَائِمُ بِمَاءِ النِّيْلِ سَبَعَ مَرَّاتٍ عِنْدَ شَيْمَةٍ نِيْلِيَّةٍ ثُمَّ غَاصَتْ بِهَا وَ دَارَتْ سبع دورات في العمق قبل أن تطوف على جناين جزيرة توتي كلها وتأتي بدعاشٍ. ثمة عطرُ صَنْدَلٍ و خُمْرَةٍ تَبِعَت رَكْبَ النَّسْمَةِ مِنْ آخِرِ شِبَّاكٍ فِي كُوْخِ زَوْجَينِ حَدِيْثَيْنْ. عَلَى مَتْنِ تِلْكَ الصَّخْرَةِ كان مَسْرَحُ الأَحْدَاثِ, حَيْثُ يَجْلِسُ الرَّاوِي وَ قَدْ تَنَاثَرَتْ حَوْلُهُ طُبُوْلٌ وَ قِيْثَارَاتٌ وَ أَبْوَاقٌ مُوْسِيْقِيَّةٌ تَرْسِمُ نِصْفَ دَائِرَة. بَدَأَ الرَّاوِي يَحْكِي قَلِيْلَاً ثُمَّ يُغَنِّي كَثِيْرَاً مُتَنَقِّلَاً بِالْإِحْسَاسِ بَيْنَ قِيْثَاَرَةٍ وَ زُمَّارَةٍ وَ لُغَاتٍ زِنْجِيَّةٍ وَ عَرَبِيَّةٍ وِ أُخْرَى فِرَنْجِيَّةٍ. حكى لَهُم بِلُطْفٍ تَخَلَّلُهُ شَيْءٌ مِن الوَقَارِ, وَقَائِعَ رؤيا مَنَامِيَّةٍ دَارَتْ بِالأَمْسِ فِي دَهَالِيْزِ عَقْلِهِ الظَاهِرِ وَ البَاطِنِ عن كامل و عادل و جلال و جمال في زمن ناري.
دقت الساعة العاشرة صباحا فأذاع المذياع المعلق على جدران مقهى الزئبق أخبار الطقس معلنا أن الشمس ستعامد الخرطوم إسبوعا كاملا فعلى مواطني المدينة أن يلزموا مساكنهم. دقت الساعة مرة أخرى وأعلنت نشرة الأخبار عن وفاة العشرات من جنود الإحتلال بعضهم إحترق بلهب الشمس لنقص خلقي في عنصر الميلانين في بشرتهم , البعض مات بضيق النفس وآخرون بحمى السحائي وارتفاع الضغط. صارت الأخبار تتوالى بزيادة الضحايا وزيادة الإشاعات و تعدد طرق الموت، لكنها ليست نهاية الدنيا بأي حال. بدت المدينة ذلك اليوم ساكنة في الظاهر بيد أنها في الباطن كانت تغلي كمرجل ولا حراك سوى الفكي صالح مؤذن جامع الخرطوم وشيخ القراء الذي كان يطوف الأحياء ليخفف حمى المحمومين، خصوصا الأطفال يرطب أجسادهم بمنديله المبلل بماء زمزم، يطعم البعض مسلوق الذرة مرددا كلما أطعم جائعا المثل السوداني "البلا بيكافو بالبليلة" ثم يرقي للذين بلغت بهم الحمى حد الهذيان..
عجب الناس لمقدرة الفكي الصالح و إرادته فصاروا يتكلمون عن ولايته و كراماته. أشاع الناس أن زوجته فاطمة أم التيمان لم تحبل بتوائمها الأربعة و لم أحد مم الناس بطنها منتفخة أيام حملها. زعم البعض أنها باضت أربعة بيضات إحتضنهم الفكي صالح لمدة سبعة أشهر اختفى فيهن بحجة الإعتكاف و لم يخرج عن خلوته إلا يوم ميلادهم. زاد آخرون أن التوائم الأربعة لم يصرخوا يوم ميلادهم، بل هلل أولهم، كبر الثاني، حمد الثالث و سبح الرابع. لقد نشأ التوائم الأربعة كامل و عادل و جلال و جمال في كنف أبيهم فرباهم على الدين والأخلاق الحميدة إلا أنهم زادوا على ذلك بفنونهم و إبداعاتهم. كان كامل يحيك ويحكي كلاما يضحك القوم تارة و يبكيهم تارة أخرى، بينما جلال يكتب القرءان في لوحه الخشبي بخط يرسم حروفه رسما ثم يذهب لغابة السنط الواقعة على ضفاف النيل الأبيض يقطف الزهور ليرسم أجمل اللوحات والزخارف حول آياته. أما عادل فقد كان قليل الكلام ينكب على لوح قرآنه من فجر الرحمن يكتب ويمحو متونا لا يضطلع عليها أحد سواه. جمال رابع التوائم، ذاك مطرب القوم يغني في مدح الرسول بربابته ويذهب للغابة برفقة جلال فيعزف بها ألحان كأنها أغاني الجن تسكر كل من يسمعها. كان هؤلاء التوائم يحبون بعضهم حبا شديدا إلا أن حبهم لأخيهم الصغير يفوق كل حب، إذ يحبونه أكثر من أنفسهم رغم أنه ولد ليلة إعتلاء غردون عرش الحكم في السودان فصاروا في كل عيد ميلاد له يسخطون على ذكرى الإحتلال نهارا و يحتفلون بذكرى ميلاد أخيهم ليلا.
في اليوم الثاني لحظر التجوال بسبب ارتفاع حرارة الشمس خرج الشيخ صالح من بيته الذي يجاور المسجد فصلى ركعتي الضحى ثم ذهب يبر الناس ويحسن إليهم. رآه الفيل الملقب ب"عجب روحو" فاغتاظ غيظا شديدا لكنه كظمه خبثا و نادى الشيخ من شباك بيته.
سأل الفيل الشيخ الصالح: ألا تخبرني عن سر خروجك في هذا الحر والجوع والعطش؟
تلى الفكي صالح عليه "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى" ثم مضى لحاله.
ناداه مرة أخرى وترجاه أن يكتبها له فذاكرته ضعيفة. دخل الفكي عليه ، كتب الآية في ورقة أعطاها له وانصرف. ما أن استلم الفيل الورقة حتى وضعها في جيبه وخرج ليختبر قوتها، فزاد تيها عندما أحس بنسمة باردة حوله. فرح الفيل و اختال يمشي في الحي مرددا " أنا ولي الله" "أنا الشريف الما بتحرقوا شمس الصيف, أنا الكيك, أنا الشافوا خلُّوا, أنا اب زرد" ثم اتجه ناحية القصر ففوجيء غردون بحضوره وسأله متعجبا من مقدرته على مقاومة هذا الحر القاتل.
رد عليه الفيل بما كان يقوله للناس: أنا ولي الله أنا أنا أنا.
إنتهره غردون وأمر حراسه أن يفتشوه ففعلوا و وجدوا عنده ورقة شيخ صالح فاعترف لهم بلا تهديد عن أنها تميمة أعطاها له الفكي صالح. قال لهم أن الفكي صالح ساحر و أنه يخطط لمقتل غردون مع الدرويش القادم من طيبة القرشي. إنه يملك سر تعامد الشمس على الخرطوم و ربما كان سببا في كل ما يحدث من مصائب بشعوذته. أمر غردون حراسه أن يقتادوا الفيل عجب روحو و يأتوا بالفكي صالح مقيدا. لم تمض دقيقة على الجنود بعد خروجهم من القصر حتى سمع غردون صراخهم ورأى النار تشب في ثيابهم. لم يكترث عجب روحو لهم فقد كان كل همه أن ينتقم من الفكي صالح حسدا و يأتى به لغردون. تركهم يحترقون و طلب من غردون أن يرد له التميمة حتى يأتيه بشيخ صالح فأعطاها له. اتجه الفيل ناحية المسجد حيث كان الفكي صالح يصلي صلاة الظهر وحده . قال له الفيل إن غردون يطلبه ليكافئه على صنيعه بأهله. أدرك الفكي صالح أن في الأمر شيئ لكنه لم يشأ أن يمتنع فذهب معه، ما أن وصل عجب روحه و الفكي سرايا غردون حتى هجم الحراس على الفكي صالح و ضربوه فأدمى وجهه وكسرت ترقوته ثم رموه خارج أسوار القصر فاقد الوعي لشدة الضرب عليه. أراد الفيل أن يبق مع غردون في القصر إلا أن غردون أمر حراسه بتجريده من ملابسه وأخذ تميمته ثم طرده من القصر ليستلقى بالقرب من الفكي صالح. لم تمض ثوان على الفيل في هجير الشمس حتى لفظ أنفاسه. أظلمت الشمس وتأخر الفكي صالح فقلقت زوجته وأبناؤه.
في النصف الثاني من الليل سمعت فاطمة صوتا لم تعرف مصدره لكنه كان يردد "سيذهب السلطان الظالم وكل ما أتى معه". انتابها خوف ارتجفت له رغم أنها كانت في غرارة نفسها تتوق لهذا اليوم. اشتد الحر وانقطع الماء عن المدينة كما انقطعت الأمطار لعامين متصلين. عطشت فاطمة وهي ترضع صغيرها فانقطع اللبن عن ثديها. إختفى التوائم كلهم ذلك اليوم، بل حتى عادل الذي كان يعينها على قضاء حوائج البيت، كما اختفى أبوهم بلا أثر أو خبر. في الثلث الأخير من الليل تكرر صراخ الطفل عطشا وجوعا فتركته وذهبت للمسجد بحثا عن ماء فوجدت قلة الماء الكبيرة ناضبة جافة. عادت تهرول لإدراك طفلها والخرطوم كلها في سبات عميق إلا من صراخ طفلها. إزداد الحال سوءا حتى أشرقت الشمس على حر أشد من سابق الأيام فحملت طفلها و خرجت للشارع. صورت لها حرارة الشمس رهابا حسبته ماءا فتركت طفلها و جرت نحوه عسى الله أن يفرج بها كربتها فينقلب ماءا أو يتفجر نبعا . قبل أن تبلغ مدى السراب قفلت راجعة يشدها صراخ طفلها الذي أدمى قلبها ثم رجعت مرة أخرى للسراب حتى أسلم الطفل روحه لبارئها. صرخت فاطمة صرخة خرج لها كل الجيران رغما عن أنف الشمس و قهر غردون. حملت طفلها تمشي صوب القصر و هي تردد إنا لله وإنا إليه راجعون. تبعها القوم ومشوا معها صوب القصر يرددون خلفها لا حول ولا قوة إلا بالله. فجأة قاطعهم كامل يرتدي قناعا بوجه أسد ومن خلفه رجال مقنعون مثله. كان اليوم موعدهم لتقديم مسرحية من تأليفه بعنوان مقتل الفيل الظالم فمشوا مع الركب يزمجرون و يزأرون بالتهليل. ما أن تقدموا قليلا حتى ظهر لهم جلال رافعا لوحة رسمها في لوح قرآنه بلون أحمر صبغه بدم وريده الذي إجترح له معصمه الأيمن. في اللوحة صورة القصر محترقا و غردون مذبوحا خارج أسواره، تقدم الركب في صمت و رفع لوحتع عاليا. إنضم إليهم عادل خلسة من طريق جانبي و تسلل بين الثوار دون أن يره أحد. عندما إقترب الركب من القصر و قبل أن يطأوا أعتابه سمعوا ربابة جمال يعزف لحنا أبكاهم جميعا ثم تدرج اللحن خافتا حتى تاخم الصمت ليعزف لحنا آخر فجر الغضب في دمائهم بركانا ثاروا و ساروا على إيقاع هتافه .
في تلك اللحظات الكئيبة توشحت سماء الخرطوم بحزن داكن تجلى في سحابة سوداء تحركت ببطء حتى إقتربت من القصر فتوقفت عنده. علا صوت ربابة جمال فاستأنفت السحابة سيرها يسبقها إعصار ترابي كأنه سليل الهبباي، عصف و حمل شرارة نار طارت من بيت أم التيمان لتستقر على سقف القصر. إقترب الجمع من القصر فرفع جلال لوحة القصر المشتعل عاليا ليرسل شعلة قلبه وقودا لحريق القصر. كان كلما يرفع لوحته يزداد اشتعال النار في القصر فيزمجر كامل و وحوشه بأصوات مرعبة بينما يتردد صدى ربابة جمال بموسيقى تصور الخوف و تبثه ليسكن في قلوب حراس القصر الذين وقفوا بلا حراك. فجأة ومن حيث لا يدري الجمع هجم جنود المهدي بسيوفهم على حراس القصر فمات منهم من مات بطلقات الجنود وجرح من جرح إلا أنهم خلصوا على كل الجنود تماما قبل أن يدخلوا غرف القصر و يكسرونها ضربا باليمين و الشمال بحثا عن غردون ثم توقفوا فجأة و كبروا حين سمعوا درويشا يردد " وجدت الملعون الظالم الطغيان".
هناك في بلكونة غرفته المطلة على النيل الازرق كان غردون يحترق بنار انتظار سفينة إنقاذه القادمة من مصر عبر النيل و العرق يتصبب من جبينه ورأسه. دخل غرفته و أشعل غليونه فدخن منه نفسا عميقا واحدا ثم قذفه بغضب ناحية منظرته العتيقة فتحطمت وتكسرت و تطايرت منها آلاف المرايا الصغيرة تعكس صورته في كل الإتجاهات. بعض أشلاء المرآة المتشظية عكست ضوء الشمس المتسرب من الشباك كبرق كاميرا يجهر النظر قبل أن يجلي تفاصيل وجه الطاغية الانجليزي المستبد. يبدو أن توتر غردون الشديد وعنصر المفاجأة بعد استخفافه بالدراويش الثوار قد زادا من حمقه وغطرسته. الحقيقة, أن الدراويش ما كانوا ينوون قتله, و لقد كانت رغبة المهدي أن يقبض عليه حيا ليفدي به الثائر المصري و نظيره الذي قال لا للظلم والإستبداد . غير أن غطرسة غردون على الدراويش حين صرخ فيهم و هو يرتجف بين الخوف والغضب "بربيريانس، بربيريانس،بربيريانس" آخر ثلاثة طلقات من فمه انتهت مع آخر ثلاثة رصاصات في الهواء من مسدسه و ثلاثة طلقات للدنيا. تلك الطلقات كانت حرارتها كافية لإيقاد جذوة نار غضبٍ قاتلةٍ فانقض عليه الدراويش وخنقوه ثم ذبحوه بسكين طويلة قطعت أوداجه من الأذن اليسرى الى اليمنى. انفصل رأسه كرأس الكبش جزاءا لمن اعتدى على أهل البلد الطيب. رشح الدم كأنه نافورة غانية باللون الأحمر الانجليزي و كأنه أراد أن يرسم صليب علم بريطانيا الأحمر قبل أن يلون مساحاته الفارغة بزرقة هواء الأزرق فيا لخذلان كيد شيطان السلطة وما أضعفه. رائحة دمه الذي كان يغلي قبل بضع ثواني نتنة زفررة تبحث عن مأوى لها بين ضلوع الدراويش فلم يطيقوا البقاء ثانية واحدة في غرفته. لقد مات غردون و فصل رأسه عن جسده، بيد أن أجهزة عقله لم تخمد بعد. كان اللسان ملجما والعينان غابتا بعد أن صعد سوادهما لأعلى أثناء الخنق والذبح, عدا الأذنان اللتان ما زالتا تسمعان بوضوح. بما أن القلب و الدم والعصب قد فصلوا مع بقية الجسد فقد انتفى كل الشعور و ماتت الأنا و الرأس ما زال يحمل عقلا يعمل و ربما لعدة ساعات بعد إنفصاله. تذكر غردون سطوته في الهند و الصين, كم من ثائر متمرد مرغ أنفه برجله وداس على روحه بطرقعة من أصبعه. أهكذا يا دنيا تخذليني أمام التاريخ وتهزمين حبيبك الذي قتل وسفك واستعبد وأهان أبنائك, صغارك وكبارك ورجالك ونسائك؟. ها قد أتوا برأسي محمولا على منشفة حمَّام بيضاء يحملها أثنان من الدراويش.
عندما اقترب الدراويش من المهدي انضم اليهم آخران فصاروا أربعة كل منهم يشد طرفا من أطراف المنشفة و رأس غردون منكفئا على وجهه. كان المهدي جالسا مع خليفته و بعض كبار السن تحت شجرة في فناء القصر الأمامي فوقف احتراما لهيبة الموقف والروح التي صعدت, وقف البعض معه مؤازرين وآخرون واصلوا جلوسهم بعد أن أنهكت الرحلة والحصار والجوع أجسادهم النحيفة. نظر المهدي لوجه غردون لأول مرة فخرجت منه زفرة كأنها كلمة شكر و أزاحت كما من الهنون و صعدت لله في صمت، ربما دمعتان لم يلحظهما أحد. لقد نصرنا الله ونحن على قلب رجل واحد فهل تنقلب الدنيا على أبنائنا فتمزق وحدتهم. قلب المهدي رأس غردون بعصاه مرة على جنبه الأيسر و الأيمن و أخرى على قفاه بحيث قابل وجه الرأس السماء ثم أمر بوضعه على الأرض و ينتظروا إجتماع الناس ليصلوا ركعتين شكرا لله.
كان عادل حينها واقفا بالقرب من المهدي الى أن تقدم فصار خلفه ليسمع تلاوة بطل السودان و مخلصه الذي انتخبه الله نصرة له ولعائلته المكلومة ولعموم أهل السودان ومصر. صلى المهدي ركعتين جهرا, قرأ في الاولى سورة الحمد وآيات من سورة عمران انتهت ب"تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير". أما في الركعة الثانية فلقد قرأ سورة الحمد والاخلاص التي أراد بها الاخلاص في توحيد النية وخلاصها لله. بالفعل كانت خطبته بعد الركعتين تفسيرا و تأويلا لما قرأه في الصلاة. انفض الجمع فصافح عادل المهدي وأراد أن يقبل يده إلا أن المهدي سحب يده منه بسرعة واستغفر الله. سعد عادل و خجل من نفسه في ذات الوقت فتسلل خلسة ناحية أمه التي كانت تنتظر خارج القصر مع المتظاهرين المنتظرين أمام بوابة القصر. كان عادل يمشي محاذيا لجدران القصر من كثرة الثوار الذين ما زالوا يتوافدون, حتى اقترب من أمه التي كانت جالسة على ذلك الأرض، يحوطها من خلفها كامل و على جانبيها جلال و جمال. احتضن عادل أمه وصار يقبلها في رجلها ويبكى بكاءاً حارا أبكى كل الناس حتى فزع الدراويش فهرعوا يقصون أثر البكاء والخبر. كان الكل ينظر لعادل وأمه وقد خفت هستيريا البكاء فسألته أمه هامسة والحزن يحشرج صوتها: ماذا أعد عادل للعدالة ؟ بهتاف صامت مد عادل لوح قرءانه الذي لا يفارقه و قد كتب فيه بدمه عنوان قصته "عودة الماء" التي كان نصها:
تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء. كلما أتى مع السلطان الظالم سيذهب معه. هكذا نبأني الذي عنده علم من الكتاب. وافق تولي الظالم ميلاد طفل فاطمة يوم شجار الأخضر و اليابس الذي انتهي بانهزام الخضرة و جفاف الماء. صارت فاطمة بعدها تأكل وتشرب بقايا أمل, تغزل من فتاته خيط وجود رفيع تمشي عليه وتتلحفه فيسكنها ولا تسكن اليه. ذات مساء غائظ الحر ظمئ طفلها فباتت تحلم بالماء و الماء على مرمى حجر ثم أصبحت تلاحق طيف الماء بين طفلها و السراب و طفلها حتى جفت آخر قطرة ماء في حلقها.
عندما عادت في الشوط السابع و الأخير وجدت الطفل يحتضر. زعقت بصوت جاف ، صار من ثم أصل الهتاف. كانت قد انتزعت فكرته من نفخ الصور. أزعج السماء فضجت واجتمع جفاف صوتها بكل جفاف الأرض فعصفت. بيد أن روح طفلها التي حلقت لقحت السحاب فأمطرت. كان الطفل فداء ا للأرض شيعته بنحيبها بين دموعها و دموع السماء.
تحركت تلك السحابة السوداء شمالا ناحية سرايا الحاكم العام والكل ينتظر أن تصل اليهم فتظلهم لكنها عندما عامدت القصر تماما ثقلت أو ربما احترقت بنيران القصر فتساقطت قطرات المطر بعدد دموع الحاضرين ثم توقفت عند آخر نقطة ماء أطفأت آخر جذوة نار في القصر و قلبها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: ابو جهينة)
|
سلام يا أبا جهينة
سعيد جدا بشووفك عبر الأثير.
ما فاتك الكتير.
ان شاءالله تتسهل و نجمل تاريخ السودان
بالحكايات الملهمة و المستقبل بالخيال العلمي.
دمت جميلا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: الشيخ سيد أحمد)
|
سلام يا شيخي يا سيدنا كلنا
و لسة بطالب وزارة التربية أنها تفصل مادة للقيم و علم خاص يعلم الشعب السوداني
كيف يحب و يحافظ على حبه' رايك شنو في تخصص علم الحب السوداني "حبولوجي"؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: الشيخ سيد أحمد)
|
صباح جميل
Quote: محتاجين لتفعيل أجراس الحب فيما بيننا قبل تضمينها مناهج التعليم.
لكن الإسم روعه (حبولوجي) |
.
تماما، بل و الانعتاق من هذه الدائرة الشريرة دي بالتفكير من قلب الصندوق قبل
أن نخرج عنه، أن نكون نحن فنشتق للتربية الوطنية مسميات جديدة لعلوم
تخصنا نحن فقط. السودانوية يجب أن تكون مادة تدرس جغرافيا و تاريخ السودان،
قبائل السودان، ثقافات السودان، اقتصاد السودان، أمن السودان. تفاصيل مثل التقاليد
و العادات السودانية، التراث المادي و الشفاهي اللذان يشملان الأزياء و الاكسسوارات
و المأكولات و اللغات و اللهجات و الحكم و الأمثال و الأشعار و الأساطير و التوثيق
للشخصيات النمطية مثل الظرفاء و الحكماء.
نحتاج لعلم قيم و أخلاق يبدأ بتدريس مفهوم الاحترام بين التوقير و التقدير، قيم الوفاء
بالعهد و العزم و الصدق و الصبر، معاني حسن النية و الظن و الوسطية و الحب و الكرم و
الشجاعة و الشهامة و الروحانية.
الخلاصة،كل هذه الموضوعات قابلة لأن تكون مواد علمية و أدبية في نفس الوقت.
أتمنى من حكوماتنا و القائمين على أمر المعرفة أن يلملموا اطرافنا في الداخل قبل
التشتت في القضايا الخارجية، فالنزيف الداخلي أخطر من الخارجي و التفكير خارج
الصندوق يكون أكثر عمقا بعد استيعاب ما بداخل الصندوق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
خارطة الطريق
عاصم الطيب قرشي
قال الراوي: لن تنتهي حكايات الزمن الترابي و لا المائي حتى ينقلب الماء على التراب
فنغرق أو ينقلب التراب على الماء فندفن. هكذا تقلبنا إنقلابات العسكر و الحرامية و تقزمنا سياسات
المعسكر الغربي و الشرقي. بالرغم من ذلك تأتينا الأرض كل يوم بجلالها و جمالها من يقلب الطاولة عليهم.
هتف جلال ذات ثورة: تبا لساسة العرب المقلدين أشباه الببغاوات و القرود، الذل لأرذال الرأسمالية و الامبريالية.
جمال: الخلود للمبدعين، المجد لرواد التجديد و العز لأرباب الانسانية و الحب و الجمال.
كامل: عاش الشعب السوداني حرا مستقلا عن سيطرة العربان و الغربان.
جلال: قولوا لي منو من الساسة عبر الطريق بي عبارة خرطة الطريق الجوفاء و منو الهندس و رسم مسار الطريق إلى الجحيم ؟
عادل: المهندس كان جورج بوش الأول و نقش في الخرطة شعار حرب الأديان شفاهة.
كامل: و قاموا قرود السياسة العربان و السودان يرددوا في العبارة دي لمن عبروا بينا كلنا.
جمال: مات السواق و لسة طنين عبارتو يزن.
عادل: هاكم خااارطة الطريق دي، كأنو قاموس الكلام كملن كلماتو.
جلال: كملت أفكارم يا عادل، المشكلة في سياسييننا مقلدين المقلدين، دولة عميقة و عنق زجاجة.
عادل: السياسي و المثقف عندنا كالحمار يحمل اسفارا، قاريين مراجع الدنيا كلها و كاتبين آلاف البحوث، بس عشان يقولوا ليهم دكاترة و يتدكتروا علينا.
جمال: و الله انا عمري ما حسيت انو السياسي أفهم من الفنان و لا استلبتني مظاهر الحضارة المادية، بالعكس، عندي إحساس أنو الروحانية العندنا في بلدنا تروحن العالم و تبقى نقطة تحول لو وظفنا طاقاتها الإيجابية بدل الغرور و الحسادة و السحر.
كامل: إنت فنان فعلا يا جمال و فنان أصيل كمان، لذلك أمريكا صانعة السلاح و الحرب لن تعيش إلا على أنقاض الآخرين، نحن نكون شنو بالنسبة ليهم؟
جلال: ههههه، نحن أنقاض الآخرين يا كامل، انت ما سمعت بالبواخر الكانت محملة بالخرا اليوناني في ميناء بورتسودان في انتظار تفريغها؟
كامل: انت شفت المشهد ده يا جلال و لا بتتكلم ساي؟
جلال: إفيي، هو المشهد دا بيشوفوه و لا بيشموه؟
جمال: و الله دي كان ح تكون أعفن صفقة كيزانية لو تمت.
كامل: البشير كان ح يرقص و يصفق و الشعب السوداني ينشرط بي هستيريا ألغاز الضحاك.
جلال: سمعنا إنهم رجعوها بي فتوى إنو الخرا اليوناني فيهو لحم خنزير و ما حلال، ح يجيبوا بدلوا خرا خليجي ههههه.
عادل: بالمناسبة الدولة العميقة هي أمريكا لأنو سلطتها الحقيقية في عمق المحيط في مثلث برمودة و الدولة العويرة هي
دولتنا العندها كل مقومات الحياة المادية و الروحية و ما قادرة تمتلك قرارا.
جلال: سياسيينا على عساكرنا فضلو الإتباع على الإبداع، اتنازلوا عن زعامة السود لي عبودية البيض، كلهم بيض ممزر.
كامل: طيب يا عادل إنت الوحيد فينا عندك دكتوراة، ممكن نستفيد منك و ترسم لينا خريطة تشبهنا؟
عادل: ممكن جدا لو ساعدتوني بي روحانيات فنونكم و ابداعكم.
جمال: أنا جاهز موية و نور.
عادل: أولا، ، نتقفل سنة واحدة، الجوة جوة و البرة برة عشان نعرف اللينا و العلينا، دا حجر صحي من الحرب الفيروسية و ثقافي ضد الغزو الثقافي و اقتصادي ضد سرطان الاقتصاد و ورم العملة و أخيرا سياسي ضد خرطة طريق الإمبريالية العالمية.
ثانيا نبدا من الآن بي تفكيك نظرية التراكم الكمي البيحدث تغير كيفي و نتفق عليها نظري، بالليل تطبيقي نحول بيهو الذاتي لي موضوعي، و نشوف كيف الفكرة المجردة بتتمرحل لمن تبقى واقع مجسد.
جلال: الكلام دا بينطبق على ثورة الشباب الاتحولت من فكرة لي واقع و ترجمة لي مقولة الشاعر أبو القاسم الشابي:
اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
عادل: عليك نور، لو أخدنا من كل بستان زهرة، نظرية تمرحل الحرية والإرادة الكتبها منظر الناصرية، تبدأ بي حرية أن تريد ما تريد، أن تعي أو تعرف ما تريد، أن تعبر عن ما تريد وأخيرا تفعل ما تريد.
جلال: فعلا اذا قاربنا المراحل دي مع واقع الثورة كان إرادة قوية، بقت خطط مدروسة، مرقت هتافات مكتوبة و منطوقة إلى ان وصلت للواقع القدامنا دا بي مكاسبو و خسائرو.
جمال: من هنا و هناك نصل إلى علاقة كم و كيف اتحققت فيها (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة) إلى قانون سوداني مختلف تماما قوامه.
جلال: و الكتره غلبت الشجاعة، فئتكم القليلة قعدت تتجرجر لمن جرجرتنا للشوك وانيقتالنا بعتادها لكن الكلمة كانت أقوى عندما تراكمت وصارت بقوة الفعل المضارع #تسقط بس# إلى أن تحولت الى ماضي #سقطت سقطت يا كيزان#
عادل: طيب يا شباب، اذا كانت الكلمات الرددوها الثوار دي غيرت الواقع فما بالكم في كلمات اتفقوا ناس كتار حول قداستها و رددوها أكثر من قرن (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) قولوامعاي حسبنا الله ونعم الوكيل، دا خط دفاع روحي أول
صباح و مساء.
كامل: يعني الخلاصة اننا محتاجين نوظف طاقاتنا الروحية لسد فراغتنا المادية؟
عادل: بالضبط يا كامل، الباراسيكولوجي و علوم القرن المائي ح تبدأ من محل وقف السايكولوجي و الفسيولوجي إلى أن تتنزل النية اللي هي نواة الفكرة للسستمولوجي.
جلال: ياااخ دي فعلا مراحل علمية و كلام منطقي جدا، طيب المطلوب مننا شنو هسة؟
عادل: المطلوب منك بي بساطة ياجلال هو تحويل النظري دا لي عملي انت واصحابك وأصحاب أصحابك. بس لازم يكون عندك على الأقل ثابت واحد يحفظ ليك توازناتك وسط المتغيرات دي، يعني سيك سيك معلق فيك انك يكون عندك ذرة ايمان بي نفسك و اهلك و وطنك و و و لمن يبقى عندك ايمان مطلق.
جلال يغني: آمنتاااا آمنت. جدا يا دكتور، ابدوا انتو و انا خلوني أراجع دفاتري لمن أصل محلكم دا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
أحلام الزمن الهوائي ١
عاصم الطيب قرشي
عادل: شايف نفسك وين يا كامل في القرن الجاي؟
كامل: شوف با عادل يا خوي، كلمة طقة دي أنا اللي ابتدعتها و سارت. نسبة لحبي الشديد لروائح التوم و الشية انا خ أكون أشهر طباخين الزمن داك و اكثر المحاضرين نجومية في كلية الفندقة و السياحة في امبراطورية السودان الإنسانية. التغذية لازم تكون علم يدرس في مدارس الأساس و بحوث جامعية تقدم في علم الطقة.
عادل: الان يا كامل التغذية دخلت في الطب الوقائي زي النضاقة و الرياضة و الرضا و الاسترخاء.
كامل: أيوه، بس الطقة في الزمن داك بتكون مقسمة لي شعب كتيرة لزوم التخصصات، العلم عندو فيها نصيب و الفلسفة و الفنون و الروحانيات.
جلال: بتخيل في طلاب الطب الوقائي الغذائي يحللوا و يركبوا الأطعمة و ناس فنون يساعدوا في اخراج الوجبات وتعليبها و دعاياتها و ناس الفلسفة يقعدوا يتفلسفوا لمن الاكل يكمل.
ضحك الجميع...
جمال: حقيقي الناس مفروض تعرف اثر التغذية على قوى الكائنات الجسدية والعاطفية و الذهنية والروحية.
كامل: كامل القرن الجاي ح يلتحق بي مدرسة علوم وفنون الطباخة وفنونها من عمرو ستة سنوات و يبدا يخترع وصفاتو في عمر عشرة، كلو وصفة يعمل ليها مقادير دقيقة تتحسب بالنانوقرام. المكونات الاساسية والقيمة الغذائية تعتبر جانب علمي هام، الطعم و الذوق درجة من الدقة تفرق كل وصفة عن غيرا بي نسب الحرارة والبرودة و نسبة الملوحة للحموضة والحلاوة للمرارة . النكهات في الزمن داك ح تترسل عبر الوسائط الذهنية بعد تطوير حاسة الشم طبعا وامكانية حفظ و ارسال الملفات الشمية عبر الوسائل فوق الطبيعية او الباراسيكولوجية زي ما بقول عادل. كامل ح يكتب وصفاتو على وجباتو المعلبة، و الطازة يقدما في منيو انيق ملون بالوان الخضر و الفاكهة والورود يوضح فيهو خيارات الإعداد و درجات الطعم و النكهة. الكراسة في حد ذاتها ح تكون محاضرة قيمة عن علم و فن الاطعمة الطازة و المطبوخة و المشروبات والمأكولات، الحارة والدافئة و الباردة والمثلجة.
جلال: ما تنسى جبتو وعمتو البيضا.
كامل: طبعا طبعا، و قامتو تمثال شامخ يشبه رجل التلج وهو واقف وسط مساعدينو بي تواضع. واحد نن المساعدين يحلل المواد الغذائية و يكتب تكوينها الحيوي و أثرو العضلي و العاطفي والذهني والروحي.
جمال: طبعا يا عادل انت حفيدك ح يكون مزارع متخصص في هندسة الجينات النباتية و يخترع أنواع بديعة من الفواكه و الخضر المهجنة في مزرعتو و مركز بحوثه الحقلية.
كامل: احكي لينا يا عادل لو أمكن قصة قرع الذرة و لا ذرة القرع المهجنات.
عادل: القصة طويلة، بدت و انا صغير سمعت أبوي بيحكي لي واحد عمنا عن كرامات الشيخ يوسف ابوشرا. قالوا الشيخ يوسف زرع باقي فضلة كسرة بي ملاح قرع قامت قرع جواهر عيش. بعد سنوات قريت مقال في مجلة الصدى انو الألمان هجنوا خلايا نباتية بي حيوانية و عملوا طماطماية بي جلد سمك.
جمال: يا خي دا كلام يطمن، يعني في المستقبل القريب ممكن نهجن التبس بالبطيخ و تطلع تبشاية كبيرة و الجرجير بالموز و يطلع لينا جرجير صقفتو اضان فيل.
عادل: كلو شي جايز في المستقبل طالما درب العلم مفتوح، بس كيف نحن نوظف تفكيرنا في المفيد.
جلال: أدوني فرصة اتخيل ليكم عقل جمال طفل القرن المعجزة و مؤسس الدولة الجمالية في سودان بكرة، عقل جمال في رأيي ما ح يحتمل هدف غير الجمال.
جمال: شكرا يا ابوالجلاجل، الجمال في منظومتي الإبداعية اسم و وسيلة و هدف للسعادة الانسانية والكونية. دي رسالتي واشارة اسمي و نهج حياتي على حد براءتي و قصر تجربتي.
كامل: انت يا جمال أصلا اتولدت طفل مجمل بي احدث وسائل التجميل في علم الاجنة والجن ذاتو. من ما عرفتك زول خلوق بي أخلاق جميلة يشهدوا ليك بيها اهل السموات والارض العاصروك و زاملوك.
جمال: في الحقيقة عندي سر أول مرة اقولو، أنا متذكر تماما اني راودتني صورة الجمال المجرد من اول يوم خرجت فيه للدنيا و عيوني شافت قوس قزح مع اول شعاع ضوء، شهقت نفس الحياة بي بطء و عمق، امي قالت سمعت صرختي الأولى نغم. قبل ما يفطموني كنت بحس اللبن الابيض بيتدفق بي طعم الفطرة و لونها من ثدي امي لأوردة دمي.
عادل: طيب كيف شايف قيمة الجمال في الدولة الجمالية يا جمال؟
جمال: الجمال في الدولة الجمالية ح يكون رئيس اعتباري في بلد ما فيها رئيس غير دفتر يوميات الحياة وصحيفة الموت المرسومات امام بوابات القصر الامبراطوري، بيناتهم رمز الدولة على هيئة انسان نص وشو ولد والنص التاني وش بت موشحة بي توب أخضر. في جبين التمثال كلمة "الجمال" مرسومة أحرف في الهواء من أعلى لاسفل.
جلال: طبعا حرف الجيم بيشير للجلال!
جمال: بقدر ما يشير للجمال، لكن مبدأ الجمال ح يسبق الجلال في دستور الدولة الجمالي. أما الميم فقد وردت في قاموس الجمال مؤولة للملك لتعني بذلك مملكة الجمال.
عادل: الالف دي حقتنا كلنا مشتركين فيها عادل كامل جلال وجمال.
جمال: الف الجمال جلال يجلي معاني الوحدة و الصمود و يتجلى في تحمل عبء القوامة و اقامة العدل و الوزن بالقسط و استقامة سيف العدالة.
جلال: خليني اكمل ليك الرؤية التشكيلية في ملامح حرف اللام و هو نازل من رجل الانسان اليمين على الساق و ينتهي في كسرة لام القدم.
كامل: ولد ده، جوطة ده.
جمال: بالضبط يا جلال، اللام بترمز للامين اسم الجلالة و انحناءات الدنيا و تعاريجها زي ما استقامة الانسان كلها بتجسد معنى الالف.
عادل: اللام حرف مائي يرمز للطف والشفافية، لكن أجمل ما في مخرجو الصوتي قلبة اللسان الواحدة و سهولة نطقو عشان كدة شهادة الإسلام كلها أربعة حركات باللسان و زفرة هاء الجلالة.
جمال: في كتفين هيئة الانسان مكتوبات كلمتين الانسانية و الكونية من اليمين الى اليسار، كتاب الدستور عبارة عن قلم قاعدات في كفتين في ميزان الحرية و الحدود. مربع صدر الإنسان و بطنو مكتوب فيهم كتبوا العقايد والمعارف والقوانين والثقافات.
اناشيد الوطن السبعة مكتوبة زي المعلقات السبعة بداية من نشيد الانسانية، معزوفة الوعي، أغنية السلام، أرجوزة العدالة.، لحن الحب، تغريدة الجمال و سيمفونية الاخلاق.
علم الدولة بيرق لامع، شكلو مربع و لونو أخضر نديان، تتوسطو دايرة تموج بي ألوان الطيف.
كامل: يا جمال، ليه جمال سودان بكرة ما ينتخبوه رئيس فخري في الدولة الجمالية كرمز يمشي على رجلين بدل الرمز الطوطمي المجسد ده؟
جمال: بتخيل لي جمال ح يرفض تماما تولي السلطة رغم مناشدة انصارو و أعضاء حزب الجمال، ح يتعلل بي حدود تكليفو المرسوم على تعليم و تطبيق معاني الجمال مش إدارة الجمال. بعدين جمال الزمن داك ح يكون مهموم بالجمال كقيمة مجردة، يعني حتى تجسيد الجمال في تمثال الإنسان ممكن يكون مرفوض بالنسبة ليه.
عادل: شيخ صالح ح يكون بروفيسور في علم الباطن و الروحانيات و تصريف القرءان و الأسماء الحسنى. المقدم خضر ح يكون مدير مركز الأمان النفسي و أبحاث الطمأنينة. خالنا خدر المقدم ح يكون استاذ في علم الباطن و الجالس على كرسي مادة التخاطر و التحريك الذهني و سفر المستقبل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
أحلام الزمن الهوائي ٢
عاصم الطيب قرشي
جلال: بتخيل لي بعد كم سنة من عام الثورة السودانية ح يتكون اتحاد كونفدرالي بين جنوب السودان وشمالو، اتحاد يقيفوا على رصيفو مستشار من الجنوب و التاني من الشمال من غير أي رئيس و لا إبليس.
جمال: في الوكت داك عادل الكوشي الشمالي ح يلاقي كامل النيلي الجنوبي في قرية صغيرة جنب نهر الجور و يدور حوار بين الأسود و الأبيض على رقراق ظلال الماضي و إشعاع ضوء المستقبل.
عادل: تعرفوا يا شباب، الإتحاد ده لو حصل ح يكون ضربة قاضية للطمعانين في خيراتنا و عايزين ياكلونا أحياء، ده ح يحيي التور الإنضبح يوم الإنفصال.
جمال: ونقول للسامري نحن اللي قبضنا قبضة مم أثر الرسول و رجعنا الحياة لعجل له خوار.
جلال: يا زول نحن جلدنا خشن و محروق ولحمنا مر و دمنا زفر، يعني كان ضبحونا ما بنتقطع و كان قطعونا ما بنتاكل و كان أكلونا ما بنتهضم و كان اتهضمنا بنعمل ليهم إسهال مائي و ناري و ترابي و هوائي.
كامل: ههههههه، إتخيلت زول الإسهال الترابي مطلع غبار و الناري زي الصاروخ و الهوائي ده زي الراكب موتر فيسبة و طررررر.
جلال: ها ها هااااي، و الله مجرد التفكير في كنفدرالية شمال و جنوب السودان ضخ فيني حنين لي أهلي الجنوبيين خلاني زي البحضر لي في فيلم بلاك اند وايت.
عادل: المصريين تحت تحت في السوشيال ميديا ح يقدموا اعتذارات عن الاستفزازت البدرت منهم في حق السودانيين على طول التاريخ السياسي.
كامل: والله يا عادل يا اخوي مصر قوة حقيقية و مجتمع ليه خصوصية روحية ما في زول فينا بينكرها، إذا اعتذروا و خلوا التعالي بتاعم ده، هم جيراننا والشعوب لبعضيها.
جمال: انا غايتو من هسة بكسر الشر و بقبل اعتذارهم زي ما ربنا بيقبل التوبة المعاها ندم و أسف، بعدين النبي صلى الله عليه و سلم وصى بالجار.
جلال: والله دهب حلايب و شلاتين كلو لا يغنيهم و لا يسمنهم من جوع في حرب المياه الجاية علينا دي و هم في النهاية ما عندهم حل غيرنا.
عادل: مرحب بي كل الاخوان في زورق اتحاد النيل طالما عرفوا اهمية السودان وارتباط مصالحهم المستقبلية بينا. بعد ده المواثيق الجديدة واجبة و مهمة جدا بين أصحاب النيل و حتى جيرانهم.
كامل: تعرف... نحن فعلا محتاجين لي قوانين جديدة تنظم كل شيء حتى خواطر الافراد و المجتمعات. المصريين بالذات، و لكل قاعدة شواذ، بيعانوا من مرض العظمة و الافتراء خصوصا على الصعايدة و السودانيبن و نحن ما بنقبل الحقارة........ للاسف ده نفس احساس شمال و وسط السودان مع جنوبهم و صعيدهم و غربهم و هوامشهم.
عادل: بالمناسبة منظور التفرقة الجهوية و الحامية و السامية ده يكاد يكون عالمي موجود في أوروبا و أمريكا و كل دول العالم تقريبا لكن دولة القانون بتقدر تشكمه.
كامل: بس في مشكلة تانية في مصر يا عادل لو لسة بيؤمنوا بي أمثال زي "عندك إرش بتساوي إرش و ما عندك إرش ما بتساويش حاقة".
جلال: غايتو لو لسة دي حكمهم يبقى لازم أولادنا و واولادهم يدرسوا سوا قواعد الانسانية و الأخلاق من جديد عبر المؤسسات التربوية والإعلام التربوي.
جمال: و نحن نشجع الكلام ده بي مهرجانات أخلاق تروج للمواقف النبيلة بالجوائز العينية و المعنوية.
عادل: برضو بتخيل قادة اتحاد دول حوض النيل يقوموا يجتمعوا بينا زوووم كل أسبوع بي حضور المراصد الصحفية المرئية والمسموعة والمقروءة و يعملوا لينا كشف حساب، اتفاقات على تصريف اودية جبل مرة و تشاد في ليبيا و شق الصحارى و الصخور الصلدة عشان بوصلو الانهار المقطوعة و يعمقوا الخيران الضحلة.
كامل: يعني رايك الاتحاد ممكن يضم كل دول شرق و وسط وشمال أفريقيا و ما نقيف عند الحدود الرسمها لينا الاستعمار الاوروبي؟ جمال: في الحقيقة نحن لازم نتمدد إقليميا حتى تتحد كل أفريقيا عمليا بي زراعة كل شبر بما يثمر ويفيد.
عادل: ابشرك يا كامل بانو طاقات الخير الايجابية بتنتشر كل ثانية و دقيقة وساعة و يوم في مساحات الشر المنحسرة و ح تطوق الدول الشريرة صانعة الاسلحة والحروب لحدي الأمريكان و الروس والانجليز يخجلوا و يجوا يعتذروا عن ماضيهم الاستعماري العنصري البغيض.
كامل: سبحان الله، ده كلو يطلع من ثورة شباب سوداني يسود الناس بالانسانية. اذن فلنكتب تاريخ جديد لأيقونات الزمن الناري و الترابي يضم رموز الخير و الشر بلا محاباة و لا تحامل.
عادل: و ننسى تفاهات الماضي، لازم نستعجل كتابة تاريخنا من جديد و نحكي لاجيالنا عن انسان سنجة و الشهيناب و نخلد كوش و كرمة و نوباتيا و الحضارات النيلية كلها، يا اخوي نحن أصل التاريخ البشري.
كامل: مش ملاحظ انك مركز على التاريخ السياسي القديم يا عادل؟ نحن لازم نوثق للتاريخ الاجتماعي عبر الحفريات الثقافية و تحليلها. يا اخي ظرفاء المدن ناس الهادي الضلالي و ودنفاش و حموري و علي ألمك و ابو داؤود و فنانيننا من خليل فرح الكاشف و محمد وردي.
جمال: و ابدال القرى الأبرياء و ندين العادات الضارة زي الجلد في مسايد تحفيظ القرءان والختان الفرعوني و السحر و التدخين و التمباك.
عادل: فعلا تاريخنا الجديد لازم نقدمو حكايات و أحاجي و أغنيات و مزيكة و مسرح.
جلال: يلا كلو ناس حلة يكتبوا تاريخم بي صدق و شفافية و يجيبو صورم و الباقي نتمو خيال و رسم.
عادل: خلاص نوموا يا شباب الساعة الآن تجاوزت ساعة الصفر بساعة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
* دخان فض الإعتصام*
عاصم الطيب قرشي
كامل و عادل و جمال و جلال ممثل و قاص و مغني و رسام، طباعهم كالنار و الماء و الهواء و التراب، يمثلون جنوب السودان و شماله و شرقه و غربه، ولدوا و عاشوا بين غابات الاستوائية و الصحراء الكبرى و البحر الاحمر و جبل مرة. كامل من النيل الأزرق، استوائي القامة زنجي التفاصيل، عادل نوبي كوشي عربي الملامح، جمال بجاوي صوفي ختم القرءان في همشكوريب، اما جلال فدارفوري نوباوي ماركساوي. جلس الاربعة على ضفتي الاعتصام الشرقية و الغربية اللتين لا يفصل بينهما سوى قضيب من السكة الحديدية ينقر عليه صباح مساء و ليل نهار "سقطت ما سقطت صابنا". كان الاربعة يتراشقون و يتراهنون على الحب و الإنسانية و الكونية و السودانوية و يندهون روح العدالة والسلام و الحرية. في الجانب الأيسر من الرجولة و الإنسانية و السودانوية، كانت كتائب الظل تتآمر في غرفة مظلمة بقيادة زعيمهم لوسيفر الماسوني وهو يملئ عليهم آخر سطور القرن الترابي. في الصباح سيسفكون دماءا زكية و يزهقون أرواحا طاهرة، لكن المساء سيشهد اعراسا لشهداء بنين و بنات تعانقت أرواحهم في سماء الخرطوم، أعلام الكرامة هتافات ترفرف في كل الآفاق، ما عادت الحرية
سرا مكتوما و لا بحت الأصوات التي تجلجل "حرية سلام و عدالة و الثورة خيار الشعب". ثم ان عدالة "الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية" لا تقابلها إلا قصاص النفس بالنفس و العين بالعين و السن بالسن و الجروح قصاص، او كمال قال الرقاص.
قال عادل موجها حديثه لكامل بحب يتجلى اشراقا: ماشاء الله يا كامل، حتى ضلك عملاق زيك، يشبه ملامحك الزنجية و رشاقته تتمايل بيك زي أشجار الاستوائية.
كامل(بأسى): ضلي انا! ضلي ضاع زمان، راح مني يا عادل، صحيح لونه كان أسود أكتر من بشرتي دي، بس ادق أوصافه إنو ما كان بشبهني في أي شيء،.... . تتصور يا عادل ضلي كان أسرع مني بكتييير! كان بيمشي بخطوات سريعة جدا نحو المطلق و المجهول، لكنو بعد ده كووللو كان طائعني جدا جدا، اقيف يقيف، أمشي يمشي، اقعد يقعد، و لما أنوم ألقاهو نايم تحتي. ضلي كان بيحب لي الخير لي درجة إنو رافعني لي أبراج الإستشراف مما إتولدت وهو مرمي على الأرض تحت قدمي، قدامي و وراي و بالجنبات، شفت التواضع ده كيف؟
جمال: الغريبة يا كامل انا شايف ضلك ده... شايفو حاضر بكل حواسو و طاقاتو الروحية. شايفو بيلمع بي ضو أسود و ألوان نارية متخفية تحت لونك الأسود و نيتك البتشبه جلابيتك البيضا الويحيدة دي.
كامل: يا سلام يا جمال، دا بس من ذوقك لأنك شفاف، إنت قادر تشوف الما بتشاف....... لكن ضلي أنا راح مني زمااان قبال تلاتين سنة و ضاعت معاهو أحلام كتيرة و آمال عظيمة ليها ضل.
فجأة سمعوا همسة خاطر تسربت لآذانهم من تحت أقدامهم بصوت ظلي ناعم، كان ذاك همس ظل كامل الذي فاجأهم بالنطق لأول مرة فتلجموا دهشة : سامعكم وشايفكم يا عميانين البصيرة، أنا إضني المرسومات ديل بيشوفن همس الخواطر و عيني بيسمعن ورا و قدام.
صمت ببيان مدهش أو دهشة صامتة بليغة بديعة جمدت الكلمات في الثغور فتراجعت حتى إلتوت الأفواه من إحتشاد المعاني التي رسمت إبتسامات كوميدية تترجم البلاهة و الذكاء في آن واحد.
قطع كامل الصمت: يااااه إنت موجود الزمن ده كلو يا ضلو؟ طيب ليه أنا ما قادر أشوفك يا صاحبي و غافلي و حاضري؟ هل ده معناه أنا لسة حي! لكن ده برضو معناه إني لسة بعيد عن الله و ما شفاف.... معتم عتمة ليها ضل!
*************
رد الظل بعد صمت و كأنه كان يفكر في شيء آخر : آ أيوة... أيوة... طبعا طبعا يا كيمو، مشوارك كان طويل جدا و شاق جدا جدا، كلو ظلال و ظلم و ظلمات بعضها فوق بعض. لكن إنت خلاص خلصت رسالتك و إشتقت لي ربك و إشراق بهاء الكامل و جلالو و جمالو؟ عايز ترحل مني لي عوالم النور الما فيها ضل غير ضل الله؟ عايز تفكني عكس الهوا يا قريني؟
قبل أن يرد كامل على ظله سمع جمال يرتل على مقام الحجاز المحمدي ترتيلا عبر به تماما عن أشواقه للانعتاق "وأشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب و جيء بالنبيين و الشهداء و قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون"
هتف كامل بوجد و شوق وحضور و هو يتلوى من ألم طلقة مطاطية ضربته في ساقه الأيسر "حرية حرية حرية". دفعت حدة الألم كلمات الإستحسان متأوهة فأعقب و هو ينظر لجمال الذي وقف مشدوها: آآه أحسننننت يا جماااال يا سلااااام، يا اللاااااااه، ينصر دينك شوفتني المشهد ده و شوقتني لي شهادة أعظم من شهادات ال
دكترة و المسخرة و جامعات السراب و الخراب، سمعت إشراق نور الله و شفتو و ضقت حلاوة روح آية الإشراق يا جمال يا جمييييل!
الظل لكامل: أدركت الإشارة إذن يا فردة، فلنصلي قبل أن يصلى علينا.
كامل: أنا شكلي مكسور يا ضلو و إنت أطهر مني، يلا قوم جدد وضوك و أنا بتيمم بي إلتصاقي بيك من نجاسة تلاتين سنة.
الظل: حاااضر، أسمعني، أثناء التيمم بوس يد صنع الله المكمل و بعدو وقبل الصلاة وأثناءها و بعدها، بوس إيدك اليمين بي نية تقبيلو و الباقي خلي على الله، بعدين برضو أمدح روح المكمل المجمل: تاتي أصوات مديح من رنة موبايل قتل صاحبه و تركه مفتوحا فتنزل بردا و سلام على أذني كامل و هو ما زال يتأوه و يقتسم الآلام بين التلوي إثر ضربة الساق و حوار الظل و مشهد الدماء التي أريقت فجأة في ميدان الحرية. ماج صدى رنة الموبايل على لحن خماسي يشبه ألحان حقيقة الفن و نقر دف أنيق و رق رقيق على غرار حقيبة الفن:
المكمل
محمد
سيد الرسل
المجمل.
كان ألم الضربة قاسيا لدرجة تجاوزت اللحم و العظم و العصب للروح فالتحم كامل بنفسه و تعاظمت رؤيته للحقيقة و تعصب لحريته حتى تطهرت روحه بالتدفق من شريانه التاجي و إرتعاش أصابع قدمه اليسرى.
بينما كامل على ذلك الحال وقف الظل و استوى على عود صاحبه ثم استقام معتدلا أكثر من إستقامة العود نفسه. لم يكن وضوء الظل غير إسباغ تراب على هواء حمل روح كامل بعيدا لتصلي في الكعبة السوداء. هناك ألفت الكعبة سواد بشرته فجذبته و ضمته عليها بينما اقترب الحجر الأسود من روحه نجيا.
عندما وقفت روح كامل بين الحجر الأسعد و الملتزم تداخلت تكبيرات عيد الفطر السعيد الشقي مع هتافات ثورة السلام و الحرية و العدالة فصار ظل كامل يجري هنا و هناك يقبل الحجر الأسود و يتمرغ في أرض الإعتصام. كان الظل يجري عجولا بخفة الضوء على خلفية صوت نفير عربة الإسعاف التي منعت من الدخول لأرض المعتصمين بحبل الله و أرض الوطن. رويدا رويدا صار الظل يثقل و يتثاقل على روح كامل اللطيفة حتى انفصلت عنه و رفرفت بحرية بينما هبط الظل هبوطا ناعما ليتوارى تحت قاع الأرض في أولى محاولات كامل للانعتاق. تمدد جسد كامل على أرض الإعتصام فركت عليه كل أرواح الشهداء في حفل بهيج. من تحته رقد ما تبقى من أشلاء ظله الظليل يمده بمدد الأولين و الآخرين. تحت الظل سالت بركة دم خضبت الأرض خضاب عرس، حينها عرجت روح كامل الشفافة و هبط الظل شبحا معتما.
لم تكن الطلقة المطاطية وحدها كافية لإنتزاع روح كامل مع سبق الإصرار و الترصد لإقتناص أرواح البشر، فلقد كان آخر ما سمعه كامل هو صوت رصاصة غادرة و هتاف قناصة بالقتل هادرة "كتلتو" و حدس ما حدس، بيد أن آخر ما أحس به هو لسعة بعوضة حاقدة في جبهته الوطنية.
عاد الظل لجسد كامل متلصصا حين جاء القناص و قلبه للتأكد من موته و قبل أن يقذف به في قاع النهر المقدس.
همس كامل لظله في تلك اللحظة و هو يحتضر، كان ذلك بعد تردد عجل بنفس سؤاله على لسان عادل و جمال و جلال في وقت واحد: الحاصل شنو يا جماعة؟! لقد اشتد الضرب على عادل و جمال وجلال بالعصي و السب و السبي حتى تفرقت بهم الإتجاهات فذهب عادل الى الشمال ناحية كبري الحديد و جمال إلى الشرق ناحية بري و جلال في الغرب ناحية شارع الجمهورية. أما الجنوب فقد كان من نصيب كامل الذي انفصلت روحه عن جسده.
تكرر السؤال من ثلاثتهم و رابعهم خاطرة توقفت حبيسة في عقل كامل الذي تبقت له ثوان معدودة للتوقف الكامل: الحاصل شنو يا جماعة؟!!!
زفر الظل زفرة خرجت مع آخر شهقة لكامل و صرخ لأول مرة صرخة صامتة لكنها تسللت لقلوب مردة السفاحين و قصورهم: آآآه يا أصدق الأصدقاء يا وطني ..... أنت الآن بين يدي رب رحييييييم لاااااا الااااااااه الا الله، رزيق قتل زريق للمرة البليون، زريقة ست الشاي شاتوها معاك في نفس اللحظة، قبلك بي تسعتاشر ثانية أبادوا دي سي السودانية عن بكرة أبيها و جدعوهم في النيل الأحمر، بعدك بي تلاتة ثواني و تلت واحد بي نفس لونك ده شاتوه في كبري الحصحاص الواصل بين رفاعة و الحصاحيصا.
تساءل كامل في هذيان صامت و شبه أحلام دارت في دهاليز العقل الباطن: كيف الكلام ده؟ ما قالوا طيبة طابت؟ ما قالوا ح يعملوا محاصصات و يخصصوا حصص حب صوفي يصافي الشرقي و الغربي، و قالوا محاكم الغربان النبيهة حققت و محصت و شخصت للمرة الدشليون في مذبحة هابيل و قابيل.
الظل: قلت ليك.... قطاع الطريق كتلوا زريق...قال حريتو بتقطع الحبل السري الواصل بين أحلامم و جبل الدهب المجمر بالحريق. تصدق قطعوه بي نفس السكين القطعوا بيها قلوب الأمهات تلاتين سنة و رموه بالمنجنيق.
كامل: كلامك بقى ما زين، بره الشبكة و مغتغت و مرمز، ما قالوا زمن الغتغتة و الدسديس إنتهى، يلا خليك زي الشمس و اكشف لي الإمتحان، لقد مضى كل الوقت.
الظل: شمس! شمس وين يا؟ أنا ضل... عمري ما ح أكون شمس الدين و لا شعاع ضو و لا حتى بصيص أمل، بعدين ويييين الشبكة الزين البتتكلم عنها دي يا مشبوك في غصن شوك اليانكي؟ ضيعت قروشك لي ناس الشبكة قشروك للسي آي إس سنترال إنتلجنس أوف سودان و قاشروك بالشين. غايتو شبكوك بي جنس شبك يا صاحبي، يحلها الشربكها... الليلة حووووبتك يا الشيخ فرح ود تكتوك يا حلال المشبوك، بي بركتك يفزعني ضل حدية تختف لي روح القناص و أنا آخ تف في ضل الرقاص.
كامل: بعد ده يحلها الشربكا....... أها روح الشيخ فرح جات و قالت آخر الزمن البلد إما شلعوها العرابة ولا حكموها العبادة.
الظل: كدي اقرأ ليك الخبر ده يا كيمو أسمعو بي آخر ضربة قلب و نفس و ضخة دم، ورد الآن في أثير جريدة الحرية الموؤودة أن السياسيين وسوسوا لثوار المقاومة بالوسواس القهري و سيسوهم بالسيسي و سوسوهم بالسوسة فقاموا بتتريس المتاريس في الشوارع و أشرعوا شراع شرعية بلا قوائم حرية فانكسرت الشرعية و انفتح صندوق العسكر الشعيرية المتمترسين خلف الدروع البشرية، المتخندقين وراء الأسلحة النارية و زوارق شعبهم راسية بالقرب من سفينة جيش البحرية و طائرة القوات الجوية. في صباح أول عيد شقي قتلوا الأبرياء و استحلوا النساء بين ضرب و ذبح و اغتصاب. لم يميزوا بين الشفقة و الفشقة و لا حتى مهمومين بي حلاتين و شلايب سودانية و لا مصرية.
كامل: كدي أسأل لي الشيخ فرح ود تكتوك مش قال "آخر الزمن الخرطوم يا حرقة يا غرقة" أها الإتنين بقن علي، حرقة و غرقة، ربي شرفني بي شهادة شهدت بيها الحاضرو و الما حاضرو. جاييكم طوفان يسد النية و يغرق النهضة و يسد أفقها و شفقها، كلموا أرض الدهب في بني شنقول قولوا ليها كلام الله كان تسمعو "يا أرض أبلعي ماءك" حتى يغيض الماء و تستوي على الجودي و تقولوا بعدا للظالمين.
بينما كامل يهذي و هو يحتضر، كانت روح الشيخ فرح تلوح له و تروح فصار يتكلم بلسان العارفين في هذيان: قولوا للثوار الجايين السياسة سيسة و سوسة دواها المؤسسة. قولوا ليهم ود تكتوك قال ليكم تاني العندو ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﺎ ﺗﻜﻤلوا ﻣﻌﺎﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ، قولوا لي أولادكم إتوضو ﺻﺤﻴﺢ.. وصلوا ﺻﺤﻴﺢ... ﻭﺇﻥ سأﻟﻮكم ﻗﻮلوا ﻗﻮﻻ ﻧﺼﻴﺢ... قول للبخيل ﻣﺪ ﺇﻳﺪﻙ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺤﻴﺢ... ﺷﻮﻑ ﻳﻮﻡ القيامة ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻧﺼﻴﺢ،
قولوا للعيال عفيناكم من شيل اﻟﺴﻜﻴﻦ من ﺍﻟﺴﻠﺐ و ﺍﻟﻌﺼﺎية ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ، أقدروا علي ﻓﻜﺔ ﺍﻟﺮﻳﻖ ﻣﺴﻤﺎﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ مابي ﺍﻟﺠﻮﺩﻳﺔ ﻻﺑﺪ ينغلب.
قولوا ليهم آﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺮﻕ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻳﺨﻴب، ﻭﺍلأﺭﺽ ﺗﺸﻴﺐ و ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺗﻌﻴﺐ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺔ تجيكم ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ.
كلموا التاجر ﻳﺘﻢ ﻣﻴﺰﺍنو، ﻭﻳﺤﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻮ، يشوف أﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺇﺗﻤﻼ ﺩﻛﺎنو.
قولوا للناس أﺩوا ﺍﻟﻠﻘﻴﻤﺔ، ﻭﻋﺪوا ﺍﻟﻜﻠﻴﻤﺔ ﻭ ﺯيلوا ﺍﻟﺼﺮﻳﻤﺔ ﻭآﺧﺮ الليل أﺧﺪوا ليكم ﻗﻮﻳﻤﺔ، شوفوا أﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺒﻘوا ﻣﻦ أﻫﻞ ﺍﻟﻨﻬﻴﻤﺔ.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
زار في بيت الشول ١
بعد طلاق زهرة البنات بشهر واحد تدهورت صحتها و شحب لونها، رغم أن
الطلاق كان رغبتها و بإصرار منها. لم تصل نتائج التحليل المعملي الى نتيجة
طبية تؤكد تشخيص الطبيب بمرض السكري أو اختلال في بعض إفرازات
بعض الهرمونات. لذلك كتب لهم مقابلة الطبيب النفسي بعد أن سأل الشول
عن تاريخها الاجتماعي و المرضي و اضطراب سلوكها في لأخيرة.
بعد رجعت الشول مع بنتها و هي حزينة مكسورة، طرق جارتها
فاطنة أم التيمان باب البيت و دخلت غرفة زهرة، أحست بتأخر حالة زهرة
و عدم تجاوبها أو رغبتها في الكلام فاستأذنتها و لحقت بالشول التي كانت
تعد قهوة الظهر في راكوبتها.
أم التيمان: هوي يا الشول حصلي بتك دي سحروها ساااي في أبو جناها.
الشول: و الله يا حاجة فاطنة انا مرضا دا شايفاهو حق عيال ماما إلا ما
فتحت ليها العلبة عشان أعرف ناسا منو، كان بوري و لا طمبرة و لا دمبلا.
أم التيمان: و أنا كمان بقول عدم التحصين من العين، الصلاة على النبي هي بتصوم
رمضان كله و تحضر نوبات شيخ صالح تتمطى ليها بي الحيطة، لكن يا كافي البلا
لا بتتحصن و لا بتصلي.
الشول: يمكن يكون فوقا ناس عبدالقادر الجيلاني يا اختي، بكرة بجيب ليك خبرم.
أم التيمان: كدي جيبيها لي شيخ صالح يشوف خيرتا قبال ما تفتحي علبتك.
لم تعر الشول اهتماما لرأي ام التيمان الذي صرفها عنه دخول قنيع يحمل ود الجن على
كفه
قنيع: احم احم، انحن جينا و كية للمابينا، بي دستوركم و بخوركم.
الشول: تعالوا بي جاي يا تيمان برقو الما بتفرقو، انا معاي ام التيمان.
ود الجن: خلاس جهزي بخور التيمان و قهوة الأخوان.
استأذنت أم التيمان و ودعتها الشول ثم عادت و أطلقت بخورها في الحوش و هي
و هي تردد: طلقنا ليكم البخور و طلعنا الجن من الجحور و بنات الحور من البحور.
قنيع و ود الجن: الليلة جينا و كية للمابينا، الليلة جينا و كية للمابينا.
الشول: تعالوا لي بي جاي، الليلة عيال ماما رضيانين عنكم و الودع محمدكم
ود الجن: نحن ذاتنا رضيانين و مبسوطين
قنيع: طلباتكم مجابة يا عيال ماما
الشول:تفتشوا لي ابو محمد ده تجيبوا من قعر الواطة
ود الجن: دايرة منو شنو الحلبي ده؟ مش خلاس فرتق؟
قنيع: الله يقطع وشو قطاع النصايب و فراق الحبايب.
الشول: معليش ده مهمن كان أبو ولد بتي، لكن انا عاوزاهو يجي يدفع بياض فتح العلبة لي أم عيالو
ود الجن: دفعي دم قلبو الحلبي الجبان.
قنيع: بكرة بجرو ليك من اضانو الحمرة دي
في الليل أقلقت الأحلام نوم عادل بين كابوس يرى فيه أنه جليس الشول و طليقته تطلق بخور التيمان
و حلم سعيد يرى فيه شيخ صالح جالس على يمينه يرقي له و تبخره بالصلاة على النبي أم التيمان.
كان الحلم الثالث يقظة حين أذن الفجر و دخل عليه خدر المقدم بجلبابه الأخضر ليعطيه الأمان.
قال له الخضر بعد التحية: طالما طعنك الأعداء من الخلف فاعلم و افهم أنك تسير في الأمام.
لم يتفوه عادل بكلمة واحدة، بل استلم رسالة خطية خبأها خدر في جفير سيف.
خرج الخدر فتوضأ عادل و صلى الفجر ثم جلس منتصبا لتلاوة حزب السيف.
كان حزب السيف أول سلاح لعادل في حرب أعادت التاريخ لعهد النار والسيف.
حزب السيف القاطع أقوال بحجم أفعال تقطع حبال الهزيمة بالروح قبل الجسد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادبيات الثورة (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
سلاح الروح في حرب الجيل الرابع
*حزب السيف القاطع*.
بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم
ِ ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم ْوَلاَ الضَّالِّينَ {7}). آمين.
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ* فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ* وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ* كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ* فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا* مَّا هُم بِبَالِغِيهِ* فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا*)
(أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال)
(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا* وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ* ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ* لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ* وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ* إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ*)
(أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال) عدد(2) مرتين.
(فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ* جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ* وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ* فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ* قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا* إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء* شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ* وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا* وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا* وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا* وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا*)
(أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال) عدد(3) مرات
(وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ* كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ* وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآءُوْا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ* سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا* وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ* خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ* لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ* فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ* وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ* فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ* إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ* فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ* أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ* لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى* لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ* لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ* لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى* لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى* فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا* وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً* لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ* وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ* وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ* فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا* إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا* فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ* وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً* فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً* أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ* وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً* وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا)
(أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال) عدد(4)
(مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا* وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً* وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ* إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ* وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي* إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي* إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا* إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا).
(أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال) عدد(5)
خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ* صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ* كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ* فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ* إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ* وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ* أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ* وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ* إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا* وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا* وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا* أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً* عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم* ْ فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ* دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ* ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ* وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ* وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ* وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ* مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ* فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم
وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا* قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ* إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ* رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ* وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ* قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ* الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ* قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ* إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ* وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). (أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال) عدد 6 مرات
قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ* عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ* وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ* وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ* فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ* سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ* فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ* مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ* ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ* الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا* يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ* قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى* يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ). (أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال) عدد 7 مرات
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ* صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ* يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ* وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ* وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ* إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ* وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ* وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّار وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً* وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ* وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء* يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ* فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ* وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ* بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ* وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ* وكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا* فَلاَ تَخْشَوْهُمْ* قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ* أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ* تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ* وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً* كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ* أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً* فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ* وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا* وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ* يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ*
وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ* وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ* عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ* دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ* أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ* فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ* إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ* وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ* فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ* إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا* يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم* اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ* طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ* وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ* أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ* أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ* إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ* وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ* وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا* وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ* وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ* وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ* فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ* إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا). (أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال) (8) مرات
(وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ* وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ* سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ* فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ* لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ* فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ* وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ* هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ* تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتلوها عليك فبأي حديث بعد الله و آياته يؤمنون* لكن الله يشهد بما أنزل اليك أنزله بعلمه و الملائكة يشهدون* و كفى بالله شهيدا* و كفى بالله وكيلا* و كفى بالله نصيرا* و كان الله على كل شيء مقيتا* قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا(أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال) عدد(9) مرات
سَيعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا* فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا* وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا* وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا* وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى* تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى* إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ* وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ* أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا* كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ). (أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة، لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال) عدد(10) (وَ وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ* وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ* هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلا مًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ* (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأخْسَرِينَ عدد 3)* إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم* ٍ وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ* بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ). وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما بعدد العدد و مدد المدد من الأزل إلى الأبد.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ابو جهينة
الشيخ سيد أحمد
أبوذر بابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست