مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 05:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-21-2020, 03:01 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    خذوا الكتاب بقوة
    كثيرا ما نسمع بعض الناس يتأفف من تكاليف الدين ويصيح: الدين ثقيل.. الدين صعب.. تزمت .. تشدد.
    وعلى الوجه الآخر تسمع أناسا يقولون: الدين يسر.. الدين سهل.. الدين سماحة.
    وكثيرا ما يكون مراد هؤلاء وهؤلاء التفلت من تكاليف الدين وأوامره.. الأول يبرر لنفسه تفلتها بزعم صعوبة الدين.. والآخر يبرر لنفسه تهاونه وعدم اهتمامه بحجة يسر الدين وسماحته.

    والحق أن دين الإسلام دين الجد والنشاط والقوة، وهو أيضا دين اليسر والسماحة:
    هو دين الجد والقوة.. فلا مكان فيه للعبث والكسل والهزل، فكل ما فيه يدعو أصحابه لأن يكونوا أرباب جد لا هزل كما قال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق:13-14].
    وهو دين اليسر والسماحة فقد أتى بالحنيفية السمحة، وأراد بأتباعه اليسر لا العسر ـ ولكن في حدود أوامره وشعائره وشرائعه ـ {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}.
    فهو جامع بين الجد والقوة، لكنه جد بلا تشدد ولا تنطع ولا تهوك.. وبين اليسر والسماحة، ولكنه يسر بلا تهاوي ولا تخاذل ولا تفلت.

    خُذِوا الْكِتَابَ بقوة
    وفي كتاب الله مواطن كثيرة يأمر الله فيها عباده بأن يكونوا جادين ويأخذوا كتاب الله وأوامره على محمل الجد وأن يأخذوها بقوة.. كما قال تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بقوة}(مريم:12).. ويحيى هو يحيى بن زكريا عليهما السلام، والكتاب هو التوراة كما جاء في كل كتب التفسير.

    قال ابن كثير: "علمه (الله) الكتاب وهو التوراة التي كانوا يتدارسونها بينهم، وقد كان سنه إذ ذاك صغيراً، فلهذا نوه بذكره وبما أنعم به عليه وعلى والديه، فقال: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} أي تعلم الكتاب بقوة أي بجد وحرص واجتهاد.

    وقد كان يحيى منذ صباه وصغره مقبلا على العبادة مجتهدا في العلم والعمل، قال عبد اللّه بن المبارك: "قال الصبيان ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب، فقال: ما لّلعب خلقنا".. ولهذا قال الله في حقه: {وآتيناه الحكم صبيا}.. أي الفهم والعلم والجد والعزم ، والإقبال على الخير والإكباب عليه والاجتهاد فيه، وهو صغير حدث.
    وقال الإمام القرطبي في تفسيره:{الكتاب} التوراة بلا خلاف. (بقوة) أي بجد واجتهاد؛ قاله مجاهد. وقيل العلم به، والحفظ له والعمل به، وهو الالتزام لأوامره، والكف عن نواهيه؛ قاله زيد بن أسلم".

    فخذها بقوة:
    وموسى عليه السلام أخبر الله سبحانه وتعالى أنه كتب له في الألواح (التوراة أو غيرها) من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء، {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَوعِظَة وتَفصِيلاً لكلّ شَيْءٍ}(الأعراف:145) كتب فيها مواعظ وأحكاماً مفصلة، مبينة للحلال والحرام، (كما يقول ابن كثير).

    وقال الطبري رحمه الله: "كَتَبْنَا لِمُوسَى فِي أَلْوَاحه مِنْ التَّذْكِير وَالتَّنْبِيه عَلَى عَظَمَة اللَّه وَعَزَّ سُلْطَانه، وَمِنْ أَمْر بِالْعَمَلِ بِمَا كَتَبَ فِي الْأَلْوَاح، وَتَبْيِينًا لِكُلِّ شَيْء مِنْ أَمْر اللَّه وَنَهْيه".
    وقال الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله: قوله سبحانه {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ} يعني: من كل شيء تتطلبه خلافة الإِنسان في الأرض في هذا الوقت.

    والمقصد أن الله كتب له في التوراة والألواح وبين له منهجه وشرعه، وأوامره ونواهيه، ومراده من خلقه.. ثم بعد ذلك أمره بأن يأخذ كل ذلك بالجد والعزم والقوة. فقال سبحانه: {فخذها بقوة} أي بعزم على الطاعة... قال ابن عباس: أمر موسى عليه السلام أن يأخذ بأشد ما أمر قومه. وهذا تماما كقوله سبحانه ليحيى عليه السلام {خذ الكتاب بقوة}.

    خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ
    وقد أمر الله أهل الإيمان على مدار الأزمان بأن يأخذوا ما آتاهم الله بقوة، وأن يعملوا به بجد واجتهاد؛ كما قال لبني إسرائيل {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تتَّقُونَ}(البقرة:63)
    قال قتادة والسدي: (بقوة)، يعني: بجد واجتهاد.
    قال ابن جرير رحمه الله: "خذوا ما افترضناه عليكم في كتابنا من الفرائض، فاقبلوه، واعملوا باجتهاد منكم في أدائه، من غير تقصير ولا توان. وذلك هو معنى أخذهم إياه بقوة، بجد".
    وقال الشعراوي رحمه الله: {خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ} أي لا تأخذوا التكليف بتخاذل.. والإنسان عادة يأخذ بقوة ما هو نافع له.. ولذلك فطبيعة مناهج الله أن تؤخذ بقوة وبيقين.. لتعطي خيرا كثيرا بقوة وبيقين..

    لكن لماذا يأمر الله بأخذ الكتاب بقوة؟
    إن مناهج الله تعالى تأتي دائما بما يخالف عوائد الناس وإلفهم وما نشؤوا عليه من عقائد باطلة وأخلاق فاسدة، كما أنها تخالف أهواء الناس ومستحبات نفوسهم وميلهم إلى إشباع رغباتهم والتوسع في شهواتهم.. ولهذا حين يؤمر الإنسان أمراً قد يكون الأمر مخالفاً لرتابة ما ألف، وحين يُنهي نهيا قد يكون مخالفاً لرتابة ما ألف. ومخالفا لما اعتاد عليه فعند ذلك يحتاج إلى قوة نفس تتغلب على الشهوة الرتيبة التي تخلقها العادة.
    وقد يكون الأمر والنهي مخالفا أيضا لهوى النفوس ومحبوباتها كما هو في غالب تكاليف الشرائع والمناهج الربانية كالجهاد بالنفس وتعريضها للموت، والأمر بالزكاة والصدقة والنفقة في سبيل الله وهو خروج من المال للغير، وهو من أشد محبوبات النفس، وكذلك الصيام وما فيه من مشقة، والصلوات ومعاناة الوضوء بالماء البارد في اليوم الشديد القر، أو الاستيقاظ للصلوات في هجعة الليل كصلاة الفجر.. وكذلك مغالبة الشهوة ومقارعة النفس في تناول ما قد تحبه من الحرام ..
    كل ذلك يحتاج لا شك إلى قوة وعزيمة وجد في مواجهة المألوفات والعادات والأهواء.. ولذلك كان الأمر بأخذ الكتاب بقوة.

    إن أتباع الرسالات وأهل الدين وكل من يريد أن يقبل على منهج الله، عليهم أن يعرفوا أن المنهج سوف يخرجهم مما ألفوا، ومن كثير مما يهوون ويحبون، ولابد أن يقبلوا على المنهج بقوة وعزم ليستطيعوا أن يتغلبوا على العادة والهوى. لا فرق في ذلك بين التوراة التي أمر موسى ويحيى وأتباعهما من بني إسرائيل بأن يأخذوها بقوة، وبين القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، فكلاهما منهج الله وشرعه ودينه وأمره.. فنحن المسلمين مأمورون أيضا بأن نأخذ القرآن بقوة يعني بجد وحزم وعزم، وأن نأخذ تكاليفه بصرامة وعدم تخاذل، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (البقرة: 208)، ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (الأحزاب: 36).


    إنما الجد العمل
    إن أخذ الكتاب بقوة معناه الجد في التطبيق، والاستجابة للأمر والنهي بالطاعة فعلا وتركا.. ولا مجال هنا للوقوف عند تشقيق الكلام وكثرة القيل والقال، واستنزاف الأوقات، وإهدار الطاقات على حساب الفعل والتطبيق الحقيقي.

    أخذ الكتاب بقوة معناه الانطلاق في العمل والتقليل من الكلام، فإن من الخذلان أن يفتح للإنسان باب القول ويسد عليه باب العمل، "دخَلَ الحسَنُ البَصريُّ رحمَه اللهُ المسجِدَ، فقعَدَ إلى جَنبِ حَلْقةٍ يَتكلَّمونَ، فأنصَتَ لحديثِهم، ثم قال: هؤلاء قومٌ ملُّوا العِبادةَ، ووجَدوا الكلامَ أهونَ عليهم، وقلَّ وَرَعُهم فتَكلَّموا». وقال الأوزاعيُّ رحمَه اللهُ: "إنَّ المؤمِنَ يقولُ قليلًا، ويَعمَلُ كثيرًا، وإنَّ المنافِقَ يقولُ كثيرًا، ويَعمَلُ قليلًا». قال معروفٌ: "إذا أرادَ اللهُ بعبدِه شرًّا أغلَقَ عنه بابَ العَملِ، وفتَحَ عليه بابَ الجدَلِ".

    إن أخذ الكتاب بقوة هو إيمان بالله وبرسوله وبكتابه، ووتعلق بالدارِ الآخِرةِ يوجِبُ العَملَ والبِدارَ، والِجدَّ والاجتهادَ، كما في الحديثِ: «مَن خافَ أدْلَجَ، ومَن أدْلَجَ بلَغَ المنزِلَ، ألَا إنَّ سِلعةَ اللهِ غاليةٌ، ألَا إنَّ سِلعةَ اللهِ الجَنَّةُ».

    إن أخذ الكتاب بقوة هو انقياد صادق، وإخلاص جازم، واعتقاد راسخ، وعلم يتبعه عمل متوازن، وفق ما شاء الله وأراد وشرع، وكل ذلك في رحاب استسلام عام ورضا تام لحكم الله وحكم رسوله: ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) [النساء: 65].

    إن القوة كل القوة في أخذ الكتاب إنما تكون في تحقيق الإيمان في نفوسنا ثم نشره في واقعنا، ثم الانطلاق بعد ذلك في عمارة الأرض مستعينين بالله ومعتمدين عليه: (ولا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران : 139]
    ----------------------------------------
    الامتنان الإلهي
    منّة الله على عباده عظيمة، ولا حدودَ لرحماته، ولا تصور لألطافه، يجود في الشدائد، ويرحم في المحن، ..ويفرج في الكروبات ..(وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ) [القصص: ٥] .
    • امتنان يأخذك إلى كوكب المعجزات العجيبة، فيريك كيف يبدلُ الله الضعف قوة، ويجعل المسكين مكينا، والفقير قائدا، والمقهور عظيما رائداً.
    • بُغي بهم، واعتُدي على حقوقهم، ونُكل بهم، وعُلقوا في جذوع النخل، وخُدت لهم الأخاديد، فجاءهم الفرج، وانطلقت الفتوحات، وتمت البشائر، وزُلزل البطلان الجاثم.
    وكان ذلك لبني إسرائيل زمن فرعون وعنت الظالمين، فصبروا واستنقذهم الله ببعثة موسى عليه السلام، وأورثهم مغانم القوم المجرمين! وهذه السنة لهم ولمن بعدهم من أهل الايمان والصبر (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ) [يوسف: ٩٠] .
    • والاستضعاف مس أبدانهم وأموالهم، ولَم يمس إيمانهم وخلقهم، ولذلك صبروا على المرارة، وتجرعوا المخاطر، ولَم يتزحزحوا عن استقامتهم وهذا طريق النصر والظهور البشري.
    • ونتج عن الإيمان الصبور، والعقيدة الباسلة أن تساقطت الرؤوس، واضمحل الظلمة، وتدحرج الغواة، وباتوا أثراً بعد عين.
    • وما ذلك الشقاء المبدئي إلا كمتاعب الحياة المتكررة، تمر وتعبر، وتفحص وتصقل، يقول ابن القيم -رحمه الله-: (إنما يصيب المؤمن في هذه الدار من إدالة عدوه عليه، وغلبته له، أذاه له في بعض الأحيان أمر لازم لا بد منه، وهو كالحر الشديد، والبرد الشديد، والأمراض والهموم والغموم، فهذا أمر لازم للطبيعة والنشأة الإنسانية في هذه الدار) .اهـ . ولا ارتياب أن ذاك تدريب له وإعداد.

    • امتنان فاق كل وصف، وخرج عن كل تقدير، وتجاوز كل تدبير، فيه انقطعت القلوب المؤمنة إلى خالقها، وتوكلت عليه حق التوكل، وفوضت أمرها، ولَم تذل أو تجبن، أو تبدل أوتهن..(وَما بَدَّلوا تَبديلًا) [الأحزاب: ٢٣] .
    • وامتنان يجعلك توقن أن الأمر كله لله، وما صنائع البشر إلا عبثية زينها الشيطان لهم، تسقط أمام صدق عزيز، وكلِم جليل، أو موقف ثابت.
    • وليعتقد الجميع أن تدبير الأمور بيد الله تعالى، وله مقاليد السموات والأرض، يحكم لا معقّب لحكمه ، ولا راد لأمره، فهو مالك الملك، والحكَم العدل، والقوي العزيز، إرادته نافذة، وقدرته بالغة،.. وهذه الإرادة لا يُعيقها عائق، ولا يَصدها صادّ.
    • وأن مدة الاستضعاف والبلاء لا تطول، ولن يُخلّد العدوان، أو تسود المظالم، بل لها أجل محدود، وزمن مرصود، وعلينا العمل والترقب، وعدم اليأس والتراجع (وليُنصرن الله من ينصره) سورة الحج .
    وهذه الآية من الآيات التفاؤلية والنصوص الإيمانية البهيجة، والتي تجدّد الإيمان، وتصنع الراحة والسرور، وتزيد من أسارير اليقين، وفِي أيام المحن والشدائد ينبغي العناية بآيات التفاؤل والانشراح، ومجدّدات الظهور والتمكين، لنحارب الإحباط، ونقضي على اليأس، ومقدمات الفشل المعترية لبعض الناس.. (ونريد أن نمن على الذين استُضعفوا....)

    • ومن حكمة الله أن منن التمكين والنصر لا تأتي إلا عقيب بلاء وتمكن للباطل ، حتى تُمحص النفوس، وتُمتحن الأرواح، وتُصفى المسيرة، فيحيا من حيّ عن بينة، ويهلِك من هلك عن بينة، ولذا ذكر قبلها تمكن فرعون وإسرافه في الفساد وبطشه ببني إسرائيل(إن فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا...) سورة القصص .
    وقد " سئل الإمام الشافعي رحمه الله عن الأفضل للمؤمن: هل يمكن أو يبتلى؟ فقال: لا يُمكن حتى يبتلى." وفي هذا دليل أن البلاء طريق الرفعة والتمكين، كما هو طريق الفرز والتبيين، وأشد الناس بلاءً، الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل.
    • قال الإمام النووي رحمه الله :" قال العلماء : والحكمة في كون الأنبياء أشد بلاء ثم الأمثل فالأمثل، أنهم مخصوصون بكمال الصبر، وصحة الاحتساب، ومعرفة أن ذلك نعمة من الله تعالى، ليتم لهم الخير ويضاعف لهم الأجر ويظهر صبرهم ورضاهم" .
    فهذا الامتنان له مقدمات وشرائط : كالإيمان والصبر، والثبات والبذل، والصدق والعمل، والنزاهة والتباعد، والتقوى والدعوة، واليقين والتفاؤل، وكل ذلك قد حوته المدرسة النبوية، وعلمتنا الصبر في المحن، واليقين زمن الشدة، والتفاؤل ولو اسودت البيئة، والدأب ولو اشتد النفاق(فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله..) سورة آل عمران .

    • وقد كان رسول الله وصحبه الأوائل من المستضعفين في الأرض، وفجأة حضرتهم المنة، وجاء الإحسان، وتحقق البرهان... (وَاذكُروا إِذ أَنتُم قَليلٌ مُستَضعَفونَ فِي الأَرضِ تَخافونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَآواكُم وَأَيَّدَكُم بِنَصرِهِ وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ) [الأنفال: ٢٦] .
    • وكم من أمم وأقوام، استُضعفوا ونيل منهم، ونُهبت حقوقهم، ثم أبدل الله خوفهم أمنا، وبلّغهم سعادتهم، ومكنهم دينا ودعوة وصلاحا، بسبب ثباتهم واستعصامهم بدينهم ورفضهم التبديل (وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ) [النور: ٥٥] .

    • وكم من عالم صبور، وعابد وقور، أتاه الامتنان بعد مراحل من الصبر والاحتساب، واحتساء النكبات، لعلمه بأن ذلك هو الطريق، وأنه مسار المصلحين عبر التاريخ، ولا انفكاك عنه، أو مناص عن سلوكه.
    • وإذا آلمتك الحياة بقضّها وقضيضها، ومرها وشرها، فعش مع مثل تلك النصوص، واستلهم منها العظة، واستطعم العبرة، واملأ قلبك باليقين، والتفاؤل، والعمل، وضم لها السيرة النبوية، وقصص الذين عانوا ولاقوا، ثم كانت لهم العافية والعاقبة، فانهل منها وتعلم، (والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
    ----------------------------------------------
    ‏لماذا "يفتون الناس"
    يدعو كثيرون لاحترام التخصص في مختلف مجالات العلم الا بالدِّين على ما يبدو فقد أصبح الكل يتصدر للفتوى فيه .
    أذكر مجلسًا مع أحد علماء الشريعة بادره أحدهم فيه بسؤال فقهي وقبل أن يجيب تصدّر آخر للإجابة وثالث رد عليه والرابع استدرك على كلامه؛ فما وجدت الشيخ في ذلك المجلس إلا وقد آثر الصمت حتى غادر بهدوء.
    ‏نعم لا كهنوت في الإسلام ! ولكن استباحة نوازل الأمور بالفتوى والتجرؤ على التوقيع عليها نيابة عن رب العالمين دون اختصاص أو تأهيل هو بمثابة شرعنة وحث على الفوضى .

    ورغم شيوع المثل الشعبي " ضعها برقبة عالم واخرج (سالم) " إلا أن ممارسة كثيرين على أرض الواقع خلاف ذلك فهم يذهبون لغير المختص أو الأدهى أنهم كثيرون يفتون لأنفسهم! تجده يبحث عن أفضل طبيب إذا مرض وأدق محاسب لقضاياه المالية وأمهر محام لأموره القانونية ولكن لا يكترث لأموره الشرعية التي في نهايتها حساب أخروي شديد !!
    ورغم وجود العلماء الثقاة يلجأ البعض لغيرهم أو لفتاوى " غوغل " ! أو يتصدر هو ليفتي للناس من بضاعته المزجاة.
    في عصر الإمام ابن تيمية تجاوز الناس كثيرا في ذلك الأمر ما دفعه ليقول : "من تكلم في الدين بلا علم فهو آثم وإن وافق الحق". لأن مسألة موافقة الحق في هذه الحالة قائمة على الحظ لا الدليل.

    ورد في الحديث الشريف : "مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ، فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ" (ابن ماجة ، والإمام أحمد) ولكن في نفس الوقت أرى لوم المستفتي إذا لم يتحر الشخص العالم المؤهل والثقة ليستفتيه.
    لا أتحدث هنا مستبعدًا طلبة علم يجتهدون أو مهتمين بالشريعة يتناقشون فيما بينهم، فهذا محمود بل ومطلوب ولكن الطامة في رجل ..يتحدث تارة عن التجديد الديني وأخرى يمس بها من مكانة مؤسسة مثل الأزهر وثالثة يزعم وجود تأييد إلهي له؛ بل حتى هرطقات العبث بالرؤى والأحلام لم تسلم منه! ومثله كثر في الجرأة على دين الله عن هوى لا عن علم.
    و استذكر في هذا ما جاء عن عدد من التابعين أنهم قالوا: (إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لجمع لها أهل بدر).

    العلامة القرضاوي يقول في هذا السياق : ‏"على المسلم أن يستفتي من يثق بسعة علمه وقوة دينه من أهل الفقه والورع والاعتدال، الذين يعصمهم فقههم من الحكم بالجهل، أو الاستدلال بغير دليل، أو وضع الدليل في غير موضعه، ويعصمهم ورعهم من اتباع هوى النفس أو أهواء الغير، ويعصمهم اعتدالهم من الجنوح إلى الغلو أو التفريط".

    وفي السياق أشير لمن يفتي لبلدان أخرى أو لمجتمعات هو غير مطلع عليها، فهو لا يعرف شيئا عن الدول الأوروبية ويفتي لأهلها رغم وجود علماء مؤهلين في معظم الدول الغربية و حضور المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث على الساحة من خلال نخبة من العلماء و بصورة مؤسسية قائمة على عقد مؤتمرات وندوات علمية لمختلف المستجدات، والأسلم له مع التقدير أن يحيل من يستفتيه في أمور تمس الإقامة بالدول الغربية لهم.

    وفي النهاية من يجتهد ليصل للأصوب في أمور دينه يكسب دنياه وآخرته والعكس صحيح خصوصًا عندما يكون المرء نهاية بين يدي العدل الصمد الذي لا يظلم عنده أحد.
    --------------------------
    من هم المثقفون؟
    كثيرا ما يتداول المثقفون و الدارسون و عموم المتعلمين و سائر الناس مفهوم المثقف على أساس مغلوط، و مجانب للفهم الصحيح، و العلمي وعلى أساس السيرورة التاريخية لمختلف التشكيلات الاقتصادية والاجتماعية. فمنهم من يتعامل مع المثقف على أنه المتعلم الحامل لدرجة علمية-دراسية معينة. و منهم من يتعامل معه على أنه هو الذي يفهم و يعرف، و منهم من ينظر إليه على أنه هو المنتج للفكر … الخ.
    و نحن هنا سوف لا نركز على دلالات المفهوم حسب ما ذهب إليه الدارسون، لأن ذلك قائم فعلا في العديد من الدراسات التي تفرغ أصحابها لدراسة الموضوع دراسة علمية دقيقة.

    و هذه الدراسة ، حتى وإن أعطت للمفهوم ما يجب من تمحيص، إلا أنها تبقى سجينة الواقع الأكاديمي، و العقلية الأكاديمية ورفوف المكتبات بدل أن تتحول إلى واقع ملموس يتطور، ويتحول بفعل الثقافة والمثقفين. بل إن ما نذهب إليه ببساطة هو أن المثقف هو الذي امتلك القدرة على إنتاج وسائل إنتاج القيم الاجتماعية والإنسانية التي تلتصق بالحياة العامة، وبالحياة الفردية، فتعمل على تطويرهم على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية بما يتناسب مع التحولات الاقتصادية الاجتماعية نحو المرحلة الأرقى.
    و مثقف هذه هويته لابد أن يسعى بثقافته إلى نشر قيم الدين والحرية والعدالة الاجتماعية والإنسانية.
    ..
    المثقف:
    فماذا نعني بالمثقف ؟ وهل المثقف هو المتعلم ؟ هل هو الحامل لشهادة علمية معينة ؟ هل هو المنتج للمعرفة الأكاديمية ؟ هل هو الموظف السامي ؟ هل هو رجل السلطة ؟ هل هو رجل الأعمال ؟ هل هو الأديب أو الفنان أو المسرحي السينمائي ؟
    إننا عندما نقف على الحقيقة العلمية لهذه المفاهيم موضوع الأسئلة سوف نجد أنفسنا أمام حقيقة مهولة عندما نقوم بالتفريق بين المتعلم والمثقف، و بناء على ذلك فالمتعلم قد يكون مثقفا، وقد يكون غير مثقف، و المثقف قد يكون متعلما أو غير متعلم. ونفس الشيء نقوله بالنسبة لحاملي الشهادات العلمية مهما كانت درجتها كما نقوله في الموظفين مهما كان سلم ترتيبهم، و في رجال السلطة مهما كانت مسؤوليتهم، و في رجال الأعمال مهما كانت استثماراتهم. و نعتبر أن كل ذلك قد يخدم الثقافة من وجهة نظر معينة إذا كان هؤلاء مثقفون فعلا، و كون الإنسان من عامة الناس أو من الكادحين لا يمنع صيرورته مثقفا إذا كان منتجا للقيم الثقافية.

    وعليه ينبغي أن يكون المثقف مشتملا على الصفات التالية:
    1- أن يكون منتميا إلى الفئة المتمثلة للقيم الاجتماعية و الإنسانية و الاقتصادية و الثقافية و المدنية و السياسية، و هم الغالبية العظمى من الناس.
    2 - وأن يكون منتميا للقيم المختلفة بوسيلة معينة، وهؤلاء غالبا ما يكونون قلة قليلة جدا من المجتمع، سواء تعلق الأمر بموظفي وسيلة الأدب، أو وسيلة الفنون، أو الفكر، أو غيرها من الوسائل التي تعمل على إنتاج القيم، أو على إشاعتها بين البشر. وبناء على هذا التمييز و التحديد الذي نريده واضحا. فهل يمكن القول بأن المثقف هو المنتج للقيم المساهمة في بلورة الشخصية الاجتماعية والإنسانية المتناسبة مع السلوكيات العامة الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية المتطورة، والسائدة في إطار تشكيلة اقتصادية اجتماعية معينة. و المساعدة على انتقال تلك التشكيلة إلى المرحلة الأرقى.
    و بناء على هذا الفهم المحدد، و الذي تبلور لدينا من خلال تعاطينا مع أشكال الفهم الأخرى التي قد يعتمدها هذا المثقف أو ذاك، أو يروج لها هذا المنبر أو ذاك. فإن المطلوب في المثقف أن يكون :

    أ - خبيرا بالقيم الإيجابية و السلبية المتصارعة في المجال الاجتماعي محليا، ووطنيا، وقوميا وعالميا، حتى يستطيع تحديد القيم التي يستهدف إزالتها و نفيها من الواقع في أبعاده المختلفة. و ما هي القيم التي يقبل على إنتاجها أو إشاعتها من اجل المساهمة في تقويم الشخصية الاجتماعية والإنسانية، والعمل على تطويرها من أجل جعلها مساهمة في تطور وتطوير الواقع في مختلف مناحي الحياة.

    ب - متتبعا للحركة الثقافية المحلية والوطنية، والقومية والعالمية من أجل إغناء خبرته، حتى تزداد صلابة أمام تحديات عناد الواقع الذي يبقى أسير الرؤى الجاهزة القائمة على استحضار سلطة العادات والتقاليد والأعراف.

    ج - متشبعا بالقيم الناتجة عن استيعاب مضامين دينه ومطلعا على المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية. والميثاق الدولي المتعلق بحقوق الطفل، وتوظيف تلك القيم من أجل العمل على إبداع قيم جديدة تتناسب مع ضرورة تحولات التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية في الاتجاه الأحسن في أفق تحقيق المرحلة الأعلى.

    هـ - مستفيدا من مختلف التجارب الثقافية في حياة الشعوب حتى يسترشد بالجوانب الإيجابية في إغناء الثقافة المحلية والوطنية والقومية والإنسانية بالمزيد من القيم التي تساعد على تطوير المجتمعات البشرية والعلاقات الإنسانية، و ترسخ القيم النبيلة في السلوك الفردي و الجماعي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية مما يجعله يحتل مكانة ممتازة في المجتمع الذي يعيش فيه، و لدى الطبقة التي يصنَّف فيها على المستوى الاجتماعي، وفي التنظيمات الحزبية والجماهيرية التي ينتمي إليها.

    فالمثقف، و بهذا المفهوم الذي عرضناه، إذا لم يكن خبيرا بالقيم الإيجابية و السلبية، و متتبعا للحركة الثقافية على المستويين الخاص والعام، ومتشبعا بالقيم الناتجة عن استيعاب المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق العامة، و بالحقوق الخاصة، ومستفيدا من تجارب الشعوب الثقافية المختلفة، لا يكون قادرا على المساهمة الفعالة في محاربة القيم الثقافية السلبية، وفي العمل على بناء منظومة القيم الثقافية الإيجابية، أي أنه لا يستطيع بناء وعي ثقافي متقدم ومتطور، ويخدم عملية التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي في الاتجاه الذي يخدم حركة التاريخ.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الأستاذ/ محمد حنفي بـــ "تصرف في المقال"







                  

العنوان الكاتب Date
مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب... سيف اليزل برعي البدوي07-08-20, 11:52 AM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:03 PM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:05 PM
    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-09-20, 12:13 PM
      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-10-20, 10:42 AM
        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-11-20, 12:23 PM
          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-13-20, 12:32 PM
            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-14-20, 03:42 PM
              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-15-20, 01:05 PM
                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-16-20, 01:46 PM
                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-17-20, 12:47 PM
                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-18-20, 03:53 PM
                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-19-20, 02:58 PM
                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-20-20, 05:18 PM
                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-21-20, 03:01 PM
                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-23-20, 00:52 AM
                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-24-20, 01:11 AM
                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-25-20, 01:58 AM
                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 01:41 AM
                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 12:20 PM
                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-03-20, 03:17 PM
                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-04-20, 02:10 PM
                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-05-20, 02:06 PM
                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-06-20, 02:56 PM
                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-07-20, 12:27 PM
                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-08-20, 01:04 PM
                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-09-20, 01:12 PM
                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-10-20, 01:07 PM
                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-11-20, 03:28 PM
                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-12-20, 05:15 PM
                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-13-20, 01:28 PM
                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-14-20, 01:58 PM
                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-15-20, 12:34 PM
                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-16-20, 02:47 PM
                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-18-20, 11:36 AM
                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-20-20, 01:39 AM
                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-22-20, 00:20 AM
                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-23-20, 11:50 AM
                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-27-20, 03:28 AM
                                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 02:22 AM
                                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 10:21 PM
                                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-30-20, 04:49 PM
                                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-31-20, 11:16 PM
                                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-02-20, 00:30 AM
                                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-03-20, 06:00 PM
                                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-05-20, 02:42 PM
                                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-28-20, 02:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de