♧حِينمَا تُطْفَؤُ الأنْوَارُ تبيتُ نساءُ العالمين سَوَاسِيةً كَأَسْنَانِ المِشْطِ£

《27》
[}وددنا أن نورد هنا قصة ( هند - المهرة العربية )
فرغم أن وما وردعاليه كان من رواية أهينا بستاني.
لكن هنا جاءت بأحداث أخرى أكثر إثارة،لتكون مدخلاً
لحديث يحرك ملكة السرد لدينا فلنا عودة أيها الرائعون.

[} أراد الحجّاج أن يتزوج من امرأة رغمت أنفها و أبيها.
هي هند فتزوجها. وذات مرة بعد مرور سنة جلست هندأمام
المرآة تندب حظها و تقول :وما هندُ الا مهرةٌ عربية سليلة أفراسٍ
تحلّلها بغلْفإن أتاها فرسٌ فِللّهِ درُّها وإن ...أتاها بغلٌ فمِنذلك البغلْ.
وقيل إنها قالت : لله درّي مهرةُ عربية .. عُمِيت بليلٍإذ تَفخّذهازبغلُ
فإن ولدتْ مهراً فللّه درُّها.. وان ولدت بغلاً فقد جاد به البغل ُ.
[}فسمعها الحجاج فغضب...فذهب الى خادمه وقال له: اذهب
إليها وبلّغها أني طلّقتُها في كلمتين فقط، لو زدتَ ثالثةً قطعتُ عنك
لسانك، واعطها هذه العشرين ألف دينار. فذهب اليها الخادم فقال :
"كُنتِ فَبِِنتِ"( يعني كنتِ زوجته، فبنتِ يعني صرتِ طليقةًً).

[} و لكنها كانت أفصح من الخادم فقالت:كنّا فما فرحنا، فبنّا فاسترحنا،
وقالت: خذ هذه العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها.وقيل إنها
بعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ أحدٌ علي خطبتها، و هي لم تقبل بمن هو
أقل من الحجاج، فأغرت بعض الشعراء بالمال، فامتدحوها وامتدحوا جمالها
عند عبد الملك بن مروان، فاعجب بها ووطلب الزواج منها و أرسل إلى عامله
على الحجاز ليخبِرَها له، (أي يصفها له) ، فأرسل إليه يقول : إنها لاعيب فيها
غير أنها عظيمة الثديين، فقال عبد الملك : وي،حك و ما عيب عظيمة الثديين؟
بل إنها تدفِّيء الضجيع ، وتشبع الرضيع. فلما خطبها وافقت وبعثت إليه برسالة
تقول فيها:أوافق شريطةَ ان يسوق راحلتي من مكاني هذا إليكم في دمشق
ليس أي أحد ، بل الحجاج بن يوسف الثقفي ذات نفسه ، فوافق الخليفة .

[}و بينما الحجاج يمسك الرسن و هو يقود الراحلة راجلاً، اذا بها تسقط من
يدها ديناراً و قالت للحجاج :يا غلام لقد وقع منا درهمٌ، فأخذه فقال إنه دينار
يا سيدتي، فنظرت إليه و قالت :الحمد لله الذي ابدلنا بدل بالدريهم ديناراً!
[} فهمها
الحجاج و بلعها حقطها (أسرّها) في نفسه ...(أي انها تزوجت خيراً منه)
و يقال إنه عند وصولهم تعمد الحجاج التأخر في الأسطبل و الناس يتجهزون
لوجبة الطعام ، فإذا بالحجاج لم يكن حاضراً، فأرسل اليه الخليفة يطلب حضوره
للأكل فردّ عليه : نحن قومٌ لا نأكل فضلات بعضٍ!(بعني: أميربّتنيما آرمرم في
فضلات الرجال) ففهم الخليفة وأمر أن تدخل زوجته بأحد القصور ولم يقربْها،
فبدا و كأطأنما عافتها نفسه ، إلا انه كان يمر عليها كل يوم بعد صلاة العصر ،

[} و لما علمت هي بسبب عدم دخوله عليها، احتالت لذلك،
وأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها ارسلت اليه نها بحاجة
رؤيته في أمر ما. فتعمّدت قطع عقد اللؤلؤ عند دخوله، ثم ا نثتنت
و رفعت ثوبها لتجمع فيه حبات اللآليء ، فلما رآها عبد الملك هكذا،
أثارته روعتها وحسنها وانقهر لعدم دخوله بها لمجرد زلةٍ من لسان خادمه
الحجاج. قالت وهي تنظم حبات اللؤلؤ: سبحان الله! فقال لها عبد الملك:
مستفهماً: لمَ تقولين سبحان الله؟فقالت: إن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة
الملوك، قال نعم،قالت: ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبَه إلا الغجر،
فقال متهلّلاً: نعم و الله.. صدقتِ والله و. قبّح الله منلامَني فيك!
و دخل من يومه ذاك بعظيمة الثديبن ليتدفأ(بطانية بشرية).

☆ ود ال ح ي ش ان ال ت لا تة
مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطا