هنا يتعجب العبادي للنشاط الذي إنتاب سايق الفيات بعد إن خفت حرارة الشمس وإنبسط أمامه الطريق فأطلق للفيات العنان لينطلق بسرعة جعلت الركب الميمون لا يتبينون حتي ملآمح الشُدر الكُبار، وأختلط عليهم الأمر وظنوا أنهم قد ضلوا الطريق. دحين تعني (دا الحين) واللحو ينطقها هكذا أحياناً، ولغةً تعني في هذا الحين، لكن في عاميتنا تستعمل أيضاً كسؤال إستفساري للتأكُد، يقولك دحين دا ما ولد ناس فِلآن ؟. ويسأل العبادي سايق الفيات بعد أن شكّ في أنه قد ضلّ الطريق، كدي هسّع مع هِياجك دا قول لي ماشي وين؟، فأنت قد فارقت الطريق وعليك أن تتيامن قرية الرماش حيث ألتقينا هُندة . إتيامن، قال ابن الأَنباري: العامة تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه، وليس كذلك معناه عند العرب، إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن، وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية الشأْم، ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه، وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ؛ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ الشأْم. إذاً فالعبادي هنا يصوّب سايق الفيات وينبهه إلي أنه فارق الطريق وعليه أن يتجه ناحية قرية الرماش .هنا بيديك إحساس أنهم في طريق العودة إلي سنار وأن الشاعر سلك هذا الطريق من سنار إلي سنجة من قبل ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة