رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2020, 01:03 PM

mustafa bashar
<amustafa bashar
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار

    12:03 PM December, 27 2020

    سودانيز اون لاين
    mustafa bashar-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    21
    كنت أحمل معي عشر أرباع من التمباك، إشتريتها من جوار موقف محطة الصحافة،
    هدية متواضعة لمن إرتبط الكيف عندهم بالبلد. شفاههم ترتجف عندما تمر، بإنوفهم رائحة التمباك،
    داخل أقبية السوق العربي، المتراص بقدورٍ أُسّطوانيةٍ ضخمةٍ من الألمونيوم.
    يختمر فيها تبغ من وديان دارفور. مثل حلم عشته، عشب لخيول الجنجويد.
    جموع أيدي إمتدت للبائع خلال نافذة صغيرة. تتشابى.
    الكل يريد أن يُحقّق طلبه أولاً. سفه يخامر بها البال المحترق.
    شارداً من وهدة بلد، ممحّن بوجائع. عندما نفحته التمباك، شكرني بحرارة،
    ثم بعد أن إطّلع على رسالةٍ، وصلت لهاتِفِه النقّال المتواضع،
    قال غاضباً: خطيبتي طلبت أن أرسل لها هاتفاً ذكياً، وهاتف ثانٍ لأمها،
    وآخر لصاحبتها، قلت له :( أنسى هذا الكلام، أقرأ الصحف التي جلبتها معي من الخرطوم).
    كم من حوادث قتل، كم عدد قضايا الطلاق التي تنتظر في المحاكم.
    صحف متقرفصة، من كثرة ما مرت عليها الأيدي في الطائرة.
    صحافيون بليدون، مازالوا يكتبون بتلك الطريقة القديمة.
    جديدون في المدح، ولا يعرفون طريقته.
    شجوى وأنفاس متلاحقة. يلهثون مثلما الهث. أضاعوا حبيباتهم الجشعات.
    أفضل أنهم أضاعوهنّ في زحمة الحياة، لانهنّ جعلنّ أنفسهنّ مركزاً للفكرة.
    جعلنّ كل الفلك تجري حولهنّ. جاءت تستقبل مسافرة قادمة من الخرطوم على نفس طائرتنا.
    خرجت أخيراً، تسحب معها فتاة سمراء بأكمام عارية،
    وشعر دقيق المشاط وأسنان بيضاء، قالت لها:( كيف أتيت من الخرطوم بهذا الشكل؟
    ألم يوقفوك في المطار، وشرطة النظام العام؟
    ردت عليها السمراء والتي كانت بملامح بائنة:( موظفة التفتيش الشخصي عندما دخلت معاي غرفة التفتيش،
    لم تفتشني، سألتني عن عنوان الكوفير الذي مشّطت شعري فيه.
    ثم تركتني أخرج أمامها، وأنا أهزهز شعري. كنت حينها من كثرة الأسفار أبدلت الحلم.
    ورأيت تجاراً آخرين غير فضلوباقي. لم تعد تلك التي أسافر من أجلها.


    22


    تذكرت حفل الوداع الذي أقمتموه على شرفي. كنت وجلاً وأنا أحضر الحفل.
    هل يعني إلاّ أعود قريبا. فتحي شريف يطيب خاطري: خذ لك سفره،
    وجدد معنوياتك وأشياؤك ثم تعال). عادت علينا الأغاني. كل البنات.
    فتاه سمهرية العود، تخالس النظرات والغناء يصاحب جمعنا( ست الفريق النادر قوامها،
    السمراء عادت بالصوت المبحوح، ناصعة أسنانها كأكواز الذرة .
    إبتسامتها مشرقة، تكون القاعة أحيانًا خالية تماما من أي صوت،
    سوى صوت مكّيف الهواء يهدر، بعد محاضرة تدريب. أختلس لحيظات.
    عانقني سريعاً، بالله سريعا. عبدالله البواب سيدخل علينا،
    وتقوم فينا النار). (الله، ماشاء الله. تتقطع أنفاسي وأنفاسها.
    نسكت في إرتعاشات. أقدام تقترب، نعدّل في أوضاعنا،
    وكذلك الحديث. قلت لك، أن البرنامج المصاحب للندوة يحتاج ترتيبا.
    نقلب طاولة الحديث على من يدخل، بما يخالف ما كان يجري بيننا.
    لا مشكلة، سأكتب لك التصور يوم غدٍ. ياعبدالله دعنا قليلاً. لا أبدا،
    إنتهى الزمن. الساعة الآن ناهزت الخامسة، ألا تردنّ الذهاب إلى بيوتكنّ؟
    تتداخل أصوات مختلفة، هازئة، وضاحكة: ( ماذا سنفعل في البيوت إذا ذهبنا من الآن؟
    يمضي بي الحال إلى مدارات لا أعرف نهايتها.
    وإرتد على أثري غبار الخرطوم الناعم، الذي (يُعشّرق) في الحلوق.
    أمّر بأرصفة وشوارع متربة وأسفلت مشقوق. وريبة تنطلق من المبني الذي يجاورنا.
    ومال النفط يهاجر إلى آسيا. والمارة في شارع ترابي.
    سفارة أفريقية يحرسها جند شديدي السمرة، يخرج قنصلها في جلباب داكن مثل لونه.
    الأنس يختلط بحاجاتنا التي لا يمكن أن تتحقق في ذاك الوقت.
    نمشي يمينا ويساراً. سالم المحولجي وسعيد المسنوح،
    يلاحقان بأعينهما كل من مدت عنقها خارج أي منزل من منازل حي العمارات العتيق.
    ينقبان عن نسوة ضائعات. حامد الدخري أشعل فيهم نار موقدة.
    حاج التوم، وحاج البشرى، جاءا مرافقان لمريض،
    فعندما خرج من الإنعاش، مضيا يبحثان في الطرقات عن مايقوله حامد الدخري.
    مجاري مكسوة بطبقة خضراء من طحالب يانعة،
    تمددت فوق جزء من مجرى ترابي. الجزء الآخر كان يابساً،
    تفصله عن الجزء الرطب حجارة خرصانية من ما تبقى من مواد البناء.
    يأتيان جوار منزل يستأجره رجل أوروبي. على مقربة من المجرى المتطحّلب.
    زجاجة طويلة القامة، عليها ديباجة حمراء لويسكي إسكوتلندي.
    (بالله، هل هناك أناس فارقوا الفقر إلى هذه الدرجة؟).
    سالم يحمل الزجاجة الفارغة إلاّ من ما تبقى في نهايتها. نصر يقتطعه من مسامات تذُّكره.
    سعيد المسنوح:( والله أني سآخد الزجاجة الفارغة. سأضعها تزكاراً في منزلي.
    إذا لم نشرب، فيجب على الاقل أن نتذكر.
    الباقي يأتي علي حساب ما تركناه بجواركم من طيب،
    يا مجلّد العناقريب! وإنفجرا بالضحك.






                  

العنوان الكاتب Date
رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-27-20, 01:03 PM
  Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-27-20, 01:45 PM
    Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-27-20, 04:04 PM
    Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-28-20, 03:49 PM
      Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-30-20, 01:01 PM
        Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار Osman Musa12-31-20, 05:48 AM
          Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-03-21, 04:56 PM
            Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-03-21, 05:06 PM
              Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-05-21, 09:12 AM
                Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-07-21, 10:32 AM
                  Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-09-21, 03:30 PM
                    Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-13-21, 03:35 PM
                      Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-17-21, 11:08 AM
                        Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار النذير بيرو01-17-21, 12:29 PM
                          Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-19-21, 05:28 PM
                            Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-23-21, 02:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de