أعرفك جيدا ..أنت دخلت أسخف مرحلة في حياتك أهم صفاتك أصبحت قلة الشعور بالآخرين وقلة الذوق واللؤم أحيانا ... ما عدا أبناءك ووالديك لم يعد يهمك أحد تقريبا لم يعد يهمك التعرف على أشخاص جدد ..أو التودد أو التقرب لأشخاص في محيط العمل... وصلت لأقصى ما يمكن ان تصل اليه في وظيفتك التي انت على وشك مغادرتها .. تبخرت أحلامك العريضة وأصبحت فقط ما أنت عليه ...هذا كل شيء .. والأسوأ انك بدأت مرحلة الانحدار بعد قمتك المتواضعة. تبدأ صباحك في تبادل الشكوى والتذمر مع زملاء العمل .. وكيف انك لم تنم البارحة جيدا بسبب آلام العظام ...او ابو نفاخ ...او غيره من عللك المتجدة كل يوم. وتختم يومك بالتذمر من العمل وزملاءك ومديرك وتتحسر على الفرص الضائعة في حياتك ...وتلعن الحظ العاثر والظروف . ولت أيام الشغف بالأشياء الجديدة والحماس والإحساس بالآخرين والإخلاص للقضايا الكبرى لم تعد تهتم كثيرا برأي الناس فيك فقد توصلت أخيرا لحقيقتك التي كنت تبحث عنها لدى الآخرين. ألوط أنواع الشيب هذا الذي بدأ يغزو شاربك ..أخذت تتحايل على الأمر بالصبغة والحلاقة الخفيفة ولكن الأمور تزداد سوءا.
تمددت الكرش لا بارك الله فيها ..ها أنت ذا في الحمام تنظر إليها في المرآة وتربت عليها كحامل في شهرها السابع . .تتساءل من أين خرجت عليك هذه... تنكرها وأنت من ملأتها من حلال أو حرام حتى غدت هكذا.
على مستوى الحب الهيام فقد فارقت تلك المرحلة ,انتهى الشغف القديم وولت لياليه ... الشريكة أصبحت تراها كأحد محارمك.. إن كانت لديك الرغبة أن تنام مع "ترامب" فلك أيضا رغبة أن تنام معها.... .يرتفع ضغطك في المرات القليلة التي تحاول الشريكة فيها أن تدعي غنج لم يعد يليق بها.. لم يعد فيها ما يحرك بركتك الساكنة ومياهك الراكدة..أصبح الأمر عبئا وواجبا ثقيلا .. وكم من ليلة منيت فيها بالخيبة والفشل. ستظل على هذه الحال زمنا قد يطول وقد يقصر إلى أن تستوعب الأمر وتقتنع أنها النهاية .. قد تصل لذلك في الستين أو قبلها او بعدها ...حينها فقط يمكنك أن ترتاح وتصبح شخص قابل للمعاشرة الإنسانية مرة أخرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة